برّي: طاولة حوار كتل لا تفاهمات ثنائية وثلاثية
تاريخ النشر: 23rd, September 2023 GMT
بدا الجوّ مكفهراً، على الرغم من ان الرئيس نبيه بري يتابع العمل على مبادرته، عبر تلقي الاجابات الخطية، لا سيما من رؤساء الكتل النيابية، ببند واحد لا غير: هو انتخاب رئيس الجمهورية.
وكشف النقاب عن ان الرئيس بري وجَّه رسائل رسمية لكل من كتلتي «الجمهورية القوية» و«لبنان القوي»، فجاء الجواب القواتي رفضاً واضحاً، أمَّا التيار الوطني الحر، فإنه جاء ردّه سلسلة اشتراطات، رآها ضرورية، وتصب بالتالي، في إبعاد بري عن ترؤس الحوار، ورفض أي صيغة تربط الجلسات بالنتائج، والاكتفاء بمقاربات او عناوين عريضة، الامر الذي رأت فيه اوساط عين التينة وضعاً للعصي في الدواليب، لا أكثر ولا أقل.
يُشار الى ان بري ارسل رسالته الى باسيل، عبر النائبين آلان عون والياس بوصعب.
كما بعث رئيس المجلس برسالة الى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع مع النائب ملحم الرياشي.
ونُقل عن الرئيس بري تأكيده انه هو الذي سيدير الحوار.
وفي هذا الاطار كتب نقولا ناصيف في "الاخبار": ما يقوله الرئيس نبيه برّي أمام زواره إن رفض البعض الحوار الذي يدعو إليه ليس مطلقاً: «كلٌّ يريده بحسب مزاجه وشروطه، وأنا أريده بحسب مصلحة الجميع». يضيف: «سأظل أسمّيه حواراً وليسموه هم (الفرنسيون) تشاوراً»
بين مَن يؤيد الحوار الذي يدعو إليه الرئيس نبيه برّي ومَن يرفضه هوة عميقة يصعب ردمها. الأولون يرونه شرطاً حتمياً لانتخاب الرئيس، والأخيرون يرونه محاولة فرض انتخاب مرشح أولئك لا انتخاب الرئيس. أما الحوار نفسه، المتضمّن في مبادرة رئيس المجلس، فمبنيٌّ على فرص ثلاث:
أن يلتئم ويتفق الحاضرون على مرشح يصير من ثم إلى انتخابه للفور في دورة اقتراع أولى، منسجمة مع توافقهم على المرشح.ـ أن يلتئم الحوار ولا يُتفق على مرشح ويذهب الحاضرون ما داموا يمثلون كتل البرلمان إلى دورات اقتراع متتالية إلى أن يُنتخب أحد مرشحيْن اثنين أو أكثر بالتنافس بالغالبيية المطلقة.ـ أن لا ينعقد الحوار ويقاطعه أفرقاء أساسيون فيتعذّر مبرر دعوة مجلس النواب إلى انتخاب الرئيس، ولا حاجة بعد ذاك إلى دورات اقتراع. ليست ثمة فرصة رابعة للحوار ما دام أضحى لصيق الانتخاب، وفي الوقت نفسه عدوّه ومقتله. إلا أن الفرصة الثالثة هي اليوم أكثر ترجيحاً من خلال المواقف المعلنة على الأقل في الاصطفافات الحالية: الثنائي الشيعي وحلفاؤه متمسّكون به، الكتل المسيحية الكبيرة مع حلفاء لها يمانعون، الحزب التقدمي الاشتراكي يفضّل رئيس تسوية والنواب السنّة ينتظرون كلمة السر السعودية. هؤلاء الثلاثة يملكون فيتوات يصعب تجاوزها: الكتلتان الشيعية والمسيحية وثالثتهما الكتلة الدرزية والسنّية صاحبة الفضل في توفير نصاب الثلثين لانعقاد جلسة الانتخاب. الفريق الثالث هذا مع حوار على إطلاقه وبلا شروط.ما يسمعه زوار رئيس المجلس أنه ليس في وارد التخلي عن بنود مبادرته، القائلة بحوار الكتل من حول بند انتخاب الرئيس فحسب في خلال سبعة أيام تنتهي بتوجيه دعوة إلى جلسات اقتراع متتالية إذا اقتضى تعذّر التوافق.
عندما يُسأل عن اقتراح رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل إجراء حوارات ثنائية أو ثلاثية عوض جمع الكتل كلها إلى طاولة الحوار، وإذّاك يصعب التفاهم وتمسي الطاولة حوار طرشان، يجيب: «الحوار إما يكون موسّعاً ويضم الجميع أو لا يسمى حواراً. ما أدعو إليه هو الحوار الذي يجمع الجميع. لست في وارد حوارات ثنائية وثلاثية ولا تفاهمات ثنائية وثلاثية، في الأصل لم أجرها قبلاً ولن أفعلها الآن». في المقلب الآخر مما يقوله رئيس المجلس، يُنقل عن الكتلة الأوسع تمثيلاً بين الرافضين المبدئيين للحوار، هي كتلة نواب حزب القوات اللبنانية، النقيض تماماً. يميزها عن الكتلة المسيحية الأكبر عدداً منها التيار الوطني الحر أن هذه تطلب حواراً بشروطها، فيما الندّ المسيحي الآخر لا يريده في المطلق. في المواقف المعلنة يجهر حزب القوات اللبنانية برفض كامل لحوار يسبق انتخاب الرئيس أياً تكن مبرراته. في حسبانه لا استحقاق يتقدم ذاك الدستوري المعلق. أما في الجلسات المغلقة فله أسئلة مشروعة في مناقشته أسباب رفضه الجلوس إلى طاولة يعدّها غير مجدية في ظاهرها وأقرب إلى فخ في باطنها.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: انتخاب الرئیس رئیس المجلس
إقرأ أيضاً:
سرت تستضيف الملتقى التحضيري الأول لمجالس الحوار والمصالحة الوطنية
احتضنت مدينة سرت، اليوم، فعاليات الملتقى التحضيري الأول للتجمع العام لمجالس الحوار والمصالحة الوطنية، الذي أقيم في قاعة الجهاز الوطني للتنمية، تحت رعاية المجلس الأعلى للمصالحة.
شارك في الملتقى عدد من الشخصيات البارزة، من بينهم رئيس المجلس الأعلى للمصالحة المستشار أحمد بوغريبة، ورئيس لجنة الحوار الليبي-الليبي حسين قنة، إلى جانب عميد بلدية سرت مختار المعداني، والمدير التنفيذي للجهاز الوطني للتنمية محمود الفرجاني، وعدد من ممثلي المجالس الاجتماعية والقبلية من مختلف مناطق ليبيا.
وخلال الجلسة الافتتاحية، وصف المتحدثون مدينة سرت بـ”مدينة اللحمة الوطنية” و”مدينة القرضابية”، مشيدين بدورها التاريخي في تعزيز الوحدة الوطنية وبما تشهده من تطور عمراني بفضل جهود الجهاز الوطني للتنمية ومشاريع البنية التحتية التي تم تنفيذها لأول مرة في المدينة.