عربي21:
2024-11-14@03:23:23 GMT

الدبلوماسيّة القطريّة وحرفة تفكيك الألغام

تاريخ النشر: 23rd, September 2023 GMT

ليس من السهل أن تنجح دبلوماسيّة ما في إدارة مثلّث المتناقضات، بل مثلّث العداء التاريخي، كما نجحت قطر في إدارة شبكة علاقات ملغّمة وتفاهمات بالغة التعقيد كتلك التي حكمت مثلّث برمودا السياسي، ونعني واشنطن- كابل- طهران. فالمحادثات التي قادت إلى الاتفاق الأخير بين إيران والولايات المتّحدة لا تقلّ في أهميّتها وتعقيدها عن المحادثات التي دارت لحساب الجلاء الأمريكي من أفغانستان.

 

شكّلت الدوحة أرضيّة دبلوماسيّة مغرية زاوجت بين المرونة والذكاء، ومميّزات أخرى إيجابيّة، وتمكّنت من جمع رجال القائد الأعلى لطالبان الملّا هبة الله أخوند زاده، بفريق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كما تمكّنت من الجمع بين رجال المرشد الأعلى للثورة الإسلاميّة في إيران عليّ خامنئيّ، بفريق الرئيس الأمريكي جو بايدن.

لا تحتاج الدبلوماسيّة القطريّة إلى الغوص الأرشيفي لاستخراج إنجازاتها، تحتاج فقط إلى ذهن منصف محصن ضد التعبئة الموجّهة ومتخفّف من الكراهية المصنّعة؛ تلك الحصانة ستسهل على صاحبها الانتباه إلى نجاعة النسيج الدبلوماسي القطري الذي تجلّى كذلك في بناء علاقة سياسيّة اقتصاديّة متطوّرة مع الجزائر، وفي الأثناء أرسل الملك المغربي محمّد السّادس برقيّة شكر وامتنان لمجموعة البحث والإنقاذ القطريّة الدوليّة، على المجهودات التي قدّمتها للشعب المغربي بعد الزلزال الأخير.. دبلوماسيّة تجمع بين علاقتين واحدة قويّة مع المغرب وأخرى متينة مع الجزائر، ثمّ هي الدبلوماسيّة المرشّحة أكثر من غيرها للعب الدور الملحّ والمطلوب لإعادة الدفء للعلاقات الجزائريّة المغربيّة، دبلوماسيّة بهكذا هندسة لا يمكن إلا الإشادة بها والوقوف برويّة عند مقارباتها.

كلّ ما سبق هي ملفّات ضخمة ومعقّدة ومتصلّبة، نجحت الدبلوماسيّة القطريّة في تليينها ثمّ تذويبها، لكن يبقى الملفّ الأضخم هي ألغام الحصار الجائر، هناك تبيّنت حرفيّة الدبلوماسيّة القطريّة في تفكيك الألغام غير التقليديّة، هناك حذقت الدوحة أسلوب المحافظة على تماس دقيق بين الصلابة والتصلّب.

أمّا لماذا نجحت وتنجح وساطات الدوحة، فملخص ذلك أنّ الدبلوماسيّة القطريّة لا تعمل ككاسحة مهمّتها تجريف الطريق أمام المصالح القطريّة، وما يعني ذلك من حسابات وخسائر وتجاوزات وعداوات ومحاصيل ملوّثة بدماء الشّعوب وتاريخها ومصالحها ووحدتها ومصيرها، بل تعتمد دبلوماسيّة الدوحة على عصرنة قطر وتجميل واجهتها وتقديمها كدولة ثريّة، كما تقتطع جانبا من ثروتها للعمل الإغاثي عبر العالم، فهي تقتطع جانبا آخر من ثروتها لبناء السلام حول العالم، بمعنى لا تعتمد قطر الدبلوماسية كمكينة ابتزاز اقتصادي وجغرافي وسياسي، وإنّما تعتمدها للأنسنة العلاقات وبناء جسور الثقة، في المقابل تعتمد على صندوقها السيادي كحاملة اقتصاديّة واعية، صبورة، غير جشعة ومحترفة. 

بالمختصر، عندما تصنع دبلوماسيّة واقعيّة ذكيّة وموثوقة، يمكنك تجاوز الوساطة الأوروبيّة المتلعثمة المخاتلة بين واشنطن وطهران، ومن ثمّ معالجة الملفّ المعقّد بطريقة تثير إعجاب المشاهد المتابع والشّاهد المعني بالتسوية.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه قطر إيران الدبلوماسية إيران امريكا قطر طالبان دبلوماسية مقالات مقالات مقالات سياسة اقتصاد صحافة سياسة رياضة صحافة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

المملكة ترأس المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم

انتُخب الرئيس التنفيذي للهيئة السعودية للملكية الفكرية الدكتور عبدالعزيز بن محمد السويلم بصفته ممثلًا عن المملكة – ثقةً بمكانتها الدولية وفاعليتها في مجال الملكية الفكرية -, لترأس المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم، وذلك خلال افتتاح أعمال المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في مدينة الرياض بحضور ممثلين عن 193 دولة من أعضاء المنظمة العالمية للملكية الفكرية.

ويعد المؤتمر المرحلة النهائية للمفاوضات الخاصة بالمعاهدة، التي تهدف إلى توحيد الأنظمة العالمية لتسجيل التصاميم، ويستغرق المؤتمر 12 يوم عمل خلال الفترة “11-22 نوفمبر 2024م”.

وتؤدي رئاسة المؤتمر دورًا مهمًا في الإشراف على أعمال المؤتمر ولجانه الداخلية وتسهيل المفاوضات وتقريب وجهات نظر الدول أعضاء المنظمة وتشجيعهم للوصول لإقرار صك المعاهدة، التي تعد إطارًا قانونيًا دوليًا لتوحيد وتسهيل إجراءات تسجيل التصاميم لدى أعضاء المنظمة، مما يعود بالنفع على المصممين من الأفراد المبدعين والمبدعات والقطاع الخاص لتسجيل حقوق ملكياتهم الفكرية.

اقرأ أيضاًالمملكةرفع الإيقاف عن 46 مليون م2 من الأراضي شمال مدينة الرياض

ويأتي هذا الاختيار تقديرًا للجهود البارزة التي بذلتها المملكة لتعزيز بيئة الملكية الفكرية على المستويين المحلي والدولي، ودورها الفاعل في دعم الملكية الفكرية وتشجيع الابتكار، إذ يشكل دور المملكة في هذا الحدث خطوة مهمة نحو تعزيز مكانتها كوجهة عالمية للمبدعين والمستثمرين في المجالات الإبداعية، مما يسهم في بناء اقتصاد معرفي قوي ومستدام.

كما يعكس هذا المؤتمر التزام المملكة العربية السعودية بدعم حماية حقوق الملكية الفكرية، بما يعود بالنفع على الأفراد والمؤسسات ويسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة عالميًا.

مقالات مشابهة

  • رسالة صادمة من دبلوماسي يمني : ”الوضع في اليمن لا يُحتمل”
  • دبلوماسي سابق: مصر تكثف جهودها لاستعادة السلام في المنطقة |فيديو
  • مسؤول دبلوماسي سابق: مصر تكثف جهودها لمواجهة الحرب في المنطقة
  • مليشيات الحوثي تحفر أنفاقاً وتوسع زراعة حقول الألغام بالدريهمي
  • تطهير 43 ألف متر مربع من ألغام الحوثي في باب المندب
  • سلطنة عُمان تشارك في المؤتمر الدبلوماسي بشأن قانون التصاميم
  • دبلوماسي: التعاون العالمي أهم ما يميز قمة المناخ COP29.. صور
  • "مسام" يطهر 43 ألف متر مربع من الألغام الحوثية في ساحل باب المندب
  • المملكة ترأس المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم
  • وزارة الداخلية تطلق ختمًا خاصًّا بالمؤتمر الدبلوماسي لقانون التصاميم 2024