الرئيس الصيني يلتقي الأسد ويطلق “شراكة إستراتيجية” مع سوريا وهذا ما دار بينهما
تاريخ النشر: 23rd, September 2023 GMT
أجرى الرئيس الصيني شي جين بينغ اليوم الجمعة محادثات مع نظيره السوري الزائر بشار الأسد، وكشف عن “شراكة إستراتيجية” جديدة بين البلدين، واصفا ذلك بـ”محطة مهمة في تاريخ العلاقات الثنائية”.
وقال شي إن الصين تدعم التسوية السياسية للأزمة في سوريا، وتحسين علاقات دمشق مع باقي الدول العربية، كما تدعمها في إعادة الإعمار وتعزيز بناء القدرة على مكافحة الإرهاب، وحسب وسائل إعلام محلية، أضاف شي أن بلاده “مستعدّة لمواصلة العمل مع سوريا”، وأن العلاقات بين البلدين “صمدت أمام اختبار التغيرات الدولية”.
وبدأ الرئيس السوري أمس الخميس أول زيارة رسمية للصين منذ نحو عقدين، كما سيحضر حفل افتتاح دورة الألعاب الآسيوية الـ19 في هانغجو غدا السبت، وذكرت وسائل إعلام رسمية أن شي والأسد التقيا في المدينة الواقعة شرقي الصين بعد ظهر اليوم الجمعة.
وزار الأسد الصين في 2004 للقاء الرئيس الصيني آنذاك هو جين تاو. وكانت هذه أول زيارة يجريها رئيس سوري إلى الصين منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في عام 1956.
ودعمت الصين النظام السوري في المحافل الدولية ومجلس الأمن الدولي، فامتنعت عدة مرات عن التصويت لقرارات تدينه خلال سنوات الحرب، واستخدمت حق النقض (الفيتو) إلى جانب روسيا لوقف هذه القرارات، ويرى مراقبون أن سوريا تتمتع بأهمية إستراتيجية بالنسبة لبكين نظرا لموقعها الجغرافي بجوار العراق، إذ يأتي منه نحو 10% من النفط الصيني، وبجوار تركيا التي تمثل نهاية الممرات الاقتصادية الممتدة عبر آسيا إلى أوروبا.
في المقابل، يرى آخرون أن زيارة الأسد إلى الصين خطوة جديدة لإنهاء عزلة دبلوماسية استمرت أكثر من عقد، وضمن جهود الحصول على دعم لإعادة إعمار سوريا التي دمرت الحرب أجزاء واسعة منها.
المصدر : وكالات
المصدر: الميدان اليمني
كلمات دلالية: الرئيس السوري الرئيس الصيني الصين بشار الاسد زيارة الرئيس السوري الى الصين سوريا
إقرأ أيضاً:
“ديب سيك” يشعل أول حروب الذكاء الاصطناعي بين الصين وأمريكا
حيّر تطبيق الذكاء الاصطناعي الصيني الولايات المتحدة وعمالقة التكنولوجيا فيها، من غوغل إلى إنفيديا رائدة الرقائق الإلكترونية الفائقة، وصولاً إلى الرئيس ترامب، الذي أبدى قلقاً كبيراً، وحذر من التالي، وأمر بالاستعداد لاستعادة هيبة أمريكا التقنية.
وفور إطلاق التطبيق الصيني رسمياً في 10 يناير (كانون الثاني) الجاري، هبّت رياح التغيير القوية نحو الأسواق الأمريكية، فأحدث فيها أكبر هزة، وهوى سهم إنفيديا أمس الإثنين إلى أدنى قاع في تاريخ الشركة، ماسحاً بلمحة بصر أكثر من 600 مليار دولار من قيمتها السوقية، كما تصدر قائمة الأعلى تقييماً على متجر آبل متفوقاً على “شات جي بي تي”، وتالياً تسلل التطبيق إلى حصون الهيمنة الأمريكية على عرش التكنولوجيا وعبث بها ونال من هيبتها بطريقة أثارت ذهول الدولة الأقوى في العالم، وفق تقرير لـ”بي بي سي”.
وأكثر ما يعبر عن مدى الصدمة في أمريكا هو ما قاله المستثمر مارك أندريسن، على منصة إكس، يوم الأحد الماضي: “DeepSeek-R1 هو لحظة سبوتنيك للذكاء الاصطناعي”، في إشارة إلى القمر الصناعي الروسي الذي أعلن سباق الفضاء بين الاتحاد السوفيتي سابقاً والولايات المتحدة.
وأضاف أندريسن أن شركة الذكاء الاصطناعي الصينية الناشئة، التي صعدت إلى الشهرة العالمية بسرعة قياسية، قدمت نموذجاً متميزاً للذكاء الاصطناعي بفضل قدرته العالية مقارنة بتكلفته.
ما هو ديب سيك ومن يقف خلفه؟ تأسست شركة “ديب سيك” في 2023 على يد ليانغ وينفينغ مدير صندوق التحوط “هاي فلاير” الذي يستثمر في الذكاء الاصطناعي. منذ إطلاق الشركة تمكنت من بناء 6 نماذج موسعة لمعالجة اللغات بداية من نوفمبر (تشرين الثاني) 2023. في 10 يناير (كانون الثاني) الجاري أطلقت الشركة أبرز نماذجها المجانية وهما “ديب سيك في 3″ و”ديب سيك آر1”. يتميز التطبيق عن غيره في قدرته على مراجعة المنطق في توليد الإجابات قبل عرضها على المستخدم. يعتمد على قدر أقل من البيانات في التدريب، مما يجعله أقل تكلفة. يستخدم التطبيق تقنية “التعلم المُعزز” للتعلم الذاتي من التجارب والأخطاء، والتفاعل مع البيئة المحيطة بطريقة تحاكي البشر. بني بـ6 ملايين دولار، أي أقل بـ10 مرات من ما دفعته “ميتا” الأمريكية لبناء أحدث نماذجها. فن متقنقدرت الشركة الصينية على الوصول لهذا الإنجاز التاريخي باتباع استراتيجة الصمت والصبر والاعتماد على الذات بأكبر قدر ممكن، مع الاستفادة من الخبرات الأمريكية، ورقائق إنفيديا النادرة في الصين بسبب العقوبات الأمريكية.
وبدأت رحلة ليانغ وينفينغ لتحقيق حلمه عام 2021، حينما خصص مبالغ كبيرة لشراء آلاف وحدات معالجة الرسوميات من “إنفيديا” لمشروعه الجانبي في مجال الذكاء الاصطناعي في أثناء إدارة صندوق التحوط “هاي فلاير”.
وتقول الشركة إن نموذجها تم تطويره باستخدام التكنولوجيا المحلية جنباً إلى جنب مع برامج مفتوحة المصدر يمكن لأي شخص استخدامها ومشاركتها مجاناً.
وعلى مدار سنوات، كان صندوق التحوط هاي فلاير التابع لليانغ وينفينغ يخزن الرقائق التي تشكل العمود الفقري للذكاء الاصطناعي والمعروفة باسم وحدات معالجة الرسومات. وقالت الشركة إن نماذجها تستخدم رقائق (H800) الأقل تطوراً، التي تصنعها شركة إنفيديا.
وما يجعل الشركة الصينية أكثر تميزاً هو استعدادها لمشاركة اكتشافاتها بدلاً من الاحتفاظ بها لأغراض تجارية.
وتتميز الشركة كذكلك باستقلاليتها المالية رغم الاتهامات الأمريكية، وحسب المعلن فهي قامت بجمع أموال من مصادر خارجية، أو اتخاذ خطوات كبيرة لتحقيق إيرادات من نماذجها.
ووفق أحد المستثمرين الصينيين في مجال الذكاء الاصطناعي، فإن “إدارة ديب سيك تشبه إلى حد كبير الأيام الأولى لـ(ديب مايند) الأمريكية”. وأضاف “إنها تركز بشكل كامل على البحث والهندسة”.
عزا الخبراء الرعب الحاصل في الولايات المتحدة إلى قلة تكلفة التطبيق المشار إليها أعلاه، مقارنة بما تدفعة شركات التكنولوجيا الأمريكية العملاقة لتطوير نماذجها، فعلى سبيل المثال أنفقت شركة “أوبين إيه آي”، 5 مليارات دولار العام الماضي وحده على الذكاء الاصطناعي.
أطبق الصمت على كل أنحاء وادي السيليكون، وعند الاتصال بأولئك الذين يسعدهم عادة التحدث عن كل جديد في عالم التكنولوجيا، بدا العديد من المراقبين والمستثمرين والمحللين مذهولين.
وفي مقابل هذا الصعود الصاروخي يعم الشك وعدم اليقين، فمن وجهة نظر المحلل المخضرم جين مونستر، فإن الحقيقة تكمن تحت جبل الجليد.
وقال مونستر لبي بي سي: “ما زلت أعتقد أن الحقيقة تكمن تحت السطح عندما يتعلق الأمر بما يحدث بالفعل”. وتساءل أيضاً عما إذا كانت الشركة الصينية الناشئة تتلقى دعماً أو ما إذا كانت أرقامها صحيحة.
وقال إن برنامج المحادثة “جيد بشكل مدهش، مما يجعل من الصعب تصديقه”. وبغض النظر عن ذلك، فإن وصول ديب سيك المفاجئ هو “مرونة” من جانب الصين و”وصمة عار في جبين التكنولوجيا الأمريكية”، على حد تعبيره.
وأتت المفاجأة الصينية في خضم انشغال الولايات المتحدة بمشروع “ستارغيت” للذكاء الاصطناعي، المعلن من قبل الرئيس ترامب بحضور سام ألتمان من أوبين إيه آي، ولاري إليسون من أوراكل، بقيمة تتجاوز الـ500 مليار دولار، وقدرة كبيرة لخلق أكثر 100 ألف وظيفة جديدة موعودة.
أيقنت أمريكا في تلك اللحظة، أن وجود مراكز البيانات الوفيرة والسيطرة على الرقائق المتطورة أعطاها تقدماً كبيراً في مجال الذكاء الاصطناعي، على الرغم من هيمنة الصين على المعادن النادرة والمواهب الهندسية، حتى إن البعض اعتبروا أن هيمنة أمريكا على سباق الذكاء الاصطناعي أمر محتوم، على الرغم من بعض التحذيرات البارزة من كبار المسؤولين التنفيذيين الذين قالوا إن مزايا البلاد لا ينبغي اعتبارها أمراً مفروغاً منه.
ويقول الخبراء إن الولايات المتحدة قد تستمر في قيادة القطاع، ولكن هناك شعور بأن ديب سيك هز الغرور وأقلق الذكاء الاصطناعي الأمريكي.