رصد موقع "القناة 12" العبرية آراء عدد من الخبراء الإسرائيليين حول تصريحات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، لشبكة "فوكس نيوز" بشأن تخصيب اليورانيوم لأهداف مدنية في المملكة.

وقال ناحوم شيلا المختص في الشأن السعودي ودول الخليج في "مركز موشيه دايان" في جامعة تل أبيب، "إن ما تطلبه السعودية في العلن هو موافقة أمريكية على تخصيب اليورانيوم على أراضيها لأهداف مدنية، لكن لذلك إسقاطات وتطورات وسيناريوهات، في حال سرعت إيران برنامجها النووي"، حسبما نقله موقع "سما نيوز" الإخباري

إقرأ المزيد "أكسيوس": خبراء ومسؤولون سابقون يوجهون رسالة لبايدن بخصوص الطلب النووي السعودي

وأضاف شيلا أن "ولي العهد السعودي قال إنه إذا امتلكت إيران سلاحا نوويا فإن السعودية ستفعل ذلك أيضا وهذا يعني أنه إذا سعت إيران لسلاح نووي، فلن تحتاج السعودية بعد الآن إلى موافقة أمريكية، وستحاول الحصول على سلاح نووي بطريقتها الخاصة".

وتابع قائلا: "البرنامج النووي المدني يمكن أن يتحول في ظروف معينة إلى برنامج عسكري.. في حال امتلكت إيران والسعودية سلاحا نوويا عسكريا فإن مصر وتركيا سترغبان بذلك أيضا، وسيصبح لدينا شرق أوسط نووي".

ويوضح شيلا "أنه حين يصبح هناك تخصيب لليورانيوم على الأراضي السعودية، فإن الإشراف عليه يكون أقل فاعلية ذلك أن دخول مراقبي الأمم المتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى السعودية يحتاج إلى موافقتها، مضيفا أنه في حال قرر ولي العهد وقف عمل المراقبين فإن الطريق للحصول على نووي عسكري ستكون قصيرة".

ويشدد المختص في الشأن السعودي ودول الخليج في "مركز موشيه دايان" على أن "التاريخ أثبت حتى اليوم أنه من المستحيل بالوسائل والعقوبات وقف البرنامج النووي لدولة عازمة حقا على تطويره".

إقرأ المزيد نتنياهو: السلام مع الدول العربية سيزيد من احتمالات التوصل إلى سلام مع الفلسطينيين

من جانبه، يرى الجنرال المتقاعد عاموس جلعاد رئيس معهد السياسات والاستراتيجيات في جامعة رايخمان الإسرائيلية والرئيس الأسبق لقسم الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية، أن ما تسعى إليه السعودية ليس برنامجا نوويا للطاقة وأنهم مهتمون بمفاعل لتخصيب الوقود النووي ما يثير الشكوك في أن النية هي بناء قدرة لإنتاج أسلحة نووية في المستقبل، مشيرا إلى أن ما قاله ابن سلمان في المقابلة مع "فوكس نيوز" يعزز هذا الاعتقاد، وهذه ليست المرة الأولى.

ويضيف جلعاد أن "ابن سلمان أوضح أنه في حال تقدم إيران نحو سلاح نووي، فإن السعودية ستنتج سلاحا نوويا، وكما هو معروف، فإن إيران اليوم دولة على عتبة نووية".

ويقول جلعاد "ما تطلبه السعودية مختلف عما هو الحال في دولة الإمارات حيث يوجد مفاعل نووي للكهرباء، لكن لا يوجد خطر لاستخدامه لاحتياجات عسكرية، إذ إن كل شيء مشبوه أو إشكالي يدخل هناك يجري إخراجه تحت رقابة مشددة.. لا يوجد لديهم تخصيب ذاتي لليورانيوم.. عندما يصبح بإمكانك التخصيب بشكل مستقل، كما يريد السعوديون، عندها حتى ولو كان هناك إشراف، يمكن التخلص منه مثلما قامت إيران بخفض ثلث عدد المراقبين".

ويتابع "المشكلة لا تكمن في امتلاك السعودية القدرة على إنتاج الكهرباء، ولكنهم يريدون أن تكون لديهم القدرة وبشكل مستقل على التقدم نحو سلاح نووي في حال فعلت إيران ذلك.. إذا قامت السعودية بهذه الخطوة فإن تركيا ومصر ستفعلان ذلك أيضا وعندها ستفقد إسرائيل صورتها كقوة هائلة، وسيكون هناك سباق تسلح نووي".

إقرأ المزيد تقرير عبري: اجتماعات سعودية إسرائيلية سرية عقدت مؤخرا بمشاركة مسؤولين رفيعي المستوى من الجانبين

بدوره، صرح البروفيسور أستاذ التاريخ في قسم دراسات الشرق الأوسط بجامعة بار إيلان، يهوشاع طيطيلباوم، إنه توجد لدى السعوديين منذ سنوات برامج أبحاث، ويحاولون منذ سنوات تحويل أنفسهم إلى قوة شرق أوسطية.. إنهم مهتمون بالحصول على سلاح استراتيجي وتحقيق دولة قوية.. هذا هو الجزء الإشكالي لكل من إسرائيل والولايات المتحدة.. سباق التسلّح النووي"، مشيرا إلى أن هذا يضع إسرائيل في موقف غير مريح لأنها تريد حقا التطبيع مع السعودية لكن الثمن الذي يطلبه السعوديون مرتفع جدا.

ويضيف أن مطالب السعوديين من الأمريكيين أكثر من مطالبهم منا (أي من إسرائيل) وهي سلاح نووي، وتحالف دفاعي لم يكن لديهم من قبل، والحصول على الأسلحة بسرعة دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) نفسها، من دون المرور عبر أروقة الجحيم في الكونغرس.

كذلك، يشير الباحث في معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي إلداد شابيط، بشأن المطالب السعودية وتأثيرها على إسرائيل، إلى وجود تقديرات بأن منح الموافقة الأمريكية للسعودية لتخصيب اليورانيوم على أراضيها بشكل كامل، يفتح بابا جديدا.

وقال "أعتقد أنه حتى اليوم أصرت الولايات المتحدة وإسرائيل على ألا تكون هناك قدرة مستقلة على التخصيب على أراضي الدول العربية الإسلامية، ولهذا السبب نكافح أمام إيران.. إذا حدث ذلك في السعودية أعتقد أن الصراع برمته ضد إيران سيفقد شرعيته.. التطبيع بين إسرائيل والسعودية مهم على المستوى الاستراتيجي، لكن الثمن باهظ".

إقرأ المزيد زعيم المعارضة الإسرائيلية: على تل أبيب أن ترفض اتفاقا يشمل تخصيب يورانيوم في السعودية

وفي المقابل، نشر رئيس معهد ميسغاف لشؤون الأمن القومي الإسرائيلي ورئيس هيئة الأمن القومي سابقا، مائير بن شبات، طرح من خلاله وجهة نظره حيث يقول: "من وجهة النظر الإسرائيلية، الرد المثالي على المطلب السعودي بالحصول على قدرات نووية، الذي يجب على الرئيس الأميركي جو بايدن طرحه، هو تحديد المعادلة التالية: السعودية لن تمتلك هذه القدرات كما لن تمتلكها إيران.. بمعنى أنه بدلا من تزوّد السعودية بهذه القدرات من أجل سد الفجوات بينها وبين إيران، ستعمل الولايات المتحدة على تقليص القدرة الإيرانية على تهديد دول المنطقة".

وأشار إلى أن "هذا الرد لا يطمئن السعودية فحسب، بل سيمنع أيضا انطلاق سباق نووي في الشرق الأوسط، وسيرسل رسالة واضحة بالنسبة للمعايير الدولية التي يجب الحفاظ عليها في المجال النووي".

ويضيف بن شبات أن "إدارة بايدن سارت حتى الآن في الاتجاه المعاكس، ولا يمكن توقع أنها ستقوم بمثل هذا التغيير الكبير.. يمكن الترجيح أن المقترحات التي ستُطرح في هذا الشأن سترتكز على الإجراءات المطلوبة من أجل السماح للولايات المتحدة بالسيطرة على هذا الأمر، من أجل منع تحول البرنامج النووي السعودي إلى مشروع عسكري".

وفي مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية، قال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، إن المملكة تقترب من تطبيع العلاقات مع إسرائيل، كما تحدث عن البرنامج النووي الذي تطالب به المملكة، حيث شدد ولي العهد على أنه "في حال امتلكت إيران سلاحا نوويا، فيجب أن يكون لدينا أيضا سلاح نووي".

سمو ولي العهد:

إذا حصلت إيران على سلاح نووي فيجب علينا حيازته #لقاء_محمد_بن_سلمانpic.twitter.com/bAf2WzYtlP

— أخبار محمد بن سلمان (@KING_MBS_) September 20, 2023

المصدر: "القناة 12" الإسرائيلية + وكالات

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: كورونا اتفاق السلام مع إسرائيل الرياض الملف النووي الإيراني تل أبيب طهران محمد بن سلمان واشنطن ولی العهد السعودی تخصیب الیورانیوم البرنامج النووی محمد بن سلمان إقرأ المزید سلاحا نوویا سلاح نووی فی حال

إقرأ أيضاً:

حكومة صنعاء توجه مذكرة رسمية لوزير الحج السعودي بشأن الحجاج اليمنيين العالقين في المملكة

الجديد برس:

حمّلت وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة التابعة لحكومة صنعاء، السلطات السعودية ممثلة في وزارة الحج والعمرة، المسؤولية الكاملة عن ما قد يتعرض له الحجاج اليمنيين وعن سلامة عودتهم إلى صنعاء.

وجاء هذا التحذير بعد أن منعت السلطات السعودية طائرة تقل حجاج يمنيين من الإقلاع باتجاه مطار صنعاء، وحولت اتجاهها إلى مطار عدن، مما تسبب في قلق بشأن سلامتهم.

ونقلت وكالة “سبأ” التابعة لحكومة صنعاء عن مصدر مسؤول في وزارة الإرشاد قوله إن الوزارة خاطبت وزير الحج والعمرة السعودي بمذكرة رسمية تطالبه فيها بتحمل مسؤولياته تجاه الحجاج اليمنيين العالقين في المملكة وإعادة نقلهم إلى مطار صنعاء.

وأكد المصدر أن ذلك “بموجب قوانين هيئة الطيران المدني السعودي، التي توضح مسؤولية الهيئة العامة للطيران المدني السعودي في إعادة الحجاج في حال تخلف الشركة الناقلة عن إعادة نقلهم بموجب الضمان، الذي تقدُمه الخطوط الجوية المتخلفة عن التزاماتها في استكمال عملية النقل”.

وأوضح أن “القوانين المذكورة أعلاه تلزم الشركات الناقلة تقديم ضمان إعاشة إلى الهيئة العامة للطيران السعودي لتغطية جميع المبالغ، التي تستحق على الشركات الناقلة، مقابل إعاشة الحجاج وإسكانهم في حالة تخلفها عن نقلهم”.

وأشار المصدر إلى أن معظم الحجاج اليمنيين الذين تم تفويجهم عبر مطار صنعاء لديهم أسباب وموانع أمنية وصحية تمنعهم من السفر عبر مطارات أخرى في اليمن، مما يجعل مطار صنعاء الخيار الوحيد والآمن لهم.

وطالب المصدر وزارة الحج والعمرة السعودية بتحمل مسؤوليتها الدينية والقانونية والأخلاقية، وتوفير السكن والإعاشة اللازمة للحجاج اليمنيين المتضررين، وضمان عودتهم سالمين إلى مطار صنعاء عبر أي شركة ناقلة أخرى، وذلك التزاماً بالقوانين والأعراف المتفق عليها، والمذكورة آنفاً، وبموجب الضمان المقدم من الخطوط الجوية اليمنية.

وقد سبق وأن أعربت وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة بحكومة صنعاء عن قلقها بشأن سلامة الحجاج اليمنيين، محملة السلطات السعودية المسؤولية الكاملة عن أي تبعات قد تحدث نتيجة منع إقلاع الطائرة التي كانت ستقل الحجاج من جدة إلى مطار صنعاء، ثم تحويل مسار رحلتها إلى مطار عدن، مع أن كافة الركاب كانوا متجهين إلى صنعاء.

وفي هذا السياق، صرح نائب وزير الخارجية في حكومة صنعاء، حسين العزي، بأن “الخطوط الجوية اليمنية يفترض أن تبقى ناقلاً وطنياً للجميع، وقد طالبنا مراراً وتكراراً بذلك”، لافتاً إلى أن التصرف السعودي تجاه صنعاء في ظل حربها مع العدو الإسرائيلي مؤسف للغاية.

وأضاف العزي في تغريدة على منصة “إكس” أن الشعب اليمني لن يسمح بأن تتحول الخطوط الجوية اليمنية إلى أداة ضد اليمن، مؤكداً على استحالة ذلك “حتى لو اضطررنا نحن وإخواننا في التحالف إلى ركوب الحمير والاستغناء عن المطارات”، في إشارة إلى إمكانية استهداف المطارات السعودية.

من جانبه، طالب عضو المجلس السياسي الأعلى في صنعاء، محمد علي الحوثي، بضمان عودة حجاج صنعاء إلى وجهتهم الأصلية مطار صنعاء كشرط لاستئناف رحلات الخطوط الجوية اليمنية.

وقال الحوثي في تغريدة على منصة “إكس”، إن “طائرات اليمنية بالإمكان أن تعاود الرحلات إذا تم الضمان بعودة حجاج صنعاء إلى صنعاء”.

وأضاف الحوثي مخاطباً التحالف ومجلس القيادة الرئاسي وحكومته: “نقول لهم اتركوها (أي اليمنية) للشعب كل الشعب تقدم خدماتها بدون لعب وعرقلة”.

وقد احتجزت سلطات حكومة صنعاء طائرات اليمنية رداً على احتجاز السعودية إحدى الطائرات لمدة خمس ساعات ومنعها من التحرك من مطار جدة، ثم قامت بتغيير مسار رحلتها إلى مطار عدن، مع أن وجهة جميع ركابها كانت إلى مطار صنعاء، مما تسبب في قلق بالغ بشأن سلامة الحجاج اليمنيين.

مقالات مشابهة

  • مؤرخ إسرائيلي يطالب بشن هجوم نووي على إيران.. العالم سيتفهم ذلك
  • مؤرخ إسرائيلي يطالب بشن هجوم نووي ضد إيران.. العالم سيتفهم ذلك
  • خبراء إسرائيليون يستشرفون تأثير مناظرة بايدن- ترامب على حرب غزة
  • حكومة صنعاء توجه مذكرة رسمية لوزير الحج السعودي بشأن الحجاج اليمنيين العالقين في المملكة
  • صنعاء تخاطب وزير الحج السعودي بشأن حجاجها في المملكة
  • العثور على قنبلة أمام منزل نتنياهو
  • نتنياهو يعيد تشكيل مجموعات عمل لمتابعة البرنامج النووي الإيراني
  • بعد احتجاز طائرات اليمنية.. طائرات أجنبية تحلق فوق أجواء عدن لأول مرة (صورة)
  • مخاوف كبرى في إسرائيل من حصول مصر والسعودية على “سلاح نووي”
  • أكسيوس: إسرائيل تعيد تشكيل مجموعات العمل لـ"نووي إيران"