الثورة نت:
2025-03-16@10:14:06 GMT

ثورة الخلاص من الوصاية

تاريخ النشر: 23rd, September 2023 GMT

أحمد يحيى الديلمي

 

 

في ظل الجدل الدائم بين المثقفين والأنصاف والأرباع منهم حول العلاقة الأزلية بين ثورة سبتمبر 21 و 26 ، لا بد أن نعود قليلاً إلى الوراء لنؤكد حقيقة هامة لا أعتقد أن أحداً يُنكرها ، ومفادها أن ثورة الـ26سبتمبر 1962م وقعت تحت الوصاية من أول وهلة وكانت وصاية مزدوجة كان المصريون ومن خلفهم يتحكمون بالجانب الجمهوري، والسعوديون ومن معهم يتحكمون في الجانب الملكي ، وهكذا أصبحت اليمن واليمنيون مجرد ألعوبة للتسلية وتصفية الحسابات بين دول مختلفة ومن لف لفيفهما ، ووصل الأمر في صنعاء مثلاً بالجانب المصري إلى مرحلة التحكم المباشر والسيطرة على كل مقاليد الأمور بحيث تم سجن الدولة بكامل رجالها في القاهرة واستبدالهم بآخرين وكان اللواء طلعت حسن آخر قائد لما يُسمى بالقوات العربية يتحكم في كل صغيرة وكبيرة ولا يستطيع أي وزير أن يتحرك إلا بأمره ، وهكذا كان الأمر مع السعودية والجانب الملكي ، السعودية تُقدم وتؤخر ما تُريد ، وهنا تكمن عظمة ثورة 21سبتمبر لأنها حررت البلاد من الوصاية والتبعية المطلقة وأصبح الوفد الوطني في صنعاء يتفاوض مع الجانب السعودي الند للند .


من هذه النقطة بالذات نعرف أساس الخلاف الرئيسي الذي يعرقل المفاوضات بين الجانبين من شهر إلى آخر ، فالسعودية على أتم الاستعداد لدفع أي مبالغ مرتبات أو تعويضات أو ما يطلبه الجانب اليمني ، بشرط أن يقبل الطرف اليمني بعودة الوصاية وحالة الخنوع والاستسلام والتبعية كما كان الأمر في الماضي ، إلا أن هذا الأمر بات مستحيلاً من قبل أنصار الله والشعب اليمني بشكل عام بعد أن تخضبت الأرض بالدماء وتزينت الشوارع بصور الشهداء الذين بذلوا أرواحهم في سبيل تحقيق هذه الغاية ممثلة في إنهاء الوصاية على الشعب اليمني ، وكأن 21سبتمبر الحدث جاء ليقول للسعوديين الشعب شب عن الطوق وخرج عن الوصاية ، ومن الآن حتى يبعث الله الأرض ومن عليها ستظل اليمن حرة مستقلة تملك الإرادة والسيادة والاستقلال ، وتمتلك قرارها بنفسها بعيداً عن الإملاءات الخارجية أو الوصاية المباشرة ، وهذا بالفعل ما ترفضه السعودية وتعتبره مصدر خطر عليها، ونحن نعلم جميعاً كيف كانت السعودية تتحكم في القرار اليمني حتى أن أحد الوزراء ذهب لحضور اجتماع دولي ليُمثل اليمن وانحاز إلى قرار مخالف لما أعلنه الوزير السعودي ، فتم استدعاؤه ومن ثم تنحيته من الوظيفة لأن السعودية أقامت الدنيا ولم تُقعدها بعد أن شذ عن القاعدة المعروفة وهي التبعية المطلقة للسعودية .
وهكذا كان الأمر بالنسبة للشهيد المغدور إبراهيم محمد الحمدي، فلقد حاول أن ينزع إلى الاستقلالية فلم تمهله السعودية سوى أسابيع وكلفت عملاءها في الداخل للقضاء عليه، وبالتالي ظلت الأمور محكومة للإرادة السعودية تارة عن طريق المشائخ الممولين منها وأخرى عن طريق من تلبسوا الدين زوراً وبهتاناً وأصبحوا يمثلونه في كل المواقع والمحافل، فلقد كانوا يجسدون الرغبة السعودية في كل أعمالهم ولو على حساب كل شيء السيادة والاستقلال والأرض والكرامة كلها كانت مباحة أمام الجانب السعودي ، وهذا ما يجعله اليوم يتلكأ كثيراً في كل جولة من جولات التفاوض رغم استعداده وما يترتب على هذا الاستعداد من سخاء وقبول بدفع المليارات فقط أن يُسمح لها بأن تعود للأمساك بزمام الأمور ولو من طرف خفي ، إلا أنه كما قُلنا بات من الصعب العودة إلى ذلك الوضع المزري، وهذا هو الألق الذي تتميز به ثورة 21سبتمبر والذي يمنحها خاصية مميزة، ولكي تستمر هذه الحالة فإن الأمر بحاجة إلى مساعٍ كبيرة لتحقيق كل ما يتطلع إليه الشعب في مجال التنمية والسلام والأمن والاستقرار ، لا أن نظل نسير على نفس النهج الذي ظل سار عليه النظام السابق ، نعلن عن أشياء لا وجود لها إلا في الإعلام وفي أذهان المعلنين فقط ، والواقع يئن ويشكو الويل وإذا استمر الأمر على هذه الحالة فإن الأمور ستسير من سيئ إلى أسوأ ، وستتمكن السعودية من العودة إلى نفس الموقع الذي خسرته بفعل التضحيات وحالات الاستبسال النادرة .
نبارك لشعبنا ولقيادة الثورة هذه الذكرى الخالدة.. ومن نصر إلى نصر.. والله من وراء القصد ..

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

ترامب بشأن ضم غرينلاند: "أعتقد أن الأمر سيحصل"

أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الخميس، عن قناعته بأنّ ضمّ بلاده لغرينلاند، المنطقة الدنماركية المتمتّعة بحكم ذاتي "سيحصل" في نهاية المطاف، ممّا سيعزّز "الأمن الدولي".

وسارع رئيس وزراء غرينلاند المنتهية ولايته ميوت إيغده إلى التنديد بتصريحات ترامب، مؤكداً أنه سيجمع زعماء الأحزاب السياسية للخروج بردّ موحّد على ما قاله الرئيس الأمريكي.

وصرّح ترامب لدى استقباله الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته: "أعتقد أنّ الأمر سيحصل"، مضيفاً "نحن بحاجة إليها من أجل الأمن الدولي".

وأضاف ترامب أنّ روته يمكن أن يكون "فعّالًا للغاية" في تحقيق هذه الخطوة.

وقال "كما تعلم يا مارك، نحن بحاجة إلى ذلك من أجل الأمن الدولي... لدينا العديد من الأطراف الفاعلة المفضّلة لنا التي تجوب الساحل، وعلينا أن نكون حذرين"، في إشارة واضحة إلى تزايد الاهتمام الصيني والروسي في المنطقة القطبية الشمالية.

'What is your vision for the potential annexation of Greenland?'

US President Donald Trump replies: 'I think it will happen.'

Live updates ➡️ https://t.co/Wiud9uEwWB

???? Sky 501 and YouTube pic.twitter.com/cfOf9z0ite

— Sky News (@SkyNews) March 13, 2025

وفي ردّ على موقف ترامب، قال رئيس الوزراء: "كفى".

وأضاف عبر "فيس بوك: "هذه المرة، علينا تشديد لهجتنا رفضاً (لما يدلي به) ترامب. لا ينبغي أن يستمر التقليل من احترامنا".

وسلّطت تهديدات ترامب بالاستيلاء على الجزيرة الغنية بالموارد الطبيعية، أنظار العالم أجمع على هذه المنطقة، لا سيّما وأنه رفض استبعاد استخدام القوة "للسيطرة على غرينلاند".

ويأتي تصريح الملياردير الجمهوري بعيد انتخابات تشريعية جرت في غرينلاند وصوّتت فيها غالبية سكان الجزيرة البالغ عددهم 57 ألف نسمة، لصالح أحزاب مؤيدة لاستقلال الجزيرة.

من جهته، أكد روته أنّه لن يتدخّل في أيّ مسألة تتعلق بانضمام غرينلاند إلى الولايات المتحدة.

وقال "لا أريد جرّ الناتو إلى هذا الأمر".

لكنّ الأمين العام لفت إلى أنه "عندما يتعلّق الأمر بالشمال الأقصى والقطب الشمالي، فأنت محقّ تماماً، الصينيون يستخدمون هذه الطرق الآن. نعلم أنّ الروس يعيدون تسليح أنفسهم. نعلم أنّ لدينا نقصا في كاسحات الجليد".

وأضاف: "من هنا فإنّ حقيقة أن تعمل سبع دول، باستثناء روسيا، 7 دول في القطب الشمالي تعمل معاً على هذا الأمر بقيادة الولايات المتحدة، هو أمر بالغ الأهمية لضمان بقاء تلك المنطقة، ذلك الجزء من العالم، آمناً".

مقالات مشابهة

  • أهالي حمص في ذكرى الثورة.. الشعب السوري واحد
  • أهالي دوما بريف دمشق يحتفلون بذكرى ثورة الشعب السوري المباركة، وصور الشهداء تزين ساحة الحرية وسط المدينة.
  • في ذكراها الرابعة عشرة، ثورة الشعب السوري انتصرت… حشود الأهالي تكتب حكاية الصبر في إدلب
  • بطاريات الجاذبية.. ثورة في تخزين الطاقة المتجددة
  • لأول مرة في المسجد الحرام يحدث هذا الأمر للنساء
  • التداول في عام 2025: ثورة التكنولوجيا وتغيير مفاهيم الاستثمار
  • ثورة في عالم السيارات: سيارة جديدة من تويوتا لا تحتاج بنزين أو كهرباء
  • ترامب بشأن ضم غرينلاند: "أعتقد أن الأمر سيحصل"
  • طباعة الإنجيل لأول مرة .. قصة ثورة في النشر والمعرفة
  • خواطر رمضانية