الثورة نت:
2024-09-09@04:23:49 GMT

ثورة الخلاص من الوصاية

تاريخ النشر: 23rd, September 2023 GMT

أحمد يحيى الديلمي

 

 

في ظل الجدل الدائم بين المثقفين والأنصاف والأرباع منهم حول العلاقة الأزلية بين ثورة سبتمبر 21 و 26 ، لا بد أن نعود قليلاً إلى الوراء لنؤكد حقيقة هامة لا أعتقد أن أحداً يُنكرها ، ومفادها أن ثورة الـ26سبتمبر 1962م وقعت تحت الوصاية من أول وهلة وكانت وصاية مزدوجة كان المصريون ومن خلفهم يتحكمون بالجانب الجمهوري، والسعوديون ومن معهم يتحكمون في الجانب الملكي ، وهكذا أصبحت اليمن واليمنيون مجرد ألعوبة للتسلية وتصفية الحسابات بين دول مختلفة ومن لف لفيفهما ، ووصل الأمر في صنعاء مثلاً بالجانب المصري إلى مرحلة التحكم المباشر والسيطرة على كل مقاليد الأمور بحيث تم سجن الدولة بكامل رجالها في القاهرة واستبدالهم بآخرين وكان اللواء طلعت حسن آخر قائد لما يُسمى بالقوات العربية يتحكم في كل صغيرة وكبيرة ولا يستطيع أي وزير أن يتحرك إلا بأمره ، وهكذا كان الأمر مع السعودية والجانب الملكي ، السعودية تُقدم وتؤخر ما تُريد ، وهنا تكمن عظمة ثورة 21سبتمبر لأنها حررت البلاد من الوصاية والتبعية المطلقة وأصبح الوفد الوطني في صنعاء يتفاوض مع الجانب السعودي الند للند .


من هذه النقطة بالذات نعرف أساس الخلاف الرئيسي الذي يعرقل المفاوضات بين الجانبين من شهر إلى آخر ، فالسعودية على أتم الاستعداد لدفع أي مبالغ مرتبات أو تعويضات أو ما يطلبه الجانب اليمني ، بشرط أن يقبل الطرف اليمني بعودة الوصاية وحالة الخنوع والاستسلام والتبعية كما كان الأمر في الماضي ، إلا أن هذا الأمر بات مستحيلاً من قبل أنصار الله والشعب اليمني بشكل عام بعد أن تخضبت الأرض بالدماء وتزينت الشوارع بصور الشهداء الذين بذلوا أرواحهم في سبيل تحقيق هذه الغاية ممثلة في إنهاء الوصاية على الشعب اليمني ، وكأن 21سبتمبر الحدث جاء ليقول للسعوديين الشعب شب عن الطوق وخرج عن الوصاية ، ومن الآن حتى يبعث الله الأرض ومن عليها ستظل اليمن حرة مستقلة تملك الإرادة والسيادة والاستقلال ، وتمتلك قرارها بنفسها بعيداً عن الإملاءات الخارجية أو الوصاية المباشرة ، وهذا بالفعل ما ترفضه السعودية وتعتبره مصدر خطر عليها، ونحن نعلم جميعاً كيف كانت السعودية تتحكم في القرار اليمني حتى أن أحد الوزراء ذهب لحضور اجتماع دولي ليُمثل اليمن وانحاز إلى قرار مخالف لما أعلنه الوزير السعودي ، فتم استدعاؤه ومن ثم تنحيته من الوظيفة لأن السعودية أقامت الدنيا ولم تُقعدها بعد أن شذ عن القاعدة المعروفة وهي التبعية المطلقة للسعودية .
وهكذا كان الأمر بالنسبة للشهيد المغدور إبراهيم محمد الحمدي، فلقد حاول أن ينزع إلى الاستقلالية فلم تمهله السعودية سوى أسابيع وكلفت عملاءها في الداخل للقضاء عليه، وبالتالي ظلت الأمور محكومة للإرادة السعودية تارة عن طريق المشائخ الممولين منها وأخرى عن طريق من تلبسوا الدين زوراً وبهتاناً وأصبحوا يمثلونه في كل المواقع والمحافل، فلقد كانوا يجسدون الرغبة السعودية في كل أعمالهم ولو على حساب كل شيء السيادة والاستقلال والأرض والكرامة كلها كانت مباحة أمام الجانب السعودي ، وهذا ما يجعله اليوم يتلكأ كثيراً في كل جولة من جولات التفاوض رغم استعداده وما يترتب على هذا الاستعداد من سخاء وقبول بدفع المليارات فقط أن يُسمح لها بأن تعود للأمساك بزمام الأمور ولو من طرف خفي ، إلا أنه كما قُلنا بات من الصعب العودة إلى ذلك الوضع المزري، وهذا هو الألق الذي تتميز به ثورة 21سبتمبر والذي يمنحها خاصية مميزة، ولكي تستمر هذه الحالة فإن الأمر بحاجة إلى مساعٍ كبيرة لتحقيق كل ما يتطلع إليه الشعب في مجال التنمية والسلام والأمن والاستقرار ، لا أن نظل نسير على نفس النهج الذي ظل سار عليه النظام السابق ، نعلن عن أشياء لا وجود لها إلا في الإعلام وفي أذهان المعلنين فقط ، والواقع يئن ويشكو الويل وإذا استمر الأمر على هذه الحالة فإن الأمور ستسير من سيئ إلى أسوأ ، وستتمكن السعودية من العودة إلى نفس الموقع الذي خسرته بفعل التضحيات وحالات الاستبسال النادرة .
نبارك لشعبنا ولقيادة الثورة هذه الذكرى الخالدة.. ومن نصر إلى نصر.. والله من وراء القصد ..

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

تقنية Li-Fi: ثورة جديدة في عالم الاتصالات اللاسلكية

هل تخيلت يومًا أن يصبح تصفح الإنترنت أسرع من سرعة الضوء؟ قد يبدو هذا وكأنه مشهد من خيال علمي، ولكن الحقيقة أن التكنولوجيات الحديثة تحقق إنجازات مذهلة في عالم الاتصالات. 

من بين هذه الابتكارات، تبرز تقنية Li-Fi كأحد التطورات الأكثر إثارة التي تعد بتغيير جذري في طريقة نقل البيانات.

 سنتعرف خلال السطور القليلة التالية على تقنية Li-Fi، كيف تعمل، وما الفرق بينها وبين Wi-Fi، بالإضافة إلى التحديات والفرص المرتبطة بها.

ما هي تقنية Li-Fi؟

تقنية Li-Fi، اختصارًا لـ Light Fidelity، تعتمد على استخدام الضوء لنقل البيانات بدلًا من الموجات الراديوية المستخدمة في تقنية الواي فاي التقليدية.

تستفيد Li-Fi من مصابيح LED المزودة بإلكترونيات وبصريات لتحويل البيانات إلى إشارات ضوئية تُرسل عبر الهواء بسرعة فائقة. 

وفقًا للخبراء، يمكن أن تصل سرعة نقل البيانات عبر Li-Fi إلى أكثر من 100 مرة أسرع من الواي فاي التقليدي.

مميزات تقنية Li-Fi

السرعة الفائقة: توفر Li-Fi سرعات تصل إلى 224 جيجابت في الثانية، مما يجعلها مثالية للتطبيقات التي تتطلب سرعات عالية مثل المدن الذكية وتطبيقات الواقع الافتراضي.

الأمان: إشارات Li-Fi لا يمكن أن تمر عبر الجدران، مما يعزز أمان البيانات. هذا يجعلها مثالية للاستخدام في بيئات مثل المستشفيات والطائرات والمنشآت العسكرية.

الاستقرار: تعتمد Li-Fi على الضوء الذي لا يتأثر بالتداخلات الكهرومغناطيسية، مما يوفر اتصالًا أكثر استقرارًا مقارنةً بالواي فاي.

كيف تعمل تقنية Li-Fi؟

تعتمد Li-Fi على تحويل البيانات إلى إشارات ضوئية عالية التردد غير مرئية للعين البشرية. 

يتم إرسال هذه الإشارات من مصدر ضوء، مثل مصباح LED، إلى جهاز استقبال مزود بمحولات ضوئية كهربائية تقوم بتحويل هذه الإشارات إلى بيانات رقمية يمكن للأجهزة استخدامها.

من هو مبتكر تقنية Li-Fi؟

تقنية Li-Fi تعود فكرتها إلى البروفيسور هارالد هاس، الذي قدمها لأول مرة في محاضرة بمؤتمر TED عام 2011. لاحقًا، أسس هاس شركة pureLiFi في عام 2012 بالتعاون مع الدكتور مصطفى أفغاني، بهدف تسويق هذه التقنية. 

نجحت الشركة في جمع أكثر من 37.9 مليون يورو لتطوير أول هوائيات ضوئية تجارية تُستخدم في الأجهزة الذكية مثل الهواتف ونظارات الواقع الافتراضي.

أين يمكن استخدام تقنية Li-Fi؟

تقدم Li-Fi إمكانيات هائلة لعدد من التطبيقات المستقبلية، بما في ذلك:

المدن الذكية: لتعزيز سرعة الاتصال وتوفير بنية تحتية فعالة.الواقع الافتراضي: لدعم تجارب تفاعلية وسريعة.بث الفيديو بدقة 4K: لنقل البيانات بسرعات فائقة.الألعاب عبر الإنترنت: لتحسين سرعة الاستجابة وتجربة اللعب.التحديات التي تواجه تقنية Li-Fi

رغم إمكانياتها الكبيرة، تواجه Li-Fi بعض التحديات التي يجب التغلب عليها:

النطاق المحدود: تعتمد Li-Fi على الضوء، مما يعني أن الإشارة لا تستطيع اختراق الجدران، مما قد يحد من انتشارها في البيئات المفتوحة.الحاجة إلى معايير موحدة: لا تزال Li-Fi تفتقر إلى معايير عالمية موحدة، مما يؤثر على توافق الأجهزة المختلفة.التوافق مع الأجهزة: تتطلب الأجهزة مستقبلات ضوئية خاصة، وهي غير متوفرة في معظم الأجهزة الإلكترونية الحالية.متى ستكون تقنية Li-Fi متاحة تجاريًا؟

تتوقع الشركات التي تعمل على تطوير Li-Fi، مثل Oledcomm الفرنسية، أن تصبح التقنية متاحة تجاريًا خلال السنوات الخمس المقبلة.

يعتمد هذا التوقع على حجم الاستثمارات وتطوير المعايير اللازمة لتبني التقنية على نطاق واسع.

اهتمام عالمي متزايد

هناك اهتمام متزايد بتقنية Li-Fi في مختلف القطاعات، خاصةً القطاعات العسكرية والحكومية التي تحتاج إلى أمان عالٍ في نقل البيانات. 

تعمل شركات مثل VLNComm وSignify على تطوير حلول مبتكرة تعتمد على Li-Fi، مما يعزز مكانة هذه التقنية كمنافس قوي للواي فاي في المستقبل القريب.

الفرق بين Wi-Fi وLi-Fi

تعتبر كل من تقنية Wi-Fi وLi-Fi وسيلتين للاتصال اللاسلكي، ولكن لهما اختلافات جوهرية:

Wi-Fi:

تعتمد على الموجات الراديوية.تغطي مساحات واسعة ويمكنها اختراق الجدران.توفر سرعات عالية لكنها أقل من Li-Fi.تستخدم في العديد من التطبيقات مثل الإنترنت وتبادل الملفات.

Li-Fi:

تعتمد على الضوء المرئي.تغطي مساحة محدودة حيث تحتاج إلى وجود مصدر ضوء مباشر.توفر سرعات نقل بيانات فائقة.مثالية للتطبيقات التي تتطلب أعلى مستوى من الأمان وسرعة الاستجابة.

 

مقالات مشابهة

  • بين الحقيقة والتزييف: الاتحاد اليمني يكشف موقفه النهائي من إعادة مباراة السعودية!
  • بعد إيقاف لاعبيه وخسارته أمام السعودية.. قرار جديد لاتحاد غرب آسيا بشأن المنتخب اليمني للناشئين
  • Pharmaciaty.com: ثورة في التسوق في مجال الرعاية الصحية في المملكة العربية السعودية
  • الاتحاد اليمني لكرة القدم يطالب بإعادة مباراة السعودية في بطولة غرب آسيا
  • الاتحاد اليمني لكرة القدم يطالب بإعادة مباراة السعودية
  • مرغم: ثورة فبراير كانت من أجل الحرية لا من أجل السلطة ولا الثراء والثوار أثبتوا ذلك
  • تقنية Li-Fi: ثورة جديدة في عالم الاتصالات اللاسلكية
  • انقلاب داخل منظمة بدر في ذي قار بشعار ثورة لتصحيح المسار
  • نجيب محفوظ.. ذلك المقاوم الأكبر
  • منتخب السعودية يصعب المهمة على المنتخب اليمني ويضاعف النتيجة.. تحديث مباشر