دخلت البلاد منذ سيطرة مليشيا الحوثي المدعومة من إيران على العاصمة صنعاء ومؤوسسات الدولة في 21 سبتمبر 2014 في أتون أزمات متعددة شهدت خلالها تدهوراً مريعاً نتيجة ممارسات النهب والتدمير الممنهج الذي انتهجته -ولا تزال- المليشيات طوال فترة الانقلاب.

مرت تسع سنوات على استيلاء مليشيا الحوثي على الحكم عقب انقلابها المسلح على السلطة بذريعة مطالب شعبية اتخذتها كحصان طروادة للانقضاض على الدولة والنظام الجمهوري القائم منذ ثورة 26 من سبتمبر 1962م واشعالها حربا انتقامية من اليمنيين تنفيذا لرغبة ايرانية للسيطرة على عمق العرب وموطنهم الأول.

وتمكنت المليشيا خلال سنوات الانقلاب من فرض الهيمنة ونهب المقدرات العامة والخاصة والقضاء على اسس وركائز الدولة وتبديد المكاسب الاقتصادية والتنموية للبلاد والسطو على الموارد ونهب الإيرادات والرواتب وتدمير القطاع الخاص الذي يعمل منذ عقود.

وتكشف الارقام والاحصائيات الجزء اليسير من التداعيات والاثار الكارثية التي تسببت بها مليشيا الحوثي منذ انقلابها واستيلائها على السلطة في صنعاء في اليوم المشؤوم 21 سبتمبر الذي حول حياة اليمنيين الى جحيم لا يطاق.

وتسبب الانقلاب الحوثي في تدمير البنية التحتية للبلد وانكمش وانهيار الاقتصاد بنسبة 50% وبلغت الخسائر التراكمية للناتج المحلي اكثر من 150 مليار دولار وتعطلت فرص النمو والتنمية وارتفعت مستويات الفقر والبطالة الى مستويات قياسية، واصبح اكثر من 80 % من اليمنيين تحت مستوى خط الفقر بفعل نهبها الرواتب الحكومية للعام السابع على التوالي وانعدام فرص العمل.

وشهدت أسعار السلع التجارية والاستهلاكية في مناطق سيطرة الحوثيين، ارتفاعا غير مسبوق وعلى وجه الخصوص الاحتياجات الأكثر استهلاكا بنسبة كبيرة مقارنة مع سنوات ما قبل الانقلاب وذلك انعكس سلبا على حياة السكان، بالإضافة لانتهاجها الجُرع كسياسة ممنهجة لإفقار وتجويع اليمنيين ووسيلة لإثراء أبناء السلالة.

اما القطاع الخاص فيواجه اكبر حرب شعواء تشنها مليشيا الحوثي عليه بعد احتلالها للغرفة التجارية والصناعية في امانة العاصمة صنعاء وتغيير ادارتها بادارة جديدة موالية لها بالقوة سعيا منها لتدميره والاستفراد به بعد تدميرها للقطاع العام وخصخصته لصالح قياداتها العليا في المليشيا والتي تشمل حملات فرض جبايات ممنهجة ادت الى اغلاق نحو 55 % من كبرى الشركات في اليمن ابوابها فيما تعاني اكثر من 45 % من الشركات الناجية من تضاؤل حجمها وتراجع اعمالها وصولا الى اعلان عدد كبير من الشركات الافلاس.

ومارست مليشيا الحوثي خلال سنوات الانقلاب القتل بشتى انواعه قنصا وقصفا وتفجيرا لتحصد طيلة 9 سنوات من الانقلاب نحو 400 الف ضحية اغلبهم من المدنيين والنساء والاطفال، كما أدت الحرب الى نزوح نحو 4 ملايين شخص ونصف مليون نازح تشردوا بفعل آلة القتل الحوثية واصبح 6 ملايين طفل على بعد خطوة واحدة من المجاعة، واصبح ما يزيد عن 17 مليون مواطن يعتمدون على المساعدات الانسانية للبقاء على قيد الحياة في كارثة إنسانية هي الأسوأ في العالم.

وتعليميا، تشهد الجامعات الحكومية تراجعاً حاداً وغير مسبوق في التسجيل بمختلف الكليات والتخصصات لعدة أسباب جميعها اقتصادية وابرزها رفع ميليشيا الحوثي رسوم الدراسة بشكل مضاعف، والوضع المادي الصعب للطلاب والطالبات، ناهيك عن تعطل العملية التعليمية بشكل شبه كلي جراء الاضراب الشامل للمعلمين المطالبين بصرف رواتبهم، وتغيير المليشيا مناهج التعليم وافراغها من محتواها الوطني بما يخدم أفكارها الطائفية وتدمير آلاف المدارس بشكل كلي وجزئي جراء الحرب.

اما القطاع الصحي فهو ليس احسن حالا، فقد شهد تدهورا متصاعدا ومتتابعا، ما ينذر بكارثة إنسانية وصحية وشيكة، بسبب عودة تفشي الأوبئة والأمراض الخطيرة وظهور آلاف حالات الإصابة بامراض مثل (شلل الاطفال، الكوليرا، الحصبة، الدفتريا، والسعال الديكي، المكرفس، حمى الضنك) وغيرها، بعد أن قررت مليشيات الحوثي منع حملات تحصين الأطفال في المناطق الخاضعة لسيطرتها، وتزايدت الاخطاء الطبية بالمستشفيات الحكومية والخاصة والتي تؤدي لوفيات بشكل يومي.

وحول الانقلابيون الحوثيون مؤسسات الدولة الى اقطاعيات سلالية خاصة بتجريف الوظيفة العامة واستبدال الموظفين بموالين لهم اغلبهم من السلالة، وكرسوا احتفالاتهم الطائفية بهدف ترسيخها في اذهان اليمنيين، واشعلوا النزاعات الأسرية والنعرات المناطقية واججوا الحروب بين القبائل بغرض فرض هيمنتهم الجائرة وتسهيل التحكم بها.

وأمنيا، أدت التعبئة وحملات التحريض الحوثية بالإضافة الى الدورات والمراكز الصيفية الطائفية الى رفع منسوب ومعدلات جرائم العنف والقتل العائلي والانتحار والسرقة والنهب بالإكراه، إضافة إلى الظروف المعيشية الناجمة عن الحرب، وأسباب أخرى تتعلق بانتشار السلاح وثقافة العنف في أوساط المجتمع، وانتشار المواد الممنوعة كالمخدرات والحشيش والشبو في اوساط الشباب.

وتعرضت المدن الأثرية والتاريخية والمتاحف اليمنية للتجريف والتنقيب العشوائي والعبث والنهب والسلب طوال سنوات الانقلاب من قبل عصابات حوثية نافذة، حيث تعرضت آلاف القطع الأثرية للتهريب الممنهج والبيع في مزادات علنية في العديد من دول العالم.

المصدر: وكالة خبر للأنباء

كلمات دلالية: ملیشیا الحوثی

إقرأ أيضاً:

ثاني جلسات محاكمة إرهابي تم ضبطه بعد هروبه 9 سنوات.. اليوم

تستكمل الدائرة الأولى جنايات الإرهاب بمركز إصلاح وتأهيل وادي النطرون، اليوم الأحد، ثانى جلسات محاكمة المتهم «ط.م» الهارب منذ عام 2015 والمتهم باعتناق الأفكار الجهادية والتخطيط لارتكاب أعمال ارهابية.

تعقد الجلسة برئاسة المستشار سامح عبد الحكم رئيس المحكمة وعضوية المستشارين عبد الرحمن صفوت الحسيني وياسر عكاشة المتناوي ومحمد مرعي ووائل محمد مكرم.

النيابة الإدارية في أسبوع.. جرائـ.ـم مدرس الجيزة وإشكاليات البناء وقانون التصالح الحبس عاما لبلطجى دار السلام.. أصاب جاره بالشلل والمحكمة تخفف العقوبة مجلس الدولة يعفي بدل وجبة عاملي استاد القاهرة من الضريبة بالأسماء.. وزير العدل يمنح الضبطية القضائية لبعض العاملين بـ «الرقابة المالية»

واجهت المحكمة المتهم بالاتهامات المنسوبة إليه فأنكرها وقرر أنه شاعر وله عدة دواوين، وأنه كان مكلف بإلقاء دواوين الشعر على منصة ميدان رابعة العدوية أثناء اعتصام الجماعة الإرهابية.

وأضاف أنه غادر البلاد منذ 2015 الى دولة السودان ومنها إلى ماليزيا، وحضر إلى مصر منذ أشهر، وتم بعدها إلقاء القبض عليه في شهر سبتمبر الماضي، وذلك لتقديمه للمحاكمة.

وكان قد تم استصدار إذن النيابة العامة لضبطه، وضبط ما يحوزه من أسلحة وذخائر حية ومتفجرات، بقصد استخدامها في العمليات العدائية، وأثناء ضبط المتهم قام بالتعامل وإطلاق الأعيرة النارية على القوة المرافقة المكلفة بالضبط وشرع في قتل أحد الضباط، مما أدى إلى إصابته بانفجار بمقلة العين اليمنى أدى لعاهة مستديمة نتيجة ذلك وهي فقد إبصار العين اليمنى، وتمكن عقب ذلك من الهرب.

كانت الإدارة العامة لمباحث تنفيذ الأحكام قد تمكنت من ضبط المتهم بعد أن ظل هارباً منذ ارتكابه الواقعة في 2015 وبعد صدور حكم غيابي ضده وتم عرضه على النيابة العامة في 25 سبتمبر الماضي والتي قد أحالته بعدة اتهامات بالانضمام لجماعة أسست على خلاف أحكام القانون الغرض منها الدعوى إلى تعطيل أحكام الدستور والقوانين ومنع مؤسسات الدولة والسلطات العامة من ممارسة أعمالها والإعتداء على الحرية الشخصية للمواطنين والإضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي  تنفيذ أغراضها وإنضم إليها مع علمه بذلك.

وأضافت التحقيقات أن المتهم شرع في قتل نقيب شرطة، الضابط بالعمليات الخاصة بالأمن المركزي، وأحرز سلاح ناري بندقية آلية مما لايجوز الترخيص بحيازتها أو إحرازها وكان ذلك بقصد استعمالها في نشاط يخل بالأمن العام.

أنهى حياة طالب لخلافات بينهما.. قرار قضائي ضد بائع البساتين سرق الشركة التي يعمل بها.. قرار عاجل ضد سائق المعادي حبس تشكيل عصابي أوهم المواطنين بأنهم شركة صيانة لتصليح الأجهزة المنزلية الفتوى والتشريع: البورصة تحتاج لمراجعة سلطة أعلى عند إصدار قراراتها لجأ للمحكمة لإلغاء خصم شهرين من راتبه فتوفي قضايا الدولة في أسبوع| زيارة الأعضاء الجدد الملحقين بالأكاديمية العسكرية وورشة عمل لتأمين البيانات الشخصية

مقالات مشابهة