الثورة نت:
2025-02-21@11:06:03 GMT

عرض عسكري مهيب قد يُدشّن مرحلة جديدة

تاريخ النشر: 23rd, September 2023 GMT

 

 

العرض العسكري المهيب لجيش عربي مسلم يرفض منطق النعاج، لجيش يمني مستقل عن الهيمنة الخارجية ينفض الغبار عن منكبيه الشامخين بعد سنوات من الحرب والحصار الخانق والمؤامرات الداخلية وهو مكتفٍ ذاتيا في مجال التصنيع الحربي وأشمل وأكثر تنظيما وأقوى مما كان عليه قبل 2015..
هذا الإنجاز الوطني الاستراتيجي ينبغي أن لا يكون غاية بل وسيلة لتحقيق الأهداف الأسمى لثورة 21 سبتمبر التي جسدت الأمل في الانعتاق من الوصاية السعودية على اليمن تلك الوصاية التي امتدت لعقود من الزمن ووأدت النضال الشعبي الطويل نحو الحرية والاستقلال والتقدم وأعاقت البلد من أن يقوم بدوره العربي والإسلامي أو أن يبني شيئا يليق بإمكاناته الهائلة وبشعبه العظيم وهو البلد الذي ينعم بمختلف الخيرات والبركات والرحمات، فالشعب اليمني هو ثروة بشرية كبيرة إذ انه شعب نشيط وعملي، شعب شاب ويافع، والمغتربون اليمنيون هم من أفضل الجاليات وأكثرها تميزا والتزاما بالقوانين ووفاء لوطنهم وشعبهم، لكن الفشل السياسي والفساد الإداري والاضطراب الأمني المزمن الذي كان ينخر جسد الوطن كانت كلها عناصر طاردة لمساهمة المغتربين اليمنيين الفاعلة في جلب الاستثمارات لبلدهم.


إلى جانب الثروة البشرية المعطلة داخل البلد وخارجه تملك اليمن ثروات طبيعية أخرى إلى جانب النفط والغاز نظرا لاختلاف الخصائص الجيولوجية لأرضها فهناك المعادن النفيسة وهناك خزان محترم للمياه العذبة وهناك شاطئ ممتد غني وهناك أرض زراعية متنوعة المحاصيل ذات جودة عالية لو تمت الاستفادة منها في الجانب الصناعي والتجاري لشكلت ثروة كبرى لليمن تتجاوز الثروة النفطية حسب ما يُفيد خبراء الاقتصاد، فالبن اليمني مثلا هو من أجود السلع في العالم ومن أغلى المنتجات قيمة وجودة ولديه اسم معروف يتهافت عليه المشترون في العالم أجمع.
أما الجانب السياحي فهو من الجوانب المهمة التي من الممكن أن يكون اليمن غنيا بها، فاليمن هي مهد الحضارات في العالم بآثارها ومواقعها حسب علماء التاريخ وهي بذلك تتجاوز الخصوصية العربية التي نعتز بها جدا فإلى جانب أجوائها الطبيعية المتنوعة والخلابة يكفي أن نتحدث عن جزيرة سقطرة والقابليات السياحية الفريدة التي تتميز بها على مستوى العالم أجمع لندرك الجواهر المدفونة في وطننا الحبيب.
يمكننا أن نُسهب في الحديث عن الثروة السمكية وعن الموقع التجاري الهام لمضيق باب المندب وميناء عدن وغيرها من المعطيات التي تشير كلها إلى حصيلة واحدة وهي أن شعب اليمن ينبغي أن يكون شعبا غنيا وأن دولة اليمن ينبغي أن تكون دولة غنية، لكن الواقع كان واقعا مؤسفا ومحبطا خلال عقود الوصاية السعودية فقد عانت اليمن من الإفقار والتدمير الممنهج رغم أن ظاهر الحال لم يكن هو الحرب ولا الحصار وكانت الفرصة مهيأة وسانحة لكنها لم تُستغل رغم المنح والقروض الكبيرة فقد كانت الأوضاع تنتقل من سيئ إلى أسوأ ويكفي أن نقارن بين سعر الدولار نهاية حكم الرئيس الحمدي سنة 1977 وبين سعر الدولار قبل ثورة 21 من سبتمبر 2014 لندرك مدى الانحدار والسقوط المطرد حيث بلغ الاحتقان الطائفي والسياسي مبلغ اللا عودة ومزقت الاختراقاتُ الساحتين السياسية والاجتماعية إلى أن وصل الحال أن تجد يمنيا يقف على الحياد وهو يُشاهد عدوانا دوليا على وطنه فلا يُستنفر طالما ذهنه مشغول بالصراعات الداخلية بينما ينبغي أن يكون قلمُه ورصاصُه وسلاحُه موجها نحو العدو الذي استباح كل شيء في بلده فحاصر اليمن كل اليمن ولم يُحاصر فئة ولا حزبا ولا طائفة وارتكب المجازر المروعة التي خجل منها حتى العملاء وكانوا يضطرون إلى إنكارها من شدة بشاعتها وقسوتها ولا يمكن أن ينساها الإنسان اليمني مهما تقادم به الزمن فأي عار في السكوت عنها وتجاهلها وعدم مشاركة أخوته في مواجهتها؟
إن هدف الانعتاق من الوصاية السعودية والانعتاق من أي وصاية خارجية هو هدف كل حر وشريف وهو كلمة السر لتحقيق مصالح الوطن والمواطن والتي تتناقض بطبيعتها مع أي وصاية خارجية لكن الانعتاق لا يمكن أن يتحقق إلا بالصبر والصمود لا بالخضوع والانهزام فقد جربنا الخضوع والانهزام فماذا كانت النتيجة؟
اليوم وعهد الوصاية في نزعه الأخير لا يملك إلا أن يقايضنا على لقمة العيش ويعتمد في بقائه واستمراره على مرتزقة لا قضية لهم ولا مستقبل إلا بعث العصبيات وترديد الأكاذيب لا بد أن نُكمل المعركة وأن نخرج منها شامخين منتصرين حتى لا تضيع التضحيات الجليلة والدماء الزكية هدرا.
نسأل الله أن يرحم شهداءنا ويشفي جرحانا ويفك قيد أسرانا وأن يربط على قلوبنا حتى يتحقق النصر المبين وما ذلك على الله بعزيز.
وسلام على المرسلين
والحمد لله رب العالمين

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

مصانع العقول: الجامعات التي تغير العالم (الحلقة 5)

فبراير 20, 2025آخر تحديث: فبراير 20, 2025

محمد الربيعي

بروفسور متمرس ومستشار علمي، جامعة دبلن

في قلب ولاية كاليفورنيا المشمسة، حيث تتراقص اضواء التكنولوجيا وتتلاقى عقول المبتكرين، تقبع جامعة ستانفورد، شامخة كمنارة للعلم والمعرفة. ليست مجرد جامعة، بل هي قصة نجاح ملهمة، بدات بحلم، وتحولت الى صرح عظيم، يضيء دروب الاجيال.

منذ سنوات خلت، تشكلت لدي قناعة راسخة بجودة جامعة ستانفورد، وذلك من خلال علاقات علمية بحثية مشتركة في مجال زراعة الخلايا. فقد لمست عن كثب تفاني علماء الجامعة وتميزهم، وشهدت انجازات علمية عظيمة تحققت بفضل هذا التعاون المثمر.

ولعل ما يزيد اعجابي بهذه الجامعة هو شعار قسم الهندسة الحيوية (الرابط المشترك بيننا) والذي يجسد رؤيتها الطموحة: “بينما نستخدم الهندسة كفرشاة، وعلم الاحياء كقماش رسم، تسعى الهندسة الحيوية في جامعة ستانفورد ليس فقط الى الفهم بل ايضا الى الابداع”. انه شعار ينم عن شغف اعضاء القسم بالابتكار وتطوير المعرفة، ويؤكد التزامهم بتجاوز حدود المالوف.

البداية: قصة حب ملهمة

تعود جذور هذه الجامعة العريقة الى قصة حب حزينة، ولكنها ملهمة. ففي عام 1885، فقد حاكم ولاية كاليفورنيا، ليلاند ستانفورد، وزوجته جين ابنهما الوحيد، ليلاند جونيور. وبدلا من الاستسلام للحزن، قررا تحويل محنتهما الى منحة، وانشا جامعة تحمل اسم ابنهما، لتكون منارة للعلم والمعرفة، ومصنعا للقادة والمبتكرين.

ستانفورد اليوم: صرح شامخ للابداع

تقف جامعة ستانفورد اليوم شامخة كواحدة من اعرق الجامعات العالمية، ومنارة ساطعة للابداع والابتكار. فهي تحتضن بين جدرانها نخبة من الاساتذة والباحثين المتميزين الذين يساهمون بشكل فعال في اثراء المعرفة الانسانية ودفع عجلة التقدم الى الامام. ولا يقتصر دور ستانفورد على تخريج العلماء والمهندسين المهرة، بل تسعى جاهدة ايضا الى تنمية مهارات ريادة الاعمال لدى طلابها، لتخريج قادة قادرين على احداث تغيير ايجابي في العالم.

ويعود الفضل في هذا التميز لعدة عوامل، لعل من ابرزها تبنيها لمفهوم الحريات الاكاديمية. وكما اجاب رئيس الجامعة على سؤال لماذا اصبحت ستانفورد جامعة من الطراز العالمي في غضون فترة قصيرة نسبيا من وجودها اجاب لان: “ستانفورد تكتنز الحرية الاكاديمية وتعتبرها روح الجامعة”. هذه الحرية الاكاديمية التي تمنح للاساتذة والباحثين والطلاب، هي التي تشجع على البحث العلمي والتفكير النقدي والتعبير عن الاراء بحرية، مما يخلق بيئة محفزة للابداع والابتكار.

من بين افذاذ ستانفورد، نذكر:

ويليام شوكلي: الفيزيائي العبقري الذي اخترع الترانزستور، تلك القطعة الصغيرة التي احدثت ثورة في عالم الالكترونيات، وجعلت الاجهزة الذكية التي نستخدمها اليوم ممكنة.

جون فون نيومان: عالم الرياضيات الفذ الذي قدم اسهامات جليلة في علوم الحاسوب، والفيزياء، والاقتصاد. لقد وضع الاسس النظرية للحوسبة الحديثة، وكان له دور كبير في تطوير القنبلة الذرية.

سالي رايد: لم تكن ستانفورد مجرد جامعة للرجال، بل كانت حاضنة للمواهب النسائية ايضا. من بين خريجاتها المتميزات، سالي رايد، اول امراة امريكية تصعد الى الفضاء، لتثبت للعالم ان المراة قادرة على تحقيق المستحيل.

سيرجي برين ولاري بيج: هذان الشابان الطموحان، التقيا في ستانفورد، ليؤسسا معا شركة كوكل، التي اصبحت محرك البحث الاكثر استخداما في العالم، وغيرت الطريقة التي نجمع بها المعلومات ونتفاعل مع العالم.

هؤلاء وغيرهم الكثير، هم نتاج عقول تفتحت في رحاب ستانفورد، وتشربت من علمها ومعرفتها، ليصبحوا قادة ومبتكرين، غيروا وجه العالم. انهم شهادة حية على ان ستانفورد ليست مجرد جامعة، بل هي منارة للعلم والمعرفة، ومصنع للاحلام.

وادي السيلكون: قصة نجاح مشتركة

تعتبر ستانفورد شريكا اساسيا في نجاح وادي السيلكون، الذي اصبح مركزا عالميا للتكنولوجيا والابتكار. فقد ساهمت الجامعة في تخريج العديد من رواد الاعمال الذين اسسوا شركات تكنولوجية عملاقة، غيرت وجه العالم. كما انشات ستانفورد حاضنات اعمال ومراكز ابحاث، لدعم الطلاب والباحثين وتحويل افكارهم الى واقع ملموس.

ولكن، كيف اصبحت ستانفورد شريكا اساسيا في هذا النجاح؟

الامر لا يتعلق فقط بتخريج رواد الاعمال، بل يتعدى ذلك الى عوامل اخرى، منها:

تشجيع الابتكار وريادة الاعمال: لم تكتف ستانفورد بتدريس العلوم والتكنولوجيا، بل عملت ايضا على غرس ثقافة الابتكار وريادة الاعمال في نفوس طلابها. وشجعتهم على تحويل افكارهم الى مشاريع واقعية، وقدمت لهم الدعم والتوجيه اللازمين لتحقيق ذلك.

توفير بيئة محفزة: لم تقتصر ستانفورد على توفير المعرفة النظرية، بل انشات ايضا بيئة محفزة للابتكار وريادة الاعمال. وشجعت على التواصل والتفاعل بين الطلاب والباحثين واعضاء هيئة التدريس، وتبادل الافكار والخبرات.

انشاء حاضنات الاعمال ومراكز الابحاث: لم تكتف ستانفورد بتخريج رواد الاعمال، بل انشات ايضا حاضنات اعمال ومراكز ابحاث، لتوفير الدعم المادي والمعنوي للطلاب والباحثين، ومساعدتهم على تحويل افكارهم الى شركات ناشئة ناجحة.

جذب الاستثمارات: لم تكتف ستانفورد بتوفير الدعم للطلاب والباحثين، بل عملت ايضا على جذب الاستثمارات الى وادي السيليكون، من خلال بناء علاقات قوية مع الشركات والمستثمرين، وعرض الافكار والمشاريع المبتكرة عليهم.

وبفضل هذه العوامل وغيرها، اصبحت ستانفورد شريكا اساسيا في نجاح وادي السيليكون، وساهمت في تحويله الى مركز عالمي للتكنولوجيا والابتكار.

ومن الامثلة على ذلك:

شركة غوغل: التي تاسست على يد اثنين من طلاب ستانفورد، وهما سيرجي برين ولاري بيج.

شركة ياهو: التي تاسست ايضا على يد اثنين من طلاب ستانفورد، وهما ديفيد فيلو وجيري يانغ.

شركة هيوليت-باكارد: التي تاسست على يد اثنين من خريجي ستانفورد، وهما ويليام هيوليت وديفيد باكارد.

هذه الشركات وغيرها الكثير، هي دليل على الدور الكبير الذي لعبته ستانفورد في نجاح وادي السيليكون، وتحويله الى مركز عالمي للتكنولوجيا والابتكار.

ستانفورد: اكثر من مجرد جامعة

ستانفورد ليست مجرد جامعة، بل هي مجتمع حيوي، يجمع بين الطلاب من جميع انحاء العالم، ليتبادلوا الافكار والخبرات، ويبنوا مستقبلا مشرقا لانفسهم ولوطنهم. كما انها مركز للبحث العلمي، حيث تجرى ابحاث رائدة في مختلف المجالات، تساهم في حل المشكلات العالمية، وتحسين حياة الناس.

الخلاصة: ستانفورد، قصة نجاح مستمرة

باختصار، جامعة ستانفورد هي قصة نجاح ملهمة، بدات بحلم، وتحولت الى واقع ملموس. انها صرح شامخ للعلم والمعرفة، ومصنع للقادة والمبتكرين، ومركز للابداع والابتكار. وستظل ستانفورد تلهم الاجيال القادمة، وتساهم في بناء مستقبل مشرق للانسانية جمعاء.

 

مقالات مشابهة

  • أوروبا الخاسر الأكبر.. ملامح مرحلة جديدة بين موسكو وواشنطن
  • مصانع العقول: الجامعات التي تغير العالم (الحلقة 5)
  • أول مرة في تاريخ السودان وربما في تاريخ العالم لا يكون رئيس الحزب ممثلا للحزب
  • تحالف عسكري أوروبي من 50 ألف جندي قد يكون مفتاح استقرار أوكرانيا
  • مرحلة جديدة مجهولة المصير بعد وقف النار.. الأهالي والجيش على أطلالنكبة القرى
  • شهيب: لبنان أمام مرحلة جديدة
  • غروندبرغ: اليمن يواجه تحديات هائلة بينها حملة الاعتقالات التي تشنها جماعة الحوثي
  • خبير عسكري يوضح تأثير النقاط التي لن ينسحب منها الاحتلال جنوب لبنان
  • اليمن على مفترق طرق وساعات قادمة حاسمة: تصعيد عسكري وشيك أم اتفاق سلام؟
  • تفاصيل لقاء رئيس الوزراء ونظيره الكرواتي.. مرحلة جديدة من العلاقات بين البلدين