الثورة نت:
2024-07-30@11:07:06 GMT

الثورة.. غصن السلام أو بركان الغضب!!

تاريخ النشر: 23rd, September 2023 GMT

 

 

بعد تسع سنوات عجاف تحمل الشعب اليمني حرباً كونية ظالمة حشدت لها السعودية والإمارات حتى وصلت إلى سبع عشرة دولة، استشهد فيها عدد كبير من اليمنيين ودمرت البنى التحتية من مدارس ومستشفيات ومؤسسات بخطط جهنمية..
أتت المفاجأة في العيد التاسع لثورة الـ 21 من سبتمبر، حيث ظهر المارد اليماني بجحافله التي أذهلت العالم بقواته البرية والبحرية والجوية التي أعادت الاعتبار للشعب الصامد.


في العرض العسكري المهيب جاء المشير الركن مهدي المشاط ببزته المدنية وهو ما يعني ان الشعب اليمني والقيادة السياسية والثورية يرنوان إلى سلام الشجعان، فمن الرسائل التي وجهتها القيادة الثورية والسياسية للداخل والخارج أن الثورة مستمرة في الداخل للتغيير والقضاء على بؤر الفساد و(إيجاد رؤية جامعة في إطار القواسم المشتركة والشراكة الوطنية وتحقيق الاستقلال والحرية وتحويل البلد إلى بلد منتج في خدمة الشعب) كما قال قائد الثورة السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي.
فخطة القيادة الثورية والسياسية منذ 2015م كانت وما زالت- كما قال الشهيد صالح الصماد- (يد تبني ويد تحمي)، وكان التصنيع العسكري له ثماره في النصر على الأعداء وكان لقوات الأمن دور في إحباط مخططات المرتزقة.
فلا السعودية ولا الإمارات ولا الصهيونية العالمية استطاعت ان تكسر شوكة اليمنيين.
وحسب وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر العاطفي (إن جزرنا وبحارنا ومضيق باب المندب ستكون لليمن كلمتها المسموعة فيها شاء من شاء وأبى من أبى) في إشارة إلى أن خطط صنعاء العسكرية ستقوم بتحرير جزرنا من العدوان السعودي والإماراتي وفصائله، فعلى الغزاة والمحتلين أن يعرفوا أنه لا قبول لتواجدهم في أراضينا (وإلا فسيكونون على موعد مع براكين الغضب اليمني) فعليهم ان لا ينخدعوا بالكيان الصهيوني.
يبدو ان الإمارات والسعودية بعد العرض العسكري المهيب, وغصن السلام المرفوع في يد صنعاء عليهما الاختيار بين الحرب والسلام، فاحتلال المضائق والجزر اليمنية الهامة والقواعد العسكرية المتواجدة في بعض جزرنا والأطماع في الاطباق على باب المندب الشريان الرئيسي لليمن والعالم وعبد الكوري وسقطرى وميناء عدن ومواقع الثروات النفطية والغازية في المحافظات الجنوبية والشرقية المحتلة، ستتحرر إما سلماً أو حرباً، لأن غضب المارد اليماني بعد هذه الفرصة لن يسمح بالعودة إلى المربع الأول، فسرقة الموارد النفطية وانهيار العملة بعد نقل البنك المركزي من صنعاء إلى عدن لن تستمر هذه الألاعيب الدولية على مقدرات بلادنا وشعبنا.
وهنا لا بد من الإشادة بالدور المميز والصادق لسلطنة عمان الشقيقة في رعاية مباحثات السلام.
يبدو ان الحرب التي أنهكت التحالف وخزائنه بقيادة السعودية والإمارات وصمود الشعب اليمني جيشاً ولجاناً شعبية وما سطرته اليمن من انتصارات في ضرب العمق السعودي ستكون حالياً أقسى واشد ايلاماً بفضل دقة الأسلحة وتقنيات اليمن الحديثة.
-نحتفل بالعيد التاسع لثورة صمود الشعب اليمني وآليته العسكرية التي أذهلت العالم، ودول تحالف العدوان لم يكن في حسبانها هذا التصنيع العسكري اليمني (قصير- متوسط- بعيد) المدى وألغام بحرية وصواريخ متنوعة مجنحة وصواريخ كشفت للمرة الأولى، ومع ذلك فاليمنيون دعاة سلام مع أن المعادلة قد تغيرت.
اليوم يشكو المرتزق رشاد العليمي بأن المجتمع الدولي لم يعد يساعده ويسانده، فنقول إن ما تسمى بالشرعية أصبحت خارج اللعبة وخارج الأرض والوطن الذي باعته وباعت الشعب والسيادة والاستقلال من أجل حفنة من المال المدنس وحرمان الشعب اليمني من حقوقه.
أخيراً منذ تسع سنوات والحقائق والوقائع أفضت برسائل للشعب والعالم بأن قائد الثورة يتابع مجريات الأحداث ويضع الخطوط العريضة لبناء الدولة اليمنية الحديثة وطرد المحتل، حيث وضع النقاط على الحروف ليمن خالٍ من الفساد والإفساد، والتغييرات المرتقبة التي سيعلن عنها في المولد النبوي الشريف على صاحبه أفضل الصلوات والتسليم.. والحليم تكفيه الإشارة.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

مناصرة اليمن لغزة.. الأبعاد والتداعيات

 

منذ السابع من أكتوبر من العام المنصرم حينما شنت حركة حماس وبقية فصائل المقاومة في غزة هجوما كبيرا على المستوطنات الإسرائيلية المحاددة للقطاع، كان الشعب اليمني يترقب الحدث بشكل كبير، حيث أعلن تأييده ومباركته لهذه العملية الكبيرة والبطولية والتي جاءت رداً على الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على المسجد الأقصى.
وبعد هذا الحدث العظيم قامت إسرائيل بشن عدوان غاشم وسافر على قطاع غزة بدعم أمريكي بريطاني مباشر، مستخدمة كل أنواع الأسلحة، ومخلفة حتى اليوم أكثر من أربعين ألف شهيد ومئات الآلاف من الجرحى ودمرت معظم منازل غزة وكل المرافق الصحية والحكومية وشردت مليوني مواطن غزاوي وصنعت أكبر مجزرة في القرن العشرين وأكبر مأساة إنسانية يشهدها التاريخ الحديث، في ظل صمت عالمي متوقع وصمت عربي وإسلامي مفاجئ.
ناشد أطفال ونساء ورجال غزة العالم العربي والإسلامي لإنقاذهم من الإجرام الصهيوني الغاشم وظهرت المجازة البشعة على الشاشات، حيث شوهدت جثث الأطفال الرضع تنتشل من تحت ركام المنازل، وجثث الشيوخ والنساء متفحمة بفعل القنابل والصواريخ الإسرائيلية المدمرة؛ لكن مأساة غزة لم تلق استجابة عربية حتى أعلنها السيد القائد.
رفضت اليمن أن يكون موقفها مخزيا مثل مواقف بقية الدول العربية والإسلامية، مستعدة لتحمل كل التبعات والتداعيات والآثار ومقدرة حجم الخطوة الكبيرة التي ستقدم عليها رغم الوضع الصعب الذي يعيشه الشعب اليمني بعد تسع سنوات من الحرب المستعرة مع تحالف العدوان السعودي الأمريكي ومرتزقته، لكن نخوة وإباء وعنفوان وغيرة اليمنيين كانت أقوى من كل الظروف وأشد من كل التبعات، وكان لا بد من الوقوف مع المجاهدين والشعب الفلسطيني المظلوم.
بدأت عمليات الإسناد من الجيش اليمني عبر مراحل متدرجة، حيث رفعت من وتيرة عملياتها مرحلة بعد أخرى، فبعد استهداف السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر توجهت القوات المسلحة اليمنية لفرض حصار بحري على إسرائيل ومنعت السفن من الإبحار إليه سواء من البحر الأحمر أو البحر العربي أو عبر رأس الرجاء الصالح أو البحر الأبيض المتوسط، ولم تكتف بذلك، بل استهدفت القوات اليمنية الأراضي المحتلة بالصواريخ البالستية والطائرات المسيَّرة، وكان آخرها العملية المباركة والمفاجأة عبر قصف يافا – تل أبيب- بطائرة مسيَّرة اسمها يافا، وهذه العملية كان لها صدى كبير في كونها اختراقاً كبيراً لمنظومات الدفاع الإسرائيلية وللمسافة الشاسعة التي قطعتها الطائرة من اليمن إلى الأراضي المحتلة.
كان لا بد لهذا التدخل والمناصرة والتحرك أن تكون له أبعاد وتداعيات وآثار على اليمن واليمنيين، وهذا ما كان يدركه اليمنيون منذ البداية وكان لديهم الاستعداد لتحمل هذه الآثار والتداعيات والأبعاد.
أبعاد مناصرة اليمن لغزة
البعد الداخلي
تعتبر القضية الفلسطينية هي قضية كل أحرار الأمة وبالأخص اليمنيين على مدى عقود فهم معايشون القضية تألما ووجعا ومتابعة ولم تفلح وسائل الإعلام العميلة في تغيير موقفهم أو القبول بأي بوادر للتطبيع مع إسرائيل، فكان تحرك القيادة اليمنية لنصرة فلسطين بمثابة حلم يأملون تحقيقه وكان الرضا كبيراً والفخر والامتنان بالقيادة لا يوصف، كما كان طريقا لإشباع ضمائر اليمنيين الأحرار غير مكترثين لأي تداعيات سياسية أو اقتصادية متوكلين على الله، ولديهم ثقة بالقيادة والقوات المسلحة اليمنية والدليل على ذلك الزخم الكبير في الميادين كل يوم جمعة في كل الساحات بالمحافظات وعلى مدى ما يقارب العام دون كلل أو ملل ومن يوم إلى آخر يزداد الزخم والتأييد الشعبي لوصول عامة الشعب إلى إدراك حقيقية أن القائد وجنوده مجاهدون لا يعتبرون للدنيا وزينتها، فالإجماع الشعبي خلف القيادة أعطى القوات المسلحة اليمنية التفويض الكامل دون أي اعتبارات أو تداعيات فليكن ما يكون.
يمكن القول إن مناصرة اليمن لغزة ساهم في كشف الحقيقة عن صدق القيادة والمسيرة عند كافة اليمنيين خصوصا في المناطق المحتلة جنوب الوطن، حيث يلاحظ المتتبع للإعلام التأييد الشعبي لما تقوم به القوات المسلحة اليمنية، والإشادة الكبيرة بهذا التحرك العظيم الذي يعكس صدق شعارات المسيرة وحقيقة الصرخة المرفوعة منذ زمن ليس بقريب.
إن هذا التحرك العظيم من قبل اليمن قسم معسكر المرتزقة في الداخل إلى صنفين: صنف جامل عدوه وخاف من أن يظهر ما في ضميره من تأييد لنصرة غزة والمسيرة الصادقة في اليمن، وصنف آخر أعلن موقفه من صدق المسيرة، معبرا عن فخره بما تقوم به القوات المسلحة اليمنية ومؤكدا أنهم ظلوا مخدوعين تحت لواء عملاء الصهاينة من العرب والمرتزقة اليمنيين.
لقد كان لعمليات مناصرة غزة من اليمنيين بعد داخلي كبير تمثل في حشد الطاقات نحو غزة وتحت القيادة الصحيحة، كما كشف حقيقة وزيف قيادة المرتزقة التي ظلت عبر سنوات تتهم المسيرة وقيادة أنصار الله برفع شعارات غير صادقة لكسب التأييد الشعبي وفق تعبيرها، لكن مسرح العمليات والدخول في حرب مباشرة مع الكيان الصهيوني وأمريكا وبريطانيا، كشف كل تلك الدعايات المضللة وباتت الحقيقة أمام أعين الجميع.
البعد الخارجي
أدركت كثير من بلدان العالم أن اليمن المحاصر المحارب، أظهر عري دول الاستكبار والاستعمار التي أرعبت الجميع بالاستعراض الإعلامي والبرامج الوثائقية في التفوق العلمي والتفوق في مجال التسليح وصورت نفسها على أنها بعبع وتوهم بل وأيقن هذا العالم أنها جيوش لا تقهر، وأبدى السيد القائد عبدالملك الحوثي شجاعة لا نظير لها وأطلق مقولته التي كانت عنوان الجهاد المقدس بقوله (لستم وحدكم)، فأثبت القول صداه وبلغ الفعل منتهاه وكان سيد القول والفعل وتم ضرب المعتدين وبنفس طويل نصرة لغزة وانتصاراً للأمة العربية والإسلامية.
وكان الاستغراب والاعتراف بهذا الإقدام من الأعداء قبل الأصدقاء، فالرئيس التركى أردوغان كان متفاجئاً من هذا التحرك والتحول في موازين القوى وقال بعد الضربات الأمريكية البريطانية على اليمن (ان اليمن “سيتخذ الرد المناسب في المنطقة من خلال توحيد جميع قواته مع “أنصار الله”).
وكتب Ramon Marks مقالة، نُشرت على موقع “ناشيونال إنترست”، قال فيها: “إن البحرية الأمريكية تواجه تحديًا حقيقيًا في البحر الأحمر”، مشيرًا إلى ما قاله نائب قائد القيادة الوسطى في الجيش الأمريكي Brad Cooper في شهر فبراير الماضي عن أن المواجهات البحرية مع جماعة أنصار الله اليمنية غير مسبوقة منذ الحرب العالمية الثانية.
وأدركت كثير من البلدان قوة وصرامة اليمن في هذه المعركة وأن يمن اليوم ليس كما تم تصويره من قبل، وبعد تشكيل تحالف دولي لضرب اليمن إلى جانب أمريكا وبريطانيا نصرة لإسرائيل قامت معظم الدول بالانسحاب من هذا التحالف بعد تحذيرات اليمن بأن أي دولة ستشارك في الاعتداء على اليمن لم تعد آمنة سفنها في البحر والمحيط، وهو ما أدركته كثير من الدول انحيازا لمصالحها واعترافها ضمنيا بقوة اليمن وصدق تحذيره.
وكانت الأخبار حينها على هذه الصيغة (أعلنت ألمانيا انسحابها رسمياً من البحر الأحمر، بمغادرة فرقاطتها المشاركة ضمن مهمة أسبيدس البحرية الدفاعية الأوروبية، وذلك في أعقاب دعوة وجهها قائد جماعة “أنصار الله” اليمنية للدول الأوروبية إلى التنسيق مع صنعاء).
وهذا التحرك الجهادي المنظم أوجد لليمن مكانته العربية والإسلامية لتحركه لنصرة غزة وهو اليمن المحاصر المحارب منذ ما يقارب عشر سنوات، لكنه لم يقف متفرجا وأوجد نفسه في المعركة رغم البعد الجغرافي.
وتداول الناشطون في الدول الإسلامية والأوروبية حتى بسالة وإنسانية اليمنيين رغم أوضاعهم التى يمرون بها وكذلك الشارع العربي والإسلامي عزز من الافتخار بهذا البلد العربي الذي يقف إلى جانب المظلومين غير معتبر لأي تداعيات وأظهرت القوات المسلحة اليمنية قدرتها في كسر الهيمنة الأمريكية وغادرت حاملات الطائرات العملاقة وتعرى ذلك الزيف وأنهم أوهن من بيت العنكبوت عندما توجد الإرادة والاستعداد للتضحية نصرة للأمة ومقدساتها وكسرا ودحرا للهيمنة الغربية وأيقن التحالف العربي الذي ضرب اليمن وحاصر اليمن أنه كان مجازفا في فعلته الأولى وأنه أخطأ وارتكب جملة من الأخطاء وبات متخبطا كيف ستتم التسوية مع اليمن لما تم من اعتداء؟ وأنه لا شيء سيسقط بالتقادم.
وجملة الأبعاد الخارجية لمناصرة اليمن لغزة انتشر اسم اليمن في مسامع كثير من قنوات الإعلام العالمية وعرف العالم أن هناك بلدا اسمه اليمن وكثير من قنوات التحليل الإخباري أوجدت المفكرين والمحللين لهذا التطور الذي غير مساره اليمن بتحركه، سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي والجرأة التي أقدم بها هذا البلد الذي يعدونه في قواميسهم من بلدان العالم الثالث وكان الامتنان الأكبر لهذا التحرك هو محور المقاومة، سواء في فلسطين أو لبنان أو العراق أو إيران وأن هناك طرفا هو اليمن يعتمد على رجاله في توازن الردع ودعما لحركات الجهاد في فلسطين.
لقد غير التحرك اليمني مع غزة وضربه الأماكن البعيدة وهزيمته لما سمي تحالف الازدهار من معادلة القوى في المنطقة، وصنع خريطة جديدة وطرقاً حديثة في كيفية الحكم والتعامل مع الدول، بل إن ما سمي التحالف العربي يدرك اليوم أن أي عودة للمواجهة العسكرية مع أنصار الله واليمن بشكل عام يعني هزيمة أشد وأن الخسائر ستكون فادحة بسبب مستوى القوة التي رأوها في عمليات القوات المسلحة المساندة للمقاومة في غزة.
تداعيات مساندة اليمن لغزة
لا بد لهذا التحرك العظيم الذي قام به الشعب اليمني أن يكون له ثمن وأن تكون له تداعيات كما ذكرنا، ويمكن إجمال هذه التداعيات على النحو التالي:
التداعيات العسكرية
دخلت اليمن بمناصرتها لغزة في حرب مباشرة ومكتملة مع كل من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وإسرائيل، حيث شنت المقاتلات الأمريكية والبريطانية الغارات على مختلف الأماكن في الجمهورية اليمنية، كما تم استهداف زوارق بحرية يمنية وسقط خلالها عدد من الشهداء والجرحى.
إضافة إلى ذلك فإن الجيش اليمني بعد أن قصف يافا – تل أبيب – بالطائرة المسيَّرة يافا، شن العدو الإسرائيلي عدوانا سافرا على بلدنا مستهدفا خزانات النفط في ميناء الحديدة وعدداً من الأعيان المدنية، وهو ما اعتبره مراقبون فشلاً وعجزاً عسكرياً إسرائيلياً كبيراً باللجوء للأعيان المدنية للبحث عن رد استعراضي فقط مع اشتعال النيران في خزانات النفط بالميناء.
إذن تتعرض اليمن لعدوان واسع وحرب ضروس من أقوى دول العالم، وتقف برغم ذلك قوية منتصرة لم يكسرها أحد، ولم تتراجع برغم التهديدات المستمرة والمتواصلة والتلويح بخيارات أخرى من قبل بعض دول العالم.
لكن ما يمكن قوله هو إن مناصرة اليمن لغزة وقدرتها على هزيمة أمريكا في البحرين الأحمر والعربي وقصفها المستمر لإسرائيل، أوجد لدى قوات ما كان يعرف بالتحالف العربي ومرتزقته خوفاً من قدرات الجيش اليمني التي تطورت بشكل لافت وسريع، بل إن هناك الكثير من التقارير التي تحدثت عن خشية المملكة العربية السعودية من الانجرار إلى الصراع المباشر مع اليمن مرة أخرى، وهو ما دفعها إلى إلزام مرتزقتها بسحب قرارات مجحفة بحق البنوك الأهلية كان البنك المركزي فرع عدن قد أصدرها خشية أن ينفذ السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، تهديداته التي لوح بها للسعودية في حال الاستمرار في هذه الحرب.
بشكل عام تعتبر التداعيات العسكرية على اليمن بفعل مناصرة غزة، كبيرة وفيها من النواحي الإيجابية والسلبية، لكن الموقف اليمني لم يأبه لما يمكن أن يحدث، فنصرة غزة مبدأ وواجب ديني ووطني وقومي وأخلاقي، لا يمكن التراجع عنه مهما كلف الثمن.
التداعيات السياسية
وجد اليمنيون أنفسهم بعد تحركهم لنصرة غزة حديث العالم، بل وانهالت الاتصالات الدبلوماسية المكثفة من قبل الأعداء والوسطاء طلبا للتهدئة وإيقاف العمليات المساندة في البحرين الأحمر والعربي وفي البحر الأبيض المتوسط، مقدمين عروضهم أحياناً وتهديداتهم أحياناً أخرى.
يمكن القول إن العمليات المساندة لغزة من قبل اليمن كانت ورقة رابحة في ميدان السياسة، فاليمن المنسي في أطراف الجزيرة العربية بات رقما صعبا قولا وفعلا ويجب التعاطي مع هذا الأمر تمهيدا لاعتراف دولي يعطي كل ذي حق حقه واستنادا لشرعية حقيقية من الشارع اليمني ولقوة هذه الدولة والسلطة وهو ما سيحدث قريباً.
كما أن العمليات المساندة لغزة تركت أثرا سياسيا هاما وهو في الجانب الآخر من أعداء الوطن من ينصبون أنفسهم ولاة على هذا الشعب، فقد كشف الشعب حقيقتهم وباتوا أوراقا محروقة وأن القيادة السياسية في صنعاء هي الأجدر بقيادة هذا البلد من شماله إلى جنوبه، مشاركة مع كل أحرار الوطن من كل مكان في المستقبل القريب، وهو ما يعكس الخسارة السياسية الفادحة التي مني بها مرتزقة العدوان السعودي وأذناب الأذناب.
التداعيات الاقتصادية
تحمل اليمنيون آثار نصرتهم لغزة ودفعوا ثمن ذلك في مختلف الجوانب، فالعدو الأمريكي والإسرائيلي استخدم أوراقه في المنطقة للضغط على القيادة الحرة من الجانب الاقتصادي، فجاءت قرارات البنك المركزي في عدن في الوقت الذي تخوض فيه القوات المسلحة اليمنية حربا بحرية جوية عنيفة مع أعتى دول العالم، في محاولة لإركاع الشعب اليمني.
كما استمر العدو الإسرائيلي والأمريكي في شن حربه الاقتصادية من خلال استخدام مرتزقته لاتخاذ قرارات مجحفة بحق الشعب اليمني عبر إغلاق مطار صنعاء الدولي ورفع أسعار التذاكر وفرض الحصول عليها من مناطق المرتزقة في محاولات الخنق المستمرة، حيث جاءت هذه القرارات دفعة واحدة مع قرارات البنك.
كما يشن العدو حربا اقتصادية شاملة من خلال استهداف العملة الوطنية بطبع مئات المليارات من الطبعة المزورة والتي سببت تضخماً حاداً وانهياراً غير مسبوق في سعر العملة الوطنية في جنوب البلاد أمام العملات الأجنبية.
ولم يكتف العدو الإسرائيلي والأمريكي ومرتزقته بهذه الخطوات، بل شن الكثير من الهجمات التي تستهدف الاقتصاد من مختلف الجوانب رغبة منه في ضرب هذا الشعب من الداخل ورغبة منه في زرع فتنة وحرب داخلية ومجاعة تسبب الانشغال عن قضية فلسطين.
لقد حاول العدو الإسرائيلي والأمريكي عبر أدواته من خلال بنك عدن أن يخنق هذا الشعب في زاوية ضيقة، معتقدا أن الخيارات لدى هذا الشعب معدومة، غير أن السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي أعلن في أكثر من خطاب أن اليمنيين سيتعاملون السن بالسن، فالمطار مقابل المطار والبنك بالبنك وهكذا.
وبفضل الله والقيادة الحكيمة، أفشل اليمنيون كل هذه التهديات والأخطار المحدقة بالاقتصاد الوطني وأجبر مرتزقة العدو على التراجع عن قراراتهم المجحفة بحق اليمنيين كما قدم الاشتراطات اللازمة لضمان صرف رواتب الشعب اليمني المتأخرة والقادمة.
الخاتمة
ما يمكن تلخيصه مما سبق أن اليمن كان يعرف جيدا ما ستكون لهذا التدخل الديني والأخلاقي العظيم من أبعاد وتداعيات؛ بل وكان مستعدا أيضا لدفع الثمن برضا تام، انعكاسا لعدالة القضية التي تحرك لأجلها وإيمانا بوعد الله في النصر والتمكين للمظلومين وكسر جبروت الظالمين.
فالبعد الداخلي تمثل في ما ظهر من وحدة القيادة مع الشعب والذي عبر عنه الشعب اليمني من خلال المسيرات الأسبوعية في مختلف المحافظات والساحات تأييدا لقرار القيادة وتفويضا من الشعب لضرب العدو الإسرائيلي والأمريكي بيد من حديد، كما كان لهذا التحرك العظيم أثر جلي لدى أبناء الشعب اليمني في المناطق المحتلة؛ حيث كشف الحقيقة التي لم يكونوا مدركين لها من صدق شعار المسيرة عبر سنوات مضت بعد أن حاول البعض إيهامهم بأنها مجرد شعارات فقط.
فيما كان لعمليات مناصرة اليمن لغزة بعد خارجي هام تمثل في حجز اليمن موقعها على الخارطة وكشف حقيقة قوة أمريكا وإسرائيل وبريطانيا، وتأكيد قوة وبسالة وشجاعة اليمنيين والتطور الكبير بشهادة الأعداء قبل الأصدقاء.
وفي تداعيات هذا التحرك، فقد دخلت اليمن حربا بحرية جوية مباشرة مع قوى الاستكبار العالمي، وتعرضت بلادنا لمئات الغارات الجوية، غير أن النتيجة ظهور اليمن بجيش قوي وقوة عسكرية من الصعب هزيمتها، حتى من أعتى دول العالم وهو ما لم يكن في الحسبان، كما سيكون له تأثير كبير في المفاوضات الجارية مع تحالف العدوان السعودي ومرتزقته.
وشن العدو حربا اقتصادية شعواء على شعبنا اليمني من خلال قرارات البنك المركزي التابع للمرتزقة في عدن ومحاولة تضييق الخناق على الشعب، وكذلك ما يتعلق بإغلاق مطار صنعاء الدولي وتشديد الحصول على التذاكر ورفع أسعارها، قبل أن يتمكن اليمنيون من دحر هذه القرارات وإجبار السعودية ومرتزقتها على إلغائها.
هذه بعض التداعيات والأبعاد التي كانت نتيجة حتمية للوقوف مع المظلومين من أبناء الشعب الفلسطيني الصابر، ولا زال اليمن على استعداد تام لتحمل أكبر وأكثر من تلك التداعيات والأبعاد.

مقالات مشابهة

  • مناصرة اليمن لغزة.. الأبعاد والتداعيات
  • حلمٌ سيتحقّق.. انتظرناه طويلًا!
  • وزارة الشباب تنظم وقفة تضامنية مع الشعب الفلسطيني وتفويضا لقائد الثورة
  • الشعب السوداني: معلم الشعوب!!
  • وزير الخارجية اليمني: السعودية تبذل جهوداً كبيرة لتحقيق السلام في اليمن
  • الزنداني يبحث مع السفير السعودي جهود السلام في اليمن
  • وقفات في ذمار تضامناً مع الشعب الفلسطيني وتفويضاً لقائد الثورة
  • تدشين الدورات العسكرية المفتوحة “طوفان الأقصى” بوزارة الزراعة والري
  • ريمة تشهد وقفات منددة بالعدوان الإسرائيلي على الحديدة
  • صعدة.. فعالية ثقافية للقطاع الإنساني والوحدة الاجتماعية إحياءً لذكرى استشهاد الإمام زيد