شروق عوض (دبي)
المتابع لمسيرة دولة الإمارات منذ قيامها حتى يومنا هذا، يجد استمرارية التطوير هي النهج المتبع فيها، فالدولة تشهد تطويراً مستمراً في قطاع الطاقة من حيث بناء سلة طاقة متنوعة أساسها الاستدامة، وذلك وفقاً لعلي الشمري، مدير الأصول (دول مجلس التعاون) - الأصول الدولية في شركة أبوظبي الوطنية للطاقة (طاقة)، رئيس مجلس الشباب في شركة طاقة، وأحد خبراء عام الاستدامة 2023، وزميل برنامج «خبراء الإمارات».


وأوضح الشمري، في حوار مع «الاتحاد»، أن استضافة دولة الإمارات للدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية، بشأن تغير المناخ «COP28»، تأتي ضمن رؤية الإمارات التي تنظر إلى العمل المناخي كفرصة للتصدي لتحدٍّ يؤثر على البشرية، وتحويل هذا التحدي إلى فرصة للنمو الاقتصادي المستدام، خاصةً في ضوء المكانة المتميزة والموقع الفريد لدولة الإمارات.

أخبار ذات صلة الإمارات: ضرورة تغليب الحوار والحلول السلمية للأزمات وزارة الدفاع: ضوضاء متوقعة مع بدء تحضيرات «حصن الاتحاد 9» بأبوظبي

وقال: إن استضافة دولة الإمارات لـ«COP28» تعكس أيضاً التزام الدولة العميق بالقضايا البيئية، وعبر هذا الحدث العالمي، تتاح الفرصة أمام الإمارات لتعزيز دورها كقائد عالمي في مجال الاستدامة والابتكار البيئي، مشيراً إلى أن هذه الخطوة تعتبر نقطة تحول مهمة في تاريخ الإمارات، حيث تستعرض البلاد التقدم الذي أحرزته في تطبيق التكنولوجيا الخضراء والحلول البيئية المبتكرة، يتوقع أن يكون لهذا الحدث تأثير كبير على السياسات والممارسات المستقبلية في البلاد وعلى مستوى العالم، بالإضافة إلى الرغبة القوية للدولة في تحقيق التنمية المستدامة، وهو الهدف الذي يتطلب تعاوناً دولياً واسع النطاق، وخلال استضافة هذا الحدث، تؤكد الإمارات دورها المحوري في تحقيق هذا الهدف العالمي.

الطاقة والمناخ
بالسؤال عن علاقة الطاقة بالتغير المناخي؟، أكد علي الشمري أن الطاقة تلعب دوراً رئيساً في التغير المناخي، ويعتبر الوقود الأحفوري مثل الفحم والنفط والغاز المصدر الرئيس للطاقة في العالم، وعند حرق هذا الوقود يتم إطلاق غازات الدفيئة مثل ثاني أكسيد الكربون في الجو، وهذه الغازات تحتبس الحرارة من الشمس وتسبب ارتفاع درجة حرارة الأرض.
وبيّن أن الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية والرياح، هي بديل أكثر استدامة، وهذه الأنواع من الطاقة لا تطلق غازات الدفيئة، وبالتالي لا تساهم في التغير المناخي، بالإضافة إلى أن الطاقة المتجددة بطبيعتها متجددة، مما يعني أنها لن تنفد مثل الوقود الأحفوري، ومع ذلك، التحول إلى الطاقة المتجددة يتطلب تغييرات كبيرة في كيفية إنتاج واستخدام الطاقة، وهذا يتضمن الاستثمار في تكنولوجيا جديدة وتحديث البنية التحتية للطاقة، مشيراً إلى أن الوكالة الدولية للطاقة تقدر أن الطاقة المتجددة ستشكل 30% من إنتاج الكهرباء بحلول 2024، والتحول إلى الطاقة المتجددة يمكن أن يقلل من انبعاثات الكربون بنسبة 70% بحلول 2050.

جهود إماراتية
وحول الجهود التي تبذلها دولة الإمارات في شأن العمل المناخي، أشار علي الشمري إلى أن الدولة حققت تقدماً كبيراً في مجال الاستدامة على مر السنين، ومن أهم جهودها دعم أهداف اتفاقية باريس للمناخ الرامية إلى الحد من ارتفاع الحرارة عالمياً بمعدل 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل حقبة الثورة الصناعية، وإطلاق استراتيجية الإمارات لتحقيق الحياد المناخي بحلول 2050، كما استثمرت الإمارات في استراتيجية التقاط الكربون واستخدامه وتخزينه، وتعد منشأة «الريادة» أول منشأة في المنطقة لالتقاط الكربون واستخدامه وتخزينه، حيث تبلغ قدرتها لالتقاط الكربون ما يعادل 800 ألف طن سنوياً.
وعن أهم مشاريع الطاقة النظيفة التي ركزت عليها الدولة؟، أكد أن أهم مشاريع الطاقة النظيفة في دولة الإمارات، تتمثل في كل من محطة الظفرة للطاقة الشمسية بقدرة 2 جيجاوات، حيث تغطي 20 كم² وتتكون من 4 ملايين لوح طاقة شمسية، وستزود 160 ألف منزل بالكهرباء، وستزيل 2.4 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً، ومحطة نور أبوظبي للطاقة الشمسية، بقدرة 1.177 جيجاوات، حيث تم تشييد المحطة على مساحة 8 كيلومترات مربعة، وتتكون من 3.2 مليون لوح طاقة شمسية، تقوم بتوفير الكهرباء لـ90 ألف منزل وتقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 1 مليون طن سنوياً.  

الأكبر عالمياً
ذكر علي الشمري أن من ضمن مشاريع الطاقة أيضاً مجمع محمد بن راشد للطاقة الشمسية، وهو أكبر مشروع للطاقة الشمسية في العالم بقدرة 5 جيجاوات، ويغطي مساحة 214 كم² ويتألف من 5 مراحل، يوفر الكهرباء لـ1.3 مليون منزل، وستخفض الانبعاثات بـ6.5 مليون طن سنوياً، بالإضافة إلى محطة براكة للطاقة النووية، الأولى في العالم العربي، وتتألف من 4 مفاعلات بقدرة 5.6 جيجاوات. ستقلل المحطة من انبعاثات الكربون بمقدار 21 مليون طن سنوياً، ما يعادل إزالة 3.2 مليون سيارة من الطرق. 

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الاستدامة الإمارات شركة طاقة الطاقة المتجددة مشاريع الطاقة المتجددة الطاقة النظيفة الطاقة المتجددة للطاقة الشمسیة دولة الإمارات أن الطاقة طن سنویا ملیون طن إلى أن

إقرأ أيضاً:

منصور بن محمد يطّلع على أحدث تقنيات الطاقة المتجددة في «ويتيكس»

دبي (وام)

أخبار ذات صلة «مهارات التطبيقات الرقمية» لكبار المواطنين في برنامج بدبي القمة العالمية للحكومات تعلن نتائج الاستطلاع العالمي للوزراء

زار سموّ الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس مجلس دبي لأمن المنافذ والحدود، معرض تكنولوجيا المياه والطاقة والبيئة (ويتيكس) الذي تنظّمه هيئة كهرباء ومياه دبي خلال الفترة من 1 إلى 3 أكتوبر الجاري في مركز دبي التجاري العالمي، بمشاركة أكثر من 2800 شركة من 65 دولة حول العالم. 
وكان في استقبال سموّه لدى وصوله إلى مقر المعرض معالي سعيد محمد الطاير، العضو المنتدب، الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي، رئيس ومؤسس معرض ويتيكس.
وقام سموّ الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، يرافقه معالي سعيد محمد الطاير وعدد من المسؤولين، بجولة في المعرض واستمع إلى شرح حول أحدث التقنيات والابتكارات والمنتجات في مجالات الطاقة، وتحلية المياه، والتقنيات الخضراء، وحلول الطاقة النظيفة والمتجددة، والاستدامة البيئية، والتحوّل الرقمي والذكاء الاصطناعي، والبحوث والتطوير، وغيرها.
وتفقّد سموّه، خلال الجولة، جناح هيئة كهرباء ومياه دبي، حيث اطّلع على أبرز المستجدات في مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، أكبر مجمع للطاقة الشمسية في موقع واحد على مستوى العالم وفق نموذج المنتج المستقل للطاقة، واستمع سموه إلى شرح حول مشروع المرحلة الرابعة من المجمع، أكبر مشروع استثماري يستخدم ثلاث تقنيات مشتركة لإنتاج الطاقة النظيفة تشمل منظومة عاكسات القطع المكافئ بقدرة إجمالية تبلغ 600 ميجاوات، وبرج الطاقة الشمسية المركزة بقدرة 100 ميجاوات، بالإضافة إلى ألواح شمسية كهروضوئية بقدرة 250 ميجاوات.

مقالات مشابهة

  • منصور بن محمد يطّلع على أحدث تقنيات الطاقة المتجددة في «ويتيكس»
  • إطلاق الشبكة العربية للهيدروجين الأخضر الأسبوع المقبل
  • الإقليمي للطاقة المتجددة يؤكد ضرورة تحقيق أمن الطاقة عبر اقتصاد منخفض الكربون
  • «البيئة» تطلق تطبيق إلكترونيا للطاقة الجديدة والمتجددة «جرين طاقة»
  • "الدوسري": أمن الطاقة يتطلب تصرفًا شجاعًا واقتصادًا منخفض الكربون
  • "مياه وكهرباء الإمارات" تدعو لتقديم طلبات لمشروع محطة الزرّاف للطاقة الشمسية
  • الطاقة النيابية:قانون الطاقة الجديد سيساهم في مكافحة التغير المناخي
  • مصدر الإماراتية تنهي صفقة الاستحواذ على 50% من شركة طاقة أميركية
  • فتح باب تقديم طلبات إبداء الاهتمام بمشروع تطوير محطة الزرَّاف للطاقة الشمسية الكهروضوئية
  • بـ 64.7 مليون دولار.. «البنك الأوروبي» يوافق على تمويل إنشاء محطة طاقة رياح برأس غارب