مدير الأصول الدولية في «طاقة» لـ«الاتحاد»: في الإمارات.. سلة طاقة متنوعة أساسها الاستدامة
تاريخ النشر: 23rd, September 2023 GMT
شروق عوض (دبي)
المتابع لمسيرة دولة الإمارات منذ قيامها حتى يومنا هذا، يجد استمرارية التطوير هي النهج المتبع فيها، فالدولة تشهد تطويراً مستمراً في قطاع الطاقة من حيث بناء سلة طاقة متنوعة أساسها الاستدامة، وذلك وفقاً لعلي الشمري، مدير الأصول (دول مجلس التعاون) - الأصول الدولية في شركة أبوظبي الوطنية للطاقة (طاقة)، رئيس مجلس الشباب في شركة طاقة، وأحد خبراء عام الاستدامة 2023، وزميل برنامج «خبراء الإمارات».
وأوضح الشمري، في حوار مع «الاتحاد»، أن استضافة دولة الإمارات للدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية، بشأن تغير المناخ «COP28»، تأتي ضمن رؤية الإمارات التي تنظر إلى العمل المناخي كفرصة للتصدي لتحدٍّ يؤثر على البشرية، وتحويل هذا التحدي إلى فرصة للنمو الاقتصادي المستدام، خاصةً في ضوء المكانة المتميزة والموقع الفريد لدولة الإمارات.
وقال: إن استضافة دولة الإمارات لـ«COP28» تعكس أيضاً التزام الدولة العميق بالقضايا البيئية، وعبر هذا الحدث العالمي، تتاح الفرصة أمام الإمارات لتعزيز دورها كقائد عالمي في مجال الاستدامة والابتكار البيئي، مشيراً إلى أن هذه الخطوة تعتبر نقطة تحول مهمة في تاريخ الإمارات، حيث تستعرض البلاد التقدم الذي أحرزته في تطبيق التكنولوجيا الخضراء والحلول البيئية المبتكرة، يتوقع أن يكون لهذا الحدث تأثير كبير على السياسات والممارسات المستقبلية في البلاد وعلى مستوى العالم، بالإضافة إلى الرغبة القوية للدولة في تحقيق التنمية المستدامة، وهو الهدف الذي يتطلب تعاوناً دولياً واسع النطاق، وخلال استضافة هذا الحدث، تؤكد الإمارات دورها المحوري في تحقيق هذا الهدف العالمي.
الطاقة والمناخ
بالسؤال عن علاقة الطاقة بالتغير المناخي؟، أكد علي الشمري أن الطاقة تلعب دوراً رئيساً في التغير المناخي، ويعتبر الوقود الأحفوري مثل الفحم والنفط والغاز المصدر الرئيس للطاقة في العالم، وعند حرق هذا الوقود يتم إطلاق غازات الدفيئة مثل ثاني أكسيد الكربون في الجو، وهذه الغازات تحتبس الحرارة من الشمس وتسبب ارتفاع درجة حرارة الأرض.
وبيّن أن الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية والرياح، هي بديل أكثر استدامة، وهذه الأنواع من الطاقة لا تطلق غازات الدفيئة، وبالتالي لا تساهم في التغير المناخي، بالإضافة إلى أن الطاقة المتجددة بطبيعتها متجددة، مما يعني أنها لن تنفد مثل الوقود الأحفوري، ومع ذلك، التحول إلى الطاقة المتجددة يتطلب تغييرات كبيرة في كيفية إنتاج واستخدام الطاقة، وهذا يتضمن الاستثمار في تكنولوجيا جديدة وتحديث البنية التحتية للطاقة، مشيراً إلى أن الوكالة الدولية للطاقة تقدر أن الطاقة المتجددة ستشكل 30% من إنتاج الكهرباء بحلول 2024، والتحول إلى الطاقة المتجددة يمكن أن يقلل من انبعاثات الكربون بنسبة 70% بحلول 2050.
جهود إماراتية
وحول الجهود التي تبذلها دولة الإمارات في شأن العمل المناخي، أشار علي الشمري إلى أن الدولة حققت تقدماً كبيراً في مجال الاستدامة على مر السنين، ومن أهم جهودها دعم أهداف اتفاقية باريس للمناخ الرامية إلى الحد من ارتفاع الحرارة عالمياً بمعدل 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل حقبة الثورة الصناعية، وإطلاق استراتيجية الإمارات لتحقيق الحياد المناخي بحلول 2050، كما استثمرت الإمارات في استراتيجية التقاط الكربون واستخدامه وتخزينه، وتعد منشأة «الريادة» أول منشأة في المنطقة لالتقاط الكربون واستخدامه وتخزينه، حيث تبلغ قدرتها لالتقاط الكربون ما يعادل 800 ألف طن سنوياً.
وعن أهم مشاريع الطاقة النظيفة التي ركزت عليها الدولة؟، أكد أن أهم مشاريع الطاقة النظيفة في دولة الإمارات، تتمثل في كل من محطة الظفرة للطاقة الشمسية بقدرة 2 جيجاوات، حيث تغطي 20 كم² وتتكون من 4 ملايين لوح طاقة شمسية، وستزود 160 ألف منزل بالكهرباء، وستزيل 2.4 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً، ومحطة نور أبوظبي للطاقة الشمسية، بقدرة 1.177 جيجاوات، حيث تم تشييد المحطة على مساحة 8 كيلومترات مربعة، وتتكون من 3.2 مليون لوح طاقة شمسية، تقوم بتوفير الكهرباء لـ90 ألف منزل وتقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 1 مليون طن سنوياً.
الأكبر عالمياً
ذكر علي الشمري أن من ضمن مشاريع الطاقة أيضاً مجمع محمد بن راشد للطاقة الشمسية، وهو أكبر مشروع للطاقة الشمسية في العالم بقدرة 5 جيجاوات، ويغطي مساحة 214 كم² ويتألف من 5 مراحل، يوفر الكهرباء لـ1.3 مليون منزل، وستخفض الانبعاثات بـ6.5 مليون طن سنوياً، بالإضافة إلى محطة براكة للطاقة النووية، الأولى في العالم العربي، وتتألف من 4 مفاعلات بقدرة 5.6 جيجاوات. ستقلل المحطة من انبعاثات الكربون بمقدار 21 مليون طن سنوياً، ما يعادل إزالة 3.2 مليون سيارة من الطرق.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الاستدامة الإمارات شركة طاقة الطاقة المتجددة مشاريع الطاقة المتجددة الطاقة النظيفة الطاقة المتجددة للطاقة الشمسیة دولة الإمارات أن الطاقة طن سنویا ملیون طن إلى أن
إقرأ أيضاً:
وزيرا الكهرباء والإسكان يبحثان خطة التوسع فى استخدامات الطاقة المتجددة
استقبل الدكتور محمود عصمت وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، المهندس شريف الشربينى وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، بمقر الوزارة بالعاصمة الإدارية، لبحث خطة العمل المشتركة، ودعم التنسيق والتعاون فى مجالات الطاقة المتجددة والتوسع في استخدامها والاعتماد عليها، وكذلك خطة دعم وتطوير وتحديث الشبكة القومية للكهرباء والاستفادة من الخبرات المتراكمة لدى الشركات التابعة في تنفيذ مشروعات الكهرباء في المدن والمجتمعات العمرانية الجديدة.
تناول اجتماع الوزيرين الذى انعقد بحضور المهندس جابر دسوقي رئيس الشركة القابضة لكهرباء مصر، والمهندسة منى رزق رئيس الشركة المصرية لنقل الكهرباء، والمهندسة إلهام السرجانى مساعد وزير الإسكان للشئون الاستراتيجية، والمهندس محمد هشام درويش مستشار وزير الإسكان والمشرف على قطاع التشييد والمقاولات والمشرف على الأمانة الفنية للجنة الهندسية الوزارية، والمهندس أحمد علي مساعد نائب رئيس هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، ومشاركة عدد من قيادات العمل ومسئولي الوزارتين، أهمية التنسيق فى موضوعات إسناد مشروعات شبكات ومحطات الكهرباء ومراجعة الأعمال والإشراف على التنفيذ من قبل شركة الكهرباء المعنية فى النطاق الجغرافي للمشروع، كما تطرق الاجتماع إلى مجريات التنفيذ، واتخاذ الإجراءات اللازمة لتتولى وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة أعمال التشغيل والصيانة لشبكات العاصمة الإدارية الجديدة.
كما ناقش الاجتماع التعاون لزيادة إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية وخطة العمل التى يجرى تنفيذها لاستغلال المباني الحكومية والمقترحات الخاصة بضم مساحات فى نطاق المدن والمجتمعات العمرانية الجديدة ومحطات المرافق، وإجراءات نقل أصول عدد من محطات المحولات التى قامت هيئة المجتمعات بتنفيذها، والتوافق حول القدرات الكهربائية فى بعض المناطق والتنسيق مع جهاز تنظيم مرفق الكهرباء وحماية المستهلك، وكذلك متابعة تقدم الأعمال ومستجدات التنفيذ فى المشروعات التى تنفذها شركات الكهرباء.
قال الدكتور محمود عصمت إن تحسين كفاءة الطاقة وترشيد استهلاك الكهرباء أحد الملفات التى يجرى العمل عليها بالتعاون مع وزارة الإسكان، موضحا أن توفير الكهرباء لكافة الاستخدامات، وإتاحتها بجودة واستمرارية ضمن أولويات خطة العمل، مشيرا الى مشروع استخدام أسطح المباني الحكومية فى توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية والذى يتم العمل فيه بالتعاون مع جميع الوزارات والهيئات على مستوى الدولة، مشيدا بالمشروع الذى تمت مناقشته خلال الاجتماع حول استخدام أسطح المباني فى المشروعات التى تنفذها وزارة الاسكان وضمها لمشروع المباني الحكومية وذلك في إطار الاستراتيجية الوطنية للطاقة والاعتماد على الطاقات المتجددة وخطة الدولة للتحول الطاقى.
أضاف الدكتور محمود عصمت أن الكهرباء ركيزة لمتطلبات التنمية المستدامة وجذب الاستثمارات والتوسع العمرانى والصناعي والاستصلاح الزراعي، لاسيما الطاقة النظيفة والتى تمتلك منها قدرات توليديّة كبيرة وبنية عملاقة، مؤكداً ان "الكهرباء" مستمرة فى اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لتأمين مصادر دائمة ونظيفة ومنخفضة التكلفة من الطاقة، وكذلك خفض استهلاك الوقود التقليدى وتقليل انبعاثات الكربون، موضحا خطة العمل لتحسين جودة التغذية وكفاءة استخدام الوقود التقليدي، والمشروعات الجارية لدعم الشبكة من أطوال خطوط وسعات محطات محولات على الجهود المختلفة فى إطار خطة دعم وتقوية الشبكة لاستيعاب القدرات الجديدة من الطاقات المتجددة وتعظيم عوائدها بالتوسع في أنظمة التخزين للحفاظ على استقرار التيار.
وخلال الاجتماع، أعرب المهندس شريف الشربيني عن اعتزازه بالتعاون المشترك بين وزاراتي الإسكان والكهرباء مثمناً هذا التعاون في مختلف الملفات وعلى المستويات كافة، ولاسيما ما يتعلق بتوفير القدرات والطاقات الكهربائية بمشروعات وزارة الإسكان بالمدن الجديدة سواء مشروعات محطات مياه الشرب والصرف الصحي أو المشروعات السكنية، بجانب إنشاء المشروعات المشتركة.
وأشار وزير الإسكان إلى أن ملف توفير الطاقة الكهربائية من أهم الملفات التي يتم التعاون بشأنها ولاسيما في إطار خطة الدولة نحو التوسعات العمرانية، لافتاً إلى أن وزارة الإسكان تتبنى حالياً استراتيجية البناء الأخضر التي تعتمد على توفير الطاقة والمياه، من خلال استخدام مواد بناء صديقة للبيئة، وأيضا من خلال مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة.