في الذكرى التاسعة لثورة 21 سبتمبر
تاريخ النشر: 23rd, September 2023 GMT
بعضها دخل الخدمة ولم يُكشف عنها وأخرى تظهر لأول مرة ترسانة عسكرية ضخمه تستعرضها القوات المسلحة العرض العسكري المهيب بميدان السبعين أكّد الجهوزية القصوى
ما بين الذكرى الأولى والتاسعة لثورة الواحد والعشرين من سبتمبر، سنوات من الإنجاز العسكري الكبير الذي حققته الثورة في بناء الجيش بقدرات وطنية تفوق دول المنطقة، ففي الذكرى الأولى لنجاح الثورة التي أطاحت بالوصاية كان الجيش مفككاً ومنقسماً وعتاده مدمر بفعل العدوان ومرتزقته واليوم في الذكرى التاسعة شهدت صنعاء العرض العسكري الأكبر من نوعه والذي تضمن 359 آلية تحمل صواريخ وطائرات ، وأيضاً مشاركة مدرعات صناعة محلية خطفت الأنظار، كما تزيّن العرض العسكري عبر تحليق الطيران المروحي والحربي لأول مرة، ليكون هذا الجيش بما وصل إليه من مستوى متقدم من التطور أهم منجزات ثورة الاستقلال 21 سبتمبر ودرعاً حصيناً للشعب اليمني ، وردعاً للأعداء والطامعين والمعتدين.
.
»الثورة« تسلط الضوء على حجم العرض العسكري، والزخم الكبير للأسلحة التي تضمنها الاستعراض كما تبرز الأسلحة الجديدة التي لم يكشف عنها من قبل وعلى رأسها الصواريخ الكبيرة والاستراتيجية…
الثورة / أحمد السعيدي
صواريخ جديدةنبدأ من حيث انتهى به العرض العسكري الكبير الذي أقيم بميدان السبعين بمناسبة الذكرى التاسعة لثورة الشعب العظيمة 21 سبتمبر وهي الصواريخ الباليستية التي شهدت إضافة صواريخ جديدة استبشر في حضرتها جموع الشعب واطمأن على حجم الكفاءة اليمنية والتطوير العسكري المستمر ومن أهم تلك الإضافات صاروخ معراج (باليستي ارض جو مطوّر من بدر 1 بي , يعمل بالوقود الصلب , يعمل بنظامين حراري وراداري – يتميز بدقته العالية في إصابة الأهداف الجوية وله قدرة عالية على المناورة ولا يتأثر بالتشويش الحراري والراداري، هو آخر إنجازات القوات المسلحة على صعيد الصناعات العسكرية الخاصة بالقوة الصاروخية، ومن الصواريخ الجديدة التي أزيح الستار عنها وأثلجت صدور اليمنيين صاروخ طوفان (باليستي أرض-أرض) ويعمل بالوقود السائل-· دقيق الإصابة، وبذات المواصفات صاروخ عقيل، كما تم الكشف عن صاروخ بدر 4 ( باليستي أرض-أرض· متوسط المدى· يعمل بالوقود الصلب· يتميز بدقته العالية في إصابة الأهداف)، وأيضا صاروخ مطيع (· باليستي أرض- جو· يعمل بالوقود الصلب· يتميز بالمناورة الجوية· يتميز بسرعته العالية)، ومن الصواريخ الجديدة أيضاً صاروخ قدس4 (· مجنح أرض-أرض· المنصة الرابطة من صواريخ قدس المجنحة· قادر على إصابة الأهداف بدقة عالية· قادر على التخفي عن الرادارات)، وصاروخ قدس بحري صاروخ كروز بحري (أرض-بحر· بعيد المدى· مضاد للقطع البحرية· قادر على إصابة الأهداف البحرية الثابتة والمتحركة بدقة عالية· يتميز بقدرة تدميرية عالية)، وصاروخ تنكيل (صاروخ باليستي أرض-أرض (وأرض-بحر)· يعمل بالوقود الصلب· متوسط المدى· يوجد بنسختيه بكميات كبيرة)، وصاروخ ميون (صاروخ باليستي أرض-بحر· يعمل بالوقود الصلب· متوسط المدى· قادر على إصابة الأهداف الثابتة والمتحركة البحرية.· يتميز بقدرة تدميرية هائلة)
القوة الصاروخيةالعرض العسكري الكبير تضمن أيضا صواريخ جديدة قادرة أن تثبت فاعليتها في المعركة بدك عواصم العدوان والطغيان، وكانت سلاح الردع المناسب للأعداء وهي منظومات مختلفة من الصواريخ منها ما هو صنع محلي صنع يمني ومنها ما خضع للتعديل والتطوير بأيادي يمنية، فبوركت جهود المؤمنين الصادقين في هذه القوة فلم تتوقف الجهود ولا تتوقف الإنجازات، فهناك منظومة صاروخية جديدة تكشف عنها القوات المسلحة ولأول مرة ضمن منظومات صواريخ أرض بحر مثل صاروخ البحر الأحمر صاروخ باليستي أرض بحر , مطور من صاروخ سعير , متوسط المدى , يعمل بنظامين حراري وراداري يمتاز بسرعته الكبيرة وقادر هذا الصاروخ ان يعزز منظومتنا الدفاعية في السواحل وفي مياهنا الإقليمية وسيعمل على ردع المعتدين الذين يعتدون على بلادنا، وقد جاءت التسمية لتؤكد مستوى ارتباط اليمن بالبحر الأحمر، فاليمنيون ظلوا الحراس التاريخيين لباب المندب البوابة الجنوبية للبحر الأحمر، كما تم الكشف عن صاروح بحري آخر هو صاروخ محيط الباليستي والذي تكشف عنه القوات المسلحة لأول مرة وهو صاروخ أرض بحر , مطور من قاهر 2ام، ومخصص للأهداف البحرية، وصاروخ محيط متوسط المدى ويعمل بالوقود الصلب والسائل ويعمل في مختلف الظروف الجوية ، وتعد منظومة محيط وكذلك البحر الأحمر الصاروخيتين دليل على مستوى ما وصلت إليه القوات المسلحة من تطور وهي الدفاع عن البلد وسيادته براً وبحراً وجواً، وكما تعمل القوات المسلحة على حماية اليمن البري تضطلع بمسؤولياتها وواجباتها تجاه اليمن البحري فهذه الصواريخ تستطيع بعون الله إصابة الأهداف المعادية بحراً بدقة عالية.
منظومات صاروخيةومن الصواريخ البالسيتية الجديدة إلى الصواريخ التي شاركت في معركة اليمنيين مع العدوان في السنوات السابقة والتي كانت حاضرة في العرض العسكري المهيب ومنها منظوماتنا الصاروخية أرض أرض والبداية بصاروخ بدر2 صاروخ باليستي أرض أرض , قصير المدى , دقيق الإصابة , يعمل بالوقود الصلب، وصاروخ بدر3 باليستي أرض أرض متوسط المدى , دقيق الإصابة ويعمل بالوقود الصلب، وكذلك صاروخ بدر 4 الباليتسي، فهو يمثل الجيل الرابع من منظومة صواريخ وهو صاروخ ارض ارض بعيد المدى ويعمل بالوقود الصلب ودقيق الإصابة، كما تواجدت منظومة بدر بأجيالها الأربعة والتي اثبتت حضورها في المعركة من خلال عمليات توازن الردع وكذلك استهداف تجمعات العدو وشل حركة مطاراته وتكبيده خسائر كبيرة، وكشفت القوات المسلحة عن صاروخ فلق وهو صاروخ باليستي أرض أرض بعيد المدى يعمل بالوقود السائل يحمل عدة رؤوس دقيق الإصابة، ولا ننسى حضور نماذج من منظومة صواريخ قدس 3 صاروخ قدس 3 صاروخ مجنح أرض ارض , بعيد المدى يعمل بالوقود السائل , يتميز هذا الصاروخ بإصابته للأهداف بدقة عالية لا تستطيع الرادارات اكتشافه وغيرها من الصواريخ المجنحة التي أكدت مستوى أهميتها في معركة الدفاع عن اليمن، فالعدو بالتأكيد لن ينسى ما أحدثته هذه النوعية من الصواريخ من دمار على ما استهدفته من منشآت وعجز العدوان ومن يقف خلفه من قوى الشر والأجرام عن التصدي لمثل هذه الصواريخ وقد خبرها في عمليات عدة سواء في السعودية أو الإمارات
المسيّرات:سلاح الجو المسيّر بمسيراته المختلفة منها الاستطلاعية الراصدة والهجومية بكل أنواعها كانت حاضرة في ميدان العرض السبتمبري، خصوصاً بعد أن مثلت هذه المسيرات بعد دخولها خط المعركة أهمية كبيرة في الوصول إلى أهدافها خارج جغرافيتنا الوطنية وكانت البداية بالمسيرات الاستطلاعية من منظومات راصد ورقيب ومرصاد بجيلها الأول وكذلك جيلها الثاني إضافة إلى طائرة رجوم، كما كشفت القوات المسلحة لأول مرة عن جديدها في سلاح الجو المسير من منظومة طائرة خاطف الجيل الأول وخاطف الجيل الثاني وكذلك شهاب، وطائرة وعيد وهي طائرة مسيرة بعيدة المدى، ومن منظومات الطائرات المسيرة في سلاح الجو المسير منظومات صماد بأجيالها الثلاثة وقاصف ومرصاد الجيل الأول والجيل الثاني الاستطلاعية، ليعلم العدو إن سلاح الجو المسير مستمر في تعزيز قدراته من خلال تطوير المنظومات الحالية وإنتاج منظومات جديدة ضمن حق اليمن المشروع في الدفاع عن أرضه وسيادته ورد العدوان وردع المعتدين انطلاقا من قول الله تعالى “فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم”.
القوات البحرية:قواتنا المسلحة عملت على الاهتمام بالقوات البحرية، كون اليمن دولة بحرية واستجابت لتوجيهات قيادتنا المؤمنة المجاهدة منذ اللحظات الأولى لهذا العدوان، فكانت مشاركة القوات البحرية في هذا الاستعراض تؤكد ما وصلت إليه من تقدم على صعيد البناء وامتلاك القدرة التسليحية للوصول إلى مراحل متقدمة تكون فيه هذه القوات قادرة وبنسبة كبيرة على تنفيذ مهامها العملياتيه، وشهد العرض العسكري مرور نماذج من أبرز الأسلحة التابعة للقوات البحرية منها الزوارق القتالية والمسيرة إضافة إلى الصواريخ ومن الزوارق القتالية زورق عاصف 1 ويحمل معدل 23 فردي، وعاصف 2 الذي يحمل قاعدة صواريخ ومعدل 12,5، وزورق ملاح الذي يحمل معدل 14,5 فردي، أما الزوارق المسيرة فهي طوفان 1 و 1 و 3 وعاصف 3، وحضر كذلك أمام المنصة نماذج من الصواريخ البحرية وهي روبيج ومندب 1 و 2 و فالق 1 و عاصف، وبالحديث عن القوات البحرية يعلم الجميع عن إمكانياتنا المتواضعة اذا قورنت بقوات العدو، لكن القوات البحرية اليوم أصبحت تمتلك من الأسلحة ما يجعلها تفشل مخططات العدوان إذا أقدم على أي حماقة، وشهد العرض العسكري تواجد زورق عاصف ١- زورق قتالي محلي الصنع والذي يتميز بسرعته العالية وقدرتة الفائقة على المناورة وله القدرة على حمل أسلحة متوسطة وخفيفة ك (رشاش عيار ١٤،٥ و كاتيوشا ١٠٧ ) و ٤ أفراد مع عتادهم وله مهام قتالية متعددة منها الإغارة على الأهداف البحرية الثابتة والمتحركة، وأيضا زورق عاصف ٣- زورق قتالي محلي الصنع ويعتبر من اسرع الزوارق وله قدرة فائقة على المناورة وله القدرة على حمل أسلحة متوسطة ودفاع جوى ك( مدفع عيار ٢٣ ) و ٦ أفراد مع عتادهم كما له مهام قتالية متعددة منها اعتراض الأهداف البحرية المتحركة واقتحام السفن، ومن الزوارق التي شاركت في هذا العرض العسكري المهيب زورق ملاح )زورق قتالي محلي الصنع – يتميز بسرعته العالية وقدرته الفائقة على المناورة.- له القدرة على حمل أسلحة متوسطة ك(رشاش عيار ١٢،٧ وعيار ١٤،٥ واربيجي ) و ٦افراد مع عتادهم . له مهام قتالية متعددة منها الإغارة على الأهداف البحرية الثابتة والمتحركة)، وأيضا زورق عاصف ٢ ( زورق الحرب الإلكترونية محلي الصنع- له مهام استطلاعية واستخباراتية متعددة ويحمل بعض أجهزة الحرب الإلكترونية والرصد والاستطلاع والتشويش على رادارات واتصالات العدو)، وكذلك زورق طوفان١( – زورق هجومي مسير محلي الصنع- يحمل رأساً حربياً ١٥٠كجم- يتميز بصغر حجمة وسرعته العالية وقدرته الفائقة على التخفي عن أجهزة العدو – تصل سرعته الى٣٥ميل بحري في الساعة – يستخدم لاستهداف الأهداف البحرية الثابتة والمتحركة القريبة ويعتبر جزءاً من الأسلحة الدفاعية عن السواحل والجزر اليمنية)، وأيضا زورق طوفان٢( – زورق هجومي مسير محلي الصنع- يحمل راس حربي ٤٠٠ كجم- يتميز بسرعته العالية وقدرته الفائقة على المناورة والتخفي عن أجهزة العدو- تصل سرعته إلى ٤١ ميل بحري في الساعة – يستخدم لاستهداف الأهداف البحرية الثابتة والمتحركة ومداه أكبر)، وزورق طوفان٣(- زورق هجومي مسير محلي الصنع- يحمل رأس حربي ٥٠٠ كجم- يتميز بانسيابيه وسرعتة العالية وقدرتة الفائقة على المناورة والتخفي عن أجهزة العدو- تصل سرعتة إلى ٥٢ ميل بحري في الساعة- يستخدم لاستهداف الأهداف البحرية الثابتة والمتحركة البعيدة وفي جميع الظروف البحرية).
الدفاع الجويمنظومات الدفاع الجوي المتنوعة المهام المختلفة الأحجام والقدرة كانت حاضرة وبقوة في هذا الاستعراض الكبير، حيث كشفت القوات المسلحة بفضل الله تعالى عن صاروخ صقر الذي خضع لعمليات تجريبية ناجحة ويخضع كذلك للتطوير المستمر والدائم وهذا الصاروخ مداه التدميري 30 متر وأقصى ارتفاع للتحليق 28 لف قدم من سطح البحر، كما أعلنت القوات المسلحة عن ثلاث منظومات دفاعية جديدة منها منظومة صادق ومنظومة حيدر وتستطيع المنظومتان كشف الأهداف وتعقبها من مسافة ما بين 40 – 50 كم وكذلك منظومة رادار بي 19 الروسية والتي تستطيع كشف الأهداف من مسافة 200 كم ، كذلك تمتلك قوات الدفاع الجوي منظومات ثاقب 2,3 وفاطر، ويعلم اليمنيون أن الدفاع الجوي بدأ من نقطة الصفر وها هو يوماً بعد آخر يتقدم , يحقق , ينجز قال تعالى (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) صدق الله العظيم
المدرعاتالمدرعات العسكرية كانت هي الأخرى في مقدمة العتاد العسكري المشارك في هذا الاستعراض السبتمبري الكبير، فشاركت نماذج مختلفة من مدرعات الجيش بمرورها على شكل استعراض من أمام المنصة وشارك في هذا العرض عدد من المدرعات بعدد 31 مدرعة منها 21مدرعة يمنية الصنع، وعلى رأس هذه المدرعات مدرعة هاني وهي المدرعة اليمنية الصنع والتي شاركت في عدة معارك البيضاء ومارب، ومن ضمن المدرعات التي شاركت في هذه العرض 10 مدرعات اغتنمها المجاهدون اثنتان منها سعودية كندية حصلت عليها السعودية بموجب الصفقة الأخيرة، ومن المدرعات كذلك التي تم اغتنامها مدرعة اشكوش الأمريكية الصنع فلقد تكبد العدو على أرضنا خسائر كبيرة جداً على صعيد مدرعاته وآلياته، فاليمن مقبرة الغزاة أكد هذه التسمية بمقبرة المدرعات والآليات في كل جبهة، فهناك الآلاف مما تم تدميره وتوثيقه بالصوت والصورة.
جهوزية قصوىبهذا العرض العسكري الكبير وهذا العتاد العسكري الضخم أكدت القوات المسلحة اليمنية جهوزيتها الكاملة في التصدي لأي عدوان على البلاد والقدرة على ردع كل معتدي في كل التراب اليمني وبكل الوسائل الجوية والبرية والبحرية فقد وصلت القوات المسلحة إلى مرحلة متقدمة من القدرات والخبرات في بناء جيش يمني قوي يتمتع بكل الإمكانيات التي شاهدها الشعب اليمني في العرض العسكري في ميدان السبعين والي شاركت القوات الجوية عبر المروحيات العسكرية والطائرات الحربية اف 5 التي حلقت في الأجواء اليمنية لأول مرة منذ العدوان العسكري على اليمن مطلع 2015 كما عرضت القوات المسلحة عدداً كبيراً من الألغام البحرية المتطورة والمصنعة محلياً والقادرة على استهداف أي معتد على المياه الإقليمية اليمنية.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
حررت جزء من أراضيه.. الشعب المغربي يخلد الذكرى التاسعة والأربعين للمسيرة الخضراء
خلد الشعب المغربي الذكرى التاسعة والأربعين لإعلان الملك الراحل الحسن الثاني، عن تنظيم المسيرة الخضراء كحدث غير مسبوق على المستوى الدولي، والذي اعتبر منعطفا كبيرا لاستكمال الوحدة الترابية للمملكة واسترجاع أقاليمها الجنوبية بطريقة سلمية.
ويمثل هذا الحدث المتجذر في تاريخ المغرب تحولا حاسما في مسار الكفاح من أجل استكمال الاستقلال الوطني وتحقيق الوحدة الترابية للمملكة المغربية، ومناسبة للتأكيد الجماعي المتجدد لكل أطياف الشعب المغربي على مغربية الأقاليم الجنوبية للمغرب، ومحطة مشرقة ومفصلية في تاريخ المملكة، حيث تمكن الشعب المغربي من تحرير جزء من أراضيه السليبة، ووضع حد لنحو 75 سنة من الاحتلال لجزء مهم من أرضه.
يرجع حدث المسيرة الخضراء لتاريخ 16 أكتوبر من سنة 1975، حين أعلن الملك الحسن الثاني، رحمه الله، عن تنظيم مسيرة لاسترجاع أراضيه بطريقة سلمية أبهرت العالم أجمع، وشكّلت سابقة في تاريخ التحرر من الاستعمار، وقد تزامن الإعلان عن المسيرة مع إصدار محكمة العدل الدولية بلاهاي لرأيها الاستشاري حول الصحراء، والذي أكدت فيه، في اعتراف دولي لا يقبل الاجتهاد أو التأويل، شرعية مطالب المغرب في استرجاع أراضيه، وأوضحت في هذا القرار التاريخي أن الأقاليم الجنوبية جزء من تراب المملكة ولم تكن يوما أرض خلاء، وأن هناك روابط قانونية وأواصر بيعة مثبتة كانت تجمع بين سلاطين المغرب وبين سكان الصحراء.
شكّل رأي المحكمة المذكورة بداية للتحرك المغربي لاسترجاع أراضيه من إسبانيا، حيث أعلن الملك الحسن الثاني في خطابه الموجه للأمة بهذه المناسبة ما يلي: "بقي لنا أن نتوجه إلى أرضنا، الصحراء فتحت لنا أبوابها قانونيا، اعترف العالم بأسره بأن الصحراء كانت لنا منذ قديم الزمن. واعترف العالم لنا أيضا بأنه كانت بيننا وبين الصحراء روابط، وتلك الروابط لم تقطع تلقائيا وإنما قطعها الاستعمار (...) لم يبق شعبي العزيز إلا شيء واحد، إننا علينا أن نقوم بمسيرة خضراء من شمال المغرب إلى جنوبه ومن شرق المغرب إلى غربه".
وقد جسدت المسيرة الخضراء، التي انطلقت في السادس من نونبر عام 1975، مبادئ تشبث المغاربة بترابهم الوطني والتحام الشعب بالعرش، وإجماع كافة فئات وشرائح المجتمع المغربي على الوحدة، ومثالا يحتذى عن نبذ العنف والتشبع بقيم السلام، كما حرص الملك الحسن الثاني، مهندس المسيرة الخضراء، على تجنيب المغرب والمنطقة حربا مدمرة، فكان أن اتخذ قراره باللجوء إلى مسيرة سلمية ونهج الحوار لتسوية هذا النزاع في سبيل تحرير أقاليمه الجنوبية.