في الذكرى التاسعة لثورة 21 سبتمبر
تاريخ النشر: 23rd, September 2023 GMT
بعضها دخل الخدمة ولم يُكشف عنها وأخرى تظهر لأول مرة ترسانة عسكرية ضخمه تستعرضها القوات المسلحة العرض العسكري المهيب بميدان السبعين أكّد الجهوزية القصوى
ما بين الذكرى الأولى والتاسعة لثورة الواحد والعشرين من سبتمبر، سنوات من الإنجاز العسكري الكبير الذي حققته الثورة في بناء الجيش بقدرات وطنية تفوق دول المنطقة، ففي الذكرى الأولى لنجاح الثورة التي أطاحت بالوصاية كان الجيش مفككاً ومنقسماً وعتاده مدمر بفعل العدوان ومرتزقته واليوم في الذكرى التاسعة شهدت صنعاء العرض العسكري الأكبر من نوعه والذي تضمن 359 آلية تحمل صواريخ وطائرات ، وأيضاً مشاركة مدرعات صناعة محلية خطفت الأنظار، كما تزيّن العرض العسكري عبر تحليق الطيران المروحي والحربي لأول مرة، ليكون هذا الجيش بما وصل إليه من مستوى متقدم من التطور أهم منجزات ثورة الاستقلال 21 سبتمبر ودرعاً حصيناً للشعب اليمني ، وردعاً للأعداء والطامعين والمعتدين.
.
»الثورة« تسلط الضوء على حجم العرض العسكري، والزخم الكبير للأسلحة التي تضمنها الاستعراض كما تبرز الأسلحة الجديدة التي لم يكشف عنها من قبل وعلى رأسها الصواريخ الكبيرة والاستراتيجية…
الثورة / أحمد السعيدي
صواريخ جديدةنبدأ من حيث انتهى به العرض العسكري الكبير الذي أقيم بميدان السبعين بمناسبة الذكرى التاسعة لثورة الشعب العظيمة 21 سبتمبر وهي الصواريخ الباليستية التي شهدت إضافة صواريخ جديدة استبشر في حضرتها جموع الشعب واطمأن على حجم الكفاءة اليمنية والتطوير العسكري المستمر ومن أهم تلك الإضافات صاروخ معراج (باليستي ارض جو مطوّر من بدر 1 بي , يعمل بالوقود الصلب , يعمل بنظامين حراري وراداري – يتميز بدقته العالية في إصابة الأهداف الجوية وله قدرة عالية على المناورة ولا يتأثر بالتشويش الحراري والراداري، هو آخر إنجازات القوات المسلحة على صعيد الصناعات العسكرية الخاصة بالقوة الصاروخية، ومن الصواريخ الجديدة التي أزيح الستار عنها وأثلجت صدور اليمنيين صاروخ طوفان (باليستي أرض-أرض) ويعمل بالوقود السائل-· دقيق الإصابة، وبذات المواصفات صاروخ عقيل، كما تم الكشف عن صاروخ بدر 4 ( باليستي أرض-أرض· متوسط المدى· يعمل بالوقود الصلب· يتميز بدقته العالية في إصابة الأهداف)، وأيضا صاروخ مطيع (· باليستي أرض- جو· يعمل بالوقود الصلب· يتميز بالمناورة الجوية· يتميز بسرعته العالية)، ومن الصواريخ الجديدة أيضاً صاروخ قدس4 (· مجنح أرض-أرض· المنصة الرابطة من صواريخ قدس المجنحة· قادر على إصابة الأهداف بدقة عالية· قادر على التخفي عن الرادارات)، وصاروخ قدس بحري صاروخ كروز بحري (أرض-بحر· بعيد المدى· مضاد للقطع البحرية· قادر على إصابة الأهداف البحرية الثابتة والمتحركة بدقة عالية· يتميز بقدرة تدميرية عالية)، وصاروخ تنكيل (صاروخ باليستي أرض-أرض (وأرض-بحر)· يعمل بالوقود الصلب· متوسط المدى· يوجد بنسختيه بكميات كبيرة)، وصاروخ ميون (صاروخ باليستي أرض-بحر· يعمل بالوقود الصلب· متوسط المدى· قادر على إصابة الأهداف الثابتة والمتحركة البحرية.· يتميز بقدرة تدميرية هائلة)
القوة الصاروخيةالعرض العسكري الكبير تضمن أيضا صواريخ جديدة قادرة أن تثبت فاعليتها في المعركة بدك عواصم العدوان والطغيان، وكانت سلاح الردع المناسب للأعداء وهي منظومات مختلفة من الصواريخ منها ما هو صنع محلي صنع يمني ومنها ما خضع للتعديل والتطوير بأيادي يمنية، فبوركت جهود المؤمنين الصادقين في هذه القوة فلم تتوقف الجهود ولا تتوقف الإنجازات، فهناك منظومة صاروخية جديدة تكشف عنها القوات المسلحة ولأول مرة ضمن منظومات صواريخ أرض بحر مثل صاروخ البحر الأحمر صاروخ باليستي أرض بحر , مطور من صاروخ سعير , متوسط المدى , يعمل بنظامين حراري وراداري يمتاز بسرعته الكبيرة وقادر هذا الصاروخ ان يعزز منظومتنا الدفاعية في السواحل وفي مياهنا الإقليمية وسيعمل على ردع المعتدين الذين يعتدون على بلادنا، وقد جاءت التسمية لتؤكد مستوى ارتباط اليمن بالبحر الأحمر، فاليمنيون ظلوا الحراس التاريخيين لباب المندب البوابة الجنوبية للبحر الأحمر، كما تم الكشف عن صاروح بحري آخر هو صاروخ محيط الباليستي والذي تكشف عنه القوات المسلحة لأول مرة وهو صاروخ أرض بحر , مطور من قاهر 2ام، ومخصص للأهداف البحرية، وصاروخ محيط متوسط المدى ويعمل بالوقود الصلب والسائل ويعمل في مختلف الظروف الجوية ، وتعد منظومة محيط وكذلك البحر الأحمر الصاروخيتين دليل على مستوى ما وصلت إليه القوات المسلحة من تطور وهي الدفاع عن البلد وسيادته براً وبحراً وجواً، وكما تعمل القوات المسلحة على حماية اليمن البري تضطلع بمسؤولياتها وواجباتها تجاه اليمن البحري فهذه الصواريخ تستطيع بعون الله إصابة الأهداف المعادية بحراً بدقة عالية.
منظومات صاروخيةومن الصواريخ البالسيتية الجديدة إلى الصواريخ التي شاركت في معركة اليمنيين مع العدوان في السنوات السابقة والتي كانت حاضرة في العرض العسكري المهيب ومنها منظوماتنا الصاروخية أرض أرض والبداية بصاروخ بدر2 صاروخ باليستي أرض أرض , قصير المدى , دقيق الإصابة , يعمل بالوقود الصلب، وصاروخ بدر3 باليستي أرض أرض متوسط المدى , دقيق الإصابة ويعمل بالوقود الصلب، وكذلك صاروخ بدر 4 الباليتسي، فهو يمثل الجيل الرابع من منظومة صواريخ وهو صاروخ ارض ارض بعيد المدى ويعمل بالوقود الصلب ودقيق الإصابة، كما تواجدت منظومة بدر بأجيالها الأربعة والتي اثبتت حضورها في المعركة من خلال عمليات توازن الردع وكذلك استهداف تجمعات العدو وشل حركة مطاراته وتكبيده خسائر كبيرة، وكشفت القوات المسلحة عن صاروخ فلق وهو صاروخ باليستي أرض أرض بعيد المدى يعمل بالوقود السائل يحمل عدة رؤوس دقيق الإصابة، ولا ننسى حضور نماذج من منظومة صواريخ قدس 3 صاروخ قدس 3 صاروخ مجنح أرض ارض , بعيد المدى يعمل بالوقود السائل , يتميز هذا الصاروخ بإصابته للأهداف بدقة عالية لا تستطيع الرادارات اكتشافه وغيرها من الصواريخ المجنحة التي أكدت مستوى أهميتها في معركة الدفاع عن اليمن، فالعدو بالتأكيد لن ينسى ما أحدثته هذه النوعية من الصواريخ من دمار على ما استهدفته من منشآت وعجز العدوان ومن يقف خلفه من قوى الشر والأجرام عن التصدي لمثل هذه الصواريخ وقد خبرها في عمليات عدة سواء في السعودية أو الإمارات
المسيّرات:سلاح الجو المسيّر بمسيراته المختلفة منها الاستطلاعية الراصدة والهجومية بكل أنواعها كانت حاضرة في ميدان العرض السبتمبري، خصوصاً بعد أن مثلت هذه المسيرات بعد دخولها خط المعركة أهمية كبيرة في الوصول إلى أهدافها خارج جغرافيتنا الوطنية وكانت البداية بالمسيرات الاستطلاعية من منظومات راصد ورقيب ومرصاد بجيلها الأول وكذلك جيلها الثاني إضافة إلى طائرة رجوم، كما كشفت القوات المسلحة لأول مرة عن جديدها في سلاح الجو المسير من منظومة طائرة خاطف الجيل الأول وخاطف الجيل الثاني وكذلك شهاب، وطائرة وعيد وهي طائرة مسيرة بعيدة المدى، ومن منظومات الطائرات المسيرة في سلاح الجو المسير منظومات صماد بأجيالها الثلاثة وقاصف ومرصاد الجيل الأول والجيل الثاني الاستطلاعية، ليعلم العدو إن سلاح الجو المسير مستمر في تعزيز قدراته من خلال تطوير المنظومات الحالية وإنتاج منظومات جديدة ضمن حق اليمن المشروع في الدفاع عن أرضه وسيادته ورد العدوان وردع المعتدين انطلاقا من قول الله تعالى “فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم”.
القوات البحرية:قواتنا المسلحة عملت على الاهتمام بالقوات البحرية، كون اليمن دولة بحرية واستجابت لتوجيهات قيادتنا المؤمنة المجاهدة منذ اللحظات الأولى لهذا العدوان، فكانت مشاركة القوات البحرية في هذا الاستعراض تؤكد ما وصلت إليه من تقدم على صعيد البناء وامتلاك القدرة التسليحية للوصول إلى مراحل متقدمة تكون فيه هذه القوات قادرة وبنسبة كبيرة على تنفيذ مهامها العملياتيه، وشهد العرض العسكري مرور نماذج من أبرز الأسلحة التابعة للقوات البحرية منها الزوارق القتالية والمسيرة إضافة إلى الصواريخ ومن الزوارق القتالية زورق عاصف 1 ويحمل معدل 23 فردي، وعاصف 2 الذي يحمل قاعدة صواريخ ومعدل 12,5، وزورق ملاح الذي يحمل معدل 14,5 فردي، أما الزوارق المسيرة فهي طوفان 1 و 1 و 3 وعاصف 3، وحضر كذلك أمام المنصة نماذج من الصواريخ البحرية وهي روبيج ومندب 1 و 2 و فالق 1 و عاصف، وبالحديث عن القوات البحرية يعلم الجميع عن إمكانياتنا المتواضعة اذا قورنت بقوات العدو، لكن القوات البحرية اليوم أصبحت تمتلك من الأسلحة ما يجعلها تفشل مخططات العدوان إذا أقدم على أي حماقة، وشهد العرض العسكري تواجد زورق عاصف ١- زورق قتالي محلي الصنع والذي يتميز بسرعته العالية وقدرتة الفائقة على المناورة وله القدرة على حمل أسلحة متوسطة وخفيفة ك (رشاش عيار ١٤،٥ و كاتيوشا ١٠٧ ) و ٤ أفراد مع عتادهم وله مهام قتالية متعددة منها الإغارة على الأهداف البحرية الثابتة والمتحركة، وأيضا زورق عاصف ٣- زورق قتالي محلي الصنع ويعتبر من اسرع الزوارق وله قدرة فائقة على المناورة وله القدرة على حمل أسلحة متوسطة ودفاع جوى ك( مدفع عيار ٢٣ ) و ٦ أفراد مع عتادهم كما له مهام قتالية متعددة منها اعتراض الأهداف البحرية المتحركة واقتحام السفن، ومن الزوارق التي شاركت في هذا العرض العسكري المهيب زورق ملاح )زورق قتالي محلي الصنع – يتميز بسرعته العالية وقدرته الفائقة على المناورة.- له القدرة على حمل أسلحة متوسطة ك(رشاش عيار ١٢،٧ وعيار ١٤،٥ واربيجي ) و ٦افراد مع عتادهم . له مهام قتالية متعددة منها الإغارة على الأهداف البحرية الثابتة والمتحركة)، وأيضا زورق عاصف ٢ ( زورق الحرب الإلكترونية محلي الصنع- له مهام استطلاعية واستخباراتية متعددة ويحمل بعض أجهزة الحرب الإلكترونية والرصد والاستطلاع والتشويش على رادارات واتصالات العدو)، وكذلك زورق طوفان١( – زورق هجومي مسير محلي الصنع- يحمل رأساً حربياً ١٥٠كجم- يتميز بصغر حجمة وسرعته العالية وقدرته الفائقة على التخفي عن أجهزة العدو – تصل سرعته الى٣٥ميل بحري في الساعة – يستخدم لاستهداف الأهداف البحرية الثابتة والمتحركة القريبة ويعتبر جزءاً من الأسلحة الدفاعية عن السواحل والجزر اليمنية)، وأيضا زورق طوفان٢( – زورق هجومي مسير محلي الصنع- يحمل راس حربي ٤٠٠ كجم- يتميز بسرعته العالية وقدرته الفائقة على المناورة والتخفي عن أجهزة العدو- تصل سرعته إلى ٤١ ميل بحري في الساعة – يستخدم لاستهداف الأهداف البحرية الثابتة والمتحركة ومداه أكبر)، وزورق طوفان٣(- زورق هجومي مسير محلي الصنع- يحمل رأس حربي ٥٠٠ كجم- يتميز بانسيابيه وسرعتة العالية وقدرتة الفائقة على المناورة والتخفي عن أجهزة العدو- تصل سرعتة إلى ٥٢ ميل بحري في الساعة- يستخدم لاستهداف الأهداف البحرية الثابتة والمتحركة البعيدة وفي جميع الظروف البحرية).
الدفاع الجويمنظومات الدفاع الجوي المتنوعة المهام المختلفة الأحجام والقدرة كانت حاضرة وبقوة في هذا الاستعراض الكبير، حيث كشفت القوات المسلحة بفضل الله تعالى عن صاروخ صقر الذي خضع لعمليات تجريبية ناجحة ويخضع كذلك للتطوير المستمر والدائم وهذا الصاروخ مداه التدميري 30 متر وأقصى ارتفاع للتحليق 28 لف قدم من سطح البحر، كما أعلنت القوات المسلحة عن ثلاث منظومات دفاعية جديدة منها منظومة صادق ومنظومة حيدر وتستطيع المنظومتان كشف الأهداف وتعقبها من مسافة ما بين 40 – 50 كم وكذلك منظومة رادار بي 19 الروسية والتي تستطيع كشف الأهداف من مسافة 200 كم ، كذلك تمتلك قوات الدفاع الجوي منظومات ثاقب 2,3 وفاطر، ويعلم اليمنيون أن الدفاع الجوي بدأ من نقطة الصفر وها هو يوماً بعد آخر يتقدم , يحقق , ينجز قال تعالى (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) صدق الله العظيم
المدرعاتالمدرعات العسكرية كانت هي الأخرى في مقدمة العتاد العسكري المشارك في هذا الاستعراض السبتمبري الكبير، فشاركت نماذج مختلفة من مدرعات الجيش بمرورها على شكل استعراض من أمام المنصة وشارك في هذا العرض عدد من المدرعات بعدد 31 مدرعة منها 21مدرعة يمنية الصنع، وعلى رأس هذه المدرعات مدرعة هاني وهي المدرعة اليمنية الصنع والتي شاركت في عدة معارك البيضاء ومارب، ومن ضمن المدرعات التي شاركت في هذه العرض 10 مدرعات اغتنمها المجاهدون اثنتان منها سعودية كندية حصلت عليها السعودية بموجب الصفقة الأخيرة، ومن المدرعات كذلك التي تم اغتنامها مدرعة اشكوش الأمريكية الصنع فلقد تكبد العدو على أرضنا خسائر كبيرة جداً على صعيد مدرعاته وآلياته، فاليمن مقبرة الغزاة أكد هذه التسمية بمقبرة المدرعات والآليات في كل جبهة، فهناك الآلاف مما تم تدميره وتوثيقه بالصوت والصورة.
جهوزية قصوىبهذا العرض العسكري الكبير وهذا العتاد العسكري الضخم أكدت القوات المسلحة اليمنية جهوزيتها الكاملة في التصدي لأي عدوان على البلاد والقدرة على ردع كل معتدي في كل التراب اليمني وبكل الوسائل الجوية والبرية والبحرية فقد وصلت القوات المسلحة إلى مرحلة متقدمة من القدرات والخبرات في بناء جيش يمني قوي يتمتع بكل الإمكانيات التي شاهدها الشعب اليمني في العرض العسكري في ميدان السبعين والي شاركت القوات الجوية عبر المروحيات العسكرية والطائرات الحربية اف 5 التي حلقت في الأجواء اليمنية لأول مرة منذ العدوان العسكري على اليمن مطلع 2015 كما عرضت القوات المسلحة عدداً كبيراً من الألغام البحرية المتطورة والمصنعة محلياً والقادرة على استهداف أي معتد على المياه الإقليمية اليمنية.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
الذكرى الـ 68 لعيد النصر.. ملحمة مصرية في مواجهة العدوان الثلاثي
يظل عيد النصر نقطة مضيئة في التاريخ المصري العريق، إذ تمكنت القوات المصرية والشعب المصري إلى جانب الإرادة من الانتصار على العدوان الثلاثي عام 1956، واندحار قوات هذه الدول على أرض مدينة بورسعيد، وبذلك تحقق تحرير الأراضي المصرية من أي احتلال التأكيد على مصرية قناة السويس.
ونستعرض خلال السطور التالية تفاصيل العدوان الثلاثي وذكرى عيد النصر.
بداية العدوان الثلاثي على مصرتعد ذكرى العدوان الثلاثي على مصر واحدة من أهم الأحداث العالمية التي ساهمت في تحديد مستقبل التوازن الدولي بعد الحرب العالمية الثانية، وكانت حاسمة في أفول نجم القوى الاستعمارية التقليدية، وتألُّق نجوم جديدة على الساحة الدولية. بدأت جذور أزمة السويس في الظهور عقب توقيع اتفاقية الجلاء سنة 1954 بعد مفاوضات مصرية بريطانية رافقتها مقاومة شعبية شرسة للقوات الإنجليزية بالقناة. بدت علاقة عبد الناصر مع الدول الغربية في تلك الفترة في صورة جيدة خاصة مع موافقة البنك الدولي بدعم أمريكي بريطاني على منح مصر قرضا لتمويل مشروع السد العالي الذي كان يطمح عبد الناصر أن يحقق به طفرة زراعية وصناعية في البلاد.
في تلك الفترة كانت المناوشات الحدودية مستمرة بشكل متقطع بين الدول العربية وإسرائيل منذ حرب 1948، وأعلن عبد الناصر صراحة عداءه لإسرائيل، وضيق الخناق على سفنها في قناة السويس وخليج العقبة، ما شجع الأخيرة ووجدت فيه تعليلاً لتدعيم ترسانتها العسكرية عن طريق عقد صفقة أسلحة مع فرنسا، فقرَّر عبد الناصر طلب السلاح من الولايات المتحدة وبريطانيا، إلا أنَّهما ماطلتا في التسليم ورفضتاه في النهاية معلِّلَتين ذلك بوضع حدٍ لسباق التسليح في الشرق الأوسط. لم يجد عبد الناصر بديلاً إلا أن يطلب السلاح من الاتحاد السوفيتي وهو ما قابله الأخير بالترحيب لتدعيم موقفه بالمنطقة، فقرَّرت كلٌّ من بريطانيا والولايات المتحدة الرد على الخطوة المصرية، والرد على رفض عبد الناصر الدخول في سياسة الأحلاف، ورفضه الصلح مع إسرائيل طبقاً لشروط الغرب كما أقرتها الخطة «ألفا» وذلك بوضع خطةٍ جديدةٍ أُطلق عليها «أوميجا»، هدفت إلى تحجيم نظام عبد الناصر عبر فرض عقوبات على مصر بحظر المساعدات العسكرية، ومحاولة الوقيعة بينها وبين أصدقائها العرب، وتقليص تمويل السدِّ ثمَّ إلغاؤه بالكامل في وقت لاحق.
الزعيم جمال عبد الناصر إعلان تأميم قناة السويس اشعل روح الانتقام الفرنسيرأى عبد الناصر في تأميم قناة السويس فرصته الوحيدة للحصول على التمويل اللازم لبناء السدِ العالي، وبالفعل أعلن في 26 يوليو 1956 قرار التأميم، ومع فشل الضغط الدبلوماسي على مصر للعدول عن قرارها قرَّرت بريطانيا وفرنسا وإسرائيل وضع خطة لاستخدام القوة العسكرية ضد مصر أُطلق عليها بروتوكول سيفرز، آملين بذلك تحقيق مصالحهم من تلك الضربة، فعلى الصعيد البريطاني كان الهدف التخلص من عبد الناصر الذي هدد النفوذ البريطاني بتحقيق الجلاء، وتحالف مع السوفييت، وأمَّم القناة التي تمرُّ منها المصالح البريطانية، وعلى الصعيد الفرنسي كانت فرصةً للانتقام من عبد الناصر الذي ساند ثورة الجزائر، وأمَّم القناة التي كانت تحت إدارة فرنسية، في حين وجدت إسرائيل فرصتها لفكِ الخِنَاق المحكم على سفنها في قناة السويس وخليج العقبة، وتدمير القوات المصرية في سيناء والتي كانت تشكل تهديداً صريحاً لها.
طبقاً لبروتوكول سيفرز وفي 29 أكتوبر 1956 هبطت قوات إسرائيلية في عمق سيناء، واتجهت إلى القناة لإقناع العالم بأنَّ قناة السويس مهدَّدة، وفي 30 أكتوبر أصدرت كلٌّ من بريطانيا وفرنسا إنذاراً يطالب بوقف القتال بين مصر وإسرائيل، ويطلب من الطرفين الانسحاب عشرة كيلومترات عن قناة السويس، وقبول احتلال مدن القناة بواسطة قوات بريطانية فرنسية بغرض حماية الملاحة في القناة، وإلا تدخلت قواتهما لتنفيذ ذلك بالقوة. أعلنت مصر بدورها رفضها احتلال إقليم القناة، وفي اليوم التالي «31 أكتوبر» هاجمت الدولتان مصر وبدأت غاراتهما الجوية على القاهرة ومنطقة القناة والإسكندرية. ونظراً لتشتتُّت القوات المصرية بين جبهة سيناء وجبهة القناة وحتى لا تقوم القوات المعتدية بحصارها وإبادتها، أصدر عبد الناصر أوامره بسحب القوات المصرية من سيناء إلى غرب القناة، وبدأ الغزو الأنجلو-فرنسي على مصر من بورسعيد التي ضُرِبت بالطائرات والقوات البحرية تمهيداً لعمليات الإنزال الجوي بالمظلات.
محافظة بورسعيد تتخذ يوم 22 ديسمبر عيدا للنصرقاومت المقاومة الشعبية ببورسعيد الاحتلال بضراوةٍ واستبسالٍ حرَّك العالم ضد القوات المعتدية، وساندت الدول العربية مصر أمام العدوان وقامت بنسف أنابيب النفط في سوريا، وفي 2 نوفمبر اتخذت الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً بوقف القتال، وفي 3 نوفمبر وجه الاتحاد السوفيتي إنذاراً إلى بريطانيا وفرنسا وإسرائيل، وأعلن عن تصميمه على محو العدوان، كما استهجنت الولايات المتحدة العدوان على مصر، فأدى هذا الضغط الدولي إلى وقف التغلغل الإنجليزي الفرنسي، وقبول الدولتين وقف إطلاق النار ابتداءً من 7 نوفمبر تلاها دخول قوات طوارئ دولية تابعة للأمم المتحدة، وفي 19 ديسمبر أُنزل العلم البريطاني من فوق مبنى هيئة قناة السويس ببورسعيد، تلا ذلك انسحاب القوات الفرنسية والإنجليزية من بورسعيد في 22 ديسمبر، وفي 23 ديسمبر تسلَّمت السلطات المصرية مدينة بورسعيد واستردت قناة السويس، وهو التاريخ الذي اتخذته محافظة بورسعيد عيداً قومياً لها أطلق عليه «عيد النصر». وفي 16 مارس 1957 أتمَّت القوات الإسرائيلية انسحابها من سيناء.
وكان من تبعات الحرب استقالة رئيس الوزراء البريطاني أنطوني إيدن، وفوز وزير الشؤون الخارجية الكندي ليستر بيرسون بجائزة نوبل للسلام، ومن المرجَّح أنَّ الحرب قد شجَّعت الاتحاد السوفييتي على غزو المجر. يرى المؤرخ
محافظة بورسعيد تحتفل بذكرى عيد النصرمن جانبه أعلن اللواء محب حبشي، محافظ بورسعيد، حزمة من الفعاليات لإحياء عيد المحافظة القومي، من خلال احتفالات البمبوطية وفرق الفلكلور الشعبي والزيارات الميدانية لعدد من طلاب المدارس للمتحف الحربي للاطلاع على تاريخ المقاومة في المدينة الباسلة، ويستقبل الفنار وبعض المناطق السياحية الرحلات، وتستقبل ساحة مصر سفن الرسو، التي أصبحت نافذة العالم على محافظة بورسعيد لتسجل ساحة مصر مشاركة متميزة في الاحتفال من خلال الوافدين من أصحاب الجنسيات المختلفة لمشاهدة الاحتفالات بالعيد القومي لبورسعيد.
وأوضح اللواء يسري عمارة، أحد أبطال محافظة بورسعيد الباسلة، أن بورسعيد سطرت ملحمة وطنية كبرى في وجه العدوان الثلاثي، لافتًا إلى أن المحافظة عاشت فترة صعبة، لا مياه ولا طعام ولا أمان، وكانت في حصار تام منذ إعلان الحرب، لكنها صمدت بشكل غير متوقع لجيوش الأعداء. وأضاف أنه في 23 ديسمبر 1956، تم إجلاء جنود الاحتلال عن بورسعيد، وخرج آخر جندي، بعد أن تيقنوا أنهم في مواجهة أبطال غير قابلين للهزيمة، وأصبح هذا اليوم عيدًا قوميًّا للمحافظة.
اقرأ أيضاًبث مباشر.. العرض العسكري الروسي بمناسبة الذكرى الـ79 لعيد النصر على النازية
سفير روسيا بالقاهرة في ذكرى عيد النصر: سنواصل الدفاع عن مستقبل أفضل للبشرية جمعاء
الغضبان يستقبل رئيس جامعة بورسعيد للتهنئة بعيد النصر