في زقاق ضيق وسط منطقة شبه مهجورة في اطراف مدينة بعقوبة، يجتهد أربعة عمال في صناعة أنواع عدة من الأواني الفخارية يُطلق عليهم “بيت الكواز”، وهم يمثلون آخر أسرة على مستوى محافظة ديالى لا تزال تمتهن صناعة الفخار بمختلف صنوفه وهي تصارع ظروف عصيبة من أجل الصمود أمام تطور الصناعة واغراق الأسواق المحلية بالمستورد وانعدام الدعم الحكومي لمهنة عمرها 7 الآف سنة.

حليم الكواز قال  في حديث صحفي اطلعت عليه “تقدم” “نحن الأسرة الوحيدة على مستوى ديالى التي لاتزال تصنع الفخار، وهو مصدر رزقنا منذ عقود وهي مهنة توارثناها من الآباء والأجداد” لافتا الى ان” المهنة تواجه اليوم مصاعب جمة سواء بتوفير الوقود او المواد الاولية وصولا الى ارتفاع التكاليف”.

واضاف، انه “رغم المصاعب نعمل بالممكن وانتاجنا يصل الى المحافظات وننافس المستورد بامكانيات بسيطة جداً” لافتا الى انه” يمثل آخر مهندسي الطين في مهنة باتت بنظر الكثيرين من التراث”.

أما عثمان العبيدي، وهو باحث أثري، قال إن “صناعة الفخار في بلاد الرافدين عمرها قرابة 7 الآف سنة وربما اكثر وعثر بالفعل على الكثير من الأواني في ما تبقى من مملكة (اشنونا) جنوب بعقوبة قبل عقود” لافتا الى ان “بيت الكواز هم ورثة مهنة هي الأقدم في ديالى والعراق”.

وأضاف، ان “بلاد الرافدين تميزت بصناعة الأواني الفخارية لمختلف الاستخدامات وهناك الكثير منها عثر عليها خلال عمليات التنقيب في مواقع مختلفة من محافظة ديالى وبقية المحافظات”.

جبار الزيدي وهو صاحب مشتل، قال إن” الكواز علامة تجارية في ديالى واغلب المشاتل زبائنهم” لافتا الى انه “من المؤسف هكذا حرفة لا تدعم حكوميا وتلجأ المؤسسات الى شراء المستورد بدلاً من وجود صناعة محلية مميزة”.

وأضاف، ان “الكواز يصنع أواني فخارية مميزة للمشاتل بطراز يحمل عبق الماضي لكنهم يواجهون مصاعب عدة في توفير الوقود وصولا الى ارتفاع التكاليف قياسا بالايرادات”.

ويطلق على عامل الفخار في العراق “الكوّاز”، وصناعة الفخار هي حرفة شعبية يعود تأريخها إلى الحضارة السومرية، كما بيّنته أعمال التنقيب عن الآثار في حضارة وادي الرافدين.

وصناعة الفخار هي عمليّة يتمّ فيها تشكيل الطين وتحويله إلى أشكال ومجسّمات عدّة، وذلك بعد حرقه وتجفيفه، ولقد حضّر البشر، الفخّار منذ القدم، يدويّاً، وكان يتمّ تجفيفه في الشمس والهواء.

ومع مرور الزمن، تمّ إنشاء الأفران لحرق الطين والتخلّص من الماء، أمّا السلعة الوحيدة التي ما زالت الأكثر قدرة على البقاء في العراق هي موقد الخبز (التنور) المصنوع من الطين، إذ تنتشر صناعته في البيوت لاسيما في القرى والأرياف.

وتعد صناعة الفخار من المهن اليدوية البسيطة التي لا تعتمد على المكائن، إلا أنها مستمرة في العراق، حتى الآن، خاصة بعد 2003، إذ إن التراجع الملحوظ في إنتاج الطاقة الكهربائية، وغيابها عن المنازل لساعات طويلة يومياً، دفع السكان إلى العودة لاستخدام أواني الفخار لحفظ المياه وتبريدها صيفاً، أو حفظ الأطعمة داخلها مع قطع من الثلج، أو حتى اعتمادها كفرن للخبز والشيّ.

المصدر: وكالة تقدم الاخبارية

كلمات دلالية: صناعة الفخار

إقرأ أيضاً:

مدبولي: الحكومة مستبشرة بوصول النمو الاقتصادي 4% عام 2025

قال الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء ان التحديات التي واجهت العالم ومصر اثر علي الدولة المصرية لافتا ان مصر مرت بفترة شديدة الاضطراب منذ كوفيد ١٩ وحتي ما يحدث الان في المنطقة ، لافتا ان مصر تقع في منطقة سيادية السخونة والاضطراب ولكن الدولة كانت قادرة علي الحفاظ علي استقرار وسلامة الاقتصاد.


واضاف خلال لقائه بمجموعة من المستثمرين  ان الحكومة مستبشرة ان يصل النمو الاقتصادي الي ٤٪؜ عام ٢٠٢٥ ونأمل ان يصل  ٦ او ٧٪؜ الفترة المقبلة، مشيرا الي ان الحكومة مستمرة في الاصلاح الهيكلي والاقتصادي .


ولفت ان الدولة تحاول التركيز علي تمكين القطاع الخاص رغم التحديات الادارية التي نعمل علي مواجهتها ، مؤكدا اننا نركز ايضا ان نجذب استثمارات اجنبية لكننا نثق في القطاع الخاص الوطني.


واكد مدبولي ان القطاع الوطني هو الاساسي للتنمية لافتا ان القطاع الخاص الوطني الاقدر داخل مصر  مؤكدا ان هناك نمو في جميع المجالات رغم التحديات التي تواجه البلاد.

مقالات مشابهة

  • كيكة البرتقال.. مذاق منعش يناسب جميع الأوقات
  • الموت الأسود.. اكتشاف مثير في مومياء مصرية عمرها آلاف السنين
  • تونس.. حلم يكشف عن جريمة عمرها 23 عاماً
  • مدبولي: الحكومة مستبشرة بوصول النمو الاقتصادي 4% عام 2025
  • البحرين تنقض على "أسود الرافدين" بثنائية نظيفة
  • استغل نزوح سكان راشيا الفخار في الحرب وهذا ما فعله.. سارق في قبضة قوى الأمن
  • أسود الرافدين في مواجهة الحسم: هل يحسم العراق الصدارة أمام البحرين؟
  • حجز 99% من أجنحة “أبوظبي للكتاب” قبل شهر من إغلاق التسجيل
  • «رقم سرى» يناقش قضايا التكنولوجيا والابتزاز الإلكتروني
  • “الغارديان”: أكثر من 10 آلاف فرد في الجيش البريطاني “غير مؤهلين للخدمة”