الإمارات والسعودية.. شراكة استراتيجية رياضية تدعم أواصر العلاقات التاريخية
تاريخ النشر: 22nd, September 2023 GMT
تمثل العلاقات الرياضية بين الإمارات والسعودية نموذجا استثنائيا من التواصل والترابط على مدار عشرات السنين، ساهم بشكل كبير في توطيد العلاقات الاستراتيجية بين البلدين الشقيقين المرتبطين معا بجذور تاريخية ضاربة في عمق الزمان والمكان، وعززت من قيم الصداقة والتعاون وتبادل الخبرات على الصعيد الرياضي.
ومنذ تأسيس دولة الإمارات عام 1971 كانت الرياضة من أوائل القطاعات التي نظرت إلى الخارج، وأقامت حوارات واتفاقيات ولقاءات وبطولات ومبادرات مشتركة مع الأشقاء والأصدقاء في مختلف دول العالم.
وكان للتنسيق المستمر والتعاون الدائم مع المملكة خصوصية نادرة تعكس مدى تطابق الرؤى ووحدة الهدف واتفاق المصالح، والأدلة كثيرة على عمق العلاقات بين الطرفين على مدار اكثر من نصف قرن.
وساهم التعاون والتقارب بين البلدين الشقيقين، في تحقيق استفادة كبرى على الصعيد الرياضي في الجانبين من جراء الخبرات المتبادلة على الصعيد المؤسسي والمهني، فعلى سبيل المثال قادت الرياضة الإماراتية دفة العمل نحو تأسيس عدد من الاتحادات الرياضية في الخليج بصفة عامة مثل اتحادات الملاكمة والجوجيتسو، ونشر رياضات مثل كرة القدم الشاطئية، حيث كان الهدف الأول هو نقل الخبرات إلى الرياضة في المنطقة الخليجية بشكل عام والسعودية على وجه الخصوص، وتتمثل مثل هذه الخطوات في مشاركة المنتخب السعودي لكرة القدم الشاطئية، المؤسس حديثاً، لأول مرة في نوفمبر 2022 في منافسات النسخة الحادية عشرة من بطولة كأس القارات الشاطئية التي تنظمها دبي سنوياً.
ومؤخراً وقع اتحاد بناء الأجسام واللياقة البدنية ولجنة ألعاب القوة في السعودية مذكرة لتعزيز التعاون الرياضي المشترك في تطوير رياضة القوة البدنية بشكل يتناسب والنقلة النوعية التي تشهدها في البلدين.
ونتيجة لجهود التعاون المشترك بين البلدين على مختلف الأصعدة تم تأسيس مجلس التنسيق السعودي الإماراتي، الذي تمّ إنشاؤه ضمن اتفاقية بين الإمارات والسعودية، في مايو 2016، لتحقيق رؤية مشتركة تتمحور حول إبراز جهود الجانبين في مجالات الاقتصاد والتنمية البشرية، والتكامل السياسي، والأمني، والعسكري، والسياحة والإعلام، والرياضة بالإضافة إلى الطاقة والصناعة والاستثمار، وصولاً إلى تحقيق الرفاهية لمجتمع البلدين.
وكان من أبرز مخرجات مجلس التنسيق السعودي الإماراتي، ملتقى القيادات النسائية الرياضية، الذي نظمته لجنة رياضة المرأة بالسعودية، لابراز أهمية الرياضة النسائية وآلية تطويرها، والخروج بتوصيات تساهم في تمكين المرأة في القطاع، وتحقيق منجزات مشرفة تليق بالبلدين الشقيقين.
كما أنبثقت عن مجلس التنسيق السعودي الإماراتي العديد من المبادرات مثل الملتقى السنوي الأول للشباب السعودي الإماراتي “واعد”، والذي تتبلور أهدافه الرئيسية في تعزيز التعاون بين شباب البلدين الشقيقين، وتعزيز الشراكة فيما بينهما، وتشجيعهم على تطوير المبادرات الانتمائية والمجتمعية لمواجهة تحديات المستقبل، عبر توفير بيئةٍ تُحقّقُ طموحاتِ الشباب وتعزّز قدراتهم، ليكونوا مساهمين بفاعلية في صناعة مستقبلٍ مشرقٍ للبلدين، وذلك من خلال مشاركة تجاربهم وتمكينهم من تحقيق التميز في وضع التصورات التنموية المستقبلية.
كما أبرمت العديد من المؤسسات الاقتصادية الوطنية في الإمارات لشراكات استراتيجية مع العديد من الأندية والمؤسسات الرياضية السعودية، مثل الشراكة الاستراتيجية السابقة لشركة إعمار العقارية مع نادي الهلال على مدار 5 مواسم، حقق خلالها الطرفان العديد من المكاسب، وتوج الهلال خلال تلك الفترة بالعديد من الإنجازات والألقاب كان أبرزها دوري أبطال آسيا في 2019 و2021، والحصول على المركز الرابع في نسختين من بطولة كأس العالم للأندية، والفوز ثلاث مرات بلقب دوري كأس محمد بن سلمان للمحترفين، إضافة إلى التتويج بكأس الملك وكأس السوبر السعودي.
كما كان طيران الإمارات راعياً والناقل الرسمي لبطولة “كأس الملك سلمان للأندية 2023″، في اتفاقية أكدت خلالها طيران الإمارات دعمها لأهداف رؤية 2030، الرامية لترسيخ مكانة السعودية كمركز عالمي للرياضة الاحترافية.
وتاريخياً استفادت رياضة المبارزة الإماراتية من تجارب الاتحاد السعودي الذي تأسس في الستينيات من القرن الماضي، وتبادلت الدولتان الخبرات في تلك اللعبة حتى أصبحت السعودية والإمارات من أقوى الدول العربية والخليجية.
وعلى صعيد كرة القدم كان أول ظهور للمنتخب الوطني الإماراتي لكرة القدم في المشاركات الخارجية الرسمية في المملكة العربية السعودية، حيث شارك في منافسات بطولة كأس الخليج العربي الثانية عام 1972 بالسعودية. وفي 19 مارس 1972، كان أول لقاء رسمي بين منتخبي البلدين على استاد الملز بالرياض.
ويسجل تاريخ كرة القدم أن أول فوز إماراتي في كرة القدم تحقق على أرض المملكة العربية السعودية، وأن أول هدف إماراتي تم تسجيله في البطولات الخليجية كان على أرضها ويحمل توقيع لاعب منتخبنا سهيل سالم.
وفي سجل بطولات كأس الخليج العربي، يذكر التاريخ أن منتخب الإمارات كان قريباً من التتويج بلقب هذه البطولة عام 1988 التي استضافتها السعودية، ولم يخسر أي مباراة، ولكنه حصل على المركز الثاني وحصل المنتخب العراقي على اللقب.
التألق الكروي السعودي على صعيد بطولات الخليج، أنطلق من الإمارات حيث كان أول تتويج رسمي للمنتخب السعودي بكأس الخليج العربي في العاصمة أبوظبي، حينما استضافت مدينة زايد الرياضية النسخة الـ12 لكأس الخليج في نوفمبر عام 1994.
وفي أبوظبي أيضاً، وعلى استاد مدينة زايد الرياضية، حقق المنتخب السعودي لقبه القاري الثالث في تاريخه عام 1996، على حساب منتخب الإمارات بركلات الترجيح، بعد انتهاء المباراة بالتعادل السلبي.
وشهدت ملاعب البلدين تجربة احترافية لاثنين من أبرز المواهب الكروية فيهما، حيث خاض ياسر القحطاني نجم الهلال السابق والمنتخب السعودي تجربة مميزة مع العين بدأها عام 2011، وفي المقابل، كان الدوري السعودي هو الخيار الأول لنجم الكرة الإماراتية عمر عبدالرحمن عندما انتقل لنادي الهلال عام 2018.
كما كانت هناك تجربة غير مسبوقة على صعيد القيادة الفنية للمنتخبين، عندما وافق اتحاد كرة القدم الإماراتي في سبتمبر 2017 على التنازل عن مدرب منتخبه في ذلك الوقت الأرجنتيني إدجاردو باوزا لصالح المنتخب السعودي الذي كان يستعد للمشاركة في كأس العالم 2018.وام
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
"عُمران" تبرم شراكة استراتيجية مع "محسن حيدر درويش" لتطوير منتجع "آلي نيفاس" في مسندم
مسقط- الرؤية
بشراكةٍ إستراتيجيةٍ بين الشركة العُمانية للتنمية السياحية "مجموعة عُمران" ومجموعة محسن حيدر درويش، أُُعلن أمس عن تطوير منتجع فاخر جديد في محافظة مسندم يحمل علامة "آلي نيفاس"؛ ليشكِّل إضافة نوعية تثري القطاع السياحي بمنتجات متميزة تُبرز مكانة سلطنة عُمان على خارطة الوجهات السياحية الفاخرة على المستوى الإقليمي والدولي.
وتُجسِّد علامة آلي نيفاس مفهومًا مُتفرِّدًا يعكس تجارب ضيافة فاخرة للسياح، ويضع معايير جديدة للضيافة الفاخرة في المنطقة. ويأتي المشروع- الذي يُجسّد الشراكة البنّاءة للاستثمار- في إطلاق إمكانيات القطاع السياحي، وذلك في سياق الجهود المتواصلة لابتكار تجارب ضيافة فريدة، من خلال تقديم أرقى مستويات الفخامة في تناغم عميق مع عناصر الطبيعة، بما يلبّي تطلعات المسافرين الباحثين عن تجارب استثنائية تتجاوز الأنماط التقليدية.
وقال هاشل بن عبيد المحروقي الرئيس التنفيذي لمجموعة عُمران: "يُسهم هذا المشروع في إثراء المنظومة السياحية في سلطنة عُمان من خلال تطوير منتجات نوعية تستقطب شرائح متنوعة من الزوّار، بما في ذلك نخبة السيّاح الباحثين عن تجارب أصيلة واستثنائية. وهو في الوقت ذاته يأتي تجسيداً لرؤية مجموعة عُمران في استثمار الثراء الطبيعي الذي تزخر به سلطنة عُمان لتطوير وجهات سياحية تعزّز تنافسيتها على خارطة السياحة العالمية". وأضاف المحروقي: "تترجم شراكتنا مع مجموعة محسن حيدر درويش مساعينا لأن نكون الشريك المفضل لدى نخبة المستثمرين ومشغّلي الضيافة العالميين، بما يُسهم في إرساء مشاريع مستدامة ذات أثر اقتصادي واجتماعي بعيد المدى."
ومن المقرر أن يضُم منتجع "آلي نيفاس" 30 فيلا فندقية بإطلالات بحرية ساحرة، توفّر أعلى مستويات الخصوصية والراحة وسط طبيعة مسندم الفريدة. كما يشمل المنتجع مجموعة من المرافق المتكاملة، من أبرزها مساحات مخصصة للاستجمام، ومسارات للمغامرات الجبلية والأنشطة البحرية، بما يعزز تجربة النزلاء ويمنحهم مزيجًا فريدًا من الهدوء والانغماس في الطبيعة.
من جانبها، قالت لجينة محسن حيدر درويش رئيسة مجلس إدارة مجموعة محسن حيدر درويش- قسم البنية الأساسية والتكنولوجيا والصناعة والحلول الاستهلاكية: "تأتي هذه الشراكة الإستراتيجية مع مجموعة عُمران ترجمةً لرؤيتنا في تحقيق تنويع استثماري مدروس وفعّال. ونفخر بأن نكون جزءًا من هذا المشروع النوعي الذي يُجسّد تكاملاً لافتًا بين الابتكار والحفاظ على البيئة وإثراء تجربة الزوار، إلى جانب مساهمته في تنمية أحد أكثر المواقع الطبيعية إلهامًا في سلطنة عُمان".
وسوف تتولى تشغيل المنتجع مجموعة "فان دي بونت إنترناشيونال" (VDBI)، وهي مجموعة الضيافة المالكة لعلامة "ذا آوتبوست"، المعروفة بابتكار وجهات ضيافة فاخرة متكاملة مع الطبيعة في مواقع استثنائية حول العالم. واستلهامًا من فرادة هذا المشروع وتميّزه، أُطلقت علامة فندقية جديدة تحمل اسم "آلي نيفاس"، خُصّصت حصريًا لهذا المنتجع، ليكون بذلك أول حضور لهذه العلامة في سلطنة عُمان وأحد المشاريع الرئيسية ضمن محفظة المجموعة المختارة.
وقال الدكتور بيتر فان دي بونت، المؤسس والرئيس التنفيذي لمجموعة VDBI: "يجسّد منتجع “آلي نيفاس” فلسفة مجموعتنا القائمة على تقديم تجارب ضيافة فاخرة متكاملة تنسجم مع خصوصية المكان وروح الطبيعة. ونفخر بإطلاق هذه العلامة الجديدة في موقع يُعد من بين الأندر عالميًا من حيث المقوّمات الطبيعية، والقدرة على إلهام الزائر بتجارب لا مثيل لها".
ويأتي المشروع انسجامًا مع نهج مجموعة عُمران في تطوير وجهات سياحية مستدامة؛ حيث يستهدف الحصول على أبرز الشهادات العالمية في مجال الاستدامة مثل شهادة LEED، وذلك من خلال دمج حلول الطاقة المتجددة واعتماد تقنيات بناء صديقة للبيئة، بما يُسهم في حماية النُظم البيئية وضمان استدامتها. وإلى جانب أثره البيئي، يُتوقّع أن يُسهم المشروع في تحقيق مردود اقتصادي واجتماعي ملموس، من خلال إيجاد فرص عمل مباشرة وغير مباشرة، ودعم نمو المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وتمكين روّاد الأعمال المحليين.