المغرب يشتري ذات الأسلحة التي حسمت المعركة لأذربيجان في ناغورني قرة باغ
تاريخ النشر: 22nd, September 2023 GMT
لفت تقرير لمجلة "فوربيس" إلى أن المغرب اشترى مؤخرا أسلحة إسرائيلية وتركية تتشابه إلى حد بعيد مع ترسانة أذربيجان التي حصلت عليها في السنوات الأخيرة، التي سبقت حرب ناغورني قره باغ الثانية، بينها وبين أرمينيا في أواخر عام 2020.
وقد تأمل الدولة الواقعة في شمال إفريقيا أن تمكنها هذه الأسلحة من تحقيق انتصار مماثل في حال واجهت الجزائر الداعمة لجبهة بوليساريو، التي تتنازع والرباط حول الصحراء الغربية.
والصحراء الغربية مستعمرة إسبانية سابقة تعتبرها الأمم المتحدة "منطقة غير متمتعة بالحكم الذاتي". وهذه المنطقة موضع خلاف منذ عقود بين المغرب وجبهة البوليساريو .
ناغورني قره باغاندلعت الاشتباكات الأخيرة حول ناغورني قره باغ، وهو جيب يسكنه الأرمن داخل أذربيجان، يومي 19 و20 سبتمبر.
وأظهرت تلك الاشتباكات مرة أخرى كيف تستخدم أذربيجان أسلحة عالية التقنية وفرتها لها إسرائيل وتركيا.
وسُمعت الأصوات المميزة لذخائر هاروب الإسرائيلية (IAI Harop)، وهي طائرات بدون طيار متفجرة ذات الاستخدام الواحد، فوق ستيبانكيرت، عاصمة ناغورني قره باغ.
ويشير مقطع فيديو منشور على وسائل التواصل الاجتماعي إلى أن أذربيجان أطلقت صواريخ LORA شبه الباليستية الإسرائيلية.
قبل ذلك، وفي حرب ناغورني قره باغ الثانية في سبتمبر ونوفمبر 2020، عندما نجحت باكو في الاستيلاء على مساحات كبيرة من الجيب، استخدمت القوات المسلحة الأذربيجانية مثل هذه الأنظمة لتحقيق نصر حاسم.
دمرت ذخائر هاروب الأذربيجانية صواريخ الدفاع الجوي الأرمينية إس-300 داخل أرمينيا.
كما أسقط صاروخ أذربيجاني من طراز باراك 8 -إسرائيلي الصنع- صاروخا باليستيا أرمينيا روسي الصنع، من طراز إسكندر قصير المدى.
ودمرت طائرات بدون طيار مسلحة من طراز Bayraktar TB2 (بيرقدار2)، التركية، القوات البرية الأرمينية.
المغربحصلت الرباط على كل هذه الأنظمة في السنوات التي تلت تلك الحرب في جنوب القوقاز، باستثناء نظام لورا.
وتلقى المغرب مؤخرا أول شحنة من أنظمة Barak MX الإسرائيلية كجزء من صفقة بقيمة 500 مليون دولار تم التوصل إليها في عام 2022.
وحصل المغرب لأول مرة على طائرات بدون طيار إسرائيلية الصنع في عام 2014، حيث حصل على ثلاث منها، من طراز هيرون كجزء من صفقة بوساطة فرنسية.
ومنذ تطبيع العلاقات مع إسرائيل بموجب اتفاقيات إبراهيم لعام 2020 التي رعتها الولايات المتحدة "اشترت الرباط أيضا طائرات هاروب وطائرات بدون طيار إسرائيلية أخرى بأعداد أكبر بكثير" وفق التقرير.
وطلبت الرباط ما لا يقل عن 19 طائرة بدون طيار من طراز بيرقدار 2 من تركيا على دفعتين في نفس الفترة.
ويقال أيضا إن المملكة المغربية مهتمة بالحصول على طائرة "أكينجي" التركية بدون طيار الأكبر حجما والأكثر تطورا، والتي تحتوي على أجهزة استشعار متقدمة ويمكنها حمل كميات أكبر بكثير من الذخائر من سابقتها (بيرقدار 2).
وغيّرت هذه الطائرات بدون طيار ديناميكية صراع الصحراء الغربية المتجمد منذ فترة طويلة.
وكما هو الحال مع نزاع ناغورني قره باغ الذي ظل خامدا لأكثر من 20 عاما بعد انتهاء الحرب الأولى لصالح أرمينيا في عام 1994، ظل صراع الصحراء الغربية بين المغرب وجبهة بوليساريو مجمدا منذ وقف إطلاق النار عام 1991.
وقد بدأ هذا يتغير، ويرجع ذلك أساسا إلى هذه الطائرات بدون طيار.
اقتناء المغرب الأخير للطائرات بدون طيار أدى بسرعة إلى جعل "الحرب غير المتكافئة أصلا بين المغرب وجبهة بوليساريو غير متكافئة على الإطلاق" لأن هذه التقنيات تعزز بشكل كبير قدرات المراقبة والضرب لاستهداف الجزء الذي تسيطر عليه بوليساريو من الصحراء الغربية.
وقد تؤدي حملة متواصلة من الغارات المغربية بطائرات بدون طيار ضد جبهة بوليساريو إلى تصاعد الصراع إلى حرب متجددة قد تكون لها تداعيات إقليمية.
وإذا حدث ذلك وأدى إلى اشتباكات بين المغرب والجزائر، فقد تعتمد الرباط على محاكاة نهج الأسلحة المشتركة لأذربيجان باستخدام نفس هذه الأنظمة المتقدمة دفاعيا وهجوميا، حسب فوربس.
يمكن أن يشمل مثل هذا السيناريو، استهداف طائرات Harops للدفاعات الجوية الجزائرية، وطائرات TB2، وربما Akincis، وضرب القوات البرية الجزائرية بالقرب من الحدود، واعتراض الصواريخ الجزائرية بأنظمة باراك (BARAK-MX).
وكما هو الحال مع أرمينيا، تعتمد القوات المسلحة الجزائرية في الغالب على المعدات العسكرية الروسية، وإن كانت من أنواع أكثر حداثة.
وفي حين أنه من غير الواضح ما إذا كان المغرب قد نجح في محاكاة استراتيجية أذربيجان لعام 2020، إلا أن الرباط "تابعت بلا شك هذا الصراع إلى الحد الذي ربما يكون قد أثر فيه على معظم خيارات الشراء هذه، إن لم يكن كلها" يختم التقرير.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: طائرات بدون طیار الصحراء الغربیة ناغورنی قره باغ بین المغرب من طراز
إقرأ أيضاً:
ما الأسلحة الإيرانية القادرة على استهداف قاعدة دييغو غارسيا؟
طهران- على وقع التهديدات الأميركية باللجوء إلى الخيار العسكري ضد طهران، في حال عدم التوصل إلى اتفاق بشأن ملفها النووي خلال مهلة شهرين، حذّرت إيران من أنها ستستهدف جزر تشاغوس التي تضم قاعدة "دييغو غارسيا" الأميركية -البريطانية ردا على أي هجوم أميركي.
فبعد أيام من نشر الصحافة العالمية تقارير عن نقل الولايات المتحدة ما لا يقل عن 4 قاذفات شبحية بعيدة المدى من طراز "بي – 2" إلى قاعدة دييغو غارسيا وسط المحيط الهندي، نقلت صحيفة تلغراف عن "مسؤول عسكري إيراني رفيع المستوى" قوله إن طهران ستضرب القاعدة، وإنه لن يكون هناك تمييز بين القوات البريطانية أو الأميركية إذا تعرضت بلاده لهجوم انطلاقا من أي قاعدة في المنطقة.
ورغم أن التهديد الإيراني باستهداف مصالح واشنطن في المنطقة وخارجها -ردا على التهديدات الأميركية المتواصلة ضد طهران- لم يكن جديدا، فإن التلويح بضرب القاعدة البحرية المشتركة بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة -التي تبعد نحو 4 آلاف كيلومتر عن إيران- يطرح تساؤلات عن سبب اختيارها هدفا، وعما إذا كانت الأخيرة تمتلك تسليحات قادرة على الوصول إليها.
يفسّر الباحث السياسي علي رضا تقوي نيا تهديد بلاده باستهداف قاعدة دييغو غارسيا البريطانية، وعبر صحيفة بريطانية، على أنه تسريب مقصود بأن طهران تمتلك أسلحة مناسبة للوصول إلى جزر تشاغوس التي سبق أن شكلت قاعدة انطلاق للعمليات الأميركية في منطقة الشرق الأوسط، بما فيها الحرب على أفغانستان والعراق واليمن.
وفي حديثه للجزيرة نت، يرى تقوي أن بلاده تتعمد أن تبعث رسالة للدول التي تستضيف قواعد أميركية -ومنها بريطانيا التي أجّرت الجزيرة للولايات المتحدة- بأنه لا تمييز في استهداف القوات والعناصر هناك، إذا تعرضت المصالح الإيرانية لهجوم عسكري.
وبرأي الباحث الإيراني، فإن استهداف قاعدة "دييغو غارسيا" سيعني إخلالا تاما للقواعد والأساطيل الأميركية في الشرق الأوسط والمياه الإقليمية، لما تتمتع به هذه القاعدة من موقع جيوستراتيجي في المحيط الهندي، وضمها أهم المنشآت اللوجستية والتسليحات الإستراتيجية، فضلا عن دورها التنسيقي بين أساطيلها البحرية والجوية، في المنطقة الممتدة من المحيط الهندي ثم بحري العرب والأحمر في المياه الخليجية.
إعلانويساوي تقوي بين "استهداف قاعدة دييغو غارسيا" و"النيل من الغطرسة الأميركية في الشرق الأوسط"، وذلك بالنظر إلى مكانة القاعدة ودلالاتها العسكرية في الإستراتيجية الأميركية، مؤكدا أن استهداف هذه القاعدة سيحث السلطات الأميركية على إعادة النظر في خططها ضد إيران، ويرسم علامات استفهام كبيرة بشأن مدى كفاءة تسليحاتها في حال اقترابها من جغرافيا الجمهورية الإسلامية.
وخلص الباحث السياسي الإيراني إلى أنه تم اختيار تلك الجزر لاستضافتها شتى أنواع قاذفات الشبح الأميركية، وكونها تبتعد إلى حد بعيد عن متناول أسلحة القوى المعادية، حيث إن استهداف إيران لقاعدة دييغو غارسيا سيضع القوات الأميركية وتسليحاتها وراداراتها وقدراتها الجوية والبحرية أمام تحد كبير من الآن فصاعدا.
أسلحة كافيةوعما إذا كانت طهران تمتلك أسلحة بمديات تبلغ نحو 4 آلاف كيلومتر تمكنها من استهداف قاعدة دييغو غارسيا، توجهت الجزيرة نت بالسؤال إلى الخبير العسكري العقيد المتقاعد في الحرس الثوري محمد رضا محمدي، الذي رد بالإيجاب دون تردد، مؤكدا أن صواريخ بلاده قادرة على ضرب أي هدف على وجه الأرض.
وفي حديثه للجزيرة نت، أوضح محمدي أن "الصواريخ الحاملة للأقمار الصناعية لا تحتاج إلا إلى تحديد المدى المطلوب، وتحميلها بقنابل بدلا من الأقمار الصناعية لتضرب الأهداف المحددة لها"، مضيفا أن جميع صواريخ بلاده الباليستية والفرط صوتية قابلة لإعادة تحديد مدياتها وفق الحاجة والمهام المنوطة بها.
ومن بين صواريخ طهران الباليستية، يرجح محمدي أن تستخدم صاروخ خرمشهر-4 في حال قررت استهداف قاعدة دييغو غارسيا، حيث تبلغ سرعته خارج الغلاف الجوي أكثر من 16 ماخا، وداخله نحو 9 ماخات، ويحتوي رأسه الحربي على نحو 80 قنبلة، تزن جميعها 1500 کیلوغرام، ويمكن التحكم بمساره عن بعد، وهو ما يمكنه من تجاوز الدفاعات الجوية للقوى المعادية.
إعلانكما أشار الخبير العسكري الإيراني إلى أن قوة "الجو-فضاء" التابعة للحرس الثوري سبق أن أزاحت الستار عن مسيرة "شاهد 136 بي"، عقب اغتيال الرئيس السابق للمكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في قلب العاصمة الإيرانية طهران الصيف الماضي، مؤكدا أن هذه المسيّرة قادرة على الطيران لفترة تتراوح بين 16 و20 ساعة، ويبلغ مداها التشغيلي أكثر من 4 آلاف كيلومتر.
ولدى إشارته إلى تدشين الحرس الثوري، الشهر الماضي، حاملة مسيرات "الشهيد بهمن باقري" المزودة بمضادات جوية قصيرة ومتوسطة المدى، ومدفعيات بعيدة المدى، وأجهزة مخابراتية ومراقبة جوية، وصواريخ كروز أرض-أرض بعيدة المدى، قال محمدي إن هذه القطعة البحرية بإمكانها أن تشكل منصة لانطلاق الصواريخ والمسيرات من مسافة قريبة نحو قاعدة دييغو غارسيا.
ولا يستبعد الخبير العسكري الإيراني أن تكون بلاده قد زودت حلفاءها بأسلحة مناسبة قد تستخدمها لمهاجمة الأعداء في حال مهاجمتهم الأراضي الإيرانية، مستدركا أن الدول المصنعة للتسليحات لا تكشف عادة عن آخر ما تتوصل إليه، "وأنها تخفي جزءا منها كورقة رابحة لمباغتة العدو عند تنفيذ تهديداته"، حسب قوله.