خيرى حسن يكتب: فك لغز السطو على كلمات النشيد الوطنى (بلادى - بلادى)
تاريخ النشر: 22nd, September 2023 GMT
سرقة القرن.. أحاديث (عاصفة) فى مئوية (سيد الموسيقى العربية)
1 - الشاعر محمد يونس القاضى نسب لنفسه 15 أغنية كتبها سيد درويش وقال إنها من تأليفه
3 - بديع خيرى ذهب بنفسه للإذاعة سنة 1936 وقال: «بلادى بلادى ليست من أشعارى»!
5 - الدكتور محمود أحمد الحفنى يؤكد فى كتابه الصادر - عام 1962 أنها كلمات سيد درويش ولا أحد سواه
6 - مجلة «تياترو المصورة» تنشر فى (مارس - 1925) الكلمات واسم مؤلفها وملحنها وهو سيد درويش
7 – «صحيفة السياسة» تنشر سنة 1923 إعلانًا تؤكد فيه أنها كلمات سيد درويش
8 - "القاضى" سجلها عام 1968 باسمه مستندًا إلى ورقة لا أصل لها
9 - باحث مصرى يحصل على رسالة الماجستير يؤكد فيها أن كلمات بلادى تأليف سيد درويش
10 - "القاضى" قال إنه ذهب يوم 26 يناير - 1923 إلى المحكمة المختلطة وسجل الكلمات وحصل على شهادة بذلك.
"القاضى" -فى الكلمات التى سجلها باسمه- بدل الكلمات الأصلية ووضع مكانها كلمات أخرى
«مصر يا أم العجايب
شعبك أصيل
والخصم غايب
خلى بالك من الحبايب»
كان هذا هو النداء، أو الرجاء، أو الدعاء من الشيخ سيد درويش - لمصر التى أحبها، وكتب، ولحن، وغنى، وعاش لها. ومات من أجل عزتها، وحريتها، واستقلالها، وكرامتها.
لقد كان ذلك العبقرى يتمنى -ونحن نحتفل بمئويته- أن نواجه بقوة، وعزم، خصومه الذين هاجموه، وسرقوه ولم يكتفوا بذلك بل حاولوا نفى عنه موهبته الجبارة فى كتابة الشعر والزجل، واعتبروها وكأنها ضيف خيال لم يمر.. وكأنها حلم كاذب لا يسعد ولا يسر!
كان سيد درويش يتمنى -وهو الذى أسعدنى، ومازال يسعدنا- منذ أكثر من 100 عام - بعبقريته النادرة، ووطنيته الصادقة أن نقول لمن سرق أشعاره -ومنها وفى مقدمتها- كلمات «بلادى بلادى - لكِ حبى وفؤادى» الذى هو نشيدنا القومى منذ عام 1977 - ونسبها لنفسه -مع ما يقرب من 15 قصيدة غنائية أخرى- دون أن يهتز ضميره، أو يجرفه حنينه لزمن (العيش والملح) الذى عاشه مع الشيخ سيد وبديع خيرى وبيرم التونسى.
وقام -وأقولها بالأدلة والبراهين والحقائق والوثائق- بتغيير الكلمات ونسبها لنفسه!.
وبدلًا من أن يكون نشيدنا القومى الذى كانت -ومازالت- أقدامنا ترتعش، وقلوبنا ترتجف عندما نسمعه منذ أن كنا أطفالًا صغارًا فى طابور المدرسة فوق هذه الصغائر والضغائن إلا أننا -ومن سوء الحظ- وجدنا أنفسنا أمام هذه الواقعة المحزنة وأن القاضى السارق -للأمانة فى هذا السياق- لم يكن يعلم الغيب عندما حرف وسجل الأنشودة ستتحول إلى نشيد قومى بعد ذلك! لكنه كان يعلم أنها كلمات سيد درويش ويسطو على تاريخه الشعرى!
وهذا ما يدعو للعجب فى مصر أم العجايب!
إن روح الشيخ سيد درويش القلقة، والثائرة، والصابرة، مازالت تناجينا، وتسألنا -رحل فى 15 سبتمبر عام 1923 - لماذا نحن صامتون، وخائفون، ومرتعشون، ولا نتكلم -إلا البعض منا- وهم الذين كتبوا، وصرخوا، وهتفوا، ونشروا، كلما سمحت لهم الظروف بالقول بالنشر، وأكدوا: «إن أشعار (بلادى - بلادى لكِ حبى وفؤادي) من تأليف وتلحين الشيخ سيد درويش وليس كما هو متعارف عليه باسم الشاعر الزجال محمد يونس القاضى، بعدما ارتكب جريمة لا يسقطها الزمن فى حق نفسه ولا فى حق الشعر ولا فى حق سيد درويش. وقبل كل ذلك وبعد ذلك! فى حق الوطن!
(القاهرة – 2023)
مع احتفالات المئوية بالشيخ التى انطلقت باحتفالية كبيرة من مسرح نقابة الصحفيين المصرية بدأت -مثل الكثير غيري- أعيد قراءة بعض الكتابات والدوريات والكتب التى تناولت سيرة سيد درويش. وأثناء تحضيرى للظهور فى لقاء تليفزيونى على شاشة الفضائية المصرية برنامج السامر الذى يعده الأديب شريف عبدالمجيد وجدت بين كتبى -المركونة- كتابًا مذهلًا عنوانه (سيد درويش - حياته - وآثار عبقريته) الكتاب قام بتأليفه مؤرخ المؤرخين الموسيقيين فى مصر والوطن العربى الدكتور محمود أحمد الحفنى - والد الدكتورة رتيبة الحفنى وهو أول مصرى وعربى يحصل على الدكتوراه فى الموسيقى- وصدر الكتاب عام 1962 عن وزارة الثقافة والإرشاد القومى.
فى الكتاب -الذى أراه وثيقة دامغة لا تقبل الجدل أو الشك- يثُبت لنا الدكتور الحفنى أن كلمات (بلادى بلادي) تأليفًا وتلحينًا للشيخ سيد درويش، وليست لأى شاعر آخر!.. وهنا نسأل كيف استطاع الشاعر/ الزجال محمد يونس القاضى (1888 - 1969) أن يضع اسمه عليها وينسبها لنفسه منذ عام 1968؟
وهو الذى ظل يهاجم الشيخ سيد منذ عام 1926 فى مجلة المسرح -أى بعد رحيله بثلاث سنوات كما جاء فى كتاب (من أجل أبى - سيد درويش)؟!
هذا السؤال طاردنى فى يومى وهاجمنى فى نومى وقلت لنفسى: «ماذا نقول لأطفالنا إذا ما عادوا من مدارسهم وسألونا: من الذى كتب نشيد بلادى؟ هل نقول يونس القاضى، كما تقول أوراق جمعية المؤلفين والموسيقيين، أم نقول سيد درويش كما تقول الحقائق، والوثائق، والمطبوعات المعاصرة للشيخ وزمنه وفنه؟!».
الكاتبة الكبيرة سناء البيسى كتبت مقالًا فى صحيفة الأهرام -كبرى الصحف المصرية فى «شهر نوفمبر 2014» -وغيرها الكثير من الصحفيين والكتاب- قالت فيه «عندما سألتنى حفيدتى عن كاتب هذا النشيد قلت لها -بعدما سألت- إنه بديع خيرى»!
وبديع خيرى أصلًا لم يكتبه وعندما أذاعت الإذاعة اسمه على الكلمات عام 1936 ذهب بنفسه للإذاعة وقال لهم: «هذه ليست كلماتى»!.
ومنذ ذلك التاريخ ظل النشيد فى الإذاعة بدون صاحب، ومن أجل الإجابة عن السؤال السابق ذكره بدأت رحلة البحث بتجميع الكتب والدراسات والصحف والمجلات التى تناولت هذا الأمر ومنها (كتاب سيد درويش - للدكتور محمود أحمد الحفنى - وكتاب من أجل أبى - حسن درويش - وكتاب - الدكتور جمال عبد الحى - السيد درويش فنان الشعب) ومن الصحف والمجلات (صحيفة الأهرام - 1923 - صحيفة السياسة 1923 - مجلة تياترو المصورة - 1925 - مجلة الإذاعة - 1957 - مجلة آخر ساعة - 1963 - الأخبار - 1966) وفى نفس السياق تواصلت مع الدكتور نبيل بهجت - وهو باحث حقق فى تراث بديع خيرى - عن طريق الصديق الصحفى مصطفى طاهر الصحفي بالأهرام- وفى الحديث بيننا قال لى الدكتور: «إن الدكتورة إيمان مهران - باحثة أيضًا فى التراث الشعبى - أصدرت كتابًا عن هيئة قصور الثقافة المصرية عام 2012 - وأنت ما عليك إلا الاتصال بها إذ لم تكن قرأت الكتاب»!.
قلت: نعم لم أقرأ الكتاب، قال: «إن الكتاب يحتوى على وثيقة -لاحظ مصطلح وثيقة- تؤكد أن كلمات (بلادى - بلادي) من تأليف محمد يونس القاضى وليس سيد درويش»!.
قلت: لكن ذلك.. وأستاذ الأساتذة فى التأريخ الموسيقى محمود أحمد الحفنى قال فى كتابه الموثق والمحقق والمدقق منذ عام 1962 (القاضى على قيد الحياة) إنها تأليفًا وتلحينًا للشيخ سيد درويش ونشر أبياتها كاملة فى كتابه؟!
رد الدكتور بهجت قائلًا: «ما قاله الدكتور الحفنى يُعد شهادة» ثم أردف قائلًا: «لكن فى كتاب الدكتور إيمان مهران ستجد وثيقة (ثم أكد وشدد - قائلًا: «وثيقة يا أستاذ.. عارف يعنى إيه وثيقة»؟) وفى المنهج العلمى -على افتراض أننى صحفى لا علاقة لى بالبحث العلمي- وهذا بطبيعة الحال صحيح - تكون (الوثيقة) هى التى يعتد بها أما الشهادة فلا تعد مستندًا يعتد به»!.
كان حديثنا -عبر الهاتف- فى الهزيج الأخير من الليل، حيث يتواجد هو فى أمريكا وأنا فى القاهرة!
***
(القاهرة - شارع قصر العيني)
فى الصباح ذهبت إلى منفذ بيع الهيئة العامة لقصور الثقافة!
- «حضرتك الكتاب الذى تسأل عنه صدر سنة كام؟ وما هو عنوانه»؟
- قلت: اسمه «الشيخ محمد يونس القاضى -مؤلف النشيد الوطنى.
(لاحظ هنا عنوان الكتاب والذى يبدو أنه يريد أن يؤكد للقارئ على أمر ما يحتاج المزيد من التأكيد)
- قالت الموظفة: «لا والله يا أستاذ ده طبعة تعتبر قديمة.. لذلك أنصحك بالبحث عنه لدى باعة الكتب القديمة.. فى الطريق من شارع قصر العينى إلى وسط البلد التقيت بالصدفة بالكاتب الصحفى يسرى حسان -وهو متخصص فى الكتابة المسرحية ورئيس تحرير مجلة مسرحنا- فى الشارع (طلعت حرب) قلت له عن تلك القضية. قال: «أكتب فيها طبعًا.. وهذه كلمات سيد درويش، كما أكد الدكتور الحفنى وإذا احتاجت أى شيء اطلبنى»...
ثم ودعنى فى عجلة من أمره وواصلت أنا طريقى فى رحلة البحث.
والتى بدأتها بالاتصال بالدكتورة إيمان مهران -كان الدكتور نبيل بهجت قد أرسل لى رقم هاتفها- وطلبت منها نسخة من الكتاب(pdf) بعدما فشلت فى العثور عليه ورقيًا وحسنا فعلت، حيث أرسلته على الفور!
•••
(القاهرة - أخبار اليوم)
فى اليوم التالى توجهت إلى أرشيف مؤسسة أخبار اليوم وهناك جئت بالأرشيف الصحفى للأساتذة نجيب الريحانى وبديع خيرى ويونس القاضى وسيد درويش وملف الأغنية الوطنية، وقبل أن أنتهى من البحث أرشدنى محمود عوضين وكيل وزارة الثقافة الأسبق قائلا: الكاتب والناقد والباحث المسرحى أحمد عبد الرازق أبو العلا كاتب على صفحته اليوم فى نفس القضية.. اتصل به» وبالفعل اتصلت به فقال: «قولًا واحدًا لا جدال فيه.. كلمات بلادى.. بلادى هى من تأليف وألحان الشيخ سيد ويونس»، ثم قال: «إن محمد يونس القاضى نسبها لنفسه عام 1968 بعدما مات الجميع»، (سيد درويش مات 1923 - بيرم التونسى مات 1961 - وبديع خيرى مات 1966) ثم أرسل أبو العلا لى إعلانا كان منشورا فى صحيفة السياسة، يؤكد أنها كلمات وألحان سيد درويش.!
(والقاضى كان على قيد الحياة ولم يعلق أو يعترض)، كما أنه لم يعترض عندما نشر حسن درويش كتابه عام 1992 وأكد فيها أنها كلمات أبيه. ولم يعلق القاضى أو يعترض عندما نشرت ذلك مجلة التياترو المصورة عام 1925 -ولم يعلق أو يعترض عندما نشر نقولا الملا -وهو صديق مقرب من الشيخ سيد- فى مجلة الإذاعة عدد 1175 الصادر فى عام 1957 وأكد فى كلامه أنها كلمات وألحان سيد درويش حتى عندما كانت تذيعها الإذاعة باسم بديع خيرى عام 1936 لم يعلق أو يعترض.
***
(المعادى - فى المساء)
عدت إلى البيت بعدما طبعت كتاب الدكتورة وجلست أقرأ صفحاته فوجدت ما يدعو للدهشة والعجب، حيث تضم الصفحة رقم 182 فيه قائمة أغانٍ تحت عنوان (أشهر الأغانى التى ألفها يونس القاضى تلحين سيد درويش) وفيها أكثر من 15 أغنية على أنها من كلمات محمد يونس القاضى وهى - كما جاء ذكرها ونشرها مع بعض مقاماتها الموسيقية فى كتاب الدكتور الحفنى من تأليف وتلحين سيد درويش. والكارثة الأعظم أننى عثرت بين صفحات الكتاب فى صفحة رقم 61 على صورة من الوثيقة التى أحالنى إليها الدكتور نبيل بهجت - والدكتورة إيمان مهران-، فوجدتها عبارة عن ورقة كتبها الشاعر محمد يونس القاضى بنفسه لنفسه لغرض فى نفسه! ونسب فيها الكلمات إلى نفسه على أنها -كما يقول الكتاب- الدليل المنطقى -ولا عرف من أى منطق- الذى يؤكد بدليل مادى وقانونى أنه كلماته وبذلك حصل -أى بهذه الوثيقة الدليل- على حق الأداء العلنى -المادى والمعنوي- من جمعية المؤلفين والملحنين بعدما قام القاضى (فى 26 يناير 1923- أكرر التاريخ مرة أخرى - 26 يناير 1923) - أى قبل وفاة سيد درويش بتسجيل الوثيقة بالمحكمة المختلطة -ولا أعرف لماذا المحكمة المختلطة بالتحديد ونحن هنا لسنا أمام نزاع قضائى أصلًا وعلى افتراض ذلك فنحن لسنا أمام أطراف نزاع بينهم أحد من الأجانب يستدعى الذهاب إلى محكمة مختلطة، هذا إذا كان ذهب أصلًا؟.
وبعدما فرغت من الكتاب وقرأت ما فى الوثيقة طبعت هذه الوثيقة وجلست اتفحص ما فيها من شرح وقول، فوجدتها لا تحمل أى أختام حكومية -ناهيك عن قضائية- ولا تحتوى على أى توقيع لأى موظف -ناهيك عن عدم وجود رقم صادر ووارد- من المحكمة ولا يوجد على هذه الوثيقة أى شعار حكومى -ناهيك عن اسم أو «لوجو» المحكمة- ولا بها ما يدل على أن صاحبها محمد يونس القاضى، كان قد مر أصلا حتى أمام (عرضحالجى) كان جالسا أمام أى محكمة سواء كانت عادية أو شرعية أو مدنية أو مختلطة فى ذلك الحين.. وحتى يفضح التزوير نفسه بنفسه، قام محمد يونس القاضى بتغيير الكلمات الأصلية التى كتبها سيد درويش، والتى نهتف بها جميعًا إذا ما أعلن عن بدء النشيد الوطنى فى كل مناسبة قومية وأقحم فيها كلمات أخرى ضعيفة، ركيكة، وكاشفة للسرقة والتزوير معا الذى قام به.
وإليكم الكلمات الأصلية، كما نشرت فى مجلة (التياترو المصورة) فى مارس عام 1925 لصاحبها تأليفا وتلحينا للشيخ سيد درويش:»
«بلادى - بلادى
لكِ حبى وفؤادى
مصر يا أم البلاد
أنت قصدى والمراد
وعلى كل العباد
كم لنيلك من أيادي
مصر أولادك كرام
أوفياء يرعوا الزمام
وستحظى بالمرام
باتحادكم واتحادي
مصر يا أرض النعيم
سدت بالمجد القديم
مقصدى دفع الغريم
وعلى الله اعتمادي
مصر أنت أغلى درة
فوق جبين الدهر حرة
يا بلادى عيشى حرة
واسعدى رغم الأعادى»
وأما الكلمات المضافة للكلمات الأصلية والتى سجلها باسمه الشاعر محمد يونس القاضى فى جمعية المؤلفين، التى كان هو أول رئيس لها من 1928 وحتى 1937 (وكان مسماه الوظيفى وقتها رقيبًا على الأغاني) وجاء تسجيلها بعدما قدم للجمعية الوثيقة التى يشير لنا إليها الكتاب، والتى لا أصل لها كما سبق وذكرنا -بعدما ادعى على غير الحقيقة أنه سجلها فى المحكمة المختلطة ومن ثم فى جمعية المؤلفين والملحنين سنة 1968- وسجلت مرة أخرى عام 1975 بعد رحيله (وإعادة التسجيل هنا يستدعى التساؤل) لتغنيها فايدة كامل قبل أن تصبح النشيد القومى.
والكلمات التى تم تحريفها جاءت كالتالى:
« بلادى - بلادى
لكِ حبى وفؤادي
مصر يا ست البلاد
أنت غايتى والمراد
وعلى كل العباد
كم لنيلك من أيادى»
ثم يغير فى الكلمات كالتالى:
«أنت لى نعم الوطن
اشترى صفو الزمن
أدفع الروح له ثمن
«وعلى الله اعتمادى»
ثم يكمل :
كل أولادك جنودك
أوفياء يصونوا عهودك
قصدهم تكسير قيودك
باتحادهم واتحادى
ثم يعود للأصل عند الشيخ سيد:
«مصر أنت أغلى درة
فى جبين الدهر غرة
يا بلادى عيشى حرة
واسعدى رغم الأعادى»
ولقد حرر تلك الوثيقة وقدمها للمحكمة المختلطة -حسب قوله- فى 26 يناير 1923 حسبما تقول الوثيقة السابق ذكرها.
•••
(رملة بولاق - دار الوثائق)
فى اليوم التالى ذهبت إلى دار الكتب، وجئت بالذى يحسم الشك ويصل بنا إلى اليقين وهى صفحة كاملة من مجلة (التياترو المصورة)
الصادرة فى (مارس - سنة 1925)
(والقاضى كان على قيد الحياة لم يعترض) التى نشرت المجلة كلمات النشيد ونوتته الموسيقية وكتبت أعلى الصفحة:
« طلب منّا الكثيرون وضع هذه القطعة الموسيقية وهى من (تأليف) (وتلحين) الموسيقى الكبير المرحوم سيد درويش.. لينضم هذا الدليل القاطع إلى ما سبق من مصادر بحثية، جادة، ودقيقة، ومحققة، بالوثائق، والحقائق، ناهيك عن إعلان صحيفة السياسة عام 1923 وهى تعلن عن عرض غنائى للشيخ سيد درويش يغنى فيه أنشودة (بلادى بلادي) التى استوحاها -حسب الإعلان- من خطبة شهيرة للزعيم مصطفى كامل، ويؤكد الإعلان على الأنشودة الثانية التى كتبها ولحنها وكانت للزعيم سعد زغلول. (والقاضى كان على قيد الحياة ولم يعلق ولم يعترض)!
وبعد ذلك -وقبل ذلك- هل بذلك حسم الأمر؟! من وجهة نظرى نعم! لماذا نعم؟! حسنا هذا سؤال طيب فى زمن ليس كذلك! لأننا سنصاب بالدهشة، والحيرة، والعجب من تصاريف القدر ونقول -بعدما نقرأ السطور القليلة القادمة- أمام حكمة المولى عز وجل: سبحانك اللهم عندما تنصر المظلوم ولو بعد حين!، ولأن الشيخ سيد درويش -فيما يبدو لي- كان بينه وبين ربه مدد، فإنك سوف تندهش عندما تعرف إن اليوم الذى أكد عليه الشاعر والزجال يونس القاضى، أنه ذهب فيه إلى المحكمة المختلطة -حسبما تشير المصادر الداعمة لوجهة نظره بدون بينة أو بحث حقيقى استطاع -والحال كذلك- أن يسجل الكلمات فى جمعية المؤلفين والملحنين كان هذا اليوم يا سادة. كان (عطلة رسمية)؟ لماذا عطلة رسمية؟ حسنا هذا سؤال طيب فى زمن ليس كذلك لأنه كان (يوم جمعة)!
فهل فتحت المحكمة أبوابها فى يوم عطلتها الرسمية -يوم الجمعة- حتى يسجل الشاعر القاضى كلمات النشيد؟ الذى هو أصلا تسجيل لا أصل ولا سند له ولا يوجد له أى رقم وارد أو صادر أو رقم مسلسل أو أى أختام قضائية أصلًا!
إن الجريمة واضحة وضوح الشمس يوليو وإن كانت وزارة الثقافة المصرية قد صمت آذانها وأغلقت عيونها وأغلقت دوائرها وملفات وتركت هذه المهزلة طيلة هذه السنوات الماضية تعبث بمشاعرنا القومية والوطنية -لكونه النشيد القومي- فإن الأمر الآن يتطلب منها -ونحن نحتفل بمئوية الشيخ سيد درويش- أن تشكل لجنة بحثية محايدة للوصول إلى الحق وتصويب الخطأ، وهذا إن لم يكن من أجل سيد درويش -وهو يستحق منا إعادة حقه المسلوب- فعلى الأقل من أجل الوطن وندائه ونشيده الوطنى الذى يسكن أرواحنا وحتى نجد -بحق وصدق- ما نرد به على أطفالنا إذا ما سألونا ذات يوم عندما يعودون من مدارسهم الصباحية: «من الذى كتب «نشيد بلادى» الذى نتغنى به فى طابور المدرسة؟».
فى هذه اللحظة سنجد ما نرد به عليهم، ونقول لهم: «سيد درويش سيد الموسيقى العربية! وسنجد أيضًا ما نقوله وإذا ما طاردتنا روح سيد درويش وسألتنا ماذا فعلتم من أجلى بعد 100 عام من موتى؟ وسنجد ما نرد به على أرواحنا ونحن نهتف فى مناسباتنا القومية التى نقف فيها فى خشوع وخضوع نغنى «بلادى بلادى.. لكِ حبى وفؤادى»، وسنجد ما نذكّر به مصر أم العجايب ونقول لها:
«مصر يا أم العجايب
شعبك أصيل
والخصم غايب
خلى بالك من الحبايب» وسيد درويش...سِيدى الحبايب!
خيرى حسن
المصادر:
كتاب - سيد درويش - حياته وآثاره وعبقريته - المؤلف الدكتور - محمود أحمد الحفنى - الطبعة الأولى- 1962 - وزارة الإرشاد القومى.
كتاب:
من أجل أبى - سيد درويش - تأليف حسن درويش - الهيئة العامة للكتاب - 1992.
كتاب - السيد درويش فنان الشعب - الدكتور جمال عبدالحى - المركز القومى للمسرح والموسيقى والتراث الشعبى.
كتاب: حكاية يونس القاضى - كاتب وزجال وصحفى - طبعة بمناسبة مئوية الثورة السعدية - الطبعة الأولى كان اسم الكتاب- مؤلف النشيد القومى - الدكتورة إيمان مهران طبعة ثانية 2019
الدوريات والصحف والمجلات:
- صحيفة الأهرام أعداد سنة - 1923
- صحيفة السياسة - أعداد سنة 1923
- صحيفة الأخبار - فبراير - 1966
- مجلة التياترو المصورة - أعداد سنة 1925
- مجلة المسرح - عدد فبراير - 1972
- مجلة الإذاعة - عدد مارس - 1957
مجلة آخر ساعة - مايو - 1963
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: بلادى بلادى
إقرأ أيضاً:
فلادمير بوتين .. لأمريكا.. بصرك اليوم حديد .. وفيتو جديد
بقلم طه احمد ابوالقاسم ..
نكتب اليوم ونعيد
بوتين يعيد مجد الديار الروسية القيصرية والبلشفية .. ويرسم روسيا اليوم ..
تحدث ساعات واظهر براعة وذاكرة سياسية .. هز العالم الذى تسمر امام الشاشات لسماع الخطاب التاريخى .. قنبلة بطعم اخر ..وانذار مبكر .. واخذ المبادرة ..
ان النظام العالمى الجديد بدأ من موسكو .. وليس من امريكا التى ادعت النبوة وسيطرت على العالم .. وجعلته امبراطورية خاضعة لها ..
امريكا اليوم ..بصرها حديد تحدق باجفان جامدة .. على مصيرها .. وان التفكيك قادم اليها ..
امريكا الترليونية افلست .. انهكتها الكرونا .. ولا احد يشترى اف 16 والباترويت فى ظل طائرات مسيرة ..
امريكا هبطت إلى الدرجة الثالثة.. فضيحتها بجلاجل .. سرقت فى وضح النهار .. من حليفتها فرنسا .. صفقة الغواصات الاسترالية..
صرخت فرنسا ..طعنة نجلاء من الحليف ..
اهتزت صورة فرنسا امام دول الفرانكفونية .. انها كانت تستخدم المساحيق وتتجمل .. وتستخدم البوتكس لتكبير الشفاة والارداف ..
امريكا من مخازيها تفكيك الدول .. ضربت النسيج الأوروبي فى مقتل ..
واخذت حليفتها بريطانية .. التى غابت عنها الشمس .. وكانت تتغذى من المستعمرات .. أصابها السحت .. فضلت بورصة الدوري الانجليزى وبيع اللعيبه .. ووسط لندن للاثرياء
اختفت عبارة made in England ..
...
وهى صاحبة المناطق المقفولة .. لحجز المدنيين فى دهاليز الفقر.. والعوز ودعم التمرد منذ العام 1955 ..
تقدم مشروعا لحماية
المدنيين من الجيش السودانى الذى حفظ لها ماء وجهها فى الحرب العالمية .. تود اليوم ان تفككه
امريكا التى تعودت أن تدفع المال للمعارضين ليعملوا ضد بلادهم .. وتجردهم من الكبرياء .. وتتركهم فى قارعة الطريق ..
اليوم ثورة بطعم اخر .. داخل الولايات المتحدة .. تحرق قلبها وكبدها .. ويتصاعد الراى لكبح الطموح الخطر ..
امريكا التى استرقت البشر .. واهانت كرامتهم داخل حدودها .. كما فى حالة الهنود الحمر .. والزنوج ..
وحادثة الزنجى جورج فلويد .. الذى انقطعت أنفاسه بجلسة الشرطى ..
على رقبته .. هزت العالم .
بوتين .. جعل العالم يقرأ غزوات امريكا..بعين مفتوحة .. التى بلغت أكثر من مائة وعشرون ..
واستخدمت السلاح الذرى لتسحق اليابان .. وتتهمها روسيا اليوم .. بان جعلت أوكرانيا .. معملا للفيروسات ..
مكان تخرج رؤساء إسرائيل.. وضيعة عائلة روتشليد ..
لن ينسى العالم .. منظر الجندى الامريكى يغطى تمثال الرئيس العراقى بالعلم الامريكى وتنصيب حاكما مدنيا .. وفظائع سجن ابوغريب ..
الحاكم المدنى الأمريكى يترك المجتمع المدنى العراقى حتى اللحظة فى بؤرة الفقر وتدمير امكاناته العلمية .. وبنيته التحتية ..
ويحل الجيش .. ويضع العراق فى البند السابع ..
رسبت امريكا فى امتحان الشفوى .. ولم يستطع خبراء الدعاية والفوتشوب تغطية فظائع امريكا فى أرجاء المعمورة ..
اليوم يعلن فلادمير بوتين .. من موسكو ان تتحرر اليابان .. والمانيا من القيد الذى يعض على القدمين ..
ليكونوا فى مجلس الأمن .. بديلا لدول سايكس بيكو .. الذين شاركوا فى إرهاب الشعوب واكل مالهم وقوتهم ..
أمريكا مازالت تنوى بقانون جاستا الظالم ..الصاق تهم 11 سبتمبر .. و سرقة الصندوق السيادى للسعودية ..
العالم اليوم فى حالة توتر وقلق .. وحقائق ومظالم العالم الثالث فى سطح مكتب كمبيوتر الأمم المتحدة. ...
وانذار للأمم المتحدة ان تصلح من شانها وتكون اكثر قربا من الغلابا والمقهورين ..
خليفه حفتر الليبى.. يقذف عاصمة بلاده والأمين العام فى داخلها ..؟؟؟
ويزور قصر الاليزية ويتحدث مع الأمريكان..
روسيا يحكمها اليوم بوتين رجل الاستخبارات منذ أن كان يافعا .. فى ذاكرته روسيا الثقافة والعلم ورائدة الفضاء
Sent from Yahoo Mail on Android
tahagasim@yahoo.com