كاتب: لهذه الأسباب تهتم السعودية بإسرائيل وليس فلسطين أو القدس
تاريخ النشر: 22nd, September 2023 GMT
اعتبر الكاتب الفلسطيني معتصم دلول، أن المفاوضات الجارية لتطبيع العلاقات السعودية الإسرائيلية وتعليقات كبار المسؤولين في المملكة تعكس عدم اهتمام الرياض بتل أبيب وليس فلسطين أو القدس كما تدعي.
وذكر دلول في مقال نشره بموقع ميدل إيست مونيتور البريطاني، السعودية لديها بالفعل علاقات مع إسرائيل، مشيرا إلى أن شركات إسرائيلية تعمل في المملكة، بما في ذلك تلك المسؤولة عن الأمن خلال فترة الحج في مكة.
وذكر أن المملكة حريصة على إقامة علاقات رسمية مع إسرائيل من أجل الحصول على إمدادات الأسلحة الأمريكية والحصول على منشأة خاصة بها لتخصيب اليورانيوم.
وفي رأي الكاتب أن السعودية ليست صديقة للفلسطينيين، على الرغم من الادعاءات الأخيرة لوزير خارجية المملكة بأن قيام دولة فلسطين المستقلة أمر ضروري لتحقيق التطبيع.
وأشار الكاتب إلي أن الرياض تقف ضد المقاومة الفلسطينية المشروعة منذ أكثر من عقدين، كما فرضت علاوة على ذلك، قيودًا مشددة على الجمعيات الخيرية العاملة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وعلى تحويل التبرعات من المواطنين السعوديين إلى الضفة الغربية وقطاع غزة.
كما تخلت المملكة خلال الحصار الإسرائيلي الخانق المفروض منذ 17 عاماً على قطاع غزة، بشكل أساسي عن الفلسطينيين الذين يعيشون هناك.
ولفت الكاتب أن السلطات السعودية تمنع الأئمة من الدعاء للفلسطينيين أو ذكرهم في دعائهم بمساجد المملكة، خاصة في مكة والمدينة، مشيرا إلى أن شخص يُظهر أي نوع من الدعم للقضية الفلسطينية يمكن أن يتوقع أن يُسجن أو ما هو أسوأ من ذلك.
ورأي دلول أنه تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل، سيؤدي إلى فقدان الفلسطينيين "صديقاً" كان يخجل من التعامل مع الإسرائيليين في العلن، وهذا الخجل دفع الرياض إلى رمي بعض الفتات للفلسطينيين خجلاً وحرجاً.
وعقب" الآن أصبح كل شيء في العلن. حتى أن السعودية لديها شخص ما في الرياض يعلن أنه "الحاخام الأكبر" للمملكة.
دعم السلطة الفلسطينية
وفيما يتعلق بالدعم الذي تقدمه السعودية للسلطة الفلسطينية، رأي الكاتب أن السلطة الفلسطينية لا تعمل من أجل الفلسطينيين؛ فهي موجود فقط لحماية إسرائيل.
وأضاف أن ضباط الأمن التابعون للسلطة الفلسطينية لا يتواجدون أبدًا لحماية الفلسطينيين عندما يتعرضون للهجوم والإساءة من قبل المستوطنين اليهود غير الشرعيين في الضفة الغربية المحتلة.
كما تقوم السلطة الفلسطينية بتعقب الفلسطينيين المشاركين في عمليات المقاومة المشروعة – بموجب القانون الدولي – ضد الاحتلال، وتعذيبهم وسجنهم
عندما قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي خمسة فلسطينيين الليلة قبل الماضية في جنين، كانت السلطة الفلسطينية مشغولة باعتقال الفلسطينيين في نابلس وغيرها من مدن الضفة الغربية..
واستشهد الكاتب بتصريحات أدلي بها وزير الخارجية السعودي فرحان الفيصل، إنه "دون وجود سلام مع الفلسطينيين فإن أي تطبيع مع إسرائيل ستكون فائدته محدودة.. نعتقد أن التطبيع يصب في مصلحة المنطقة، وسيعود بفوائد كبيرة على الجميع”.
اقرأ أيضاً
مقابل التطبيع.. إسرائيل تدرس الموافقة على تخصيب السعودية لليورانيوم
ورأي الكاتب أنه طالما أن "السعودية تعتقد أن الفوائد تأتي من قيام الكيان الصهيوني بقتل الفلسطينيين واحتلال أراضيهم وهدم منازلهم وتدنيس الأماكن الدينية، فمن الواضح أنكم لا تهتمون بهم".
وأشار الكاتب أن مبادرة السلام العربية السعودية التي اقترحها النظام السعودي في عام 2002 دعت إلى إقامة دولتين في فلسطين، واحدة لليهود في الأراضي المحتلة عام 1948 والأخرى للفلسطينيين في الأراضي المحتلة عام 1967، مقابل تطبيع العلاقات.
وذكر الكاتب أنه وفقا لتلك المعطيات فإن السعوديون كانوا على استعداد للتخلي عن أكثر من ثلثي فلسطين التاريخية والتغاضي بشكل أساسي عن التطهير العرقي للأرض منذ ما قبل عام 1948 وحتى اليوم.
وتسائل الكاتب قائلا "ألم يفهم السعوديون بعد أن إسرائيل لم تقدم قط أي تنازلات بشأن القضايا الإقليمية أو غيرها؟ وأن الصهيونية تطالب بإقامة إسرائيل الكبرى؟ إن الدولة الغاصبة تتوسع باستمرار، ولهذا السبب لم تعلن إسرائيل قط عن حدودها.
وتابع أن "الإسرائيليين سوف يتواجدون في أي مكان يستطيعون الوصول إليه" مشيرا إلى أن كل هذا حدث حتى أثناء استمرار ما يسمى بـ"عملية السلام"، وحتى توقيع اتفاقات إبراهيم
وبحسب الكاتب، ذكر وزير الخارجية السعودي مرارا أن شروط سعودية للتطبيع، تتضمن إنشاء دولة فلسطينية على الأراضي التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967 إلى جانب دولة يهودية، كما استبعد الوزير وجود طريقة لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني سوى بضمان إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
كما نقلت القناة 12 التلفزيونية الإسرائيلية عن مسؤولين سعوديين كبار قولهم، إن المملكة لن توقع على اتفاق تطبيع “حر” كما فعلت الإمارات والبحرين.
ورأي الكاتب أن كل التصريحات الصادرة عن السعودية بشأن الفلسطينيين هي مجرد ستار من الدخان.
وقال إن عدم اهتمام السعوديين بإسرائيل يتجلى في استمرار نظامها في مدح الإسرائيليين وشيطنة الفلسطينيين، لدرجة أن الحديث عن دعم المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي أصبح جريمة، في حين أصبح إظهار الدعم للاحتلال الإسرائيلي هو القاعدة.
واستشهد باستضافة وسائل الإعلام السعودية إسرائيليين، لكنها في المقابل لا تستضيف الفلسطينيين المعارضين للاحتلال الإسرائيلي.
وأضاف الكاتب أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وحاكمها الفعلي قال الأربعاء، في مقابلة مع شبكة فوكس نيوز: “كل يوم نقترب” من تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
والعام الماضي قال بن سلمان في تصريحات لصحيفة أتلانتيك: “نحن لا ننظر إلى إسرائيل كعدو، بل ننظر إليها كحليف محتمل له العديد من المصالح التي يمكننا متابعتها معًا”.
وخلص الكاتب إلي أن الإعلان عن صفقة تطبيع مع إسرائيل تتجاهل الحقوق الفلسطينية المشروعة هو مجرد مسألة وقت، وأتوقع أن يتم ذلك قريباً جداً، لأن المملكة لا تهمها فلسطين أو القدس؛ بل تهتم وفقط بإسرائيل.
اقرأ أيضاً
تمهيدا لتطبيع محتمل.. التليفزيون الإسرائيلي يروج للسياحة في السعودية
المصدر | معتصم دلول/ ميدل إيست مونيتور-ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: التطبيع الإسرائيلي السعودية العلاقات السعودية الفلسطينية المقاومة الفلسطينية السلطة الفلسطینیة تطبیع العلاقات مع إسرائیل الکاتب أن
إقرأ أيضاً:
انتصار المقاومة الفلسطينية.. غزة أول الغيث لتحرير فلسطين كاملة
يمانيون../
رغم اختلال موازين القوى لصالح كيان العدو الصهيوني، إلا أن ذلك لم يمنحه إمكانية تركيع المقاومة الفلسطينية، التي أظهرت على مدار أكثر من 15 شهرًا تفوقا واضحا وقدرة على تغيير المعادلات على الأرض، الأمر الذي يؤكد أن المقاومة ليست في واقع تراجعي أو ضعف وعلى العدو أن يعيد حساباته جيدًا للواقع الفلسطيني المقاوم.
وبالنظر إلى تفاوت القوى العسكرية بين العدو الصهيوني والمقاومة الفلسطينية، فإن اتفاق وقف إطلاق النار لم يكن مجرد تبادل للأسرى، بل هي شهادة قوية على أن المقاومة في غزة، رغم الحصار والعدوان المستمر، لم تحقق فقط انتصارات عسكرية، بل نجحت أيضًا في تغيير معادلة الردع ووضع الكيان الغاصب في مأزق داخلي ودولي.
وبالتالي فإن اعتراف وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بأن سبب وقف الحرب هو أن قوة المقاومة كانت فوق القدرة على إنهائها وهزيمتها، يثبت أن المقاومة تمكنت من كسر واحدة من ركائز الكيان الصهيوني الأساسية، وهي سياسة الردع، ما أفشل قدرته على حماية نفسه.
وفي جلسة استماع في منتدى الأطلسي قال بلينكن: إن نموذج غزة هو مثال للحروب الجديدة، كاشفاً عن معلومات استخبارية أمريكية تؤكد أن حماس جنّدت من المقاتلين خلال الحرب ما عوّض كل خسائرها البشرية.
بالتوازي كان المحلل السياسي الصهيوني ألون مزراحي يعترف بأن حركة حماس لم تَهزم “إسرائيل” فحسب، بل الغرب برمّته..! لقد انتصرت في ساحة المعركة، وانتصرت في ساحة الرأي العام”.
وقال: إن حركة حماس “تمكّنت من الاستفادة بشكل مذهل من قراءتها وفهمها للعقلية “الصهيونية” واستخدمت كل ما لديها بكفاءة عالية، ماجعلها تكسب القلوب نحو القضية الفلسطينية، في جميع أنحاء العالم”.
الأهم من ذلك يرى المحلل الصهيوني أن التاريخ سيحكم على احتفاظ المقاومة الفلسطينية بكل أسير، أسرته، وعدم استسلامها لأي ضغوط باعتبارها واحدة من أكثر الإنجازات عبقرية، ربما في التاريخ العسكري كله.
من جهة أخرى، سلطت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الصهيونية الضوء على الفشل الصهيوني المدوي في حسم الحرب على قطاع غزة، حيث أكدت أن حركة حماس ستظل قوة فعّالة ومتجددة حتى بعد الإعلان عن اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
وفي مقال للمحلل العسكري يوآف زيتون، تم تفصيل معالم الفشل الصهيوني في حرب الإبادة التي لا أفق لها، حيث يفتقر كيان الاحتلال إلى أهداف استراتيجية واضحة، ما يفاقم حجم الخسائر العسكرية ويجعل الحرب تزداد ضراوة دون أي حلول تلوح في الأفق.
شهادة جديدة على فشل العدو الصهيوني في فرض معادلاته بالقوة، سردها اللواء احتياط غيورا آيلاند، صاحب خطة الجنرالات، الذي أكد أن ما جرى في هذه الحرب هو أن “إسرائيل” فشلت في تحقيق كل أهدفها التي قاتلت لأجلها، لأنها لم تتمكن من القضاء على حماس ولم تستعد أسراها، ولم تستطع الإطاحة بحكم حماس في غزة.
من ناحيتها، قالت مقدمة البرامج السياسية في القناة 12 الصهيونية نيسلي باردا: إن نتنياهو وحكومته “ظلوا لفترة يرددون شعارات الانتصار، بدلا من إخبار الشعب بالحقيقة التي يصعب استيعابها”.
والحقيقة برأي باردا تتمثل في أنه “لم يكن بالإمكان إبرام صفقة دون أثمان باهظة، وأن مواجهة التهديد القادم من غزة لم يعد ممكنا سواء بتوفير الأموال لحماس أو بمواجهتها عسكريا”.
المحلل تسفيكا يحزقيلي، في حديثه لقناة “آي 24″، أكد أن حركة حماس خرجت من المعركة أقوى، حيث استعادت قدراتها العسكرية وحافظت على قوتها السياسية.
وأوضح أن “إسرائيل” أصبحت دون أدوات للضغط على الحركة مستقبلاً.. مضيفاً أن الضفة الغربية باتت مصدر قلق جديداً “لإسرائيل” مع تصاعد المواجهات هناك.
وفي ختام ذلك يمكننا قراءة المشهد أن ما أنجزته المقاومة، ليس مجرد إنهاء لجولة من العدوان، بل هو جولة من جولات النصر والوعد الإلهي الصادق بأن تكون غزة أول الغيث لتحرير فلسطين كاملة.