تشاد تدعو إلى استجابة شاملة بشأن أزمة السودان
تاريخ النشر: 22nd, September 2023 GMT
قال وزير خارجية تشاد محمد صالح النظيف إن الأمم المتحدة أصبحت محدودة بشكل متزايد في قدرتها على تجسيد القيم التي تشكل جوهرها مشددا على ضرورة إعادة بناء التضامن والثقة بين دول العالم.
التغيير:وكالات
جاء ذلك في كلمته أثناء المناقشة السنوية رفيعة المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة حيث شدد النظيف على الحاجة لبناء الثقة بشكل عاجل لأن “عالمنا فقد اتجاهه السليم، خاصة بسبب ممارسة المعايير المزدوجة”.
وتحدث محمد النظيف عن تقويض التضامن، الذي يُعد أولوية مهمة للبشرية. وقال إن على الدول الآن أكثر من أي وقت مضى العمل معا لدفع التقدم على مسار تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وقال إن حكومته ملتزمة بتفعيل الأهداف التنموية السبعة عشر التي تشتد أهميتها في ضوء التحديات التي تواجه تشاد.
ومن هذه التحديات تنمية رأس المال البشري، ومكافحة الفقر، وتحسين الظروف المعيشية للسكان، والإدارة البيئية المستدامة، وتوطيد السلام والاستقرار.
وقال الوزير التشادي إن جهود التنمية في تشاد تجري في ظل سياق يتسم بالعديد من المشاكل منها انخفاض أسعار المواد الخام في الأسواق العالمية وتكرار هجمات جماعة بوكو حرام وجائحة كوفيد-19 وتغير المناخ والصراعات العرقية في الدول المجاورة.
وقال إن هذا الوضع تفاقم بسبب الحرب المستعرة في السودان. وأشار إلى أن تشاد استقبلت حتى الآن أكثر من 400 ألف لاجئ من السودان.
وقال إن العدد الإجمالي للاجئين في بلاده يقدر بمليونين، فيما يبلغ عدد السكان 17 مليونا. وذكر أن ذلك يعد عبئا كبيرا على بلده، ودعا إلى استجابة منسقة وشاملة وعاجلة من المجتمع الدولي لمعالجة هذه الكارثة الإنسانية.
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: وقال إن
إقرأ أيضاً:
تحديات وفرص مفوض الاتحاد الأفريقي الجديد: قراءة في التحديات الراهنة
تحديات وفرص مفوض الاتحاد الأفريقي الجديد: قراءة في التحديات الراهنة
محمد تورشين *
يعد انتخاب السيد محمود علي يوسف مفوضًا للاتحاد الإفريقي خلفًا للمفوض السابق موسى فكي محمد خطوة مهمة من شأنها أن تساهم في استمرارية بناء هياكل الاتحاد الإفريقي، بما في ذلك اختيار ممثليه في المواقع الحيوية، مثل مفوضية الاتحاد الإفريقي، وأعضاء مجلس السلم والأمن الإفريقي للفترة القادمة، بالإضافة إلى الأجهزة الأخرى ذات التأثير المباشر على صنع القرار داخل الاتحاد.
إن اختيار وزير الخارجية الجيبوتي السابق لهذا المنصب يحمل دلالات هامة، إذ يُمثل انتصارًا للدول الناطقة بالعربية والفرنسية داخل الاتحاد الإفريقي. فرغم صغر حجم جيبوتي، إلا أن دورها الدبلوماسي يظل حاضرًا في العديد من الملفات الإفريقية، لا سيما تلك المتعلقة بمنطقة القرن الإفريقي. كما أن العلاقة بين المفوض الجديد وممثلي الجزائر في الاتحاد الإفريقي قد تفتح الباب أمام تعاون في معالجة العديد من القضايا، رغم ما قد يواجهه من تحديات كبرى.
التحديات الرئيسية أمام القيادة الجديدةيمكن تلخيص أبرز التحديات التي ستواجه المفوض الجديد في ثلاث قضايا رئيسية:
قضية التمويل والاستقلالية المالية للاتحاد الإفريقيرغم أن القارة الإفريقية تُعد من أغنى القارات من حيث الموارد الطبيعية، إلا أن مؤسسات الاتحاد الإفريقي تعاني من شُح التمويل، مما يفتح المجال أمام التدخلات الخارجية من قوى إقليمية ودولية تؤثر على قراراته. فعلى سبيل المثال، تلعب بعض الدول، مثل الإمارات، دورًا في النزاعات القائمة في السودان وليبيا، وهو ما ينعكس على مصداقية الاتحاد الإفريقي. وبالتالي، على القيادة الجديدة التركيز على تعزيز مساهمات الدول الأعضاء في ميزانية الاتحاد لضمان استقلالية قراراته.
النزاعات المسلحة وغياب دور الاتحاد الإفريقي في حل الأزمات النزاع في السودان دخل عامه الثالث، ومع ذلك لم يكن للاتحاد الإفريقي دور فعال في حل الأزمة، حيث ظل السودان معلق العضوية دون تحرك جاد لاستعادة استقراره السياسي. كذلك، في شرق الكونغو الديمقراطية، لم تتمكن قوات الاتحاد الإفريقي من توفير الأمن أو حماية المدنيين بشكل كافٍ، مما يعكس ضعف دور الاتحاد في حل النزاعات الكبرى. من الضروري أن تعمل القيادة الجديدة على إعادة تفعيل دور الاتحاد الإفريقي في حل النزاعات من خلال التنسيق مع الأمم المتحدة والشركاء الدوليين لضمان تقديم الدعم الإنساني والاستجابة للأزمات بفاعلية. استعادة عضوية الدول المجمدة في الاتحاد الأفريقيشهد الاتحاد الإفريقي خلال السنوات الأخيرة تجميد عضوية عدة دول نتيجة لانقلابات عسكرية وأزمات سياسية. وعليه، سيكون أمام المفوض الجديد تحدٍّ كبير في التفاوض مع هذه الدول لإعادة دمجها في الاتحاد، وذلك عبر مسار سياسي متوازن يراعي مصالح جميع الأطراف.
أفريقيا بين التحديات الدولية وفرص الشراكات الاقتصاديةفي ظل التنافس الدولي على النفوذ في إفريقيا، تواجه القارة تحديات متزايدة تتطلب موقفًا موحدًا:
التدخلات الأمريكية في السياسات الإفريقية، لا سيما عبر فرض العقوبات أو تقليص المساعدات لبعض الدول مثل جنوب إفريقيا، مما يتطلب موقفًا إفريقيًا مشتركًا لمواجهة هذه التحديات. ضرورة تنويع الشراكات الاقتصادية مع قوى عالمية مثل الصين، روسيا، والهند لضمان تحقيق تنمية متوازنة بعيدًا عن الاعتماد المفرط على القوى الغربية. إعادة النظر في دور الاتحاد الأوروبي في القارة الإفريقية، بحيث يكون التعاون قائمًا على الندية والمصالح المشتركة وليس على الإملاءات السياسية والاقتصادية. ختامًاإن المرحلة المقبلة ستشكل اختبارًا حقيقيًا لقيادة محمود علي يوسف في مفوضية الاتحاد الإفريقي، حيث يتعين عليه التعامل مع تحديات التمويل، وحل النزاعات، واستعادة عضوية الدول المجمدة، بالإضافة إلى تعزيز دور إفريقيا في الساحة الدولية. فهل سينجح في تجاوز هذه العقبات وتحقيق نهضة حقيقية للاتحاد الإفريقي؟ هذا ما ستكشفه الأيام القادمة.
* باحث وكاتب سوداني متخصص في الشؤون المحلية والقضايا الأفريقية
الوسومأفريقيا الاتحاد الأفريقي الاتحاد الأوروبي السودان الصين الكونغو الديمقراطية الهند روسيا محمد تورشين محمود علي يوسف مفوضية الاتحاد الأفريقي