تحذيرات من سيناريو كارثة إعصار درنة في هذه المحافظة اليمنية
تاريخ النشر: 22nd, September 2023 GMT
ازدادت التحذيرات من المخاطر البيئية المحدقة باليمن، ولفتت كارثة إعصار دانيال الذي ضرب مدينة درنة الليبية إلى احتمال حدوث كوارث مشابهة في اليمن، خصوصاً مع سوء التخطيط الحضري والإهمال الذي تعرضت له البنية التحتية في البلاد خلال العقود الماضية.
وحذر مكتب الزراعة والري في العاصمة المؤقتة عدن حديثاً من تكرار ما حدث للمدينة الليبية في مناطق الحسوة وبئر أحمد في محافظة عدن، حيث يقع عدد من المساكن في مجرى تبن، في محافظة لحج؛ إلى جانب تحول طريق العلم الحسيني الممتد في محيط المحافظة من الشرق باتجاه الشمال إلى سد لتغيير مجرى السيول إلى القرى وإلى مدينة عدن.
وطالب المكتب محافظ عدن بسرعة التدخل قبل وقوع ما وصفه بالكارثة، واتخاذ الإجراءات المطلوب اتباعها لتجنبها بالتنسيق مع السلطة المحلية في محافظة لحج، ووزارتي الزراعة والري والثروة السمكية، من أجل الخروج بحلول مناسبة لتفادي أي كوارث في المستقبل.
ويبدي أحمد الزامكي وكيل وزارة الزراعة لقطاع الري قلقه والجهات المختصة من هذه الكارثة المرتقبة، والمتوقع حدوثها قريباً، وذلك بعدما يزيد على 40 عاماً منذ حدوث فيضان في المنطقة نفسها، حيث إن المتعارف عليه علمياً أن تردد الفيضانات يحدث كل 40 إلى 50 عاماً.
يقول الزامكي لـ«الشرق الأوسط»: «خلال الأعوام الأخيرة بدأت الأمطار تهطل بغزارة غير مسبوقة، وهو ما ينذر بحدوث الكارثة، فالسيول تأخذ مجراها عبر آلاف السنين، وأي تدخل لإعاقتها أو تغيير مجاريها؛ يؤدي إلى حدوث فيضانات إلى جوانب الأودية والمجاري، وهو ما يتسبب بوقوع الأضرار والكوارث».
ويوضح الزامكي أن منطقة الحسوة في محافظة عدن هي مصب لوادي تبن الذي يجمع السيول من مناطق واسعة تصل مساحتها إلى مئات آلاف الكيلومترات، وينقسم وادي تبن أعلى منطقة الحسيني في محافظة لحج إلى واديين، الوادي الكبير الذي يصب في منطقة الحسوة، والوادي الصغير الذي يصب بالقرب من منطقة العلم على ساحل أبين.
وأشار إلى أنه جرى التواصل مع السلطات المحلية في محافظة عدن وتشكيل لجنة مشتركة ومن ثم رفع تقرير تفصيلي حول مجرى السيول الرئيسي في الوادي الكبير، والذي استحدث العمران في مجراه خلال السنوات الأخيرة، ما أدى إلى إعاقة السيول، مسترشداً في ذلك بما يحدث في أحياء كريتر والمعلا والتواهي.
جبل شمسان في خطر
ففي هذه الأحياء، ورغم مساحة التجميع الصغيرة؛ فإن كمية السيول الكبيرة التي تنزل من جبل شمسان والجبال المجاورة أدت إلى أضرار كبيرة، وجرفت معها الأحجار والمخلفات الرسوبية، وأغلقت مجاري السيول، وهو ما يعد، وفقاً لتوضيح الزامكي، مؤشراً لما يمكن أن يحدث في منطقة الحسوة التي تجمع كميات هائلة من المياه.
ودعا السلطات المحلية في محافظتي لحج وعدن إلى إزالة البناء العشوائي من مجاري السيول تجنباً للكارثة المحتملة، خصوصاً مع ازدياد كميات الأمطار التي تهطل في البلاد، والأعاصير التي تتردد باستمرار على اليمن وسلطنة عمان، ما يجعل مدينة عدن مرشحة لكارثة محتملة.
واليمن كغيرها من البلدان يواجه نمطاً متقلباً من الاضطرابات المناخية المتمثلة بالجفاف والتصحر والأمطار الغزيرة والصواعق والسيول التي تتسبب بالانهيارات الأرضية وهدم البنى التحتية والمباني وجرف التربة الزراعية والمنازل، ولا تمتلك بالمقابل بنية تحتية كافية لمواجهة هذه التغيرات.
وسبق هذا التحذير تحذيرات أخرى خلال ندوة علمية في مدينة عدن قبل أكثر من عام، حيث أكد المشاركون أن غياب خطة للطوارئ لمواجهة الكوارث في العاصمة عدن، يجعلها مهددة بارتفاع منسوب مياه البحر والغرق، وطالبوا بالاقتداء بمعظم الدول المطلعة على البحار بعمل مصدات وحواجز على شواطئها تحسباً لارتفاع منسوب البحر لديها.
ونوه المشاركون بدراسات أجريت حول مخاطر ارتفاع منسوب مياه البحر خلال العقود القادمة على طول الشريط الساحلي لمدينة عدن وانجرافها وتحولها إلى حفرة مليئة بمياه البحر، منبهين إلى ارتفاع نسبة ملوحة المياه التي تمد عدن بمياه الشرب من حقول بئر ناصر وبئر أحمد وحقل الروئ، والتي تضرر منها نحو 50 بالمائة منها بالملوحة.
تهديدات بحرية
يرى عبد القادر الخراز أستاذ التقييم البيئي جامعة الحديدة أن مدينة عدن ومعظم المدن والمناطق الساحلية معرضة لتطرفات مناخية مثل ارتفاع مستوى سطح البحر ما قد يسبب حدوث تسونامي، أو فيضانات نتيجة الأمطار الغزيرة والتي تكررت في السنوات الأخيرة وأدت إلى أضرار كبيرة من بينها خسائر بشرية، بينما لا توجد بنية تحتية لاحتواء هذه السيول وتصريفها.
واتفق في حديثه لـ«الشرق الأوسط» مع الزامكي حول أضرار الاعتداء على مجاري السيول من بيع للأراضي واستحداث البناء فيها، والذي يجري في ظل عدم اتخاذ إجراءات لاستيعاب التغيرات المناخية، ودرء الأضرار الناجمة عنها، منتقداً غياب الأولوية البيئية في المخططات التنموية من طرقات وجسور وقنوات تصريف للمياه والسيول.
ونبه إلى مخاطر أخرى تفرضها التغيرات المناخية على المدن اليمنية وبينها مدينة عدن، ومنها ما يتعارف عليه مختصو البيئة بـ«الحركة المتبادلة بين البحر والقارة»، وهي حركة التيارات البحرية التي ينبغي أن يتم إفساح مجال لها يزيد على 500 متر من خط الشاطئ، تسمى بمساحة الملك العام، وهو ما لم يجرِ اتباعه في اليمن رغم تحديد الملكية العامة في السواحل بـ 300 متر.
وتتمثل مخاطر عدم ترك مساحة الملك العام في زيادة قوة التيارات البحرية والتأثير على البنى التحتية والمباني التي يجري استحداثها على السواحل دون وضع اعتبارات هندسية وبيئية أو استخدام المواد التي تخفف من حدة التيارات البحرية.
ومنذ نحو أسبوع حذرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) من حدوث فيضانات مفاجئة ستؤثر في أكثر من 6 آلاف شخص في عدد من المناطق الداخلية لليمن خلال الأسابيع المقبلة.
ووفق نشرة الإنذار المبكر للأرصاد الجوية الزراعية الصادرة عن «الفاو»، فإنه رغم التوقعات بانخفاض كبير في مستوى هطول الأمطار؛ فإن أمطاراً خفيفة إلى متوسطة ستستمر بالهطول على الأجزاء الغربية من البلاد حتى نهاية الشهر الحالي، والتي من المحتمل أن تتسبب بحدوث فيضانات مفاجئة قد تؤثر في نحو 6500 شخص.
وأفادت النشرة أنه من المتوقع أن يتعرض نحو 4 آلاف شخص للخطر في المسقط المائي لوادي زبيد في كل من محافظتي إب (وسط) والحديدة (غرب)، جراء الفيضانات، خصوصاً في المناطق المنخفضة التي تعاني من سوء تصريف مياه السيول، بينما قد تشهد الأجزاء الجنوبية من حوض وادي مور في محافظتي حجة والمحويت (شمالي غرب) فيضانات مفاجئة متفرقة، قد تؤثر في نحو 2500 شخص.
ودعت المنظمة الأممية الإدارات المختصة بالطوارئ إلى اتخاذ الإجراءات الاستباقية اللازمة في هذه المناطق للتخفيف من حدة التأثيرات التي قد تتسبب بها الفيضانات، خصوصاً في ما يتعلق بحماية المجتمعات الزراعية الضعيفة والنازحين داخلياً.
المصدر: مأرب برس
كلمات دلالية: فی محافظة مدینة عدن وهو ما
إقرأ أيضاً:
الأمير فيصل بن بندر يرعى حفل أهالي محافظة الخرج ويدشّن عددًا من المشروعات التنموية
المناطق_واس
رعى صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض, اليوم، حفل أهالي محافظة الخرج بمناسبة جولة سموه التفقدية وتدشين عدد من المشروعات التنموية.
وأعرب سموه في كلمة بهذه المناسبة عن سعادته بزيارة محافظة الخرج والالتقاء بالأهالي والوقوف على المشروعات التنموية القائمة والمستقبلية التي تأتي وفق توجيهات القيادة الرشيدة – أيدها الله -، سائلًا المولى جل وعلا التوفيق للعاملين بالمحافظة في ما يقدمونه من أعمال لخدمة المليك والوطن.
أخبار قد تهمك الخرج يكرّم أفضل معلم في العالم، لفوزه بجائزة “فاركي العالمية” 22 أبريل 2025 - 6:45 مساءً برعاية أمير الرياض .. غدًا انطلاق المنتدى السعودي للألبان في الخرج 22 أبريل 2025 - 4:46 مساءًوأكّد أن تدشين هذه المشاريع التنموية يأتي تجسيدًا لاهتمام القيادة الرشيدة بهذه المحافظة وأهلها، وضمان العمل بشكل ينعكس على جودة الحياة داخل المنطقة.
ولفت سموه النظر إلى أن هذه المشروعات في محافظة الخرج ما هي إلا خير دليل على حرص القيادة على رفع التكامل بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص في المشاريع، وذلك سعيًا لتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 والوصول بمنطقة الرياض ومحافظاتها إلى المستوى المنشود.
وبعد السلام الملكي، ابتدأ الحفل بتلاوة آيات من القرآن الكريم، وألقى الدكتور تريحيب بن عماش آل حفيظ كلمة أهالي المحافظة رحب فيها نيابة عن أهالي محافظة الخرج والمراكز التابعة لها بزيارة سمو أمير المنطقة، مشيرًا إلى أن هذه الزيارة تأتي تأكيدًا على حرص حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين – حفظهما الله – على تتبع وتوفير أرقى الخدمات للمواطنين والمقيمين بالمملكة.
وقال: “عند الحديث عن مسيرة التنمية يبرز دور سموكم ودعمكم المتواصل، حيث شكّلت توجيهاتكم السديدة ومتابعتكم الدائمة ركيزة أساسية في دفع عجلة المشاريع التنموية والخدمية، والارتقاء بمستوى الأداء في مختلف القطاعات، وإن حرصكم المتواصل على تلمّس احتياجات المواطنين، ومتابعة كل ما من شأنه تحقيق التنمية الشاملة، يأتي انطلاقًا من اهتمامكم العميق بخدمة المنطقة ومحافظاتها، وتعزيز جودة الحياة لمواطنيها.
عقب ذلك دشّن سموه مشروعات بلدية محافظة الخرج بتكلفة 47 مليون ريال، تشمل 18 مشروعًا أبرزها مشروع تحسين الشوارع المحيطة بسوق الخضار المركزي، ومشاريع الإنارة الحديثة، ومشروع تطوير نفق الملك عبدالعزيز، ومشروع تركيب شواحن للسيارات الكهربائية، ومشروع تأهيل عدد من الطرق المحيطة بالمدارس والمساجد والحدائق.
ودشّن سموه فرع مركز مشاريع البنية التحتية بمحافظة الخرج الذي يهدف إلى رفع مستوى جودة البنية التحتية وتحسين المشهد الحضري في المحافظة، وتنظيم أعمال مشاريع البنية التحتية في المحافظة، وفقًا لأفضل الممارسات العالمية في مجالات تنسيق وتخطيط مشاريع البنية التحتية بما يسهم في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030.
ثم دشّن سموه مشروع مبنى مكتب وزارة التجارة بمحافظة الخرج الذي يقع على طريق الملك فهد بمساحة إجمالية تبلغ 2500 متر مربع الذي نفذ بتكلفة 11 مليون ريال.
وفي ختام الزيارة أقام سمو الأمير فيصل بن بندر، مأدبة غداء حضرها سمو محافظ الخرج ووكيل المحافظة المكلف ومسؤولو وأهالي المحافظة.