واشنطن وبكين تعلنان عن تشكيل مجموعتي عمل اقتصادية ومالية
تاريخ النشر: 22nd, September 2023 GMT
أعلنت الولايات المتحدة والصين الجمعة تشكيل مجموعتي عمل جديدتين معنيتين بالسياسة الاقتصادية والمالية، في تطور يندرج في إطار جهود تبذل لإرساء استقرار في العلاقات المشحونة بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم.
وتم الاتفاق على تشكيل المجموعتين في محادثات أجريت في تموز/يوليو بين وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين ونائب رئيس الوزراء الصيني هي لايفنغ في بكين، وفق ما أعلنت وزارتها.
وأفاد التلفزيون الرسمي الصيني "سي سي تي في" بإنشاء "مجموعة عمل اقتصادية" و"مجموعة عمل مالية"، وكشف أن المجموعتين ستجريان اجتماعات منتظمة وطارئة "لتعزيز التواصل وتبادل الآراء في القضايا ذات الصلة".
وقالت يلين في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي أعلنت فيه تشكيل مجموعتي العمل الجديدتين إن "رحلتي إلى الصين ترمي إلى إقامة قناة تواصل مستدامة بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم بما يتماشى مع توجيهات أعطاها الرئيس (جو) بايدن إثر لقائه الرئيس شي (جينبينغ) في بالي".
وأضافت إن "من الأهمية بمكان أن نتحدث، خصوصاً عندما نختلف".
ستناقش مجموعة العمل الاقتصادية قضايا الاقتصاد الكلي، فيما سينصبّ تركيز مجموعة العمل المالية على قضايا التنظيم والاستقرار المالي، وفق مسؤول رفيع في وزارة الخزانة.
وأشارت وزارة الخزانة إلى أن "مجموعتي العمل ستلتقيان على مستوى نواب الوزراء بوتيرة منتظمة وسترفعان تقارير إلى الوزيرة يلين ونائب رئيس الوزراء هي".
يلين تقول إن العلاقات بين الولايات المتحدة والصين لديها الآن "أسس أكثر صلابة"وبحسب البيان الأميركي ستقود وزارتا الخزانة الأميركية والمالية الصينية مجموعة العمل الاقتصادية، فيما ستضم مجموعة العمل المالية الخزانة والمصرف المركزي الصيني.
وتدهورت العلاقات بين الولايات المتحدة والصين في شباط/فبراير إلى أدنى مستوى لها حين أسقطت القوات الأميركية منطاداً قالت واشنطن إن بكين كانت تستخدمه للتجسّس على أراضيها.
وجاء ذلك في أعقاب زيارة أجرتها في العام الماضي رئيسة مجلس النواب الأميركي حينها نانسي بيلوسي، هو ما جعلها أرفع مسؤول سياسي أميركي زار الجزيرة في اكثر من عقدين.
تعتبر الصين تايوان جزءا لا يتجزّأ من أراضيها وتحتج على أي تواصل رسمي تجريه تايبيه مع بلدان أخرى.
منذ واقعة إسقاط المنطاد، استأنف الجانبان التواصل على أعلى مستوى، فأجرى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن زيارة لبكين في حزيران/يونيو، وقد حذا حذوه آخرون بينهم يلين.
روسيا والصين تؤكدان على أهمية تطوير الشراكة الاستراتيجية وتعزيز تعددية الأقطاب في العالمنائب رئيسة تايوان يزور الولايات المتحدة والصين تتوعد بـ"إجراءات حازمة"الإعلان عن "شراكة استراتيجية" بين الصين وسوريالكن إدارة بايدن واصلت فرض قيود على التعامل التجاري مع الصين في مجالات ترى فيها تهديدا للأمن القومي، بما في ذلك أشباه الموصلات المتطوّرة.
في آب/أغسطس، وقّع بايدن أمرا تنفيذيا يفرض قيودا على الاستثمارات الأميركية في الصين في مجالات التكنولوجيا المتقدمة، في خطوة ندّدت بها الصين واعتبرتها "مناهضة للعولمة".
المصادر الإضافية • أ ف ب
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية "فوي فوي فوي" فيلم مصري يطمح للأوسكار بموضوعه الساخن عن الهجرة غير الشرعية شاهد: الممثل الأمريكي أنتوني ماكي يهبّ لمساعدة أهل مدينته على إصلاح الأسطح متظاهرون يقطعون الطرق في أرمينيا احتجاجاً على تطورات الوضع في ناغورني قره باغ تايوان الصين الولايات المتحدة الأمريكية مال وأعمال اقتصاد علاقات دبلوماسيةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: تايوان الصين الولايات المتحدة الأمريكية مال وأعمال اقتصاد علاقات دبلوماسية إسرائيل روسيا الهجرة غير الشرعية نزاع مسلح بريطانيا كرة القدم هجوم أذربيجان مصر فلسطين إسرائيل روسيا الهجرة غير الشرعية نزاع مسلح بريطانيا كرة القدم الولایات المتحدة والصین مجموعة العمل یعرض الآن Next
إقرأ أيضاً:
تقرير: الصين قد تستغل مجموعة من الجزر حول أمريكا
قال الكاتب الأمريكي جيمس هولمز، رئيس قسم الاستراتيجية البحرية في كلية الحرب البحرية، في تقرير نشرته مجلة "ناشونال إنتريست" الأمريكية، إن التحول أمر متعارف عليه في القضايا الجيوسياسية كما في الحياة الخاصة.
ويشير الكاتب إلى أنه تذكر عندما كان يتقدم للعودة إلى نيوبورت، وكلية الحرب البحرية في 2006، أن شخصاً في لجنة التوظيف سأل عما سيفعله الحزب الشيوعي الصيني بمجرد أن يكمل تقدمه في التفوق البحري، ويسوي قضاياه في شرق آسيا الأمر الذي يرضي قيادات الحزب، فأجاب بأنه سيسعى إلى ممارسة حقوق إقامة قواعد بحرية في المحيط الأطلسي، والبحر الكاريبي وخليج المكسيك القريبين من الولايات المتحدة.
Mounting a standing presence in America’s backyard could pay handsome returns on a modest Chinese investment, warns James Holmes. https://t.co/R61dgSYyZi
— National Interest (@TheNatlInterest) March 3, 2025وذكر هولمز أن "الصين بنشرها لقواتها في نصف الكرة الغربي، سوف تؤدي إلى دفع الموارد العسكرية الأمريكية في اتجاه الداخل، الأمر الذي سيقلل من حجم التواجد الأمريكي قرب الصين، بينما يتسبب في تعقيد الحياة بالنسبة لأمريكا في المياه التي عادة ما تعتبرها محميتها الطبيعية".
وفي حقيقة الأمر، سيكون تنظيم تواجد صيني في المحيط الأطلسي أو البحر الكاريبي خياراً مثيراً للمتاعب للآخرين. وربما نشهد الآن تحقق تلك النبوءة... فقد قدم الأدميرال ألفين هولزي، الذي يشرف على القيادة الأمريكية الجنوبية، قبل أسبوعين، شهادة مكتوبة للجنة الخدمات المسلحة بمجلس الشيوخ، محذراً من أن الصين قد تسعى لإقامة حصون عسكرية حول حافة البحر الكاريبي.
وكتب الأدميرال هولزي "على مدار العقد الماضي. ركزت الولايات المتحدة في المقام الأول على منطقة المحيطين الهندي والهادئ، بينما تبنت الصين نهجاً عالمياً".
ووضعت الصين أمريكا اللاتينية والكاريبي على الجبهة في سباق حاسم وملح لتحديد مستقبل عالمنا".
ويرى رئيس المنطقة الجنوبية إن مناورات بكين في النصف الغربي تعد جزءاً من هجوم استراتيجي على مستوى العالم. وقال "تهاجم الصين المصالح الأمريكية من جميع الاتجاهات وفي كل ميادين الحياة، وبصورة متزايدة في الأرخبيل الكاريبي، الذي يعد سلسلة جزيرة هحوم محتملة".
ويرى الحزب الشيوعي الصيني أن هذه الخطوة منطقية. ومعروف أن القوات الأمريكية تستقر على طول أول سلسلة جزر أسيوية منذ حوالي 8 عقود، مما يعرقل قدرة الصين على الوصول إلى غربي المحيط الهادئ.
وتعتبر السياسات والاستراتيجيات التي تعد بإضعاف التواجد الأمريكي في شرق آسيا جذابة بالنسبة لقادة الحزب، لكن قيادة الحزب الشيوعي الصيني انتهجت مشروعها البحري بحكمة منذ إطلاقه قبل 3 عقود.
ويعكس نهجها نهج الأب الروحي للقوة البحرية، ألفريد ثاير مايان- وهو مؤرخ ومنظر تتم قراءة أعماله ومناقشتها بحماس في الصين.
ووضعت بكين ما وصفه ماهان بـ "سلسلة" القوة البحرية كي تزدهر. وطورت إنتاجاً صناعياً بها لتجعل من نفسها ساحة صناعية للعالم، وحازت قدرة لا نظير لها على صنع السفن وسعت إلى الوصول إلى موانئ التجارة الخارجية.
وقدمت البحرية الأمريكية، منذ الحرب العالمية الثانية، منفعة عامة دولية في مضمار الأمن البحري لجميع الشعوب التي تستخدم البحر، بما في ذلك الصين. وطالما كانت السفن البحرية الأمريكية تراقب الخطوط البحرية، لم يكن هناك داع لخشية التجار الصينيين من تدخل دول معادية أو مجرمين.
ونتيجة لذلك، اتخذت القوة البحرية الصينية الآن صبغة عسكرية خارج المياه الإقليمية، كما أن البحرية الصينية الآن هي الأكبر في العالم من حيث أعداد السفن، وهي مدعومة بمجموعة مهيبة من الطائرات الحربية والصواريخ التي لها قواعد ساحلية بينما تبحر في البحار الصينية وغربي المحيط الهادئ.
ولم تحل الصين بعد مآزق قريبة من أراضيها في ممرات مائية، مثل مضيق تايوان وبحر الصين الجنوبي وبحر الصين الشرقي. ورغم ذلك، يشغر قادة الحزب بالارتياح بالنظر إلى ما وراء هذه الأوضاع المعقدة.
وهذا هو الخيار الاستراتيجي الذي تتحمله القدرات العسكرية الآخذة في النمو سريعاً. وكما ألمح هولزي للجنة الخدمات المسلحة بمجلس الشيوخ فالصين تسلك اتجاهاً متزايداً لتنظيم حملات عسكرية خارج البلاد، وسيكون لتواجد الصين فيما وراء البحار قدرة على البقاء.
وستضع الصين أساس شبكة قواعد على طريقة ماهان لسنوات عديدة، عن طريق تأمين إمكانية الوصول التجارية والدبلوماسية إلى الموانئ البحرية على مستوى العالم. لكن كيف سيبدو شكل سلسلة الجزر الهجومية الذي يحذر منها هولزي؟ لن تكون سلسلة جزر مأهولة بمجتمعات السلطات الصديقة للصين والمعادية للولايات المتحدة فحسبـ وهذا فارق ملحوظ بينها وبين أول سلسلة جزر في آسيا غير مأهولة إلا بحلفاء الولايات المتحدة وشركائها أو أصدقائها.
لكن البحرية الصينية قد تسبب اضطراباً خطيراً على أي حال، إذا فكرت في المرشحين المحتملين لاستضافة قواعد البحرية الصينية في البحر الكاريبي، وسيبرز مرشحان: كوبا وفنزويلا. تعد كوبا دولة شيوعية شقيقة ومعدمة بصفة دائمة، ولذلك قد تستجيب الدولتان لطلبات الحزب الشيوعي الصيني باستضافة سفن حربية صينية بدافع التضامن الأيديولوجي ولتعزيز اقتصادها. ويحكم فنزويلا نظام يساري قد يكون مضيفاً حسناً للبحرية الصينية.
ويضيف الكاتب "على سبيل التجربة، فلنتصور تداعيات حصول بكين على إمكانية الوصول العسكري إلى الدولتين المطلتين على البحر الكاريبي أو إحداهما".
ولجأ الكابتن ماهان في مقال بعنوان "الخصائص الاستراتيجية لخليج المكسيك والبحر الكاريبي"، إلى الخريطة لتحديد أي الجزر تمثل أفضل المواقع التي يمكن أن تنظم السفن الحربية الوصول منها إلى برزخ أمريكا الوسطى. ورسم خريطة لأكثر الطرق البحرية التي يتم العبور منها من موانئ مثل نيو أورليانز ونيويورك، وموانئ أوروبية تمر عليها السفن في طريقها. وخلص إلى أن جامايكا أرض مميزة لأنها تهيمن على جميع الطرق البحرية المهمة. لكن هذه الجزيرة كانت تنتمي إلى بريطانيا العظمى، لذلك لم تكن السيطرة عليها خياراً بالنسبة للبحرية الأمريكية.
وقد تستضيف كوبا، الآن كما في الماضي، قوات بحرية بهدف التأثير على طرق الشحن المتجهة إلى المحيط الهادئ أو القادمة منه. ولنضع في الحسبان المعدات الأخرى للقوة البحرية الصينية، لا الأسطول فحسب. وفي الحالات القصوى، قد تسمح هافانا لبكين بنشر أسلحة متمركزة على الأرض مثل الصاروخ الباليستي المضاد للسفن من طراز "دي إف- 26"، وهو صاروخ محمول على شاحنة يصل مداه لما يربو على 2000 ميل بحري.
ويشير الكاتب هولمز في ختام تقريره، إلى أن إقامة وجود دائم للصين في الفناء الخلفي لأمريكا قد يحقق عوائد كبيرة مقابل استثمار صيني متواضع، ويجعل من كابوس الأدميرال هولزي حقيقة.
ويجب أن يلتفت الكونغرس وإدارة الرئيس دونالد ترامب إلى نواقيس الخطر التي تدق في القيادة الأمريكية الجنوبية.