البوابة نيوز:
2024-11-24@23:12:55 GMT

الأطفال قبل سن السادسة بين الحقيقة والخيال (2-2)

تاريخ النشر: 22nd, September 2023 GMT

منذ أن يعي الطفل ما حوله ويبدأ في الكلام وحتى سن السادسة تقريبا لا يفرق بين الحقيقة والخيال ويكون عقله خصبا بالأحداث والقصص الخيالية وربما الأصدقاء الخياليين أيضا وعندها يقوم الأطفال بخلق قصص خيالية أو بالمبالغة بتفاصيل شيء ما فإنهم على الأغلب يعبرون عما يتمنون حدوثه لذلك سيكون من الخطأ الفادح أن يُأنبوا على ذلك، وأن يعاقبوا على أنهم كاذبون لذلك إياك أن تعامل طفلك عل أنه كاذب في مثل هذا الموقف ستكون أمام خيارين أمام طفلك عندما يبدأ بخلق هذه القصص تكتفي بالصمت إيذاء ما قال أو تشارك بعبارات تسكب صبغة الحقيقة على ما قال فعلى سبيل المثال إذا قال طفلك فيما يخبرك عن معلمته في المدرسة: لقد ركبت في الطائرة مع معلمتي وسافرت معها الى مكان بعيد، أجب طفلك بلهجة متفاعلة وتحب من يكون معك من الأصدقاء وتتمنى أن يرافقكما، وهنا قد يستطرد في الإجابة ولكنك في هذه الحاله تكون قد سُقته ليكون معبرًا عن أحلامه ومن منا لا يحب أن يحلم؟! وبهذه الطريقة تكون قد شجعته على أن يحكي لك القصص عن طريق تجاوبك معه وعليك أن تعرف أنه طالما بقيت خيالاته هي أحداث يعيش من خلالها طموحاته ورغباته فهي علامة ذكاء ونبوغ واضحة، وقد تكون هذه الخيالات دلالة إبداع عند طفلك خاصة مع استمرارها بعد السادسة، لذلك عليك تنمية هذه الخيالات بالرسم والكتابة، فالخيال يعبر عن رغبات الطفل وطموحاته وأمانيه.

 
وفي بعض الأوقات يكون الكذب للحصول على ما يريد أو لتجنب ما لا يريد لكن لا يشعر بالذنب أو أنه قام بشيء خاطئ عندما يكذب طفلك في هذه السن لا تقم بتضخيم الأمر ولا تعطه حجمًا كبيرًا فقط انظر اليه بجدية وقل له من الخطأ أن تكذب وعليك دائمًا أن تقول الحقيقة، وقد يكون من المناسب أن تعبر لطفلك كم تكون أنت سعيدًا عندما يقول ابنك الصدق، وكم تكون حزينًا أو غير مرتاح عند عدم قوله الصدق
بعد سن السادسة تقريبًا يبدأ الطفل بالتمييز بين الخيال والحقيقة ويقل إصراره على التمسك بالقصص الخيالية على أنها الحقيقة، ويعي الطفل أيضًا أن بعض تصرفاته ستسبب خيبة أمل لوالديه أو ستسبب غضبًا وعقابًا منهما، ويكون أيضًا قد نما عنده الإحساس بالذنب نتيجة ارتكاب الأخطاء وفي حوالي سن السابعة أو الثامنة يدرك تمامًا الفرق بين الحقيقة والخيال ويدرك أيضًا أن كذبه في بعض المواقف قد يغير أمرا جسيما والطفل بالمقابل يصبح معتمدًا عليه للبحث عن حقيقة ما وهنا وفي هذه السن يبدأ دور التربية والتوجيه وما يحدث غالبًا أن الآباء وبسبب حماسهم في البداية يرفضون كذب أطفالهم الخيالي في العمر المبكر وهو الذي لا يعتبر كذبًا فعليًا ويقومون بتأنيب أطفالهم وتأديبهم عليه وهو عمل في الوقت الخاطئ وجهد في الوقت الضائع وبالتالي هو غير مُجد وبعد مرور عامين أو ثلاثة على ذلك يفقدون الأمل في علاج هذا الأمر الذي توهموا أنه مشكلة فينسحبون في الوقت الذي يكون التدخل فيه واجبًا
إن سن السادسة وما بعدها هو الوقت المثالي لتدخل الآباء التأديبي وهو مثل كل أمور التربية يلزمها معرفة وحسم ومتابعة لتطبيق الحلول وهي حلول مشكلة الكذب.
اكتشف سبب كذب طفلك وابحث عن الحل، عليك أيها الوالد وأيتها الوالدة أن تنتبهوا إلى كذب طفلكما وأن تحددا سبب كذبه ومعرفة سبب الكذب أهم من الكذب في حد ذاته.


بعض الخطوات العلاجية 
إذا كان الكذب مصحوبا بعوارض أخرى كالسرقة أو الخوف الزائد أو العصبية فإنه يكون بسبب دوافع نفسية لذا لا بد من البحث عن الحاجات النفسية غير المشبعة لدى الطفل والتي تسببت بظهور هذه الأعراض.
محاولة معرفة هل الكذب عارض أم متكرر ومزمن لدى الطفل وما هي المواقف التي يرتبط بها ويكذب بها الطفل كثيرًا.
* الإقلاع نهائيا عن علاج الكذب بالعقاب أو التهديد أو التشهير أو السخرية منه. 
* لا بد أن يكون الوالدان قدوة حسنة لأبنائهم قدر الإمكان.
*احتواء الطفل أكثر بالحب والتشجيع والاستفادة في جعله يكتب روايات وقصصًا لتنمية الموهبة إذا وجدت. 
* تعويد الطفل على التريث قبل الكلام أو بجعله يعد من واحد الى ٢٠ لترتيب الأفكار. 
*سرد القصص المشوقة على الطفل والمقصود منها إبراز الصفات الحسنة للقول الحسن وأن الصادق دائمًا مميز ومحبوب. 
*القدوة الحسنة من قصص الرسول عليه الصلاة والسلام والصحابة القدوة لها دور مهم في توجيه السلوك وتعديله 
والاشتراك في أنشطة مثل السباحة وكرة القدم والكاراتيه لأنها تعلم الصبر.
*لفت انتباه الأب والأم بأن الأبناء يلاحظون كل سلوك يصدر منهم وممكن يصبح عادة عندهم فإنك عند بحثك عن محرك الكذب وسببه ستكتشف خلفيات الموضوع وستدرك تفاصيل هامة تتحكم في سلوك ابنك وعندها تستطيع حل مشكلة الكذب ومعالجتها، تحدث مع طفلك وناقشه حول أهمية قول الحقيقة تحدث مع طفلك عن أهمية الصدق وأخبره عما يعود عليه الصدق في حياته وكلمه بلغة يفهمها وكلمات بسيطة ليستوعبها، فهو عليه أن يفهم أن الصدق يرضي ربه ويرضي والديه ويجعله محل ثقة الناس، وبالعكس فالكذب يغضب الرب ويغضب الوالدين ويفقد ثقة الناس فيه، شاهد معه برنامجا تلفزيونيًا عن الصدق أو حك له قصة وتناقشا سويًا فيها.
حدد عاقبة للكذب
على الوالدين أن يضيفا عواقب محددة لكذب الطفل ويفضل وضعها وتوضيحها له قبل إيقاع العقاب وقبل حدوث الكذب نفسه، ويجب أن يكون العقاب على قدر الكذبة ومناسبًا لسن الطفل، وقد وجد أن حرمان الطفل أو إلغاء شىء حبه هو الوسيلة الأكثر نجاحًا وتأثيرًا على الطفل، أما الضرب والضرب المبرح خصوصًا فهو ليس طريقًا ناجحًا للتخلص من الكذب وعلى الوالدين أن يفصلا بين الخطأ ذاته وبين الكذب فيما يخص العقاب فإذا أخطأ الطفل وكان صادقًا فإنه يعاقب على الخطأ الذي ارتكبه ويشكر على صدقه، وربما يكافأ عليه، أما أذا أخطأ الطفل وكذب أيضًا فإنه يعاقب عقوبتين، الأولى على الخطأ والثانية على الكذب.
أثبت على العقوبة
لا يكن العقاب على الكذب يُنفذ مرة ويترك مرة، فبعد أن يضع الوالدان مجموعة من القواعد الخاصة بالصدق وعواقب الكذب يجب عليهما الالتزام بها في كل مرة يكذب الطفل حتى يتعلم الطفل أن يلتزم وأن الكذب مرفوض وله عواقب، أما ترك العقاب حينًا وتطبيقه حينًا فلن يؤدي إلى النتيجة المرجوة.
* الحرص على أن لا يُكافئ الطفل على كذبه، فمثلًا لو قام الطفل بالكذب للحصول على شيء ما فاحرص على ألا يحصل عليه كي لا يكون حصوله على ما يريد بمثابة مكافأة له على كذبه.
* لا تنصب فخًا لطفلك إذا كنت متأكدا من قيام طفلك بتصرف خاطئ لا تذهب إليه وتسأله هل قمت بعمل هذا الشيء أم لا، لأن نسبة كبيرة من الأطفال عند محاصرتهم بمثل هذا السؤال ستقوم بالكذب لحماية أنفسهم.
*عليك معالجة هذا الخطأ عن طريق المواجهة المباشرة فعندما تكون متأكدا من قيامه بعمل ما تحدث معه بنبرة حاسمة وأخبره مباشرتًا أن ما فعله شيء خاطئ وفسر له السبب ثم ضع عقابا مناسبا لهذا الخطأ، وبذلك تكون قد جنبته الكذب، وامدح صدق الطفل أن الصفة التي نكثرها ونؤكد عليها ونشير إليها دومًا على أنها متأصلة في الطفل هذه الصفة التي يعتنقها الطفل ويصدقها لذا كلما زاد مدحك له على صدقه وأمانته زاد تمسكه بهذه الصفة.
*لا تنسب أي عمل تقوم به أنت أو الأهل إلى الطفل على أساس أنه هو الذي قام به، مثل عمل النشرات المدرسية أو لوحات الرسم وغيرها من الأمور الأخرى.
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الحقيقة والخيال الصدق الكذب القدوة الحسنة على أن

إقرأ أيضاً:

منتدى الشبكة العالمية للأديان يطلق «نداء أبوظبي» لحماية الطفل

اختتمت في أبوظبي، أعمال «المنتدى السادس للشبكة العالمية للأديان من أجل الأطفال»، الذي يستضيفه تحالف الأديان من أجل أمن المجتمعات، بإصدار «نداء أبوظبي»، بحضور قادة أديان ومفكرين ومتخصّصين دوليين شاركوا خلال 3 أيام في حوارات معمّقة، تعزز جهود حماية الأطفال وتحفظ كرامتهم، بتوحيد الرؤى ووجهات النظر، وتعزيز دور قادة الأديان في إيجاد حلول للمخاطر التي تواجه الأطفال في العالم.
وأعلن البيان في حفل أقيم في واحة الكرامة، حضره الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، والعلامة عبدالله بن بيّه، رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، رئيس منتدى أبوظبي للسلم، والقس كيشي مياموتو، رئيس منظمة «أريغاتو» الدولية ومنسق الشبكة العالمية للأديان من أجل الأطفال، وكول غوتام، رئيس اللجنة التنظيمية الدولية للمنتدى، والريم الفلاسي، الأمينة العامة للمجلس الأعلى للأمومة والطفولة، ودانة حميد، الرئيسة التنفيذية لتحالف الأديان لأمن المجتمعات، والدكتور مصطفى علي، الأمين العام ل(GNRC)، مدير «أريغاتو» في نيروبي، والدكتور فينو أرام، نائب رئيس اللجنة التنظيمية الدولية للمنتدى.
وقدم الحائز جائزة نوبل للسلام، كايلش ساتيارثي، تأملات في الاستجابة لنداء الطفل، بحضور أطفال من جميع أنحاء العالم. وتضمن إعلان أبوظبي ببناء عالم مفعم بالأمل للأطفال، الذي أطلق في واحة الكرامة بالعاصمة أبوظبي، تأكيد التزام جماعي بضمان حق كل طفل في مستقبل آمن ومستدام، ودعا إلى اتخاذ إجراءات فورية وموحدة عبر الأديان والحكومات والمجتمع المدني، وحدد خطة عمل تركز على بناء عالم آمن ومستدام للأطفال، مع التركيز على الحوار بين الأديان وأنظمة الحماية، ودعم الصحة العقلية، والسياسات الشاملة، ومكافحة الممارسات الضارة.
وتعهد الموقعون على الإعلان الذي وضع بالتشاور مع 100 من كبار القادة من المنظمات الدينية والهيئات الدولية والمنظمات غير الحكومية، برفع أصوات الأطفال، والحفاظ على كرامتهم، والعمل بتعاطف ومسؤولية لخلق مستقبل أكثر إشراقاً.
وقال العلامة بن بيّه: إن حماية الأطفال أولوية دائمة في كل وقت وحين، لأنها من المواضيع التي تمسّ الإنسان (الفرد والأسرة) في أقرب البشر وأحبهم إليه وهم الأطفال، وتمسّ المجتمع والدولة لأنها تُعنى بالمستقبل بكل معانيه. مشيراً إلى أن مبادرات حماية الأطفال تصبح أعظم إلحاحاً في المناطق التي تشهد صراعات وحروباً مسلحة، ويتعرض جراءها الأطفال إلى أخطار كبرى تهدد حياتهم وتمزق كيانهم، إذ ينبغي أن تعطى هذه المناطق الأولوية في كل المشاريع الموجهة للأطفال.
وأضاف أن الدين الإسلامي اعتنى بالطفل تربية لجسمه وعقله وتنمية لمواهبه ورعاية لجميع أحواله، والتعاليم النبوية في شأن الأطفال كانت مرجعاً للعلماء في تصنيف الكتب وتخصيص بنود كثيرة. مشيداً بما تقوم به دولة الإمارات من رعاية للأيتام ووقفات إنسانية لمساعدة الأطفال وخصوصاً في الدول التي تشهد نزاعات وهو أمر يتماشى مع القيم والتعاليم الدينية السمحة، وهي أول دولة عربية تنضم إلى الشراكة العالمية ل «إنهاء العنف ضد الأطفال».
كما أشاد بجهود سموّ الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات»، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، للعناية بالطفل محلياً ودولياً.

مقالات مشابهة

  • تجربة الطفل بالمسجد الحرام.. رعاية فائقة على مدار الساعة
  • منتدى الشبكة العالمية للأديان يطلق «نداء أبوظبي» لحماية الطفل
  • لو ابنك عنيد.. 5 نصائح لتعديل سلوك الطفل خلال أسابيع
  • الذكاء الاصطناعي وواقع الهوية في أدب الطفل.. الأسس والممكنات
  • متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
  • كيف تؤثر شخصيات الحيوانات في القصص على مهارات الطفل العقلية؟
  • أستاذ طب نفسي: سمة «العند» تكثر في مرحلة الطفولة
  • جمعية “كيان” تحتفي بيوم الطفل العالمي
  • منظومة الطفولة المبكرة .. استثمار اجتماعي لمستقبل الأجيال
  • التعليم والصحة على رأس الأولويات لدى الأطفال المغاربة حسب استطلاع رأي