البوابة نيوز:
2024-10-03@12:05:21 GMT

الأطفال قبل سن السادسة بين الحقيقة والخيال (2-2)

تاريخ النشر: 22nd, September 2023 GMT

منذ أن يعي الطفل ما حوله ويبدأ في الكلام وحتى سن السادسة تقريبا لا يفرق بين الحقيقة والخيال ويكون عقله خصبا بالأحداث والقصص الخيالية وربما الأصدقاء الخياليين أيضا وعندها يقوم الأطفال بخلق قصص خيالية أو بالمبالغة بتفاصيل شيء ما فإنهم على الأغلب يعبرون عما يتمنون حدوثه لذلك سيكون من الخطأ الفادح أن يُأنبوا على ذلك، وأن يعاقبوا على أنهم كاذبون لذلك إياك أن تعامل طفلك عل أنه كاذب في مثل هذا الموقف ستكون أمام خيارين أمام طفلك عندما يبدأ بخلق هذه القصص تكتفي بالصمت إيذاء ما قال أو تشارك بعبارات تسكب صبغة الحقيقة على ما قال فعلى سبيل المثال إذا قال طفلك فيما يخبرك عن معلمته في المدرسة: لقد ركبت في الطائرة مع معلمتي وسافرت معها الى مكان بعيد، أجب طفلك بلهجة متفاعلة وتحب من يكون معك من الأصدقاء وتتمنى أن يرافقكما، وهنا قد يستطرد في الإجابة ولكنك في هذه الحاله تكون قد سُقته ليكون معبرًا عن أحلامه ومن منا لا يحب أن يحلم؟! وبهذه الطريقة تكون قد شجعته على أن يحكي لك القصص عن طريق تجاوبك معه وعليك أن تعرف أنه طالما بقيت خيالاته هي أحداث يعيش من خلالها طموحاته ورغباته فهي علامة ذكاء ونبوغ واضحة، وقد تكون هذه الخيالات دلالة إبداع عند طفلك خاصة مع استمرارها بعد السادسة، لذلك عليك تنمية هذه الخيالات بالرسم والكتابة، فالخيال يعبر عن رغبات الطفل وطموحاته وأمانيه.

 
وفي بعض الأوقات يكون الكذب للحصول على ما يريد أو لتجنب ما لا يريد لكن لا يشعر بالذنب أو أنه قام بشيء خاطئ عندما يكذب طفلك في هذه السن لا تقم بتضخيم الأمر ولا تعطه حجمًا كبيرًا فقط انظر اليه بجدية وقل له من الخطأ أن تكذب وعليك دائمًا أن تقول الحقيقة، وقد يكون من المناسب أن تعبر لطفلك كم تكون أنت سعيدًا عندما يقول ابنك الصدق، وكم تكون حزينًا أو غير مرتاح عند عدم قوله الصدق
بعد سن السادسة تقريبًا يبدأ الطفل بالتمييز بين الخيال والحقيقة ويقل إصراره على التمسك بالقصص الخيالية على أنها الحقيقة، ويعي الطفل أيضًا أن بعض تصرفاته ستسبب خيبة أمل لوالديه أو ستسبب غضبًا وعقابًا منهما، ويكون أيضًا قد نما عنده الإحساس بالذنب نتيجة ارتكاب الأخطاء وفي حوالي سن السابعة أو الثامنة يدرك تمامًا الفرق بين الحقيقة والخيال ويدرك أيضًا أن كذبه في بعض المواقف قد يغير أمرا جسيما والطفل بالمقابل يصبح معتمدًا عليه للبحث عن حقيقة ما وهنا وفي هذه السن يبدأ دور التربية والتوجيه وما يحدث غالبًا أن الآباء وبسبب حماسهم في البداية يرفضون كذب أطفالهم الخيالي في العمر المبكر وهو الذي لا يعتبر كذبًا فعليًا ويقومون بتأنيب أطفالهم وتأديبهم عليه وهو عمل في الوقت الخاطئ وجهد في الوقت الضائع وبالتالي هو غير مُجد وبعد مرور عامين أو ثلاثة على ذلك يفقدون الأمل في علاج هذا الأمر الذي توهموا أنه مشكلة فينسحبون في الوقت الذي يكون التدخل فيه واجبًا
إن سن السادسة وما بعدها هو الوقت المثالي لتدخل الآباء التأديبي وهو مثل كل أمور التربية يلزمها معرفة وحسم ومتابعة لتطبيق الحلول وهي حلول مشكلة الكذب.
اكتشف سبب كذب طفلك وابحث عن الحل، عليك أيها الوالد وأيتها الوالدة أن تنتبهوا إلى كذب طفلكما وأن تحددا سبب كذبه ومعرفة سبب الكذب أهم من الكذب في حد ذاته.


بعض الخطوات العلاجية 
إذا كان الكذب مصحوبا بعوارض أخرى كالسرقة أو الخوف الزائد أو العصبية فإنه يكون بسبب دوافع نفسية لذا لا بد من البحث عن الحاجات النفسية غير المشبعة لدى الطفل والتي تسببت بظهور هذه الأعراض.
محاولة معرفة هل الكذب عارض أم متكرر ومزمن لدى الطفل وما هي المواقف التي يرتبط بها ويكذب بها الطفل كثيرًا.
* الإقلاع نهائيا عن علاج الكذب بالعقاب أو التهديد أو التشهير أو السخرية منه. 
* لا بد أن يكون الوالدان قدوة حسنة لأبنائهم قدر الإمكان.
*احتواء الطفل أكثر بالحب والتشجيع والاستفادة في جعله يكتب روايات وقصصًا لتنمية الموهبة إذا وجدت. 
* تعويد الطفل على التريث قبل الكلام أو بجعله يعد من واحد الى ٢٠ لترتيب الأفكار. 
*سرد القصص المشوقة على الطفل والمقصود منها إبراز الصفات الحسنة للقول الحسن وأن الصادق دائمًا مميز ومحبوب. 
*القدوة الحسنة من قصص الرسول عليه الصلاة والسلام والصحابة القدوة لها دور مهم في توجيه السلوك وتعديله 
والاشتراك في أنشطة مثل السباحة وكرة القدم والكاراتيه لأنها تعلم الصبر.
*لفت انتباه الأب والأم بأن الأبناء يلاحظون كل سلوك يصدر منهم وممكن يصبح عادة عندهم فإنك عند بحثك عن محرك الكذب وسببه ستكتشف خلفيات الموضوع وستدرك تفاصيل هامة تتحكم في سلوك ابنك وعندها تستطيع حل مشكلة الكذب ومعالجتها، تحدث مع طفلك وناقشه حول أهمية قول الحقيقة تحدث مع طفلك عن أهمية الصدق وأخبره عما يعود عليه الصدق في حياته وكلمه بلغة يفهمها وكلمات بسيطة ليستوعبها، فهو عليه أن يفهم أن الصدق يرضي ربه ويرضي والديه ويجعله محل ثقة الناس، وبالعكس فالكذب يغضب الرب ويغضب الوالدين ويفقد ثقة الناس فيه، شاهد معه برنامجا تلفزيونيًا عن الصدق أو حك له قصة وتناقشا سويًا فيها.
حدد عاقبة للكذب
على الوالدين أن يضيفا عواقب محددة لكذب الطفل ويفضل وضعها وتوضيحها له قبل إيقاع العقاب وقبل حدوث الكذب نفسه، ويجب أن يكون العقاب على قدر الكذبة ومناسبًا لسن الطفل، وقد وجد أن حرمان الطفل أو إلغاء شىء حبه هو الوسيلة الأكثر نجاحًا وتأثيرًا على الطفل، أما الضرب والضرب المبرح خصوصًا فهو ليس طريقًا ناجحًا للتخلص من الكذب وعلى الوالدين أن يفصلا بين الخطأ ذاته وبين الكذب فيما يخص العقاب فإذا أخطأ الطفل وكان صادقًا فإنه يعاقب على الخطأ الذي ارتكبه ويشكر على صدقه، وربما يكافأ عليه، أما أذا أخطأ الطفل وكذب أيضًا فإنه يعاقب عقوبتين، الأولى على الخطأ والثانية على الكذب.
أثبت على العقوبة
لا يكن العقاب على الكذب يُنفذ مرة ويترك مرة، فبعد أن يضع الوالدان مجموعة من القواعد الخاصة بالصدق وعواقب الكذب يجب عليهما الالتزام بها في كل مرة يكذب الطفل حتى يتعلم الطفل أن يلتزم وأن الكذب مرفوض وله عواقب، أما ترك العقاب حينًا وتطبيقه حينًا فلن يؤدي إلى النتيجة المرجوة.
* الحرص على أن لا يُكافئ الطفل على كذبه، فمثلًا لو قام الطفل بالكذب للحصول على شيء ما فاحرص على ألا يحصل عليه كي لا يكون حصوله على ما يريد بمثابة مكافأة له على كذبه.
* لا تنصب فخًا لطفلك إذا كنت متأكدا من قيام طفلك بتصرف خاطئ لا تذهب إليه وتسأله هل قمت بعمل هذا الشيء أم لا، لأن نسبة كبيرة من الأطفال عند محاصرتهم بمثل هذا السؤال ستقوم بالكذب لحماية أنفسهم.
*عليك معالجة هذا الخطأ عن طريق المواجهة المباشرة فعندما تكون متأكدا من قيامه بعمل ما تحدث معه بنبرة حاسمة وأخبره مباشرتًا أن ما فعله شيء خاطئ وفسر له السبب ثم ضع عقابا مناسبا لهذا الخطأ، وبذلك تكون قد جنبته الكذب، وامدح صدق الطفل أن الصفة التي نكثرها ونؤكد عليها ونشير إليها دومًا على أنها متأصلة في الطفل هذه الصفة التي يعتنقها الطفل ويصدقها لذا كلما زاد مدحك له على صدقه وأمانته زاد تمسكه بهذه الصفة.
*لا تنسب أي عمل تقوم به أنت أو الأهل إلى الطفل على أساس أنه هو الذي قام به، مثل عمل النشرات المدرسية أو لوحات الرسم وغيرها من الأمور الأخرى.
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الحقيقة والخيال الصدق الكذب القدوة الحسنة على أن

إقرأ أيضاً:

السنباطي تشارك في مؤتمر تسوية منازعات حضانة الأطفال الدولية

كتب- أحمد جمعة:

شاركت الدكتورة سحر السنباطي، رئيسة المجلس القومي للطفولة والأمومة، في مؤتمر رفيع المستوى لإطلاق "المراجعة الاستراتيجية للجنة المساعي الحميدة" بشأن تسوية منازعات حضانة الأطفال الدولية، والذي نظمته منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بدعم من الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون.

جاء ذلك بحضور المستشار حسام صادق، مساعد وزير العدل للتعاون الدولي، وأعضاء لجنة المساعي الحميدة المعنية بتسوية منازعات حضانة الأطفال من زيجات مختلطة، والنيابة العامة، ووزارة التضامن الاجتماعي، إلى جانب ممثلي منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية وسفارة سويسرا بمصر، وسفارات دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في مصر، والمنظمات الدولية.

وأعربت الدكتورة سحر السنباطي عن تقديرها للتعاون مع برنامج الحوكمة بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) لدعم الجهود الوطنية المبذولة لتحقيق العدالة للأطفال، والذي بدأ عام 2021 من خلال "مشروع نحو عدالة صديقة للطفل في مصر"، بتمويل من الوكالة السويسرية للتعاون والتنمية، والذي يساهم في تطوير وتنسيق السياسات المتعلقة بالأطفال، من خلال تنفيذ عدد من الأنشطة التي تتسق مع الاستراتيجية الوطنية للطفولة والأمومة ورؤية مصر 2030، مشيرة إلى أن هذا التعاون أسفر عن إطلاق "المراجعة الاستراتيجية بشأن العدالة الصديقة للطفل في مصر" في 25 يوليو 2023، والتي تم من خلالها استعراض وتقييم نظام عدالة الطفل في مصر والجهود الوطنية من أجل تعزيز منظومة العدالة الصديقة للطفل، بما يتفق مع المعايير الدولية.

ولفتت "السنباطي" إلى أن المؤتمر يأتي في إطار التعاون بين وزارة العدل المصرية، ممثلة في لجنة المساعي الحميدة - المشكلة بموجب قرار وزير العدل رقم 63 لسنة 2000، والمختصة بإيجاد حلول ودية لحالات منازعة حضانة الأطفال من زيجات مختلطة - ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، وذلك اتساقاً مع سياسة وجهود وزارة العدل الخاصة بتفعيل التعاون الدولي في مجال الحفاظ على كيان الأسرة ورعاية المصلحة الفضلى للأطفال، وفقاً للاتفاقيات الدولية التي صدقت عليها مصر، وأحكام التشريع المصري الخاص بالأسرة والطفل، معربة عن سعادتها بدعوة وزارة العدل لمشاركة المجلس القومي للطفولة والأمومة بعضوية هذه اللجنة في ضوء التزام المجلس بتعزيز وحماية الأطفال، بما يتماشى مع المعايير الدولية، ولا سيما احتياجات ومصالح الأطفال في منازعات الحضانة ومعالجتها بفاعلية بما يحقق مصلحتهم الفضلى.

وأكدت "السنباطي" على الجهود المبذولة لزيادة الوعي بحقوق الأطفال والخدمات المتاحة لهم وأسرهم وفق أحكام الدستور، وقانون الطفل المصري رقم 12 لسنة 1996 والمعدل بالقانون رقم 126 لسنة 2008، والذي استحدث آليات حماية الأطفال من كافة أشكال الإساءة والعنف والاستغلال، والمتمثلة في الإدارة العامة لنجدة الطفل، ولجان حماية الطفولة العامة والفرعية بالمحافظات، والتدخل الفوري عند تعرض الطفل للخطر بالتنسيق مع الجهات المعنية الأخرى، مشيرة إلى أن المجلس يعمل (من خلال الإدارة العامة لنجدة الطفل) على مراعاة المصلحة الفضلى للطفل وتوفير الحماية والمساعدة اللازمة من خلال التنسيق والتعاون مع الجهات المعنية، وعلى رأسها النيابة العامة، موجهة الشكر والتقدير إلى كافة الشركاء المعنيين لجهودهم المبذولة.

تضمن اللقاء حواراً مفتوحاً وبناءً بين الجهات المعنية الوطنية والدولية، بما يساهم في توفير فرص فريدة للمشاركة ومناقشة نتائج وتوصيات المراجعة.

مقالات مشابهة

  • السنباطي تشارك في مؤتمر تسوية منازعات حضانة الأطفال الدولية
  • رئيس الطب الوقائي: اشتراطات وإجراءات صارمة لمراقبة تطعيمات الأطفال
  • نصائح لآباء القرن الحادي والعشرين: كيف تقنع طفلك بترك الهاتف المحمول؟
  • الإمارات.. تعرف إلى خطوات التوعية والحماية من التنمر
  • تطبيقات تساعد طفلك على تعلم البرمجة.. تعرفي عليها
  • أهمية الأطعمة الصحية في المدارس
  • خلال اليوم الدراسي.. أطعمة تقوي مناعة طفلك وترفع درجة التركيز
  • كيف تحمي أطفالك من الفيروس المخلوي التنفسي؟
  • كادت تقتل صغيرا.. كيف تتصرفين عند ابتلاع طفلك عملة معدنية؟
  • مع بدء انخفاض درجات الحرارة.. طرق وقاية طفلك من نزلات البرد