الأطفال قبل سن السادسة بين الحقيقة والخيال (2-2)
تاريخ النشر: 22nd, September 2023 GMT
منذ أن يعي الطفل ما حوله ويبدأ في الكلام وحتى سن السادسة تقريبا لا يفرق بين الحقيقة والخيال ويكون عقله خصبا بالأحداث والقصص الخيالية وربما الأصدقاء الخياليين أيضا وعندها يقوم الأطفال بخلق قصص خيالية أو بالمبالغة بتفاصيل شيء ما فإنهم على الأغلب يعبرون عما يتمنون حدوثه لذلك سيكون من الخطأ الفادح أن يُأنبوا على ذلك، وأن يعاقبوا على أنهم كاذبون لذلك إياك أن تعامل طفلك عل أنه كاذب في مثل هذا الموقف ستكون أمام خيارين أمام طفلك عندما يبدأ بخلق هذه القصص تكتفي بالصمت إيذاء ما قال أو تشارك بعبارات تسكب صبغة الحقيقة على ما قال فعلى سبيل المثال إذا قال طفلك فيما يخبرك عن معلمته في المدرسة: لقد ركبت في الطائرة مع معلمتي وسافرت معها الى مكان بعيد، أجب طفلك بلهجة متفاعلة وتحب من يكون معك من الأصدقاء وتتمنى أن يرافقكما، وهنا قد يستطرد في الإجابة ولكنك في هذه الحاله تكون قد سُقته ليكون معبرًا عن أحلامه ومن منا لا يحب أن يحلم؟! وبهذه الطريقة تكون قد شجعته على أن يحكي لك القصص عن طريق تجاوبك معه وعليك أن تعرف أنه طالما بقيت خيالاته هي أحداث يعيش من خلالها طموحاته ورغباته فهي علامة ذكاء ونبوغ واضحة، وقد تكون هذه الخيالات دلالة إبداع عند طفلك خاصة مع استمرارها بعد السادسة، لذلك عليك تنمية هذه الخيالات بالرسم والكتابة، فالخيال يعبر عن رغبات الطفل وطموحاته وأمانيه.
وفي بعض الأوقات يكون الكذب للحصول على ما يريد أو لتجنب ما لا يريد لكن لا يشعر بالذنب أو أنه قام بشيء خاطئ عندما يكذب طفلك في هذه السن لا تقم بتضخيم الأمر ولا تعطه حجمًا كبيرًا فقط انظر اليه بجدية وقل له من الخطأ أن تكذب وعليك دائمًا أن تقول الحقيقة، وقد يكون من المناسب أن تعبر لطفلك كم تكون أنت سعيدًا عندما يقول ابنك الصدق، وكم تكون حزينًا أو غير مرتاح عند عدم قوله الصدق
بعد سن السادسة تقريبًا يبدأ الطفل بالتمييز بين الخيال والحقيقة ويقل إصراره على التمسك بالقصص الخيالية على أنها الحقيقة، ويعي الطفل أيضًا أن بعض تصرفاته ستسبب خيبة أمل لوالديه أو ستسبب غضبًا وعقابًا منهما، ويكون أيضًا قد نما عنده الإحساس بالذنب نتيجة ارتكاب الأخطاء وفي حوالي سن السابعة أو الثامنة يدرك تمامًا الفرق بين الحقيقة والخيال ويدرك أيضًا أن كذبه في بعض المواقف قد يغير أمرا جسيما والطفل بالمقابل يصبح معتمدًا عليه للبحث عن حقيقة ما وهنا وفي هذه السن يبدأ دور التربية والتوجيه وما يحدث غالبًا أن الآباء وبسبب حماسهم في البداية يرفضون كذب أطفالهم الخيالي في العمر المبكر وهو الذي لا يعتبر كذبًا فعليًا ويقومون بتأنيب أطفالهم وتأديبهم عليه وهو عمل في الوقت الخاطئ وجهد في الوقت الضائع وبالتالي هو غير مُجد وبعد مرور عامين أو ثلاثة على ذلك يفقدون الأمل في علاج هذا الأمر الذي توهموا أنه مشكلة فينسحبون في الوقت الذي يكون التدخل فيه واجبًا
إن سن السادسة وما بعدها هو الوقت المثالي لتدخل الآباء التأديبي وهو مثل كل أمور التربية يلزمها معرفة وحسم ومتابعة لتطبيق الحلول وهي حلول مشكلة الكذب.
اكتشف سبب كذب طفلك وابحث عن الحل، عليك أيها الوالد وأيتها الوالدة أن تنتبهوا إلى كذب طفلكما وأن تحددا سبب كذبه ومعرفة سبب الكذب أهم من الكذب في حد ذاته.
بعض الخطوات العلاجية
إذا كان الكذب مصحوبا بعوارض أخرى كالسرقة أو الخوف الزائد أو العصبية فإنه يكون بسبب دوافع نفسية لذا لا بد من البحث عن الحاجات النفسية غير المشبعة لدى الطفل والتي تسببت بظهور هذه الأعراض.
محاولة معرفة هل الكذب عارض أم متكرر ومزمن لدى الطفل وما هي المواقف التي يرتبط بها ويكذب بها الطفل كثيرًا.
* الإقلاع نهائيا عن علاج الكذب بالعقاب أو التهديد أو التشهير أو السخرية منه.
* لا بد أن يكون الوالدان قدوة حسنة لأبنائهم قدر الإمكان.
*احتواء الطفل أكثر بالحب والتشجيع والاستفادة في جعله يكتب روايات وقصصًا لتنمية الموهبة إذا وجدت.
* تعويد الطفل على التريث قبل الكلام أو بجعله يعد من واحد الى ٢٠ لترتيب الأفكار.
*سرد القصص المشوقة على الطفل والمقصود منها إبراز الصفات الحسنة للقول الحسن وأن الصادق دائمًا مميز ومحبوب.
*القدوة الحسنة من قصص الرسول عليه الصلاة والسلام والصحابة القدوة لها دور مهم في توجيه السلوك وتعديله
والاشتراك في أنشطة مثل السباحة وكرة القدم والكاراتيه لأنها تعلم الصبر.
*لفت انتباه الأب والأم بأن الأبناء يلاحظون كل سلوك يصدر منهم وممكن يصبح عادة عندهم فإنك عند بحثك عن محرك الكذب وسببه ستكتشف خلفيات الموضوع وستدرك تفاصيل هامة تتحكم في سلوك ابنك وعندها تستطيع حل مشكلة الكذب ومعالجتها، تحدث مع طفلك وناقشه حول أهمية قول الحقيقة تحدث مع طفلك عن أهمية الصدق وأخبره عما يعود عليه الصدق في حياته وكلمه بلغة يفهمها وكلمات بسيطة ليستوعبها، فهو عليه أن يفهم أن الصدق يرضي ربه ويرضي والديه ويجعله محل ثقة الناس، وبالعكس فالكذب يغضب الرب ويغضب الوالدين ويفقد ثقة الناس فيه، شاهد معه برنامجا تلفزيونيًا عن الصدق أو حك له قصة وتناقشا سويًا فيها.
حدد عاقبة للكذب
على الوالدين أن يضيفا عواقب محددة لكذب الطفل ويفضل وضعها وتوضيحها له قبل إيقاع العقاب وقبل حدوث الكذب نفسه، ويجب أن يكون العقاب على قدر الكذبة ومناسبًا لسن الطفل، وقد وجد أن حرمان الطفل أو إلغاء شىء حبه هو الوسيلة الأكثر نجاحًا وتأثيرًا على الطفل، أما الضرب والضرب المبرح خصوصًا فهو ليس طريقًا ناجحًا للتخلص من الكذب وعلى الوالدين أن يفصلا بين الخطأ ذاته وبين الكذب فيما يخص العقاب فإذا أخطأ الطفل وكان صادقًا فإنه يعاقب على الخطأ الذي ارتكبه ويشكر على صدقه، وربما يكافأ عليه، أما أذا أخطأ الطفل وكذب أيضًا فإنه يعاقب عقوبتين، الأولى على الخطأ والثانية على الكذب.
أثبت على العقوبة
لا يكن العقاب على الكذب يُنفذ مرة ويترك مرة، فبعد أن يضع الوالدان مجموعة من القواعد الخاصة بالصدق وعواقب الكذب يجب عليهما الالتزام بها في كل مرة يكذب الطفل حتى يتعلم الطفل أن يلتزم وأن الكذب مرفوض وله عواقب، أما ترك العقاب حينًا وتطبيقه حينًا فلن يؤدي إلى النتيجة المرجوة.
* الحرص على أن لا يُكافئ الطفل على كذبه، فمثلًا لو قام الطفل بالكذب للحصول على شيء ما فاحرص على ألا يحصل عليه كي لا يكون حصوله على ما يريد بمثابة مكافأة له على كذبه.
* لا تنصب فخًا لطفلك إذا كنت متأكدا من قيام طفلك بتصرف خاطئ لا تذهب إليه وتسأله هل قمت بعمل هذا الشيء أم لا، لأن نسبة كبيرة من الأطفال عند محاصرتهم بمثل هذا السؤال ستقوم بالكذب لحماية أنفسهم.
*عليك معالجة هذا الخطأ عن طريق المواجهة المباشرة فعندما تكون متأكدا من قيامه بعمل ما تحدث معه بنبرة حاسمة وأخبره مباشرتًا أن ما فعله شيء خاطئ وفسر له السبب ثم ضع عقابا مناسبا لهذا الخطأ، وبذلك تكون قد جنبته الكذب، وامدح صدق الطفل أن الصفة التي نكثرها ونؤكد عليها ونشير إليها دومًا على أنها متأصلة في الطفل هذه الصفة التي يعتنقها الطفل ويصدقها لذا كلما زاد مدحك له على صدقه وأمانته زاد تمسكه بهذه الصفة.
*لا تنسب أي عمل تقوم به أنت أو الأهل إلى الطفل على أساس أنه هو الذي قام به، مثل عمل النشرات المدرسية أو لوحات الرسم وغيرها من الأمور الأخرى.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الحقيقة والخيال الصدق الكذب القدوة الحسنة على أن
إقرأ أيضاً:
في الذكرى السادسة للحراك الشعبي.. أية جزائر جديدة؟
تعود الذكرى السادسة للحراك الشعبي في الجزائر وتعود معها أسئلة الحاضر والصدى الذي لازال يتردد لهذا الحدث التاريخي الذي مازال يلقي بظلاله على المشهد رغم القمع والمنع ومحاولة تزوير الحقائق وليِّ عنق الوقائع.
بدا لافتا غياب الاحتفاء الرسمي بالذكرى رغم حديث تبون عن الحراك الذي أنقذ الجزائر، ودسترته واعتباره محطة بارزة في تاريخ البلاد.. وترسيمه "يوما وطنيا للأخوة والتلاحم بين الشعب وجيشه من أجل الديمقراطية".
وللتذكير ففي بيان لرئاسة الجمهورية في 19 فبراير 2020 "أن تبون وقع مرسوما رئاسيا بترسيم يوم 22 فبراير يوما يخلد الهبة التاريخية للشعب في الثاني والعشرين من فبراير 2019، ويحتفل به عبر جميع التراب الوطني من خلال تظاهرات وأنشطة تعزز أواصر الأخوة واللحمة الوطنية، وترسخ روح التضامن بين الشعب وجيشه من أجل الديمقراطية".
في مقابل هذه "السردية" تقول الوقائع التاريخية إنه عندما انتفض الشعب الجزائري في فبراير 2019 ضد النظام وترشيحه للرئيس المريض المقعد عبد العزيز بوتفليقة لولاية خامسة، كان رئيس أركان الجيش آنذاك الفريق أحمد قايد صالح، يهاجم المظاهرات العارمة ويصف المتظاهرين بـ"المغرر بهم" ويجدد دعمه لـ"فخامة الرئيس بوتفليقة"، كما كان يكررها، ويؤكد أن الجيش سيحمي الانتخابات الرئاسية، التي كانت مقررة في أبريل 2019.
كانت هناك آمال بأن يدخل قايد صالح ومعه قيادة الجيش التاريخ باستغلال الفرصة التي وفرها الحراك لتحقيق تغيير سلمي وانتقال ديمقراطي سلس، وطي صفحة الماضي، الذي كان عنوانه حكم العسكر الفعلي منذ الاستقلال بفصوله الدامية والمؤلمة، ورعاية الفشل الاقتصادي والفساد والتورط فيه.كان قايد صالح، الذي عينه بوتفليقة رئيسا لأركان الجيش في 2004، ونائبا له كوزير للدفاع، في 2013، يحضر نفسه لتكرار سيناريو الانتخابات الرئاسية لـ 17 أبريل 2014، الذي لعب قايد صالح دورا أساسيا في إخراجه والتمثيل فيه حينها، خاصة عندما ظهر، تحت صورة الرئيس الفرنسي آنذاك فرانسوا هولاند إلى جانب رئيس الوزراء آنذاك المسجون حاليا عبد المالك سلال، في ذلك المشهد التمثيلي مع بوتفليقة الذي كان يعالج لثمانين يوما في مستشفى فال دوغراس العسكري، ثم في مصحة ليزانفاليد في باريس التابعة لوزارة قدماء محاربي فرنسا!
لكن بعد أسابيع من استمرار المظاهرات المليونية، ركب قايد صالح موجة الحراك الشعبي ـ الذي كان يصفه في اجتماع سري وبالفرنسية بـ "ما يسمى بالحراك"، كما كشف تسجيل مسرب عنه ـ وأعطى لنفسه دور البطولة، في سيناريو انقلابي دعائي قام فيه بسجن ما أسماها رموز "العصابة"، التي كان في الحقيقة أحد الوجوه البارزة فيها، مثل السعيد بوتفليقة شقيق الرئيس وعدوه اللدود الجنرال توفيق قائد المخابرات السابق ـ (الذي سيطلق سراحه لاحقا بعد رحيل أحمد قايد صالح)ـ، وخليفته الجنرال طرطاق، وطلب من الرئيس المريض المقعد عبد العزيز بوتفليقة الاستقالة، تحت عنوان كبير هو تحقيق إرادة الشعب المنتفض في التغيير.
تناسى المتظاهرون، حينها، مواقف قائد الجيش، ذراع بوتفليقة الحامي والوفي، وتهجمه على الثورة السلمية، وتوسموا خيرا فيه، وبدلا من شعارات "ديقاج (ارحل) قايد صالح"، دوى شعار "جيش شعب خاوة خاوة (إخوة)".
كانت هناك آمال بأن يدخل قايد صالح ومعه قيادة الجيش التاريخ باستغلال الفرصة التي وفرها الحراك لتحقيق تغيير سلمي وانتقال ديمقراطي سلس، وطي صفحة الماضي، الذي كان عنوانه حكم العسكر الفعلي منذ الاستقلال بفصوله الدامية والمؤلمة، ورعاية الفشل الاقتصادي والفساد والتورط فيه.
غير أن قائد الجيش الراحل سرعان ما قاد انقلابا على مطالب الثورة الشعبية بتغيير حقيقي، ليفرض بالقوة وببروباغندا خطيرة مقسمة للشعب (بمنطلق عرقي خاصة) وبمنطق "فرق تسد"، استمرار النظام العسكري نفسه بواجهة حكم مدنية جديدة له عبر انتخابات رئاسية في ديسمبر 2019 شهدت مقاطعة شعبية كبيرة، أوصل عبرها للرئاسة عبد المجيد تبون، أحد رموز نظام الحكم، الذي انتفض الجزائريون ضده، والذي كان وزيرا حتى قبل وصول بوتفليقة للحكم، ثم وزيرا فرئيسا للوزراء لدى بوتفليقة، وكان يقسم حتى أن "برنامج فخامة الرئيس بوتفليقة لن يتوقف.. أحب من أحب وكره من كره"، وكان مدعما لترشحه لولاية خامسة.
هذا الانقلاب والخطابات الاستفزازية المتهجمة على الحراك من قبيل "الشرذمة" و"الخونة"، التي كان يلقيها قايد صالح من الثكنات ـ مُهجياً ومُكسرا اللغة العربية تكسيرا ـ وأحيانا بمعدل 4 خطابات أسبوعيا، إلى جانب تهجمات مجلة "الجيش"، دفعت المتظاهرين للرد بشعارات ضد قايد صالح والجنرالات وثم بعدها المخابرات، وحكم العسكر، والمطالبة بـ"دولة مدنية وليس عسكرية".
وقد استمرت رعاية قيادة الجيش للوضع القائم مع تبون وبشكل أكثر انكشافا وتم قمع الحراك، لكنه مازال يؤكد حجته رغم كل الهوس القمعي المتواصل للسلطة ضد ناشطيه، الذين يستمر حبس المئات منهم، بينهم 4 نساء، والمتابعات القضائية المتواصلة، التي طالت الآلاف.
ورغم القمع والمنع لا يزال الحراك رغم مرور كل هذه السنوات، حاضرا في وجدان الجزائريين. وفي مقابل التضييق والمتابعات والاعتقالات في الداخل التي تزايدت بالتزامن مع الذكرى السادسة للحراك، استذكر الجزائريون في الخارج الذكرى بمسيرة لافتة في باريس.
فيما يتحدث الخطاب الرسمي عن تحقيق إنجازات خارقة اقتصادية واجتماعية وديبلوماسية في "جزائر جديدة ومنتصرة" يقول الواقع شيئا آخرا في مختلف الأصعدة الأخرى، وفي مقدمها مؤشر ظاهرة الحرقة التي زادت بشكل مأساوي بعدما توقفت تقريبا مع بدايات الحراك والآمال التي حملها.وفيما يواصل خطاب السلطة الحديث عن تحقيق مطالب الحراك و"تجسيد إصلاحات سياسية ودستورية" عبر 3 انتخابات خلال 6 سنوات، بينها الرئاسيات الأخيرة المقدمة في سبتمبر 2024، التي استمر عبرها تبون لفترة رئاسية ثانية، فالواقع أن كل هذه الانتخابات (تعديل الدستور، والانتخابات التشريعية والرئاسية) عرفت مقاطعة شعبية قياسية.
وفيما يتحدث الخطاب الرسمي عن تحقيق إنجازات خارقة اقتصادية واجتماعية وديبلوماسية في "جزائر جديدة ومنتصرة" يقول الواقع شيئا آخرا في مختلف الأصعدة الأخرى، وفي مقدمها مؤشر ظاهرة الحرقة (الهجرة غير القانونية) التي زادت بشكل مأساوي بعدما توقفت تقريبا مع بدايات الحراك والآمال التي حملها.
ضيعت الجزائر عقوداً من الرداءة والعبث منذ أكثر من ستين سنة من الاستقلال، بينها عشرية دموية حمراء في التسعينيات، ثم عشريتين من فساد أكبر تحت حكم بوتفليقة، ثم جاءت انتفاضة 22 فبراير 2022 الشعبية، التي أطاحت به، والتي تحولت إلى حراك سلمي وصفته صحيفة "واشنطن بوست" بأنه "علامة فارقة في تاريخ البشرية"، وقد غيًر فعليا صورة الجزائر في العالم.. لكن سرعان ما عادت عناوين "الجزائر الجديدة" (المزعومة) لعناوين أسوء حتى من عهد "بوتفليقة والعصابة".. عناوين الغلق والقمع والمنع و"الحقرة" و"الحرقة" والأزمات السياسية والاقتصادية والديبلوماسية في عالم متغير متقلب فعلا. في المقابل تواصل سلطة في "حالة إنكار مرضِية" جر الجزائر نحو "ما لا تحمد عقباه" عكس مجرى الفرصة التاريخية التي وفرها الحراك ومازال ـ رغم كل شيء ـ يوفرها لتغيير حقيقي يليق بالجزائر.. لعل "أولئك القوم يعقلون"!
*كاتب جزائري مقيم في لندن