روسيا وإيران أمام معركة اقتصادية "على بغداد"
تاريخ النشر: 22nd, September 2023 GMT
تحت العنوان أعلاه، كتب ميخائيل نيكولايفسكي، في "فوينيه أوبزرينيه"، حول دور اقتصادي استثنائي يُنتظر أن يلعبه العراق في المستقبل القريب.
وجاء في المقال: في أغسطس، أُعلن مرة أخرى عن أن روسيا، أو بالأحرى الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، وإيران سيوقعان قريبا اتفاقية تجارة حرة دائمة. وإذا حكمنا من خلال التقارير الواردة من الجانب الإيراني، فإن الاتفاقية الجديدة يجب أن تغطي أكثر من 80٪ من حجم التجارة الحالي والمستقبلي.
إذا تأملنا المسألة، نرى أن القيود التي يفرضها الاتحاد الأوروبي على نفسه بخصوص العمل مع إيران وروسيا والصين (وليس من دون مساعدة جيدة ومشورة جيدة من الخارج) تؤدي إلى أن تصبح آسيا الوسطى والشرق الأوسط أسواق مبيعات لفترة معينة من الزمن. وفي الشرق الأوسط، سيكون العراق مركز هذه السوق الكبيرة من حيث توزيع التدفقات من الشمال والشرق.
لذلك، يبدو من المنطقي تماما أن تحاول الولايات المتحدة الاعتماد على مجموعة الدول الخمس الكبرى "دول آسيا الوسطى الخمس" (تركمانستان وكازاخستان وأوزبكستان وطاجيكستان وقيرغيزستان) من أجل إعاقة تنفيذ الصين لخططها، التي أُعلن عن مبادئها التوجيهية؛ ومن ناحية أخرى، يضغطون في جميع الاتجاهات على التجارة الإيرانية في الشرق الأوسط. هذه روابط لسلسلة واحدة.
في هذه الحالة، يجب تسريع عملية التكامل الإيراني مع روسيا والاتحاد الاقتصادي الأوراسي، على جميع المستويات البيروقراطية، وتعزيزها من خلال المنتديات والاجتماعات والاتفاقيات السياسية.
مثل هذا التكامل ببساطة لن يترك للولايات المتحدة فرصة اللعب بعقول السياسيين والشركات في مجموعة الدول الخمس الكبرى. وهذا يعني أن انضمام إيران يرسخ الاتحاد الاقتصادي الأوراسي نفسه ويثبت مجموعة الخمس في مجموعة الاقتصاد الكلي الصينية. وحتى مع كل الاختلالات المحتملة في الميزان التجاري، فإن ثمن ذلك بالنسبة لنا اليوم أقل من ثمن تطبيق المفهوم الأمريكي.
تواجه إيران ما يشبه "المعركة على بغداد" في المستقبل القريب، ولا شيء أصح من أن تدخلها باستراتيجية مشتركة مع الصين وروسيا.
وسوف يحتاج هذا الثلاثي القاري إلى صوغ برنامج اقتصادي مشترك للعراق، وعلى نطاق أوسع، لطريق التجارة الشمالي الغربي، من إيران إلى سوريا ولبنان.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: كورونا أوراسيا الاتحاد الأوراسي الاتحاد الأوروبي الشرق الأوسط
إقرأ أيضاً:
الإمارات تستضيف اجتماع كبار مسؤولي الميزانية بمنظمة التعاون الاقتصادي للشرق الأوسط
ناقش كبار مسؤولي الميزانية بمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في اجتماع استضافته الإمارات العربية المتحدة، ممثلة بوزارة المالية في أبوظبي اليوم، أحدث التطورات في إعداد الميزانيات العامة والإنفاق العام، وتعزيز التعاون وتبادل المعرفة والخبرات بين صناع القرار في المنطقة حول قضايا الإدارة المالية العامة.
حضر الاجتماع سعادة يونس حاجي الخوري وكيل وزارة المالية، وسعادة سعيد راشد اليتيم وكيل الوزارة المساعد لقطاع الميزانية والإيرادات الحكومية، وعلي عبد الله شرفي، وكيل الوزارة المساعد لشؤون العلاقات المالية الدولية بالإنابة، وفاطمة يوسف النقبي وكيل الوزارة المساعد لقطاع الخدمات المساندة بالإنابة، وكبار مسؤولي ومديري الميزانية من مختلف دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إلى جانب ممثلين عن الدوائر المالية المحلية في دولة الإمارات.
وأكد سعادة يونس حاجي الخوري في كلمته الافتتاحية للاجتماع، أن اختيار الإمارات لعقد مثل هذه الاجتماعات الدولية يعكس المكانة الريادية التي حققتها في مجال الإدارة المالية والاقتصادية وحرص قيادتنا الرشيدة على تعزيز دور الدولة وجهة عالمية لاستضافة الفعاليات الإقليمية والدولية المؤثرة، مشيراً إلى أن الاجتماع الذي تستضيفه الدولة للعام الثاني على التوالي يأتي في وقت يشهد فيه العالم تغيرات اقتصادية متزايدة تتطلب من الجميع التعاون والابتكار لتعزيز قدرات إدارة الموارد المالية بكفاءة وفعالية، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وأضاف الخوري أن دولة الإمارات تؤمن بأهمية التعاون الدولي في مواجهة التحديات الاقتصادية العالمية وأثبتت تجربة الدولة أن الاستثمار في البنية التحتية الرقمية، وتبني أحدث التقنيات، والعمل على تعزيز الشفافية والمساءلة عوامل حاسمة لتحقيق النمو الاقتصادي المستدام وأن دور الإمارات في هذه المرحلة لا يقتصر على استضافة الاجتماعات فحسب، بل يمتد ليشمل الإسهام الفاعل في صياغة السياسات الاقتصادية العالمية.
وشدد سعادته على أهمية محاور الاجتماع -التي تتضمن استخدام آليات التمويل المبتكرة والتحولات الرقمية والخضراء – وقال إن ذلك يجسد توجهنا نحو المستقبل وحرصنا على الاستفادة من كل الفرص المتاحة لتعزيز التنمية، لافتاً إلى أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي في إعداد الميزانيات والإنفاق العام تمثل أحد الوسائل المهمة لتحسين كفاءة إدارة الموارد وتوجيه الإنفاق نحو الأولويات الاستراتيجية ومتابعة الأداء الذي يشكل جزءاً أساسياً في تطوير إدارة المالية العامة بما يضمن تحسين نتائج الإنفاق ويتيح اتخاذ قرارات أكثر دقة.
ونوه سعادته بـجهود وزارة المالية في إطار سعيها لتحقيق مزيد من الشفافية والمرونة في تخطيط الميزانيات وتخصيص الموارد، حيث تتيح الأدوات الرقمية الحديثة تكاملاً أفضل بين القطاعات المختلفة، وتسرّع من وتيرة الإنجاز، وتساهم في تكييف السياسات المالية مع التحولات المتسارعة في الاقتصاد العالمي، مؤكداً أن هذا التكامل الرقمي يسهم في تحقيق الأهداف الاستراتيجية من خلال تعزيز القدرة على اتخاذ قرارات مالية تعتمد على بيانات دقيقة، ما يمكّن من تحقيق أقصى استفادة من الموارد المتاحة وتوجيهها نحو أولويات التنمية الوطنية.
ويشهد الاجتماع – على مدى يومين – جلسات توفر فرصة لتبادل الخبرات ومناقشة التطورات المتعلقة بالإدارة المالية العامة في دول المنطقة وإعداد الميزانيات وتعزيز كفاءة الإنفاق العام والتكيف مع التحديات والفرص الاقتصادية الإقليمية والعالمية مع صناع القرار إلى جانب بحث عدد من الموضوعات المتعلقة باستخدام آليات التمويل المبتكرة، وسبل استقطاب الاستثمارات الخاصة خصوصاً عبر الشراكات بين القطاعين العام والخاص لتمويل هذه الاستثمارات الحيوية، وتسليط الضوء على المزايا والفرص المتاحة والتحديات المرتبطة باستخدام هذه الآليات، وعلاقتها بنظام الموازنة والإدارة المالية العامة، إلى جانب مناقشة المخاطر المالية الرئيسية التي يجب التصدي لها وإدارتها لضمان نجاح هذه التحولات.
ويتضمن برنامج الاجتماع جلسة حول أساليب تعزيز الثقافة المالية وفهم الجمهور لقضايا المالية العامة بهدف دعم السياسات المالية المستدامة، وجلسة آخرى حول كيفية تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي في إعداد الميزانيات والإنفاق العام.
وفي جلسة حول موازنة الأداء التي تعد أساسية لتحسين كفاءة الإنفاق العام وتهدف إلى توضيح النتائج المحققة من الإنفاق وتزويد صناع القرار بمعلومات تساعدهم على اتخاذ قرارات موازنة أكثر استنارة، يتناول المجتمعون التحديات العملية التي تواجه تنفيذ موازنة الأداء، وتسليط الضوء على أفضل الممارسات التي تعتمدها منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في هذا المجال، لتعزيز فعالية الإنفاق وتحقيق الأهداف المرجوة.
كانت دولة الإمارات قد استضافت الاجتماع السنوي لكبار مسؤولي الميزانية بمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية للشرق الأوسط وشمال إفريقيا في دبي خلال الفترة من 19 إلى 20 سبتمبر من العام 2023.