صياغات صهيونية بألسنة عربية
المهندس : عبدالكريم ابو #زنيمه
كثيرة هي #المصطلحات اللغوية التي يستخدمها #الدبلوماسيون المسؤولون #العرب #المتصهينون وكذلك #الإعلام_العربي الرسمي ، وهذا ليس جهلاً وليس غباءً وإنما هو جزء من مخطط #تهويد_فلسطين والتآمر عليها ، الأخطر هو توصيف وتسمية الصراع مع هذا الكيان المصطنع اللقيط بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني ! فحقيقة الصراع وجوهره هو عربي إسلامي مع الحركة الصهيونية الاستعمارية ورعاتها من القوى الاستعمارية الغربية وهو صراع وجودي ، وعندما نقول عربي فنعني العربي بشقيه الإسلامي والمسيحي .
إسرائيل لم تنشأ وتتطور تطوراً اجتماعياً وثقافياً وسياسياً طبيعياً وإنما أوجدت بمؤامرة دولية ، وجرى تجميع مواطنيها من دول قارات العالم الخمس من قبل الحركة الصهيونية ومؤسساتها بعد المؤتمر الصهيوني الأول الذي عقد في بازل عام 1897م وبدعم ومساندة دول الاستعمار كمشروع وذراع وقاعدة عسكرية متقدمة لهم في عالمنا العربي ، هذا الخليط أي المستوطنون مختلفون بالثقافات والسلوكيات واللغات والجينات..الخ ، وهنا لا بد من التنويه بأن عدد اليهود في فلسطين كان بحدود 1800 يهودي من العرب حتى منتصف القرن التاسع عشر وبنسبة أقل من 0,3% من العرب في فلسطين ، وفي عام 1849م اصدر السلطان عبدالمجيد فرماناً سمح لليهود بتملك الأراضي في فلسطين مما شجع بعض اليهود على الهجرة الى فلسطين وبأعداد محدودة من دول المحيط العربي ، ثم ازدادت وتعاظمت الهجرات اليهودية إلى فلسطين من الدول الاجنبية بعد نشاط المؤسسات اليهودية المنبثقة عن مقررات المؤتمر الصهوني الأول وكذلك بعد الاحتلال البريطاني لمصر عام 1882 م حيث ازداد عددهم عند صدور وعد بلفور عام 1917 ليبلغ حوالي 60 الف يهودي من أصل 660 الف عربي أي ما نسبته 9% من عدد السكان وكل ملكيتهم من الأراضي بذلك الوقت بلغت 481 الف دونم أي ما نسبته 1,83 من كامل مساحة فلسطين .
عام 1907 شكل رئيس وزراء بريطانيا كامبل بنرمان لجنة خبراء من كافة الاختصاصات من كل الدول الاستعمارية الغربية لتقديم التوصيات التي تضمن لهم مصالحهم العالمية ، وكانت أهم توصيات اللجنة هي ” أن الخطر الذي يهددهم هو وحدة العرب وبناء مشروعهم النهضوي الوطني ولإجهاض ذلك لا بد من زرع جسم غريب يفصل شرقهم عن غربهم ” ولذلك جاءت اتفاقية سايكس- بيكو عام 1916 ووعد بلفور عام 1917 وقرار التقسيم رقم 181 عام 1947 وما تخلله وتلاه من دعم لا محدود لهذا الكيان الاستيطاني ، باختصار هناك صلة وثيقة وتحالف بين قوى الرأسمالية العالمية الاستعمارية والحركة الصهيونية وهي لا تتأثر بمتغيرات الزعامة الرأسمالية – بألامس كانت بريطانيا واليوم الولايات المتحدة الأمريكية.
إذاً الدول العربية والإسلامية جميعها مهددة بالخطر من هذا الوجود الاستيطاني الصهيوني ، فالصراع ليس إسرائيلياً فلسطينياً كما يحاول الإعلام الصهيوني وإعلام دول التطبيع العربي تسويقه وغرسه في أذهان الشعوب العربية وأجيالها القادمة وإنما هو صراع وجودي بين مشروع النهضة العربية الوطنية وبين الصهيونية العالمية ورعاتها قوى الاستعمار الغربية ، هذه المصطلحات اللغوية هي مدروسة بعناية فائقة لتكريسها وتلويث أذهان الأجيال القادمة بها ،هذه الأجيال لتي يجري تجهيلها بقصد ، وتغريبها عن تاريخ وجوهر وحقيقة الصراع العربي الصهيوني ، وطمس كل ما هو مرتبط به واختزال طبيعة وجوهر الصراع كنزاع بين شعبين سينتهي بالتوافقات فيما بينهم أي سلخ فلسطين من محيطها وعالمها العربي والإسلامي .
كل إجراءات دول التطبيع من اتفاقيات وصفقات وتطبيع ونشر ديانات جديدة وإقامة مشاريع وكل أشكال المسخ الإعلامي والتربوي والثقافي وإثارة الفتن والحروب الداخلية ومناهضة قوى المقاومة وكل أشكال التنسيق مع هذا الكيان الصهيوني العنصري إنما هي مراحل في بناء المشروع الصهيوني “إسرائيل الكبرى “
ليس هناك أكثر ذلاً ومهانة للشعوب العربية وتاريخها وعقيدتها من طمس كل الآيات القرآنية التي تحض على الحهاد وكل بطولات وتضحيات القادة والشهداء والأبطال الذين خلد التاريخ مآثرهم وتضحياتهم في صراعهم مع هذا الكيان اللقيط ، في الوقت الذي يغرس العدو في أذهان ومعتقدات أجياله كل الأكاذيب والإسرائيليات المزيفة والمحرفة وتغذيتهم بكل أشكال الحقد والكراهية والازدراء ، ونعتهم لنا ومن أعلى مستوياتهم السياسية والدينية بالوحوش والحشرات والأفاعي والحيوانات ، كذلك غرسهم كراهيتنا في أذهان وعقول أطفالهم من خلال القصص وبتصويرنا بالمجرمين والقتلة وبوصفنا بالغدر ونعتنا بالخيانة واللصوصية والجبن .
وأخيراً هناك ما يسرّ النفس وينير الأمل أن كل هذه الإجراءات لا زالت بعيدة جداً عن تقبل الشعوب العربية لها بل رفضها شكلاً ومضمونا والتصدي لها جملة وتفصيلاً لتبقى محصورة بالأنظمة الرسمية العربية فقط ، وجملة سمعتها قبل فترة من طفل لم يتجاوز عمره ثمانية أعوام عن أمنيته فأجاب : أتمنى ان أكبر لأحارب اليهود !!! هذه الجملة كافية لإخراس كل الاعلام العربي المتصهين والانتصار عليه – فالصراع هو صراع عربي إسلامي تاريخي وعقائدي وأيديلوجي وثقافي وأخلاقي وأنساني ووجودي مع هذا الكيان الصهيوني العنصري وداعميه ورعاته من قوى الرأسمالية العالمية الاستعمارية وسيبقى هذا الصراع قائما حتى يحق الحق ويزهق الباطل ويعود الحق لأصحابه وتعود فلسطين عربية ويندحر الغزاة وسيكتب التاريخ للأجيال القادمة عن عصر الظلام الحالي الذي تخاذل فيه العرب والتاريخ لا يرحم أحداً
.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: المصطلحات العرب الإعلام العربي مع هذا الکیان
إقرأ أيضاً:
اتحاد الغرف العربية: 400 مليار دولار حجم التبادل التجاري العربي - الصيني في 2024
أكد الدكتور خالد حنفي، أمين عام اتحاد الغرف العربية، خلال افتتاح أعمال مؤتمر الأعمال العربي الصيني الحادي عشر الذي عقد في مقاطعة هاينان في جمهورية الصين الشعبية خلال الفترة 27-29 أبريل 2025، بحضور عدد من الوزراء الصينيين، ونائب رئيس اللجنة الوطنية للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني جيانغ زووجون، وأكثر من 1200 شخصية الرسمية والسفراء العرب المعتمدين في جمهورية الصين الشعبية ورجال أعمال ومستثمرين عرب وصينيين، أن تنظيم هذا المؤتمر رفيع المستوى، يجسد عمق الشراكة الاستراتيجية بين الدول العربية وجمهورية الصين الشعبية. فهو منذ انطلاقته عام 2005 تحت مظلة منتدى التعاون العربي الصيني، شكل منصة محورية لتعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري، وبناء شراكات فاعلة في مجالات حيوية مثل التحول الرقمي، والطاقة الخضراء، والابتكار التكنولوجي.
وكشف أمين عام الاتحاد أن العالم العربي شريك استراتيجي هام بالنسبة إلى الصين حيث تجاوز حجم التبادل التجاري بين الجانبين ٤٠٠ مليار دولار عام 2024، وهذا رقم بارز يجعل من المنطقة العربية الشريك التجاري الرابع بعد الولايات المتحدة الأمريكية ودول الآسيان والاتحاد الأوروبي.
ولفت إلى أن وصول البلدان العربية إلى هذا المركز جاء نتيجة ارتفاع حجم التبادل التجاري بنسبة ألف في المئة بالمقارنة مع ما كانت عليه قبل عقدين من الزمن. لافتا إلى أننا في العالم العربي جاهزون ومستعدون لزيادة هذا الرقم إلى مستوى اعلى وأكبر لنصبح الشريك التجاري الأول بالنسبة إلى الصين في الفترة القادمة مثلما تعتبر الصين الشريك التجاري الأول بالنسبة الى العالم العربي.
ونوه أمين عام الاتحاد إلى أننا اليوم أمام لحظة تاريخية لتطوير رؤية مشتركة تتناغم مع أهداف التنمية المستدامة لعام 2030، وترتكز على مبادئ الاقتصاد الدائري والعدالة والشمول، حيث يشهد فيه العالم اليوم تحديات اقتصادية متسارعة تتطلب منّا مزيدًا من الانفتاح والتكامل والاستباقية في التفكير والعمل.
واعتبر أن العلاقات العربية–الصينية أثبتت على مر السنوات أنها علاقات قادرة على التطور والاستدامة، بفضل الإرادة المشتركة والدعم المؤسسي، لاسيما من جانب اتحاد الغرف العربية، الذي يواصل لعب دور محوري في توسيع آفاق الشراكات مع شركائنا الاستراتيجيين، وفي مقدمتهم الصين.
وأوضح أن الروابط التي تجمعنا بالصين لا تقتصر على التبادل التجاري، بل تمتد لتشمل رؤية تنموية قائمة على الابتكار والاستدامة والتحول الرقمي والاقتصاد الأخضر، ومن هذا المنطلق، فإننا في اتحاد الغرف العربية نولي أهمية خاصة لإقامة مشاريع استراتيجية بين القطاع الخاص العربي والصيني، في مجالات واعدة مثل الطاقة المتجددة، الاقتصاد الدائري، البنية التحتية الذكية، الذكاء الاصطناعي، وسلاسل الإمداد المستدامة.
وقال الدكتور خالد حنفي إن الشراكة العربية الصينية تمثل نموذجًا حيًا لتعاون الحضارات، لا مجرد تقاطع مصالح اقتصادية. فالصين، من خلال قيادتها الحكيمة، أرست معادلة متوازنة بين التنمية الاقتصادية وحماية البيئة، وهي مقاربة تلتقي مع أولويات العالم العربي في مجالات الأمن الغذائي، الانتقال الطاقي، وتطوير البنى التحتية الذكية. وثمّن امين عام اتحاد الغرف العربية جهود الصين في دعم مشاريع الطاقة المتجددة، ولا سيما في مجالي الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وكذلك الاستثمارات في البنية التحتية الرقمية، بما يعزز من قدرات الشركات الناشئة والقطاعات الإنتاجية، إلى جانب التبادل الثقافي والسياحي، كرافد أساسي لتعزيز التفاهم بين الشعوب.
وأكد أهمية التوسع في مجالات التعاون لتشمل توطين التكنولوجيا ونقل المعرفة في مجالات الذكاء الاصطناعي والصناعات المستدامة، بالإضافة إلى توفير أدوات تمويل مشترك لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة في المنطقة العربية، إلى جانب إنشاء منصات مشتركة لربط رواد الأعمال والمستثمرين من الجانبين.