خلال الإسبوع الماضى كان بعض أصدقائى الأعزاء فى حالة غضب شديد وثورة عارمة، حينما سألتهم عن سبب غضبهم وثورثهم قالوا لى: نائب فى مجلس النواب الأمريكى يُهاجم مصر بضراوة وبأسلوب لم نعتده من قَبِل.. بهدوء تعاملت مع الموقف وأدركت أن هذا النائب هو كريس ميرفى، وقلت لأصدقائي: لن أشاهد فيديو هجوم كريس ميرفى لأنى أعرف سلوكه تجاه مصر منذ فترة وهجومه غير المُبرر وطريقته المُتشددة، لكنهم جميعًا طالبوني بمشاهدة الفيديو، رَضَخت لهم حينما عرفت أن مدة الفيديو ١١ دقيقة فقط، ومنذ الدقيقة الأولى وأنا أشاهد الفيديو وأنا أقول: إن كريس ميرفى لم يتغير ولن يتغير.
بصراحة نَدمت على ضياع ١١ دقيقة من وقتى فى مشاهدة فيديو هجوم كريس ميرفى، الذى يمتهن المحاماة، على مصر، نَدمت على مشاهدة مُرافعة فاشلة من محامٍ لا يُدقِق معلوماته التى يتحدث عنها حَزنت عليه لأنه بأسلوبه هذا سيخسر معظم قضاياه فى المحاكم لأنه يقول كلامًا مُرسلًا غير مُقنِع وغير مُوَثق ولا يُسمن ولا يُغنى من جوع، كلام غير صحيح بالثُلُت، كلام والسلام.. حَزنت عليه لأنه من الواضح أنه إعتمد على مُضلليين ومُروجى شائعات وحصل منهم على معلومات عن مصر وقام بسردها فى كلمته بمجلس النواب الأمريكى حَزنت عليه لأنه تعرض لخداع بَين من الذين أعطوه معلومات مغلوطة وأوهموه أنه على صواب.
على ما يبدو فإن كريس ميرفى بِحُكم عضويته فى لجنة العلاقات الخارجية فى مجلس النواب الأمريكى لا هَم له إلا مصر، تَرَك كل شئون أمريكا والأمريكان والعالم وتفرغ لنا والتنظير علينا ومُهاجمتنا والإساءة لنا بالباطل، فَمَن العاقل الذى يُصدِقه حينما يقول: إن مصر دولة ديكتاتورية وبها قمع سياسي؟ كيف ذلك ولدينا أحزاب معارضة لها تاريخ وكلمتهم تصل للسلطة ويتحاورون جميعًا وكل توصيات ومُخرجات حوارهم تم الإستجابة لبعضها والبعض الأخر يتم دراسته مع البرلمان لبحث مدى قانونيته وتماشيه مع القانون والدستور؟ كيف تكون مصر ديكتاتورية وبها قمع سياسي ولدينا حزب الوفد وأعضاؤه هُم نَسل سعد زغلول وتلاميذ فؤاد سراج الدين فى البرلمان وصحيفتهم تنطق بإسمهم وتُعبر عن نهجهم وسياستهم؟ كيف تكون مصر ديكتاتورية وبها قمع سياسي ولدينا حزب التجمع وهُم تلاميذ خالد محى الدين ورفعت السعيد ولديهم جريدة جبارة العدد الواحد منها كان ومازال يُسقط حكومة ويحبس وزراء ويُقلِق منام كبار رجال الدولة ولديهم ثقل سياسي ومُتواجدون فى الشارع مع الناس وينطقون بمطالبهم وهمومهم؟ كيف تكون مصر دولة ديكتاتورية وبها قمع سياسي ولدينا الحزب الناصري الذى لا يصمت على تجاوز أو تهاون أو فساد أو إفساد؟.
يا سيد كريس ميرفى مُجرد قيام هذا الأحزاب الثلاثة العريقة بَعَقِد مؤتمر حزبي أو إصدار بيان صحفي تقوم الدنيا فى مصر ولا تقعد ولن تقعد إلا بعد الإستماع لشكواهم والإستجابة لهم ولمطالبهم.. هذه هى مصر التى لا تعرفها، مصر التى تقول عنها دولة ديكتاتورية وبها قمع سياسي أفرجت عن ١٢٠٠ سجين بعد تشكيل لجنة العفو الرئاسي، وأفرجت عن الغارمات وسَددت ما عليهم وقضت على العشوائيات ولديها ٥ ملايين مستفيد من برنامج تكافل وكرامة ولديها أحزاب تقول ما تُريد وتتظاهر كيفما تُريد وتعترض وقتما تُريد، حينما تُريد أن تعرف حقيقة الأوضاع السياسية فى مصر عليك أن تسأل الأحزاب السياسية الشرعية ولا تسأل أعضاء الإخوان الذين يُعطونك معلومات مغلوطة، لدينا فى مصر قانون يُطبق على الجميع ويُحاسب الجميع ولا فَرِق بين وزير وغفير، ليس لدينا معتقلون لكن لدينا مُتهمون فى قضايا عنف وتطرف وإرهاب قَتلوا ضباطًا وجنودًا وتم القبض عليهم وقُدموا للعدالة وأخذوا حقهم الكامل فى التقاضى حتى أصدرت المحاكم أحكامها وتم حبسهم وهُم يقضون فترة حبسهم، فلا تخلِط الأمور وأربأ بك أن تُسَخِر نفسك لتُصبِح ناطقًا بإسم الإخوانى محمد صلاح سلطان وبإسم جماعته وباسم منظمة حقوق الإنسان التى يُديرها أو حسبما يُطلِق عليها البعض إسم (منظمة حقوق الإخوان).
لا تتدخل فى شئوننا يا حَضرة الافوكاتو، لا تبتزنا ولا تُلقى علينا إتهامات باطلة يا سيادة السيناتور، لا تكُن ساذجًا ولا تمشي وراء كلام فارغ أطلقه الإخوانى إبن الإخوانى عن مصر وشعبها، كُف عن هجومك علينا فاللعبة مكشوفة وإلعب غيرها، إشغِل نفسك بالشعب الأمريكى ومشكلاته وادرس جيدًا مواقفكم ودَقق النظر فى سلوككم وإحسبها بالورقة والقلم وحاسب حكومتك قبل إن تُحاسبنا، فلماذا تُحاسبنا؟ ولماذا تتجرأ وتُنصَب نفسك واليًا علينا؟ نحن فى مصر أحرار ونَعرِف مصلحتنا جيدًا ونُراعي الله فى شعبنا ونعمل على توفير له حياة كريمة فى السكن والعلاج والتكافل ونناضل من أجل العيش فى أمان وسلام وهذه أيضًا حق من حقوق الإنسان، أما أنت فتتحدث من أجل شعارات حقوق الإنسان وليس من أجل حقوق الإنسان.
يا حَضرة الآفوكاتو خَدعوك من وَرطوك فى سرد معلومات مغلوطة عن مصر، فلا تستمع لهم مرة أخرى، تبرأ منهم مثلما تبرأنا منهم، لا تُصدِقهم مثلما كذبناهم، عليك بإلتزام الصمت تجاه قضايانا، shut up، نحن نرفض الإملاءات لأننا شعب عريق وكبير ولسنا صغارًا أو تحت وصاية أحد، نحن نَعرِف كيف نُسَير بلادنا ونعلم كيف نُدير شئوننا ولا نتدخل فى شئون أحد فلا تُنصب نفسك وصيًا علينا، واتركنا وشأننا ولا تُعَكِر صفو العلاقات الإستراتيجية بين مصر وأمريكا، ولا تُرَوِج شائعات عن مصر تحت قُبة مجلس النواب الأمريكي.
*كاتب صحفى
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: حقوق الإنسان فى مصر عن مصر
إقرأ أيضاً:
اقرأ غدا في عدد البوابة.. مزار سياسي.. دبلوماسيون غربيون وعرب وأتراك يتوافدون على دمشق
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تقرأ غدًا في العدد الجديد من جريدة "البوابة"، الصادر بتاريخ الخكيس 19 ديسمبر 2024، مجموعة من الموضوعات والانفرادات المهمة، ومنها:
مزار سياسي.. دبلوماسيون غربيون وعرب وأتراك يتوافدون على دمشق
جاك مراد أسقف السريان الكاثوليك: السوريون بحاجة إلى دولة تقوم على المواطنة
1100 جندى كوري شمالي قتلوا وجرحوا في الحرب الأوكرانية
داليا عبد الرحيم في "الضفة الأخرى": سوريا تمر بأعقد مراحل صراع النفوذ المسلح
تهديدات ترامب.. الولايات المتحدة تبدأ حروبها لإنقاذ الدولار