ناصر.. السيرة أطول من العمر (1 - 2)
تاريخ النشر: 22nd, September 2023 GMT
- مع السلامة يا جمال.. يا حبيب الملايين
-ابكى ابكى يا حبيبة.. عبد الناصر رايح بلاد بعيدة
- يا خالد قول لابوك.. شعب مصر بيحبوك
- يا خالد قول لابوك.. شعب مصر بيودعوك
- يا سادات يا سادات.. احنا عاوزين جمال بالذات
- يا عرفات يا عرفات.. عبد الناصر سابنا ومات
مئات أغانى العديد ودع بها المصريون- نساء ورجالا، صغارا وكبارا، فلاحين وحضرا- زعيمهم خالد الذكر والسيرة جمال عبد الناصر، الذى وافته المنية فى الثامن والعشرين من سبتمبر عام ١٩٧٠، الذى تحل ذكراه الأسبوع القادم.
"ينصر دينك يا جمال.. يممت لنا الكنال". هذه إحدى أغانى العمل الشعبية، التى يغنيها العمال والفواعلية، يستدعون فيها اسم جمال عبد الناصر، رابطين إياه بواحد من أهم أحداث فترته، المتمثل فى تأميم قناة السويس، وذلك بهدف الشد من أزرهم، والاستقواء بهمته، ليتمكنوا من مواصلة العمل الشاق والصعب. إن استمرار تخليد اسم عبد الناصر فى أغانى العمل الشعبية لهو خير دليل على بقاء القيم التى ناضل من أجلها ناصر، وهو ما يعنى أن رسالته لم تمت بموته، بل لا تزال باقية فى روح الأجيال الجديدة.
لعل مما خفف من وقع ألم فراق المصريين لزعيمهم، أن الوفاة حدثت ليلة الإسراء والمعراج، وتحديدًا فى السابع والعشرين من شهر رجب عام ١٣٩٠. ومعروف أن المصريين يتفاءلون بمن تتصادف وفاته مع بعض الأيام أو الأحداث الدينية، مثل الوفاة ليلة الجمعة، أو خلال شهر رمضان، أو ليلة الإسراء والمعراج، لأنهم يعتبرون ذلك دليلًا على طيب العلاقة بين العبد وربه، وأن علاقة المرء بربه دينيًا علاقة طيبة. لذا لم يفت المصريين، وهم فى كامل حزنهم للفقد، أن يرددوا هتافات، يحاولون أن يخففوا بها عن آلامهم، وتؤكد رضا الله عز وجل عن عبد الناصر، فيرددون:
ودعناه ودعناه.. وفى ليلة الإسرا ودعناه
كل هذا- وغيره الكثير- يؤكد تمسك الشعب بالزعيم المخلص، ليس فى حياته فقط، على نحو ما حدث عقب خطاب التنحى، وإنما بعد وفاته، وهذا هو الوفاء العظيم. كما يؤكد- فى الوقت نفسه- أن الشعب المصرى لا ينسى أو لا تسقط من ذاكرته مثل هذه الشخصيات المخلصة فى تاريخها. ثلاثة وخمسون عامًا تمر على وفاة عبد الناصر، وبالرغم من ذلك لا تزال الذاكرة الشعبية المصرية تتذكر له أدق تفاصيل مرحلته التاريخية، وكل أدواره التى قام بها.
وللحديث بقية إن شاء الله
*أستاذ الأدب الشعبى كلية الاآداب بجامعة القاهرة
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: عبد الناصر عبد الناصر
إقرأ أيضاً:
عبقرية صلاح جاهين
يقول عمنا «كما أحب أن أناديه» عن نفسه فى الرباعيات «فى يوم صحيت شاعر براحة وصفا الهم زال والحزن راح واختفى... خدنى العجب وسألت روحى سؤال.. أنا مت؟ و لا وصلت للفلسفة؟»، كان جاهين الفيلسوف يدعو الناس دائماً أن يشربوا كلماتهم ليدركوا طعمها إذا كانت حلوة أو مُرة، حقيقى إننى أشرب أشعار هذا الفيلسوف بغض النظر عن طعمها، وأنا أنضم إلى رأى الكاتب الكبير «يحيى حقى» عندما قال «لقد خدعنا صلاح وهو يصف نفسه تارة بالبهلوان وتارة بالمرح– فإن الغالب على الرباعيات هى نغمة الحزن»، فهذا الشاعر الذى فارق الحياة منذ حوالى نصف قرن تقريباً، ما زالت الطاقة الإبداعية التى غرسها فى وجداننا سوف تأتى ثمارها كلما اقترب أحد من قراءة أشعاره التى تكشف روعة الشعر ووعى الفيلسوف الذى يلاحظ ما لا يلاحظه عامة الناس. وإننى أشعر كلما قرأت رباعية من رباعياته أن الرجل يحيا بيننا ويحكى لنا عما يراه فى زماننا، من تلك الأبيات التى ذكرتنى به «النـدل لما اغتنى أجر له كام طبال.. والطبل دار فى البــــلد عمَّال على بطَّال.. لاسمعنا صوت فى النغم ولا شعر فى الموال.. أصـــــل الندل مهمــا عِلى وكتر فى أيده المال.. لا فى يوم هيكون جدع ولا ينفع فى وســـط رجال.» الله عليك يا عمنا.. فقد أنتشر الأندال فى كل مكان وسيطروا وأصبح الكون كله داخل بطونهم.
لم نقصد أحداً!