وصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الولايات المتحدة محاصراً تلاحقه أشهر من الاحتجاجات الحاشدة ضد جهوده للحد من سلطة المحكمة العليا الإسرائيلية. لكنه يغادر منتعشًا وربما أكثر جرأة.

أفاد تحليل نشرته نيويور تايمز، أن من خلال ستة أيام من الاجتماعات رفيعة المستوى مع قادة العالم ورجال الأعمال في مجال التكنولوجيا، قال المحللون إن نتنياهو قام بتحسين علاقته المتوترة مع الرئيس بايدن وصقل سمعته كلاعب ذو وزن ثقيل.

دفع انتقادات إصلاحه القضائي إلى الخلفية حيث يبدو أن الاتفاق الدبلوماسي التاريخي بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية يكتسب زخماً. واليوم الجمعة، اختتم أسبوعه بخطاب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، قائلاً إن الاتفاق مع المملكة العربية السعودية سيخلق حقاً شرق أوسط جديد. 

كان أكبر حافز لنتنياهو هو اجتماعه الدافئ يوم الأربعاء مع بايدن. كان بايدن قد تجنب مقابلة نتنياهو منذ عودته إلى منصبه في ديسمبر الماضي، وسط إحباط متزايد في واشنطن إزاء خطة نتنياهو القضائية وترسيخ السيطرة الإسرائيلية على الضفة الغربية المحتلة.

في ظهور مشترك، ظل بايدن يدلي بملاحظات انتقادية لطيفة حول الإصلاح القضائي، ودفع نتنياهو لفترة وجيزة إلى الحفاظ على إمكانية قيام دولة فلسطينية.

الأهم من ذلك هو إعلان بايدن عن إحراز تقدم في الجهود التي تقودها الولايات المتحدة للتوسط في علاقة رسمية بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية. وبعد ساعات، قال ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، إن المفاوضات جعلت التوصل إلى اتفاق أقرب من أي وقت مضى.

قامت المملكة العربية السعودية بنبذ إسرائيل منذ فترة طويلة تضامنا مع الفلسطينيين. إن الشراكة الدبلوماسية بين الدولة العربية الأكثر نفوذاً والدولة اليهودية من شأنها أن تقلب ديناميكيات القوة في الشرق الأوسط بشكل كبير، فضلاً عن تكريس إرث نتنياهو كرجل دولة.

اختتمت الزيارة باجتماعات ودية مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي اشتبك مع نتنياهو في الماضي، والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي انتقد إسرائيل في السابق لعدم قيامها بما يكفي لمساعدة بلاده في محاربة روسيا.

قال مايكل كوبلو، المحلل في منتدى السياسة الإسرائيلية، وهي مجموعة بحثية في نيويورك: "لقد مر هذا الأسبوع بشكل جيد للغاية بالنسبة له - كما كان من الممكن أن يتوقع عندما غادر إسرائيل". "من وجهة نظر سياسية، أعتقد أنه في حالة أفضل بكثير اليوم مما كان عليه في الأسبوع الماضي."

بالنسبة لبايدن، يبدو أن الاعتبارات الجيوسياسية للولايات المتحدة - الحاجة إلى الحفاظ على علاقات قوية مع إسرائيل وفرصة بناء علاقات جديدة بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية - أثبتت في النهاية أنها أكثر أهمية من أي إحباطات شخصية من خطة نتنياهو القضائية أو النهج تجاه الفلسطينيين.

وقال آرون ميلر، الدبلوماسي الأمريكي الكبير السابق الذي ركز على الشرق الأوسط: الخلاصة التي أستنتجها هي أن بايدن لا يستطيع العيش مع نتنياهو، لكنه أيضًا لا يستطيع العيش بدونه. وهذا يعني علاقة وظيفية مع إسرائيل، وليس مسلسلا تلفزيونيا. 

وأضاف ميلر: أعتقد أن الخاسر الأكبر هنا، هي الحركة الديمقراطية الإسرائيلية وبالطبع الفلسطينيين. 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: نتنياهو الإسرائيلية الولايات المتحدة بايدن العربیة السعودیة

إقرأ أيضاً:

ماذا قال دروز السويداء عن زيارة إسرائيل؟

سوريا- لم تلقَ دعوة إسرائيل رجال الدين الدروز في السويداء، أمس الجمعة، لزيارة مقام "النبي شعيب" في قرية حطين شمال فلسطين المحتلة قبولا لديهم، لكنها أثارت تساؤلات، في ظل مشهد سياسي سوري متأزم أصلا.

ونفى الشيخ سعيد البكفاني، أحد شيوخ الدروز في السويداء، مشاركة أحد منهم في الزيارة، وقال للجزيرة نت إن من زار مقام النبي شعيب "هم رجال دين من القنيطرة وريف دمشق".

وهذا ما أكده الشيخ موفق طريف، الرئيس الروحي لدروز فلسطين، عندما نفى عبر تصريحات إعلامية قدوم رجال دين من السويداء تلبية لدعوة وجهها لهم لزيارة مقام النبي شعيب.

رفض الاتهامات

وتنتظم هذه الزيارة سنويا، في الفترة الممتدة بين 25 و28 أبريل/نيسان، لكن الدعوة الإسرائيلية لزيارة المقام بغير الموعد المعلوم، قد تحمل -حسب البعض- دلالات سياسية وتوددا إسرائيليا تجاه دروز السويداء.

ونفى الشيخ حمود الحناوي، شيخ عقل الدروز في السويداء، معرفته أو تدخله بهذه الزيارة، وأشار إلى أنه رأى الإعلان عنها كأي شخص آخر.

وقال للجزيرة نت "الزيارة قد تكون سابقة لوقتها بظل الظروف المتسارعة داخل سوريا، ولا علم لي إن شارك بها أحد مشايخ السويداء، وإن حدث، فهي تحمل صفة دينية تقليدية، لا شأن للسياسة بها".

إعلان

وندّد الشيخ الحناوي بالاتهامات لسكان السويداء بـ"العمالة الخارجية"، ورغبتهم "بالانفصال عن الوطن الأم"، وأكد أن السويداء "كانت وستبقى جزءا لا يتجزأ من سوريا".

معلقون اعتبروا أن الزيارة دينية تقليدية تخلو من أي دلالات سياسية (رويترز) الزيارة الأولى

وذكر الشيخ يوسف جربوع، شيخ عقل الدروز في السويداء، أن الزيارة، تُعد الأولى من نوعها منذ عام 1973. وقال للجزيرة نت "قد تكون الزيارة مبادرة من الشيخ موفق طريف، بهدف إعادة الروابط، واستئناف الزيارات الدينية، لتعزيز اللحمة الوطنية وتحقيق التوافق والمحبة بين أبناء الوطن من كلا الجانبين".

وأوضح جربوع أن الاعتراض على الزيارة جاء لاعتبارات عديدة، أهمها، عدم ملاءمة التوقيت السياسي الحالي لها، بظل التحديات التي تواجه سوريا عموما، ومنطقة جبل العرب والطائفة الدرزية خاصة، بالإضافة لعدم وجود سلام بين سوريا وإسرائيل، على حد تعبيره.

وأضاف "نحن ملتزمون بالقوانين السورية، وبانتمائنا القومي والعربي وبسوريتنا". وتوقع أن "تتفهم الدولة السورية الزيارة، باعتبارها تعبيرا عن مشاعر الشوق للقاء الأهل، وليس محاولة للتطبيع مع إسرائيل، أو تحقيق أهداف سياسية".

ويحظى "النبي شعيب" بمكانة خاصة لدى كلّ الدروز، لدرجة أن دروز السويداء أنشؤوا مقاما رمزيا يحمل اسم النبي شعيب في قرية قيصما، "كمكرمة" من المقام الحقيقي في فلسطين، ولأجل التبرّك بالاسم.

انعكاسات التوقيت

ويرى مروان حمزة، الناشط السياسي السوري، أن هذه الزيارة "دينية تقليدية تخلو من أي دلالات سياسية". وقال للجزيرة نت "المشاركون بالزيارة ليسوا من أبناء السويداء، بل من دروز فلسطين المحتلة والجولان والجليل".

وفي السابق -يضيف حمزة مقارنا- "كان دروز الجولان وفلسطين المحتلة يزورون الأماكن المقدسة في جبل العرب، ويلتقون الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد، وينظمون رحلات لمناطق مختلفة في سوريا".

إعلان

وعن توقيت الزيارة والتشنج القائم بين بعض مشايخ الجبل والإدارة الجديدة في سوريا، يقول حمزة إنها أثارت تساؤلات تؤدي إلى "زيادة التوتر الطائفي بالمنطقة، وبسوريا عموما، ولذلك هي غير مناسبة بهذا الظرف".

أما مفيد أبو عمار، رئيس المكتب الإداري للهيئة العامة لحراك السويداء، فرأى أن الزيارة "ودية بين الأهل"، من باب "الصلة وعلاقات القربى، وأن الدروز طائفة واحدة بكل بلاد الشام، لكن العلاقات الأسرية انقطعت بين الأهل في فلسطين وباقي مكونات الطائفة سواء في سوريا ولبنان والأردن منذ 1948″.

وعن موعد الزيارة، يقول أبو عمار إنه "جاء بوقت نعيش فيه الكثير من الإرهاصات السياسية، وشرع البعض يبني عليها مواقف سياسية، وأخذ آخرون بالاصطياد بالماء العكر".

ونفى جازما أن يكون لهذه الزيارة "الدينية الودية" أي هدف سياسي، إذ لم يرافق الزائرين أي وفد سياسي أو عسكري، وأضاف "جميع الزوار كانوا من أهلنا بجبل الشيخ، وهم رجال دين لا سياسة".

وشدد أبو عمار على أن هدف الزيارة "ليس الانفصال عن الوطن"، مستدلا برفض الدروز قيام الدولة الدرزية أثناء الاحتلال الفرنسي لسوريا، وأن هذا المشروع أجهضه سلطان باشا الأطرش القائد العام للثورة السورية الكبرى.

كما قدّم الدروز -حسب أبو عمار- شهداء كثر أثناء الاحتلال الفرنسي لسوريا، وقدمت الطائفة 75% من الشهداء السوريين.

وأجهض كمال جنبلاط، وكمال أبو صالح، وكمال كنج (الكمالات الثلاثة) مشروع الدولة الدرزية في ستينيات القرن الماضي.

"الحافلات سلكت طريقًا عسكريًا أنشأه جيش الاحتلال الإسرائيلي بعد 8 ديسمبر داخل #سوريا".. دخول العشرات من رجال الدين الدروز السوريين إلى #الجولان المحتل لزيارة "قبر النبي شعيب"#فيديو pic.twitter.com/KmSuhZSh3h

— الجزيرة سوريا (@AJA_Syria) March 14, 2025

زيارة دينية

من جهته، رأى الناشط السياسي نضال عامر أنها مجرد زيارة دينية طقسية، لكن توقيتها يبدو مستفزا من الناحية السياسية، نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية.

إعلان

وقال عامر للجزيرة نت إن "طائفة كل سوري شريف هي (سوريا)، وانتفاضة السويداء كانت بمثابة إعادة الروح للثورة السورية، ولم تحمل أي هتافات تدعو للطائفية أو التقسيم، بل شملت جميع أبناء المحافظة بمختلف انتماءاتهم". وتابع "يفتخر أهالي السويداء بسوريتهم ووطنيتهم، وبأنهم جزء من النسيج السوري الواحد".

وتحظى المقامات الدينية -حسب أبو عامر- بمكانة خاصة لدى الطائفة الدرزية، وهي بالعشرات على امتداد الجغرافيا التي قطنها الدروز في بلاد الشام، و"تحاول إسرائيل الاستثمار السياسي داخل النسيج الدرزي الواحد، والعابر لحدود سايكس بيكو، وكسب ولائه لها، ولو تسوّلت ذلك من خلال النبي شعيب".

مقالات مشابهة

  • مكتب نتنياهو: إسرائيل ستواصل محادثات وقف إطلاق النار في غزة وفقًا للمقترح الأمريكي
  • ماذا قال دروز السويداء عن زيارة إسرائيل؟
  • عاجل | مجلة إيبوك الإسرائيلية عن تقديرات أمنية: نظام الشرع قد يغض الطرف عن عمليات ضد إسرائيل من داخل سوريا
  • العريش للموسيقى العربية تحيي احتفالات ليالي رمضان بشمال سيناء
  • "العزاوي": زيارة اسعد الشيباني إلى بغداد خطوة مهمة في إنجاح القمة العربية المقابلة
  • غولان: نتنياهو باع أمن إسرائيل من أجل بقائه السياسي
  • ترامب يصعد خطابه.. ضغوط اقتصادية على كندا وهجوم على سياسات بايدن
  • قفزة لصادرات الألمنيوم الإماراتية للولايات المتحدة قبل تطبيق الرسوم الجمركية
  • نتنياهو يقوم بأول زيارة لدولة أوروبية منذ صدور مذكرة اعتقاله
  • العم سام.. كيف أصبح رمزًا للولايات المتحدة؟