مقدمات نشرات الأخبار المسائية اليوم.. ماذا تضمّنت؟
تاريخ النشر: 22nd, September 2023 GMT
مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "ان بي ان"
بإنتظار لودريان. وإنجلاء غبار المشهد بعد التضخيم الذي جرى للحراك الخارجي تتواصل عملية تلقي رئيس مجلس النواب نبيه بري اجوبة رسمية حول المشاركة في طاولة الحوار من بعض الكتل النيابية والتغييريين الذين أبدى معظمهم رغبة في المشاركة في طاولة حوار يرأسها رئيس المجلس في ساحة النجمة ويحضرها رؤساء الكتل النيابية وليس رؤساء الأحزاب أما بندها الوحيد فهو رئيس الجمهورية.
وكان الرئيس بري ارسل دعوات رسمية لكتلتي «الجمهورية القوية و«تكتل لبنان القوي» فكان جواب «القوات» بموقف مبدئي رافض فيما اجاب رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل بسلة ثقيلة من البنود التي قاربها بيان اللجنة السياسية في التيار.. فهل الكنيسة القريبة ما بتشفي؟
الى الصين اتجهت الأنظار نحو القمة الصينية - السورية التي تعقد لأول مرة منذ 12 عاما في الشكل فيما كان مضمونها مثمرا بتوقيع إتفاق إستراتيجي يفتح آفاقا واسعة للتعاون بين البلدين ويدفع العلاقات بين دمشق وبكين إلى مستوى جديد مقابل حصار غربي أداته قانون قيصر ومحاولات خنق اي انفتاح اقتصادي او مالي تجاه سوريا وتوقف لمسار العملية السياسية في آستانة.
ومن يدري ربما تكون هذه القمة مقدمة لدعوة سوريا للانضمام إلى دول البريكس ومنظمة شنغهاي.. ومن يعش ير.
مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "ام تي في"
انها مرحلة رمادية بين مبادرتين. فالمبادرة الفرنسية سقطت أو تكاد، فيما المبادرة القطرية تبدأ خطواتها الاولى على طريق الالف ميل. في لبنان موفد قطري هو جاسم بن فهد آل ثاني، وقد بدأ جولاته على القيادات السياسية، وذلك لجس نبضها ولتحضير زيارة موفد قطري ثان هو وزير الدولة للشوؤن الخارجية محمد الخليفي.
سقوط المبادرة الفرنسية تلازم مع حديث بدأ يتصاعد عن عزم الوزير السابق سليمان فرنجية الانسحاب من المعركة الرئاسية لمصلحة قائد الجيش العماد جوزف عون. وهو امر، اذا حصل، يصب في مصلحة المبادرة القطرية الهادفة الى ايصال عون الى سدة الرئاسة الاولى. فهل يفعلها فرنجية، فينهي الشغور بقرار شجاع ويوجه ضربة قوية الى جبران باسيل الذي استعمل كل الاسلحة الممكنة لقطع الطريق امام رئيس تيار المردة للوصول الى بعبدا؟ وفي هذه الحال، ماذا سيكون موقف حزب الله وحركة امل؟ هل يسيران بطرح فرنجية، ام يفضلان ترك الاستحقاق معلقا بانتظار ما قد يطرأ على الصعيدين الاقليمي والدولي؟
بمعزل عن موقف الثنائي، الاكيد ان الملف الرئاسي سيتحرك بقوة في المرحلة المقبلة، وتحديدا في الشهرين المقبلين. فقطر ، بدعم مطلق من الولايات المتحدة الاميركية والمملكة العربية السعودية وبتأييد من فرنسا ومصر، ستحاول تمرير اسم قائد الجيش. فاذا نجح الامر معها، تنتهي مرحلة الشغور ويمكن لبنان ان يبدأ مرحلة الصعود من جديد.
اما اذا فشل المسعى القطري فان لبنان سيكون امام مرحلة صعبة، وخصوصا ان الشغور قد يطول حينها الى امد غير محدد. توازيا، قضية النازحين السوريين تزداد تعقيداتها يوما بعد يوم. وآخر التجليات احتلال عدد من السوريين مبنى في الاشرفيه تعود ملكيته الى بلدية بيروت.
واللافت ان النازحين يرفضون اخلاءه رغم القرارت القضائية الواضحة الصادرة بذلك . فهل بدأ النازحون السوريون يشعرون هم ايضا بفائض القوة، بحيث انتقلوا من مرحلة النزوح الى مرحلة " السلبطة" على الاراضي والمباني، حتى لو كانت تابعة للبلدية؟ مقدمة نشرة اخبار تلفزيون المنار
عن الشرق الاوسط الجديد عاد الكلام الحلم، ومن منبر الامم المتحدة تحدث قائد الصهيونية بنيامين نتنياهو عن التطبيع مع السعوديين لاحياء المصطلح هذا الذي كسرته المقاومة من لبنان الى فلسطين وسوريا والعراق وكل ساحات النضال.
هو الوهم المتجدد الذي لم يقدروا على تحقيقه بالسلاح فجاؤوا به على عربة التطبيع، مع تأكيد بنيامين نتنياهو كما محمد بن سلمان ان الوقت للوصول اليه لم يعد بعيدا.
بعيدا عن كل هذه الاوهام يبقى خالص الكلام لفلسطين واهلها وسلاح مجاهديها وسكاكين شبانها وحجارة فتيانها التي ستبني الشرق الاوسط الجديد بحجارة القدس المحررة، بعيدا عن هوى كل مطبع او خائن عربيا او اسلاميا كان.
في لبنان لا يزال الحل بعيدا ما دام التعنت والمكابرة هما الاقرب الى عقول بعض الساسة اللبنانيين، ويبحثون عن الدواء لداء الفراغ بعيدا، فيما كنيسة الحي لا تشفي عند هؤلاء بحسب الرئيس نبيه بري الذي اسف للشروط التي وضعت لتعطيل الحوار.
وعن الدور القطري أكد الرئيس نبيه بري وجود مبادرة قطرية، وان موفدا من الدوحة في بيروت، لكن لم يحصل أي تواصل معه بعد.
في ملف النازحين وبعد الصراخ الالماني عن عدم قدرتهم على تحمل المزيد من النازحين، هل تحمل الحكومة اللبنانية كل اوراقها لاعادة النازحين، وهل تذيق الاوروبيين بعضا من معاناة اللبنانيين مع الاعداد الهائلة من النازحين التي تقارب نصف عدد السكان اللبنانيين؟ في الاداء المنبري كلام كثير اما على ارض الواقع فلا جديد.
في جديد زيارة الرئيس السوري بشار الاسد الى الصين تأكيد على استراتيجية العلاقة بين البلدين واتفاق مع الرئيس الصيني على تعزيز العلاقات على كافة المستويات بما يؤمن العدالة والسلم الدوليين.
مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "او تي في"
بعبارة "يبدو الكنيسة القريبة ما بتشفي"، اقر نبيه بري اليوم بالفشل، بعد رفض الكتل المسيحية الرئيسية المشاركة في الحوار الذي دعا اليه، على ان تليه جلسات رئاسية بصيغة مبهمة، تحدث عنها في ذكرى تغييب الامام موسى الصدر. فإلى موقف القوات والكتائب وعدد كبير من المستقلين والتغييريين، ربط التيار الوطني الحر الموافقة على المشاركة بشروط صارمة، ابرزها حصر الحوار بمدة محددة وموضوع واحد هو الرئاسة، ومن دون رئيس ومرؤوس، على ان يفتح المجلس بعدها لجلسة بمحضر واحد ودورات متتالية حتى يخرج الدخان الرئاسي الابيض، وهو ما علق عليه بري بالقول: "شفنا الحمولة اللي حطها باسيل في خطابه الأخير، واللي ما بدو يجوز بنته بيغلي مهرها". وفي مقابل كلام بري، جملة اسئلة من جبران باسيل: لم أفهم كيف يكون الحرص على الحوار لانتخاب رئيس هو رفض للحوار، قال رئيس التيار الوطني الحر. فإذا قلنا بوجوب الاتفاق في الحوار على برنامج العهد بخطوطه العريضة حتى ننتخب رئيسا على اساسه لينجح في عهده، هل نكون رافضين للحوار ام حريصين على إنجاح العهد؟
وإذا قلنا بمشاركة رؤساء الأحزاب في الحوار للتوصل الى قرار وعدم الاكتفاء بالكلام، هل نكون رافضين للحوار؟
وإذا قلنا بإدارة محايدة، بدل ترؤس طرف اساسي في النزاع، ليكون هناك توازن ونتيجة توافقية، هل نكون رافضين للحوار؟
واذا قلنا ان الحوار لا ينبغي ان يتخذ شكلا تقليديا وطاولة مستديرة فقط، وطالبنا بخلق ظروف للبحث الثنائي والثلاثي والمتعدد الأطراف والجماعي كي تكون هناك فرصة حقيقية للانقاذ وليس كلاما نمطيا على طاولة واحدة لن تقرر اسم الرئيس، هل نكون رافضين للحوار؟ واضاف باسيل: قلنا ونكرر إننا مع حوار جدي ينجح، ومن لا يريد الحوار هو من يرفض تأمين ظروف نجاحه. وفي موازاة فشل بري، فشل للخماسية الاقليمية والدولية في التفاهم حول لبنان، وسط كلام عن تراجع فرنسي لمصلحة تقدم قطري على الجبهة الرئاسية، اكده بري اليوم، ويترقبه اللبنانيون في الايام القليلة المقبلة.
مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "ال بي سي"
لا جديد رئاسيا في لبنان، بعد عدم نجاح اجتماع اللجنة الخماسية في نيويورك. الرئيس ميقاتي عاد إلى بيروت، وابرز لقاءاته السفيرة الأميركية التي أكدت "أننا في السفارة الاميركية لا نشعر بالخوف اثر هذا الحادث، فإجراءاتنا الأمنية متينة جدا وعلاقتنا صلبة ونحن نتابع عملنا في السفارة كالمعتاد"..
رد السفيرة الأميركية بمثابة رد على رسالة الرصاصات التي تتابع الأجهزة المعنية التحقيق في شأنها، وخصوصا في الخرق الذي أتاح أو سهل إطلاق النار.
عربيا، كانت لافتة التحية التي وجهها رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد لولي العهد السعودي، حيث كتب: "لقاء أخي محمد بن سلمان التلفزيوني عبر عن رؤية واثقة لحاضر المملكة ومستقبلها، ونظرة متزنة إلى قضايا المنطقة والعالم. الإمارات والسعودية شركاء في الهدف والطموح، وتعملان من أجل مستقبل أفضل للمنطقة."
تأتي هذه التحية بعد فترة طويلة من البرودة بين بن سلمان وبن زايد، وقد تكون هذه التحية طيا لصفحة وبداية لصفحة جديدة بين البلدين.
عربيا أيضا، وفيما الرئيس الاسد يواصل زيارته للصين، زار قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، إسماعيل قاآني، سوريا، حيث أشرف على مناورة عسكرية مشتركة بين البلدين الحليفين، حسبما أفادت وسائل إعلام إيرانية.
بالعودة إلى لبنان، من الهرمل، رد قائد الجيش العماد جوزيف عون على منتقديه، وأبرزهم أخيرا رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، فقال: نسمع بعض الأصوات المشككة بدور الجيش في حماية الحدود انطلاقا من مواقف سياسية معروفة. لم نر هؤلاء يبادرون إلى دعم الجيش بل يحاولون عرقلة عمله وإثارة الشبهات من حوله، ولم نر لهم مشاركة فاعلة في معالجة أزمة النزوح السوري. نقول لهم أننا مستمرون لأن هدفنا هو الوطن ومصلحته، فيما هدفكم مصلحتكم الشخصية. نحن نموت ليحيا الوطن، وأنتم تميتون الوطن من أجل مصالحكم".
البداية من الكوارث اللبنانية المتنقلة. هل تعرفون مدى الضرر الذي تحدثه ملوثات المولدات؟
مقدمة نشرة اخبار تلفزيون الجديد
ردت اسرائيل العسكرية على بنيامين نتنياهو السياسي فما ان رفع خريطة الشرق الاوسط الجديد في نيويورك مفخخة بسلام قادم، حتى أعلن جيشه انه بدأ قصف قطاع غزة. السلام والنار تحت قبة اسرائيل الحديدية الواحدة فمع اعلان نتنياهو ان كيانه يقترب من تحول تاريخي في الشرق الاوسط عبر إقامة علاقات سلام مع السعودية ودول عربية اخرى، قصفت طائراته هذا التصريح وصبت نيرانها على الفلسطينيين ومعادلة النار والسلام تأتي في اعقاب الزلزال الذي احدثه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في قلب اسرائيل نفسها عندما دفع بالقضية الفلسطينية الى الامام ووضعها كأولوية تسبق التطبيع مقدما لنتنياهو فرصة العصر، لكن رئيس الحكومة الاسرائيلية سيعود الى متطرفيه في الداخل والذين قد يسقطون حكومته من اعلى قبة سلامها ويبددون الفرص المعروضة منذ مبادرة السلام العربية في بيروت قبل عقدين من الزمن وبيروت اليوم تنتظر مبادرة السلام الرئاسية في خماسية تواضعت لصالح الفرصة شبه الاخيرة للدور الفرنسي. وفي حديث للجديد من نيويورك، قال وزير الخارجية عبدالله بوحبيب ألا خلاف بين فرنسا واميركا خلال الاجتماع الخماسي, لكنه لم يحصل توافق، ما ادى الى عدم اصدار بيان، واضاف ان قطر سألت فرنسا عن المدة الزمنية لمبادرتها ولم تلق جوابا. وقال بوحبيب ان المجتمع الدولي تعب من الفراغ في لبنان وانه سيتم الضغط على الجانب اللبناني لكن من غير المعلوم ما إذا كانت آلية الضغط ستشمل العقوبات، وكشف ان اجتماع نيويورك الخماسي لم يبحث باي من الاسماء الرئاسية والاسماء يبدو ان أول غيثها امطر من قطر عبر موفدها الى بيروت والذي يحضر لأرضية الزيارة الرسمية في تشرين المقبل. وما بين تشرين والايام الاخيرة من ايلول فإن حركة مراسيل رئاسية طارت من عين التينة الى معراب وميرنا الشالوحي لكنها اصطدمت بكتل هوائية باردة لاسيما من فالق جبران باسيل، ما دفع بري الى القول" يبدو الكنيسة القريبة ما بتشفي". ورئاسيا ممتزجا بالنزوح، لكن بطلقات عسكرية في الصميم، وجه قائد الجيش العماد جوزيف عون اول انتقاد من نوعه للتيار الوطني الحر دون ان يسميه، قائلا: "أننا نسمع بعض الأصوات المشككة بدور الجيش في حماية الحدود انطلاقا من مواقف سياسية معروفة ولم نر هؤلاء يبادرون إلى دعم الجيش بل يحاولون عرقلة عمله وإثارة الشبهات حوله، ولم نر لهم مشاركة فاعلة في معالجة أزمة النزوح السوري "وما بعتوا وزراءهن ع جلسة مجلس الوزرا".. نقول لهم أننا مستمرون لأن هدفنا هو الوطن ومصلحته، فيما هدفكم مصلحتكم الشخصية. نحن نموت ليحيا الوطن، وأنتم تميتون الوطن من أجل مصالحكم".
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: التیار الوطنی الحر الشرق الاوسط جبران باسیل بین البلدین قائد الجیش بن سلمان فی لبنان نبیه بری محمد بن
إقرأ أيضاً:
حرب العاشر من رمضان.. القوات الجوية تدمر مواقع العدو والبحرية تفرض حصارا والدفاع الجوي يسقط ثلث طائرات الجيش الذي لا يقهر
تحتفل مصر و القوات المسلحة بالذكرى المجيدة، ذكرى حرب العاشر من رمضان ، ذلك اليوم العظيم من أيام الوطنية المصرية، الذى حققه هذا الجيل من أبناء القوات المسلحة، وجسد بطولات وتضحيات الشعب المصري فى استرداد أرض سيناء المقدسة وأعادوا لمصر عزتها وكرامتها وللأمة العربية شموخها وكبريائها.
وبمناسبة ذكرى انتصار العاشر من رمضان عام 1973، نستعرض الدور الذي قامت به القوات الجوية والبحرية والدفاع الجوية والمدفعية، خلال حرب العاشر من رمضان.
القوات الجوية
إعداد القوات الجوية بعد حرب يونيو 67
بدأ فعليًا الإعداد لحرب العاشر من رمضان المجيدة بعد انتهاء حرب يونيو 1967، حيث استوعبت القوات المسلحة ومن ضمنها القوات الجوية الدرس، وبدأت بالتجهيز للحرب من خلال عدة محاور، وهي:
المحور الأول:
وهو بناء القوة القتالية من الطائرات والطيارين، فأعيد تخطيط الهيكل التنظيمي للقوات الجوية لتكون في صورة ألوية مستقلة وتم تشكيل لواء استطلاع جوى تم تجهيزه بوسائل الاستطلاع الحديثة، أما الطيارون، فعلى الرغم من أن أعداد الطيارين بانتهاء حرب يونيو 1967 كانت تفوق أعداد الطائرات، إلا أن مرحلة البناء كانت تتطلب زيادة أكبر فى أعداد الطيارين، لذلك تمت زيادة الأعداد بالكلية الجوية لتفي بالأعداد المطلوبة والمتناسبة مع زيادة عدد الطائرات.
المحور الثاني:
فهو تجهيز مسرح العمليات، حيث قامت القوات الجوية بإنشاء المطارات الجديدة وكذا غرف عمليات محصنة فى كل القواعد الجوية والمطارات، كما قامت بزيادة الممرات بكل قاعدة ومطار، وتم إنشاء العديد من الدشم المحصنة للطائرات وكذا دشم الصيانة.
حرب الاستنزاف و القوات الجوية
إن القوات الجوية كان لها دور مهم في حرب الاستنزاف، وساعد ذلك في التجهيز والإعداد العملي الجيد لحرب رمضان، ففي يوم 10 ديسمبر 1969 كانت أول مواجهة للطيارين المصريين مع الطائرة الفانتوم التى توصف بأنها من أحدث الطائرات في الترسانة الأمريكية وجرت معركة جوية في الساعة الحادية عشرة صباحًا فوق منطقة العين السخنة في خليج السويس عندما هاجمت 8 طائرات فانتوم المنطقة لضرب محطة رادار مصرية فتصدت لها على الفور 8 طائرات مصرية طراز ميج 21.
فقد تم إسقاط أول طائرة فانتوم على يد طيار مصري في منطقة رأس المسلة على الساحل الشرقي لخليج السويس، وكانت فترة حرب الاستنزاف خير إعداد وتجهيز عملي للطيارين قبل حرب رمضان.
معركة النصر في 1973
خلال حرب العاشر من رمضان المجيدة عام 1973 سطرت قواتنا المسلحة ملحمة بطولية شهد لها العالم، وجاءت أعمال قتال قواتنا الجوية في الطليعة، حيث قامت بالعديد من البطولات منها الضربة الجوية التى أفقدت العدو توازنه في بداية الحرب، وكانت الضربة الجوية الرئيسية مكونة من أكثر من 200 طائرة مقاتلة لضرب الأهداف المعادية الإسرائيلية المحددة لها داخل سيناء المحتلة، وقد تمت الضربة الجوية في صمت لاسلكي تام لتجنب أي عمليات تصنت معادية يمكن أن تكشف الهجوم المصري.
ومرت التشكيلات الجوية على ارتفاع منخفض جدًا وفى مسارات تم اختيارها بعناية لتفادى وسائل كشف الدفاع الجوي المعادي، وكان لذلك المرور فوق تشكيلاتنا وقواتنا البرية عظيم الأثر في رفع معنويات الجنود المقاتلين على الأرض، وكانت مؤشرا لبدء ملحمة مشتركة من البطولة للقوات المسلحة المصرية، فقد عبرت الطائرات كلها في وقت واحد خط القناة، حيث تم ضرب مركز القيادة الرئيسي للعدو في منطقة "أم مرجم" لمنع سيطرته وعزلة عن قواته ثم تتابع بعد ذلك ضرب الأهداف المخطط التعامل معها بنسبة نجاح تزيد على 90%.
وتم ضرب 3 ممرات رئيسية في 3 مطارات هي "المليز - بيرتمادا - رأس نصراني"، بالإضافة إلى 3 ممرات فرعية فى نفس المطارات، وكذلك تدمير 10 مواقع بطاريات للدفاع الجوي من طراز هوك و2 موقع مدفعية ومركز حرب إلكترونية والعديد من مواقع الشئون الإدارية، وقد استمرت هذه الضربة حوالى 30 دقيقة ونظرًا لنجاحها فى تنفيذ أكثر من 90% من المهام المكلفة بها تم إلغاء الضربة الجوية الثانية لعدم الحاجة إليها.
معركة المنصورة الجوية
خاضت القوات الجوية المصرية معاركها في حرب العاشر من رمضان المجيدة بكل كفاءة واقتدار منذ البداية وحتى النهاية وتألقت قواتنا الجوية في يوم 14 أكتوبر "معركة المنصورة" في أداء مهامها بكفاءة عالية شهد بها العدو قبل الصديق.
ففي هذا اليوم، قام العدو بتنفيذ هجمة جوية على مطارات الدلتا بغرض التأثير على كفاءتها القتالية ومنع طائراتنا من التدخل ضد قواته بعد الخسائر الهائلة التى تكبدها فتصدت له مقاتلاتنا من قاعدة المنصورة وقاعدة أنشاص، ودارت اشتباكات متواصلة شارك فيها أكثر من 150 طائرة من الطرفين أظهر فيها طيارونا مهارات عالية في القتال الجوي.
واستمرت المعركة أكثر من 50 دقيقة وتعد أطول معركة جوية، حيث تم إسقاط 18 طائرة للعدو رغم التفوق النوعي والعددي لطائراته، ولم يكن أمام باقي الطائرات العدو إلا أن تلقى بحمولتها فى البحر وتلوذ بالفرار، كما فعلت ذلك فى باقي أيام الحرب، ومن هنا تم اختيار هذا اليوم عيدًا للقوات الجوية باعتباره من أهم المعارك الجوية خلال حرب 73.
وقد شهد العالم للمخطط المصري روعة التخطيط فى حرب العاشر من رمضان 73، ولقد أثبت الطيار المصري خلال حرب أكتوبر المجيدة صلابة معدنه وشدة بأسه فى القتال بمعدلات أداء عالية بما تيسر له آنذاك من سلاح خاض به معارك البطولة والتضحية والفداء ويكفى فخرًا أن طياري اليوم هم تلاميذ طياري حرب نصر العاشر من رمضان.
القوات البحرية
لعبت القوات البحرية المصرية دورًا محوريًا في تحقيق حرب العاشر من رمضان، حيث كانت هناك مهام عديدة ملقاة على عاتقها واستطاعت تحقيقها بنجاح، ومنها معاونة أعمال قتال الجيوش الميدانية في سيناء سواء بالنيران أو بحماية جانب القوات البرية المتقدمة بمحاذاة الساحل.
تنفيذ إبرار بحري وإغلاق مضيق باب المندب
قامت القوات البحرية بتنفيذ المعاونة لباقي أفرع القوات المسلحة، وذلك بالإبرار البحري لعناصر القوات الخاصة على الساحل الشمالي لسيناء، وسيطرت على مضيق باب المندب وباشرت حق الزيارة والتفتيش واعتراض السفن التجارية ومنعها من الوصول إلى ميناء إيلات الإسرائيلي، مما أفقد الميناء قيمته وتم تعطيله عن العمل تمامًا، ومن ثم حرمان إسرائيل من جميع إمداداتها عن طريق البحر الأحمر.
وكذلك قامت القوات البحرية المصرية بتنفيذ مهمة التعرض لخطوط المواصلات البحرية الإسرائيلية في البحر المتوسط والأحمر بكفاءة تامة، وعلى أعماق بعيدة، مما أدى إلى تحقيق آثار عسكرية واقتصادية ومعنوية على إسرائيل وقواتها المسلحة.
إغارة على الموانئ والمراسي والأهداف الساحلية بإسرائيل
نفذت القوات البحرية المصرية إغارة بالنيران على الموانئ والمراسي والأهداف الساحلية بإسرائيل بتسديد ضربات بالصواريخ والمدفعية ضدها بأسلوب متطور اعتمد على خفة الحركة وسرعة المناورة مع توفير قوة نيران عالية، فيما وفرت تأمين النطاق التعبوي للقواعد البحرية في البحرين الأحمر والمتوسط.
وكان له أكبر الأثر الفاعل في إحباط جميع محاولات العدو للتدخل ضد قواتنا البحرية العاملة على المحاور الساحلية، وساعد على استمرار خطوط المواصلات البحرية من وإلى الموانئ المصرية دون أي تأثير وطوال فترة العمليات.
خمسون قطعة بحرية مصرية تنتشر في البحرين المتوسط والأحمر
اعتبارا من يوم 27 سبتمبر 1973 بدأت خمسون قطعة بحرية مصرية انتشارها فوق مياه البحرين المتوسط والأحمر، كما وصلت مجموعة بحرية مكونة من المدمرات والفرقاطات والغواصات إلى مضيق باب المندب بحجة مساندة اليمن الجنوبية، ومع بدء العمليات في السادس من أكتوبر تم إعلان البحر الأحمر عند خط 21 شمالًا، منطقة عمليات.
وتمكنت البحرية المصرية خلال الفترة من 6 أكتوبر حتى 21 أكتوبر 1973 من اعتراض 200 سفينة محايدة ومعادية، إلا أن ناقلة بترول إسرائيلية لم تمتثل لتعليمات البحرية المصرية بالابتعاد عن الخط الشمالي المار بين مدينة جدة السعودية وبور سودان السودانية لأنها منطقة عمليات، فقامت الغواصات المصرية باعتراضها وإغراقها بالطوربيدات، فتوقفت الملاحة نهائيًا منذ يوم 7 أكتوبر في البحر الأحمر.
استهداف منشآت إستراتيجية للعدو الإسرائيلي
قامت وحدات بث الألغام التابعة للبحرية المصرية بإغلاق مدخل خليج السويس، كما هاجمت الضفادع البشرية منطقة بلاعيم ودمرت حفارًا ضخمًا، فيما تم قصف منطقة رأس سدر على خليج السويس بالصواريخ، لتصاب عمليات شحن البترول في خليج السويس إلى ميناء إيلات بالشلل التام، حيث كان الهدف الإستراتيجي للقوات البحرية هو حرمان إسرائيل وقواتها المسلحة من البترول المسلوب من الآبار المصرية في خليج السويس والبترول المستورد.
ونجحت القوات البحرية في السيطرة على مسرح العمليات البحرية على السواحل المصرية وسواحل فلسطين المحتلة وسيناء لتؤمن أجناب الجيش المصري الذي خاض معركة التحرير في سيناء.
قوات الدفاع الجوي
إن الحديث عن حرب العاشر من رمضان لا ينتهى، وإذا أردنا أن نسرد ونسجل الأحداث كلها فسوف يتطلب ذلك العديد من الكتب حتى تحوى جميع الأحداث، وسوف نكتفى بذكر نبذة عن دور قوات الدفاع الجوي فى هذه الحرب، ولكى نبرز أهمية هذا الدور فإنه يجب أولًا معرفة موقف القوات الجوية الإسرائيلية وما وصلت إليه من كفاءة قتالية عالية وتسليح حديث متطور.
وبدأ التخطيط لتنظيم وتسليح القوات الجوية الإسرائيلية بأحدث ما وصلت إليه الترسانة الجوية فى ذلك الوقت مبكرا، وذلك بشراء طائرات ميراج من فرنسا والتعاقد مع الولايات المتحدة على شراء الطائرات الفانتوم وسكاي هوك حتى وصل عدد الطائرات قبل عام 1973 إلى 600 طائرة أنواع مختلفة.
ولقد بدأ رجال الدفاع الجوي الإعداد والتجهيز لحرب التحرير واستعادة الأرض والكرامة فى العاشر من رمضان من خلال استكمال التسليح لأنظمة جديدة لرفع مستوى الاستعداد القتالي واكتساب الخبرات القتالية العالية خلال فترة وقف إطلاق النار، وتم وصول عدد من وحدات الصواريخ الحديثة سام - 3 "البتشورا" وانضمامها لمنظومات الدفاع الجوي بنهاية عام 1970 وإدخال منظومات حديثة من الصواريخ "سام-6" فى عام 1973.
وخلال فترة وقف إطلاق النار، نجحت قوات الدفاع الجوي فى حرمان العدو الجوي من استطلاع قواتنا غرب القناة بإسقاط طائرة الإستطلاع الإلكترونى "الإستراتوكروزار" صباح يوم 17 سبتمبر 1971، وكانت مهمة قوات الدفاع الجوي بالغة الصعوبة لأن مسرح العمليات لا يقتصر فقط على جبهة قناة السويس بل يشمل مساحة مصر كلها بما فيها من أهداف حيوية سياسية واقتصادية وقواعد جوية ومطارات وقواعد بحرية وموانئ استراتيجية.
إسقاط أكثر من 25 طائرة للعدو الإسرائيلي
فى اليوم الأول للقتال فى العاشر من رمضان عام 1973، هاجم العدو الإسرائيلي القوات المصرية القائمة بالعبور حتى آخر ضوء بعدد من الطائرات كرد فعل فورى توالت بعدها هجمات بأعداد صغيرة من الطائرات خلال ليلة 10/11 رمضان تصدت لها وحدات الصواريخ والمدفعية المضادة للطائرات ونجحت فى إسقاط أكثر من 25 طائرة، بالإضافة إلى إصابة أعداد أخرى وأسر عدد من الطيارين.
وعلى ضوء ذلك، أصدر قائد القوات الجوية الإسرائيلية أوامره للطيارين بعدم الاقتراب من قناة السويس لمسافة أقل من 15 كم، وفى صباح يوم 11 رمضان 1973 قام العدو بتنفيذ هجمات جوية على القواعد الجوية والمطارات المتقدمة وكتائب الرادار، ولكنها لم تجن سوى الفشل ومزيد من الخسائر فى الطائرات والطيارين.
وخلال الثلاثة أيام الأولى من الحرب، فقد العدو الجوي الإسرائيلي أكثر من ثلث طائراته وأكفأ طياريه الذين كان يتباهى بهم، وكانت الملحمة الكبرى لقوات الدفاع الجوي خلال حرب العاشر من رمضان، مما جعل "موشى ديان" يعلن فى رابع أيام القتال عن أنه عاجز عن اختراق شبكة الصواريخ المصرية وذكر فى أحد الأحاديث التليفزيونية يوم 14 أكتوبر 73 أن القوات الجوية الإسرائيلية تخوض معارك "ثقيلة بأيامها ثقيلة بدمائه".
المدفعية المصرية
تم تنفيذ أكبر تمهيد نيراني بطول الجبهة، حيث قام ما يقرب من 2000 مدفع على طول خط القناة بإطلاق قذائفها في اتجاه الضفة الغربية للقناة تجاه العدو الإسرائيلي وضرب التمركزات ومراكز القيادة والسيطرة ومحطات الرادار الخاصة بالعدو الإسرائيلي، وذلك بعد الضربة الجوية المركزة التي قامت بها القوات الجوية على طول خط بارليف.
وقد ساهم ذلك فى نجاح اقتحام قناة السويس وتنفيذ مراحل العملية الهجومية، الأمر الذى ساعد قوات العبور المتتالية على الاقتحام ومهاجمة جميع حصون خط بارليف، وإسقاط النقاط المعادية شرق القناة، وفى تلك اللحظات الحرجة لعبت الصواريخ المضادة للدبابات دورا مؤثرًا فى تدمير دبابات العدو وعناصره المدرعة، وقد اشتركت مدفعيتنا وصواريخنا بمختلف الأسلحة الجديدة المتطورة، في معركة النصر، وقامت بأخطر الأدوار في هذه الحرب.
وتنفرد المدفعية المصرية عن باقى مدفعيات دول العالم بقدرتها على تجميع النيران وحشد أكبر عدد من الكتائب للضرب فى وقت واحد، وذلك ما ظهر جليًا فى جميع معارك المدفعية المصرية حتى الوصول إلى أكبر حشد نيرانى فى نصر العاشر من رمضان 1973، وهو أعظم تمهيد نيرانى تم تنفيذه حتى الآن ويدرس فى الكليات والأكاديميات العسكرية العالمية، وكان نقطة انطلاق لحرب العاشر من رمضان المجيدة.