اليوبيل الذهبى لنصر أكتوبر
تاريخ النشر: 22nd, September 2023 GMT
تحتفل مصر شعباً وقيادة وجيشاً يوم السادس من أكتوبر المقبل باليوبيل الذهبى لنصر أكتوبر المجيد، هذا النصر تتناوله العسكرية العالمية بالفحص والدرس حتى الآن- وربما لأجيال طويلة- رغم مرور 50 عاماً على قيام الجيش المصرى بتحطيم غرور الجيش الإسرائيلى الذى كان يعتقد أنه لا يقهر، وفى هذه المناسبة العظيمة نتذكر التضحيات التى بذلها رجال هانت عليهم أرواحهم ولم تهن مكانة الوطن فى قلوبهم.
فقد أثبتت حرب أكتوبر 1973 للعالم أجمع قدرة المصريين على تحقيق نصر عظيم يستند إلى شجاعة القرار ودقة الإعداد والتخطيط وبسالة الأداء والتنفيذ، وتأكد للجميع أن الشعب المصرى ضرب أروع صور البطولة ووقف إلى جوار قواته المسلحة حتى تحقق النصر على العدو الإسرائيلى واستعادة الأرض والكرامة. كما أثبتت الحرب أيضاً أن الأمن الحقيقى لا يضمنه التوسع الجغرافى على حساب الآخرين، ولذلك تنبه العالم إلى ضرورة إيجاد حل للصراع العربى الإسرائيلى، وكان من أبرز نتائج تلك الحرب رفع شعار المفاوضات وليس السلاح.
أصالة وعراقة المصريين ظهرت فى وقت الحرب.. كان الكل فى واحد، والواحد كان يضحى من أجل الجميع، القيادة الذكية التى كان على رأسها الرئيس أنور السادات بطل الحرب والسلام، مدت فى ذلك الوقت جسور الثقة والتواصل بين الشعب والجيش. لم تواجه حكومة الدكتور عزيز صدقى وزارة الإعداد للحرب ومن بعدها وزارة الحرب برئاسة الدكتور عبدالعزيز حجازى أى صعوبة فى تجاوب الشعب مع كل إجراءاتها من أجل الاستعداد للحرب، فقد تراجعت معدلات الجريمة فى الشارع المصرى، وظهرت قيم التضحية والإيثار والتسامح فى الشدائد والأزمات، الشعور بالحس الوطنى لدى المصريين جعلهم يغلِّبون المصلحة العامة ويجمدون الخلافات الشخصية، تسلح المصريون بالوعى وتوحدوا حول جيشهم حتى انهارت حصون العدو تحت الأقدام.
كما نجحت القيادة السياسية والعسكرية قبل خوض الحرب المجيدة فى إعداد الدولة للحرب على أسس علمية، وساعد ذلك على تنفيذ الحشد والفتح الاستراتيجى للقوات طبقاً للخطة الموضوعة ومن خلال الاعتماد على الخداع الاستراتيجى، ودون أن تفطن القيادة الإسرائيلية إلى ذلك. فقد كان للإعداد الجيد سياسياً أثره فى دعم الموقف العسكرى عند بدء القتال بنجاح خطة الإعداد السياسى فى عزل إسرائيل عالمياً، كذلك نجحت خطة إعداد الشعب للحرب، إذ تجاوبت الأجهزة الشعبية لتوعية الشعب، ووضح ذلك فى الدفاع عن مدن القنال الرئيسية، وازداد إدراك المصريين بأن دورهم الذى خلقهم الله له لا يزال قائماً ومستمراً حتى تقوم الساعة، لأن مصر كانت وما زالت بكل عراقتها التاريخية وثوابتها الثقافية صاحبة دور فاعل، ومؤثر وموطناً للأمن والسلام، وزاد تأثيرها عندما أعاد نصر أكتوبر للشارع العربى والمصرى ثقته فى ذاته بعد أن كانت تجتاحه حالة من الإحباط الشديد إثر نكسة 1967، التى رافقها العديد من المظاهر الاجتماعية فى الوطن العربى.
واستطاعت مصر من خلال موقفها القوى فى الحرب خلق رأى عام عالمى مناهض للجبهة التى تساند إسرائيل وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية.
ورغم مرور نصف قرن على نصر أكتوبر المجيد، فإن ذكراها لا تزال محفورة فى الأذهان، بعد أن حل الأمل مكان اليأس، والفرح بديلاً عن الحزن، والنصر مكان الهزيمة، وكان من نتائج الحرب أن الاستراتيجية العسكرية المصرية، نجحت فى هدم نظرية الأمن الإسرائيلى، فى معظم نقاطها، واستطاعت أن تدير أعمالاً قتالية بالغة العنف مع إسرائيل ما أثر على المجتمع الإسرائيلى واقتصاديات الدولة وأكدت الحرب استحالة سياسة فرض الأمر الواقع.
لقد ضرب المصريون أروع الأمثلة فى تحمل الأعباء الاقتصادية لتوفير احتياجات المعركة، وأثبتوا أن نصر أكتوبر العظيم لن يتحقق بقوة السلاح فقط، وإنما تحقق من خلال منظومة شعبية متكاملة وقفت فى ظهر رجال الجيش كجبهة داخلية ساندت تحقيق الانتصار فى ميادين القتال.
ستظل ملحمة العبور واسترداد الأرض قصة ترويها الأجيال بكل فخر وعزة، لأنها قضية إرادة شعب تحدى كل الظروف وحقق النصر الذى غيَّر من النظريات العسكرية، ونال احترام العالم، ورفع راية العزة على الأرض الطيبة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: لنصر أكتوبر السادس من اكتوبر العسكرية العالمية التضحيات نصر أکتوبر
إقرأ أيضاً:
وزير إسرائيلي: رفض الجيش لهذه المهمة بغزة "إخفاق أكبر من 7 أكتوبر"
قال وزير المالية الإسرائيلية، بتسلئيل سموتريتش، اليوم الإثنين، 18 نوفمبر 2024، إن رفض الجيش الإسرائيلي تحمل مسؤولية توزيع المساعدات الإنسانية في القطاع، هو إخفاق أكبر مما حصّل في 7 أكتوبر.
واعتبر سموتريتش في تصريح لإذاعة الجيش الإسرائيلي، أن رفض الجيش لهذه المهمة يُشكّل جزءا كبيرا من سبب أن الأسرى الإسرائيليين ليسوا هنا حتى الآن".
كما طالب رئيس حزب الصهيونية الدينية باحتلال قطاع غزة ، واستمرار الحرب على لبنان، زاعما أن أي اتفاق مع لبنان "لا يساوي الورقة المطبوع عليها".
وأضاف أن "المستوى السياسي طلب وأصر، والجيش الإسرائيلي رفض بشدة أن يأخذ على عاتقه أي شيء تفوح منه رائحة إدارة عسكرية".
وتابع سموتريتش أنه "إذا كان هذا هو الأمر المطلوب من أجل ضمان الأمن، فإنني لست هلعا من أن نكون بديلا سلطويا في القطاع لفترة معينة من أجل القضاء على حماس ".
اقرأ أيضا/ بالفيديو: عائلات الأسرى الإسرائيليين يتظاهرون في القدس ويوجهون نداء لنتنياهو
وتطرق سموتريتش إلى أنباء حول اتفاق وقف إطلاق نار محتمل بين إسرائيل وحزب الله، واعتبر أنه "لا أعتمد على اتفاق، والأمر الذي يمكن أن يمنحه هو شرعية دولية".
وأردف أنه "نقوم بتطهير المنطقة (في جنوب لبنان) من أجل التأكد من أنه بإمكان السكان العودة بأمان"، معتبرا أنه "انتهت سنوات الاحتواء التي تتعاظم فيها قوة العدو. والاتفاق لا يساوي الورقة المطبوع عليها".
وحول الأضرار الاقتصادية التي تسببت بها الحرب، قال سموتريتش إن "هذا سيرافقنا لسنوات ليست قليلة في المستقبل، والجيش الإسرائيلي سيكون أكبر وأقوى في العام المقبل، وسيتمكن من مواجهة كافة التحديات والرد في كافة الجبهات وبينها الشمالية". وفق قوله
وتابع أن "الحرب الحالية هي الأطول والأكثر تكلفة"، وزعم أن "البورصة بارتفاع، ونحن في حالة نمو اقتصادي بمصطلحات سنوية. ومن دون انتصار لن يكون أمن، ومن دون أمن لن يكون اقتصاد"، واعتبر أن خفض التدريج الائتماني لإسرائيلي "هو أمر طبيعي، ولا تتوقعوا شيئا آخر في الحرب".
وأردف أنه "نقوم بتطهير المنطقة (في جنوب لبنان) من أجل التأكد من أنه بإمكان السكان العودة بأمان"، معتبرا أنه "انتهت سنوات الاحتواء التي تتعاظم فيها قوة العدو. والاتفاق لا يساوي الورقة المطبوع عليها".
المصدر : عرب 48