بوابة الوفد:
2025-02-07@00:33:45 GMT

اليوبيل الذهبى لنصر أكتوبر

تاريخ النشر: 22nd, September 2023 GMT

تحتفل مصر شعباً وقيادة وجيشاً يوم السادس من أكتوبر المقبل باليوبيل الذهبى لنصر أكتوبر المجيد، هذا النصر تتناوله العسكرية العالمية بالفحص والدرس حتى الآن- وربما لأجيال طويلة- رغم مرور 50 عاماً على قيام الجيش المصرى بتحطيم غرور الجيش الإسرائيلى الذى كان يعتقد أنه لا يقهر، وفى هذه المناسبة العظيمة نتذكر التضحيات التى بذلها رجال هانت عليهم أرواحهم ولم تهن مكانة الوطن فى قلوبهم.

فقد أثبتت حرب أكتوبر 1973 للعالم أجمع قدرة المصريين على تحقيق نصر عظيم يستند إلى شجاعة القرار ودقة الإعداد والتخطيط وبسالة الأداء والتنفيذ، وتأكد للجميع أن الشعب المصرى ضرب أروع صور البطولة ووقف إلى جوار قواته المسلحة حتى تحقق النصر على العدو الإسرائيلى واستعادة الأرض والكرامة. كما أثبتت الحرب أيضاً أن الأمن الحقيقى لا يضمنه التوسع الجغرافى على حساب الآخرين، ولذلك تنبه العالم إلى ضرورة إيجاد حل للصراع العربى الإسرائيلى، وكان من أبرز نتائج تلك الحرب رفع شعار المفاوضات وليس السلاح.

أصالة وعراقة المصريين ظهرت فى وقت الحرب.. كان الكل فى واحد، والواحد كان يضحى من أجل الجميع، القيادة الذكية التى كان على رأسها الرئيس أنور السادات بطل الحرب والسلام، مدت فى ذلك الوقت جسور الثقة والتواصل بين الشعب والجيش. لم تواجه حكومة الدكتور عزيز صدقى وزارة الإعداد للحرب ومن بعدها وزارة الحرب برئاسة الدكتور عبدالعزيز حجازى أى صعوبة فى تجاوب الشعب مع كل إجراءاتها من أجل الاستعداد للحرب، فقد تراجعت معدلات الجريمة فى الشارع المصرى، وظهرت قيم التضحية والإيثار والتسامح فى الشدائد والأزمات، الشعور بالحس الوطنى لدى المصريين جعلهم يغلِّبون المصلحة العامة ويجمدون الخلافات الشخصية، تسلح المصريون بالوعى وتوحدوا حول جيشهم حتى انهارت حصون العدو تحت الأقدام.

كما نجحت القيادة السياسية والعسكرية قبل خوض الحرب المجيدة فى إعداد الدولة للحرب على أسس علمية، وساعد ذلك على تنفيذ الحشد والفتح الاستراتيجى للقوات طبقاً للخطة الموضوعة ومن خلال الاعتماد على الخداع الاستراتيجى، ودون أن تفطن القيادة الإسرائيلية إلى ذلك. فقد كان للإعداد الجيد سياسياً أثره فى دعم الموقف العسكرى عند بدء القتال بنجاح خطة الإعداد السياسى فى عزل إسرائيل عالمياً، كذلك نجحت خطة إعداد الشعب للحرب، إذ تجاوبت الأجهزة الشعبية لتوعية الشعب، ووضح ذلك فى الدفاع عن مدن القنال الرئيسية، وازداد إدراك المصريين بأن دورهم الذى خلقهم الله له لا يزال قائماً ومستمراً حتى تقوم الساعة، لأن مصر كانت وما زالت بكل عراقتها التاريخية وثوابتها الثقافية صاحبة دور فاعل، ومؤثر وموطناً للأمن والسلام، وزاد تأثيرها عندما أعاد نصر أكتوبر للشارع العربى والمصرى ثقته فى ذاته بعد أن كانت تجتاحه حالة من الإحباط الشديد إثر نكسة 1967، التى رافقها العديد من المظاهر الاجتماعية فى الوطن العربى.

واستطاعت مصر من خلال موقفها القوى فى الحرب خلق رأى عام عالمى مناهض للجبهة التى تساند إسرائيل وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية.

ورغم مرور نصف قرن على نصر أكتوبر المجيد، فإن ذكراها لا تزال محفورة فى الأذهان، بعد أن حل الأمل مكان اليأس، والفرح بديلاً عن الحزن، والنصر مكان الهزيمة، وكان من نتائج الحرب أن الاستراتيجية العسكرية المصرية، نجحت فى هدم نظرية الأمن الإسرائيلى، فى معظم نقاطها، واستطاعت أن تدير أعمالاً قتالية بالغة العنف مع إسرائيل ما أثر على المجتمع الإسرائيلى واقتصاديات الدولة وأكدت الحرب استحالة سياسة فرض الأمر الواقع.

لقد ضرب المصريون أروع الأمثلة فى تحمل الأعباء الاقتصادية لتوفير احتياجات المعركة، وأثبتوا أن نصر أكتوبر العظيم لن يتحقق بقوة السلاح فقط، وإنما تحقق من خلال منظومة شعبية متكاملة وقفت فى ظهر رجال الجيش كجبهة داخلية ساندت تحقيق الانتصار فى ميادين القتال.

ستظل ملحمة العبور واسترداد الأرض قصة ترويها الأجيال بكل فخر وعزة، لأنها قضية إرادة شعب تحدى كل الظروف وحقق النصر الذى غيَّر من النظريات العسكرية، ونال احترام العالم، ورفع راية العزة على الأرض الطيبة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: لنصر أكتوبر السادس من اكتوبر العسكرية العالمية التضحيات نصر أکتوبر

إقرأ أيضاً:

بيان من تجمع الدبلوماسيين السودانيين بشأن الجرائم والانتهاكات الجسيمة ضد المدنيين العزل

يدين تجمع الدبلوماسيين السودانيين بأشد العبارات الجرائم الارهابية المروعة والانتهاكات الجسيمة التي ترتكب بحق المدنيين الأبرياء العزل في الفاشر وام روابه ونيالا ومدني وقرى الجزيرة وام درمان و ومعظم احياء الخرطوم وأسواقها ومستشفياتها ، بجانب أنحاء واسعة من البلاد ، حيث يواصل طرفا الحرب ( الجيش السوداني والدعم السريع ) مدعومتان بالمليشيات الارهابية التي فرخها كل منهما. إن هذه الجرائم بما فيها استخدام الأسلحة المحرمة دوليا لعدة مرات كما جاء في بعض التقارير الدولية الموثقة ،تمثل انتهاكا صارخا للقانون الدولي الانساني ولكل المواثيق والعهود الدولية التي تحمي المدنيين في اوقات النزاعات المسلحة، والتي يمكن وصفها بأنها جرائم حرب ضد الانسانية، كما انها تأتي في سياق إستمرار سياسة ترويع القوى المدنية التي ثارت ضد النظام الإسلاموي البغيض وحملتهما الوحشية الانتقامية ، مستهدفة الابرياء العزل بالتنكيل والسحل والقتل والحرق والقصف في سياق مخطط ممنهج يرمي الى ترويع وإذلال قوى الثورة ، ممثله في عناصر ومؤيدي ثورة ديسمبر المجيدة الظافرة ، وزيادة معاناة الشعب السوداني الصامد القابض على الجمر بسبب هذه الحرب العبثية والكارثية وفقا لوصف طرفي الحرب . ويحمل تجمع الدبلوماسيين السودانيين طرفا الحرب والمليشيات المتحالفة معهما المسئولية الكاملة عن هذه الفظائع ، ويؤكد التجمع أن محاولاتهما لإخضاع الشعب السوداني عبر العنف والترويع والارهاب لن تفلح ، وان العدالة ستطال جميع المتورطين في هذه الانتهاكات والجرائم مهما طال الزمن . إن تجمع الدبلوماسيين السودانيين يطالب المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والعدلية الاقليمية والدولية بضرورة تحمل مسؤولياتها تجاه ما يجري في السودان ويدعوه للقيام بإجراءات فورية لوقف هذه الجرائم بما في ذلك فرض العقوبات ومحاسبة المسؤولين المتورطين في هذه الجرائم ، كما يناشد التجمع المجتمع الدولي العمل على توسيع نطاق ولاية المحكمة الجنائية الدولية لتشمل إضافة إلى دارفور جميع الجرائم المرتكبة في البلاد منذ اندلاع الحرب وتقديم الجناة من كل أطراف الحرب للعدالة . ويأمل التجمع أن يفرض المجتمع الدولي بأعجل ما يمكن على طرفي الحرب مسارات لدخول المساعدات الإنسانية وتقديم الدعم اللازم لحماية المدنيين وتخفيف معاناتهم الإنسانيةالمتفاقمة . كما يعمل التجمع مع المنظمات السودانية على رصد وثوثيق كل الجرائم المرتكبه من طرفي الحرب حتى تكون جاهزة للجهات المحلية والاقليمية والدولية العدلية و حتى لا يفلت مرتكبوها من العقاب والعدالة . ختاما يؤكد تجمع الدبلوماسيين السودانيين للشعب السوداني العظيم داخل السودان وخارجه انه لن يهدأ له بال ولن يدخر جهدا في كشف وفضح كل المساعي الرامية لإطالة أمد الحرب ومعاناة الشعب السوداني المكلوم ولن يألوا جهدا في القيام بما يستوجب عليه فعله في إيصال صوت الشعب السوداني إلى كل المنابر الاقليمية و الدولية المعنية ، ويجدد التجمع موقفه الثابت وإيمانه العميق بأن إرادة وتطلعات الشعب السوداني المشروعة في الحرية والعدالة والسلام ستظل اقوى من اي آله باطشة . المجد والخلود لشهدائنا الأبرار ، والنصر حتما لشعبنا الأبي *تجمع الدبلوماسيين السودانيين* 4فبراير 2025  

مقالات مشابهة

  • «مصر أكتوبر»: بيان الخارجية للرد على المسؤولين الإسرائيليين يعبر عن موقف الدولة
  • مصر أكتوبر : بيان الخارجية للرد على المسؤولين الإسرائيليين معبر عن الموقف المصري
  • نائب رئيس حزب مصر أكتوبر: بيان الخارجية للرد على الإسرائيليين معبر عن الموقف المصري
  • الحرب النفسية الترامبية ... والأمن القومي
  • بيان من تجمع الدبلوماسيين السودانيين بشأن الجرائم والانتهاكات الجسيمة ضد المدنيين العزل
  • فاتورة التشخيص الخاطئ للحرب علي الأبواب – إحنا فرحانين أوي أوي
  • اليمين الإسرائيلى المتطرف يرحب بـ«قنبلة الرئيس الأمريكى»
  • التبرع بالأجزاء !!
  • توسيع الحرب في الضفة ومخطط التهجير
  • الجيش النظامي فهم نقطة تفوقه الأساسية وهي أنه ملتحم بالشعب