بوابة الوفد:
2024-07-08@12:03:22 GMT

اليوبيل الذهبى لنصر أكتوبر

تاريخ النشر: 22nd, September 2023 GMT

تحتفل مصر شعباً وقيادة وجيشاً يوم السادس من أكتوبر المقبل باليوبيل الذهبى لنصر أكتوبر المجيد، هذا النصر تتناوله العسكرية العالمية بالفحص والدرس حتى الآن- وربما لأجيال طويلة- رغم مرور 50 عاماً على قيام الجيش المصرى بتحطيم غرور الجيش الإسرائيلى الذى كان يعتقد أنه لا يقهر، وفى هذه المناسبة العظيمة نتذكر التضحيات التى بذلها رجال هانت عليهم أرواحهم ولم تهن مكانة الوطن فى قلوبهم.

فقد أثبتت حرب أكتوبر 1973 للعالم أجمع قدرة المصريين على تحقيق نصر عظيم يستند إلى شجاعة القرار ودقة الإعداد والتخطيط وبسالة الأداء والتنفيذ، وتأكد للجميع أن الشعب المصرى ضرب أروع صور البطولة ووقف إلى جوار قواته المسلحة حتى تحقق النصر على العدو الإسرائيلى واستعادة الأرض والكرامة. كما أثبتت الحرب أيضاً أن الأمن الحقيقى لا يضمنه التوسع الجغرافى على حساب الآخرين، ولذلك تنبه العالم إلى ضرورة إيجاد حل للصراع العربى الإسرائيلى، وكان من أبرز نتائج تلك الحرب رفع شعار المفاوضات وليس السلاح.

أصالة وعراقة المصريين ظهرت فى وقت الحرب.. كان الكل فى واحد، والواحد كان يضحى من أجل الجميع، القيادة الذكية التى كان على رأسها الرئيس أنور السادات بطل الحرب والسلام، مدت فى ذلك الوقت جسور الثقة والتواصل بين الشعب والجيش. لم تواجه حكومة الدكتور عزيز صدقى وزارة الإعداد للحرب ومن بعدها وزارة الحرب برئاسة الدكتور عبدالعزيز حجازى أى صعوبة فى تجاوب الشعب مع كل إجراءاتها من أجل الاستعداد للحرب، فقد تراجعت معدلات الجريمة فى الشارع المصرى، وظهرت قيم التضحية والإيثار والتسامح فى الشدائد والأزمات، الشعور بالحس الوطنى لدى المصريين جعلهم يغلِّبون المصلحة العامة ويجمدون الخلافات الشخصية، تسلح المصريون بالوعى وتوحدوا حول جيشهم حتى انهارت حصون العدو تحت الأقدام.

كما نجحت القيادة السياسية والعسكرية قبل خوض الحرب المجيدة فى إعداد الدولة للحرب على أسس علمية، وساعد ذلك على تنفيذ الحشد والفتح الاستراتيجى للقوات طبقاً للخطة الموضوعة ومن خلال الاعتماد على الخداع الاستراتيجى، ودون أن تفطن القيادة الإسرائيلية إلى ذلك. فقد كان للإعداد الجيد سياسياً أثره فى دعم الموقف العسكرى عند بدء القتال بنجاح خطة الإعداد السياسى فى عزل إسرائيل عالمياً، كذلك نجحت خطة إعداد الشعب للحرب، إذ تجاوبت الأجهزة الشعبية لتوعية الشعب، ووضح ذلك فى الدفاع عن مدن القنال الرئيسية، وازداد إدراك المصريين بأن دورهم الذى خلقهم الله له لا يزال قائماً ومستمراً حتى تقوم الساعة، لأن مصر كانت وما زالت بكل عراقتها التاريخية وثوابتها الثقافية صاحبة دور فاعل، ومؤثر وموطناً للأمن والسلام، وزاد تأثيرها عندما أعاد نصر أكتوبر للشارع العربى والمصرى ثقته فى ذاته بعد أن كانت تجتاحه حالة من الإحباط الشديد إثر نكسة 1967، التى رافقها العديد من المظاهر الاجتماعية فى الوطن العربى.

واستطاعت مصر من خلال موقفها القوى فى الحرب خلق رأى عام عالمى مناهض للجبهة التى تساند إسرائيل وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية.

ورغم مرور نصف قرن على نصر أكتوبر المجيد، فإن ذكراها لا تزال محفورة فى الأذهان، بعد أن حل الأمل مكان اليأس، والفرح بديلاً عن الحزن، والنصر مكان الهزيمة، وكان من نتائج الحرب أن الاستراتيجية العسكرية المصرية، نجحت فى هدم نظرية الأمن الإسرائيلى، فى معظم نقاطها، واستطاعت أن تدير أعمالاً قتالية بالغة العنف مع إسرائيل ما أثر على المجتمع الإسرائيلى واقتصاديات الدولة وأكدت الحرب استحالة سياسة فرض الأمر الواقع.

لقد ضرب المصريون أروع الأمثلة فى تحمل الأعباء الاقتصادية لتوفير احتياجات المعركة، وأثبتوا أن نصر أكتوبر العظيم لن يتحقق بقوة السلاح فقط، وإنما تحقق من خلال منظومة شعبية متكاملة وقفت فى ظهر رجال الجيش كجبهة داخلية ساندت تحقيق الانتصار فى ميادين القتال.

ستظل ملحمة العبور واسترداد الأرض قصة ترويها الأجيال بكل فخر وعزة، لأنها قضية إرادة شعب تحدى كل الظروف وحقق النصر الذى غيَّر من النظريات العسكرية، ونال احترام العالم، ورفع راية العزة على الأرض الطيبة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: لنصر أكتوبر السادس من اكتوبر العسكرية العالمية التضحيات نصر أکتوبر

إقرأ أيضاً:

البرهان وساعتا التوهان!

البرهان وساعتا التوهان!

بثينة تروس

طوال سنوات حكومة المؤتمر الوطني عولت الحكومة في الكذب على الشعب باستخدام وزراء يجيدون الكذب، وإعلاميين خنوعين، ورجال دين دجالين.. وكل ما زاد حجم الرشاوي تضخم لديهم حجم الكذب وتنوعت أساليبه.. والبرهان صنيعة ذلك المشروع.. فبعد أن فرغ إعلام الفلول من تزييف حقيقة جماعة كتيبة البراء، والمستنفرين، وحرب الكرامة، وفقد فعاليته بعد تمدد قوات الدعم السريع، وخابت اماله في النصر، اصبح مهدداً إعلامياً للجنرال، حينها التفت إلى اعلام البلاط القديم، لعلمه انهم يجيدون صناعة تغبيش الوعي للرأي العام، فاستدعاهم استدعاء فرعون للسحرة، ان اجمعوا كيدكم، وأرموه أمام الشعب ليكذب ما يلاقي في محنته من موت، واستباحة ارض وعرض، وذل وهوان، وإخراج من البيوت والمدن، وهو يهيم بلا وجهة آمنة هربا من الجنجويد. وبالفعل تسارع الصحفي ضياء الدين بلال وصحبه ملبين النداء في سباق الولاء، فحدثنا عن أن البرهان (مد يده الى الأمام وابتسم ابتسامته تلك وقال: “ما تشوفوا سنجة وجبل موية والزوبعة دي، أنا شايف النصر أمامي كما اراكم جلوساً الآن وبيننا الأيام”) انتهى.

وبالطبع (ابتسامته تلك)! هي من لغة التمسح ببلاط الحكام، اذ أن الشعب لم تفرغ عيونه من سحائب الدمع منذ مجزرة القيادة العامة وحتى قيام هذه الحرب، لكي يشهد تلك الابتسامة! وبالمقابل شهد السودانيون قائداً عسكرياً فاشلاً، منذ ان قام بانقلابه في 25 أكتوبر 2021م وعجز عن إقامة حكومة لمدة عام، ثم وقف مكتوف اليدين عن حفظ أمن وسلامة المواطنين، من إرهاب 9 طويلة، والخلايا الإرهابية، والعصابات التي روعت الناس في الشوارع! فصاحب تلك الابتسامة، لعله حالماً، في غيبوبته يسمي نزوح آلاف الأسر الهاربة من جحيم الحرب والقصف العشوائي، صوب القضارف والنيل الأزرق، (بالزوبعة)!.

وبالمقابل أعلنت حكومة القضارف ان اعدادهم (بلغت 120 ألف نازح، تم حصر 90 الفاً منهم بواسطة وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية، وأكثر من 20 منظمة وطنية دولية) وبحسب (اوتشا) الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ان 55 الف مواطن فروا قبلا من الخرطوم والجزيرة بإضافة الفارين من سكان سنجة وحدها! هذا بخلاف تعريف برهان (البلابسة)! لذلك لن يجنح الرجل للسلام فهو لا يرى الواقع بحسابات عسكرية وناتج معارك على الأرض، او احتياجات مواطنين نازحين من ويلاتها.

و(ساعتان مع البرهان) وفي حضرة اعلاميي السقوط الإسلاموي هي بحساب العمر كله، للفارين واللاجئين الذين يرجون وقف الحرب، بل اكدت تصريحاته ان عناءهم لا يعني قائد الجيش في شيء! فهو ليس مشغول بفتح ممرات الإعانات الإنسانية، وتوفير المساكن والعلاج والأمان لهم.. وكما ورد في تصريحات تلك الساعتين قوله (قايلني مكنكش في السلطة وعاوز الحكم!؟ والله لو بمرادي ورغبتي اخلع حذائي واغادر اليوم قبل الغد، ولكنها مسؤولية بلد وواجب وطن لن نسلمه لهم) انتهى.

اما كنكشة الجنرال، فالشعب شاهدا عليها، الم يقل قبلاً انه الوصي على الشعب؟ حين كانت معركته مع المدنيين وليس مع غوله الذي رباه! (نحن أوصياء على البلد وتحقيق أحلام شبابه، لن تتمكن أي جهة من إبعاد القوات المسلحة عن المشهد).. وحين خرجت الجماهير الهادرة، تطالب بإسقاط البرهان وحكومته، وإبعادهم عن السلطة، مؤكدين في هتافاتهم ان (الجيش جيش السودان الجيش ما جيش برهان) ومطالبين (العسكر للثكنات)، لم يستطع ترك مقعده ويغادر بل انقلب على من يفترض أن يستلموا منه رئاسة مجلس السيادة بعد انتهاء فترة رئاسته واعتقل طاقم السلطة التنفيذية وزج بهم في السجون، ضاربا بعرض الحائط الوثيقة الدستورية التي نصبته رئيسا لمجلس السيادة لمدة 21 شهرا..

كما ان الشعب يعلم ان الجنرال حالم ولن يستطيع فعل ذلك، لأنه ببساطة لا يرتدي حذاءه الأصلي كقائد عسكري، مسؤول عن وحدة الوطن وحماية اهله، إذ هو يرتدي حذاء أسياده من الفلول، ويضيق هذا الحذاء عقب كل تقهقر للجيش من اللايفاتية في مواقع التواصل الاجتماعي، الذين يضعون الخطط العسكرية، ويسمحون لأنفسهم بتوجيه سير المعارك، كما يأمرون قيادة الجيش بتنفيذ خططها الواهمة، فتجدهم تارة يمجدون البرهان، واخرى ينزعون هيبته العسكرية، يهددونه ويحطون من قدره، فالجنرال لا يملك زمام امره لكي يخلع نعليه. لذلك رجع للحيل المجربة باستدعاء البدائل من الإعلاميين المأجورين.

tina.terwis@gmail.com

الوسومالبرهان السودان القضارف الكيزان بثينة تروس جبل موية سنار سنجة ضياء الدين بلال مجلس السيادة

مقالات مشابهة

  • حساب يجب ان يكتمل
  • معاريف: “إسرائيل” خسرت منذ اللحظات الأولى للحرب.. عجز لا ينتهي
  • غزة : ارتفاع عدد الشهداء من الصحفيين إلى 158 شهيداً منذ السابع من أكتوبر 
  • ضابط إسرائيلي: 7 أكتوبر هي الحرب الأكثر دموية في تاريخ الصهيونية
  • مسؤول أمني للاحتلال: يجب إنهاء الحرب بغزة.. تنتظرنا علامات استفهام وجودية
  • ختام اليوبيل الذهبي لمهرجان جمعية الفيلم هذا الموعد
  • البرهان وساعتا التوهان!
  • البيان الختامي لمؤتمر القاهرة يؤكد ضرورة الوقف الفوري للحرب في السودان
  • الرئيس الأوزبكي يدعو إلى الوقف الفوري للحرب في غزة وبدء عملية السلام
  • انتقاد إسرائيلي صارخ بسبب فشل الاحتلال بهزيمة حماس بعد 9 أشهر من الحرب