عزالدين نجيب.. حياة ورحيل يحدوهما الحب
تاريخ النشر: 22nd, September 2023 GMT
بين رحيل جديد وآخر طوته الأيام يظل الرحيل رحيلا، بما يخلفه من صدمة وقوعه ثم محاولات تصديقه وتقبله، إلى تجرع مرارة التأقلم.
ومنذ مطلع هذا العام ونحن نئن تحت وطأة الرحيل، وهو ما عاناه الوسط الثقافى بخاصة، بفقد العديد من المبدعين، من كتاب وشعراء.
لكن رحيله كان قاسيا، رغم مقدمات أزمة مرضية لازمته، إلا أن أمل شفاء من نحب يظل يحدونا مهما رأى الآخرون، هكذا حمل صباح الأمس خبرا ظللت ساعات أجاهد لتصديقه.
أجفلت فى ألم، فالرجل كان شديد التفاؤل والتمسك بالحياة، وبمجرد شعوره بتعافٍ مؤقت ورفع أجهزة التنفس عن قلبه، واستعداد رئتيه لتقبل هواء العالم من حوله، حتى راح يجيب اتصالات الملهوفين من الأصدقاء والأحباب، يرد عليها بكل حب وامتنان، غير عابيء بتحذيرات الأطباء من تردى حالته نتيجة ما يبذله من مجهود فى التحدث، لكنه لم يأبه سوى للرد على الحب بحب أكبر، مما أدى فعليا لسوء حالته وعودته إلى جهاز التنفس، لم يتحمل قلبه الضعيف كل هذا القدر من الحب، فتوقف صباح أمس عن النبض.
هكذا عاش بيننا بحب واختار أن يرحل مقترنا بالحب، وكيف لا وهو ذلك الفنان والناقد التشكيلى وقبلها إنسان يملؤه التواضع ويحفه الود والمحبة، يغدق بها على كل من حوله، تلميذا صغيرا أو فنانا خرج من عباءته، أو مجرد معجب بقامة واسم رجل طاول السماء فى مجاله.
عرفته منذ سنوات، ربما قاربت السبعة، بين جنبات أتيليه ضى، وفى كل مرة ألتقيه كان يغرقنى بمودته وترحابه، كأنما يعرفنى منذ صغره، ألفة نادرة تشعر بها فى ابتسامة تملأ وجهه وعباراته القريبة المحبة، ونقاشاته الهادئة.
أذكر لقاءنا الأخير منذ شهور قليلة، عندما عبرت له عن رغبتى فى إجراء حوار معه، فرحب بحب، واتفقنا أن ننسق لقاء قريبا، لكن اللقاء نصيب، ولم يكتب لى بعدها نصيب لقائه.
ويعد الفنان عز الدين نجيب، واحدًا من أبرز المهتمين بالفن التشكيلى فى مصر، ومن أهم نقاد الحركة التشكيلية المعاصرة، حصل على عضوية نقابة الفنانين التشكيليين وعضو مجلس الإدارة بها ومقرر اللجنة الثقافية من (1985 - 1989)، وعضو مؤسس باتحاد الكتاب المصريين، وعضو مؤسس بجمعية نقاد الفن التشكيلى 1987، وعضو مجلس إدارة وسكرتير عام جمعية أتيليه القاهرة للفنانين والكتاب (بين سنوات 1976 ـ 1995) وانتخب رئيسًا لها 1995، وعضو مؤسس بلجنة الدفاع عن الثقافة القومية (1985 ـ 1990)، وعضو مؤسس وسكرتير عام الجمعية المصرية لأصدقاء المتاحف 1991، ومؤسس ورئيس مجلس إدارة جمعية أصالة لرعاية الفنون التراثية المعاصرة منذ عام 1994 وحتى ديسمبر 2000، ورئيس مجلس إدارة الجمعية الاهلية للفنون الجميلة (1996 ـ 1998).
عمل مشرفا عاما على مراكز الفنون التشكيلية (مركز الجرافيك ـ مركز النحت ـ وصب البروتر ـ مركز الخزف بالفسطاط ) من 1982ـ 1990، ومدير تحرير مجلة الشموع 1991، وأسس مجمع الفنون بمدينة 15 مايو وعين مديرا عاما له 1990ـ 1992، كما عين مديراً عاماً للادارة العامة لمراكز الحرف التقليدية والتشكيلية 1992 حتى مارس 2000، وعمل مديراً عاماً للإدارة العامة لمراكز الانتاج الفنى بقطاع الفنون التشكيلية حتى أحيل للمعاش فى عام 2000.
وانتدب نجيب أستاذاً غير متفرغ لتاريخ الفن والتذوق الفنى بكليات الفنون الجميلة والتربية النوعية بالقاهرة ومركز إعداد القادة الثقافيين الرواد بالهيئة العامة لقصور الثقافة من 1985 - 2002، ورئيس تحرير موسوعة الحرف التقليدية بالقاهرة التاريخية التى أصدرت عن جمعية أصالة الجزء الأول منها 2004.
رحم الله الفنان عزالدين نجيب.. من عاش بيننا بحب ورحل عنا بكل الحب.. وأعاننا الله على مداواة آلام كل رحيل.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: عزالدين نجيب نبضات الحب وعضو مؤسس
إقرأ أيضاً:
رئيس الطائفة الإنجيلية يشارك في احتفال الكنيسة الجيرمانية بأسوان بمرور 125 عاما على خدماتها
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
شارك الدكتور القس أندريه زكي، رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر، في احتفال الكنيسة الجيرمانية بمحافظة أسوان بمناسبة مرور 125 عامًا على تأسيس خدماتها في المحافظة.
أُقيم الاحتفال بحضور الدكتور مايكل مويرر، رئيس مجلس إدارة المؤسسة الإنجيلية الألمانية، والأستاذ مفدي موسى، رئيس مجلس إدارة المستشفى الإنجيلية بأسوان، إلى جانب عدد من القيادات الدينية والشخصيات العامة، والقس مينا صفوت، راعي الكنيسة الجيرمانية بأسوان، الى جانب عدد من القيادات الدينية والشخصيات العامة.
في كلمته خلال الاحتفال، أعرب الدكتور القس أندريه زكي عن سعادته واعتزازه الكبير بالخدمة التي تقدمها الكنيسة الجيرمانية، مؤكدًا أنها تعكس الروح الحقيقية للمحبة. وأضاف: "أشجعكم على الاستمرار في خدمتكم للإنسان، كما فعل معلمنا وسيدنا المسيح، الذي اهتم بالإنسان دون تمييز. قد تغلب الطقوس على الحياة، ولكن شجاعة المواجهة الحقيقية تكمن في الاهتمام بالإنسان أولًا وقبل كل شيء."
كما أشار رئيس الطائفة الإنجيلية إلى أن خدمة الكنيسة الجيرمانية في أسوان هي "قصة محبة مشجعة" تعكس التزامًا حقيقيًّا تجاه المجتمع، حيث قدمت الكنيسة على مدار 125 عامًا نموذجًا فريدًا في خدمة الإنسان بمختلف جوانب حياته.
تخلل الاحتفال عرض تاريخي لمسيرة الكنيسة الجيرمانية منذ تأسيسها في عام 1900 وحتى اليوم، حيث استعرض أعضاء مجلس الإدارة والشخصيات الداعمة أبرز المحطات التي مرت بها الكنيسة، والدور الذي لعبته في خدمة المجتمع على مدار العقود الماضية.