بوابة الوفد:
2025-03-04@08:33:32 GMT

خواء خطاب «بريطانيا العالمية»

تاريخ النشر: 22nd, September 2023 GMT

كان الموعد الأكثر أهمية فى جدول مواعيد زعيم حزب العمال السير كير ستارمر هو اللقاء الثنائى مع إيمانويل ماكرون فى الإليزيه. نص البروتوكول على عدم ظهور أى لقطات تليفزيونية للاجتماع، نظراً لوضع السير كير كزعيم للمعارضة. لكن هذا كان أكثر كثيراً من مجرد النظر إلى دور رئيس الوزراء. وإذا كان لحكومة حزب العمال المستقبلية أن تفى بتعهدها «بإنجاح خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى»، فإن حسن النية الفرنسية سيكون حاسماً.

لقد أتاحت موافقة ماكرون على لقاء زعيم حزب العمال فرصة أولى لاختبار أفكاره فيما يتعلق بالعلاقات المستقبلية مع الاتحاد الأوروبى. يبدو أن السيد ستارمر اختار تجنب هذه القضية، وهو الأمر الذى ربما كان حكيماً. لأن هذه الأفكار لا تزال قيد التنفيذ إلى حد كبير. يريد حزب العمال أن يسعى إلى إعادة كتابة صفقة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى التى وقعها بوريس جونسون بشكل كبير عندما تتم مراجعتها عام 2025؛ من خلال «علاقة تجارية أوثق» مع الاتحاد الأوروبى، بحيث تكون هناك «صفقة أفضل للمملكة المتحدة». ومع ذلك يتمسك حزب العمال برفضه تأييد العودة إلى السوق الموحدة أو الاتحاد الجمركى.

وبعبارة أبسط، إن عملية الموازنة هذه ستكون صعبة للغاية. وثمة ورقة عمل فرنسية ألمانية حول إصلاح الاتحاد الأوروبى، نشرت أثناء اجتماع الزعيمين، تؤكد أن الاتحاد يواجه «منعطفاً حاسماً يتميز بالتحولات الجيوسياسية والأزمات العابرة للحدود الوطنية والتعقيدات الداخلية». إن التوسع شرقاً، ومسألة أوكرانيا، وأزمة الهجرة، والتحديات الاقتصادية الهائلة، كلها تهيمن على أذهان زعماء الاتحاد الأوروبى. ولا يوجد نطاق ترددى أو إرادة سياسية لإعادة إطلاق مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى التى تستغرق وقتا طويلا لمعالجة مجموعة أخرى من التطلعات البريطانية المفصلة.

وبالتالى فإن أى إعادة كتابة رئيسية للصفقة الحالية من المرجح أن تتم فقط من خلال العروض الكبيرة المقدمة من حكومة حزب العمال فى المستقبل- فى مجالات مثل قواعد التجارة المشتركة، والهجرة، والدفاع والأمن. وقد يعنى ذلك تنازلات تنتهك الخطوط الحمراء، الأمر الذى يثير استعداء الناخبين الذين يصوتون لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبى، والذين يسعى الحزب بشدة لاستعادة دعمهم. والتظاهر بخلاف ذلك يعنى الانغماس فى النزعة الكعكية الوهمية التى أوصلت البلاد إلى الفوضى الحالية. وحتى لو تم تقديم مثل هذه العروض خلال فترة ولايته الأولى، فإن جهود السير كير للتوصل إلى اتفاق مع بروكسل قد تصبح أكثر صعوبة بسبب وجود معارضة من حزب المحافظين ملتزمة بإلغاء أى اتفاق جديد.

هذا لا يعنى أن حزب العمل ليس لديه مجال للمناورة. وتشير أحدث استطلاعات الرأى إلى أن تأييد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى انخفض الآن إلى 32%. فقد أصبحت العواقب الاقتصادية السلبية المترتبة على الخروج من الاتحاد الأوروبى غير قابلة للنقاش، وانكشف خواء الخطاب المحافظ الذى يناصر «بريطانيا العالمية». ربما لم يتناول السير كير بشكل مباشر علاقات بريطانيا مع الاتحاد الأوروبى فى اجتماعه فى الإليزيه. لكنه سعى إلى إظهار أن حكومة حزب العمال يمكن أن تجلب مزاجاً تعاونياً جديداً وتفكيراً جديداً فى الأوقات المضطربة. لقد كانت تلك رسالة مبكرة تستحق الإرسال بشكل كبير. ولكن عندما يتعلق الأمر بأوروبا، فإن التطلعات المستقبلية لابد أن تكون مصحوبة بإجراءات ذات معنى.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مصطفى محمود بريطانيا العالمية حزب العمال حزب العمال

إقرأ أيضاً:

عُزل أم استقال؟.. كواليس خروج ظريف وتعيين سنائي نائبًا للرئيس الإيراني

بغداد اليوم - متابعة

كشف مصدر كبير في التيار الإصلاحي الداعم للحكومة الإيرانية، اليوم الأثنين (3 آذار 2025)، أن مهدي سنائي المستشار السياسي لرئيس الجمهورية سيتولى منصب نائب الرئيس للشؤون الاستراتيجية عقب استقالة محمد جواد ظريف من هذا المنصب.

وقال المصدر في حديثه لـ"بغداد اليوم"، إن "قيادات الأحزاب الإصلاحية اجتمعت الليلة الماضية بعد ساعات على نشر خبر استقالة ظريف من منصبه وتوصلت إلى أنه سيتم إسناد هذا المنصب إلى مهدي سنائي المستشار السياسي الحالي لرئيس الجمهورية".

وكان مهدي سنائي يتولى منصب سفير إيران في روسيا، كما تولى العديد من المناصب من بينها المشاركة في فريق التفاوض النووي مع القوى الغربية.

وبحسب المصدر، فإن "مهدي سنائي المستشار السياسي لرئيس الجمهورية سيتم تعيينه بديلًا لمحمد جواد ظريف في منصب نائب رئيس الجمهورية للشؤون الاستراتيجية".

وبعد إقالة عبدالناصر همتي وزير الاقتصاد الإيراني والتي شكلت أول اختبار صعب لحكومة مسعود بزشكيان داخل البرلمان، يبدو أن الضغوط على الحكومة آخذة في التزايد.

وفي هذا السياق، أعلن محمد جواد ظريف في تصريحات لوسائل الإعلام الإيرانية أنه تلقى توصيات بالانسحاب من المشهد التنفيذي.

وأوضح أن رئيس السلطة القضائية، غلامحسين محسني إيجئي، نصحه بالعودة إلى الجامعة لتخفيف الضغوط عن الحكومة، مشيرًا إلى أنه قبل هذا الاقتراح على الفور وقرر التنحي عن منصبه كنائب استراتيجي لرئيس الجمهورية.

تأتي تصريحات ظريف، إلى جانب التطورات الأخيرة في الحكومة، لتعزز التوقعات بأن حكومة بزشكيان تواجه تحديات متزايدة في التعامل مع مراكز النفوذ في البلاد.

فيما يرى مراقبون أن إقالة همتي عبر تصويت البرلمان بحجب الثقة لم تؤدِّ فقط إلى إضعاف الفريق الاقتصادي للحكومة، بل يبدو أنها فتحت الباب أمام ضغوط أوسع قد تطال أعضاء آخرين في الحكومة.

وفي هذا السياق، يمكن اعتبار عودة ظريف إلى الجامعة مؤشرًا على تصاعد هذه الضغوط، التي قد تؤثر في الأشهر القادمة على وزراء آخرين في حكومة بزشكيان.

وفي سياق متصل، قال البرلماني الإيراني المتشدد والمعارض لظريف، حميد رسائي، إن "ظريف لم يستقل بل تم عزله".

فيما قال البرلماني الأصولي الإيراني أمير حسين ثابتي، "لا يزال هناك العديد من المسؤولين الآخرين في الحكومة الذين يتعين عليهم إما سحب الجنسية الثانية من أطفالهم أو استقالتهم من مناصبهم".


مقالات مشابهة

  • بسبب موقوف.. قطع السير على مفرق الفوار
  • عُزل أم استقال؟.. كواليس خروج ظريف وتعيين سنائي نائبًا للرئيس الإيراني
  • هل تصبح بريطانيا مفتاح أوروبا لمواجهة ترامب؟
  • عبدالعاطى: المباحثات مع مفوضة الاتحاد الأوروبى تناولت التسهيلات الضريبية
  • بالفيديو.. سيولة مرورية على الطريق الدائري وسط تحسن في حركة السير
  • خروج الجارحي من السجن.. ملخص الحلقة الأولى من مسلسل سيد الناس
  • الرئيس السيسى يؤكد أهمية دعم الاتحاد الأوروبى لتحقيق الاستقرار وإقامة الدولة الفلسطينية
  • بريطانيا: حل الدولتين السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط
  • تقرير: خطاب أوجلان خضع للمراجعة من الأمن التركي
  • تقرير: خطاب أوجلان التاريخي خضع للمراجعة من الأمن التركي