إحنا التلامذة.. يحيا الوطن
تاريخ النشر: 22nd, September 2023 GMT
فى يوم الأحد الموافق 9 مارس عام 1919، كتب الدكتور محمود الحفنى الأغنية الشهيرة «يا عم حمزة إحنا التلامذة» فى زمن اعتقاله فى سجن القلعة، مع مجموعة من أصدقائه بسبب خروجهم فى مظاهرة، احتجاجاً على اعتقال سعد باشا زغلول.
ولكن من هو عم حمزة؟.. إنه حارس سجن القلعة، الذى لم يخش على نفسه وتعاطف مع الطلاب، رافضاً الأوامر التى وجهت له بالمعاملة القاسية لهؤلاء الطلاب، ليخلد «الحفنى» اسم هذا الرجل، بعد أن جعله رمزاً للتمرد.
ووفق ما جاء فى مجلة المصور فى زمن ذلك الحدث يحكى الدكتور محمود الحفنى والد الدكتورة رتيبة الحفنى، ومؤسس الدراسات العلمية الحديثة للموسيقى فى مصر أنه كان طالباً فى مدرسة الطب، وكان مقرها قصر العينى القديم، على الضفة الأخرى للنيل المقابلة للضفة التى كانت تتجاور فيها المدارس العليا فى الجيزة (الحقوق والهندسة والزراعة) أنه بعد اعتقال سعد زغلول باشا وصحبه، ونقلهم إلى بورسعيد، أقلتهم الباخرة إلى جزيرة مالطة التى اختارتها السلطة العسكرية البريطانية منفى لهم، أضرب طلبة الحقوق عن الدراسة، وخرجوا فى المظاهرة التى سرعان ما انضمت إليها الكليات المجاورة، الحقوق والهندسة والزراعة وكان اليوم الأحد، وعبرت المظاهرة إلى الضفة الأخرى من النهر، إلى مبنى كلية الطب..
وكان مدير المدرسة قد حاول منع الطلاب من الانضمام إلى زملائهم، ولكن محاولته فشلت، وتحرك الطلاب، جميعاً، إلى شارع المبتديان، حيث انضم إليهم طلاب مدرسة التجارة وواصلت المظاهرة طريقها إلى السيدة زينب، حيث وصلوا إلى مبنى المحافظة والحكمدارية والناس تهتف للطلاب، ومنهم محمود الحفنى الذى كان مثل زملائه مشتعلاً بالحماسة الوطنية، والغضب لنفى الزعماء الذين ظل الطلاب يواصلون الهتاف لهم أمام الحكمدارية..
وبالطبع، رفض الحكمدار البريطانى دخول الطلاب، غير أنه لما رأى تكاثف المظاهرات، قبل أن يدخل إليه ممثلون لهم من قياداتهم، فدخلوا وكان الدكتور الحفنى بينهم، فعطلهم الحكمدار إلى أن جاء الليل، وأمر بوضعهم فى سيارات تحملهم إلى سجن القلعة الذى لم يكن مجهزاً لاعتقالهم بعد وكانت المعاملة قاسية نتيجة تعليمات الحكمدار، فألقى بالطلاب فى السجن، وذاقوا مرارة الاعتقال، ربما للمرة الأولى فى حياتهم، لكن فى هذه الليلة، كتب المرحوم محمود محمود الحفنى، طالب الطب، كلمات أغنية عن العم حمزة أحد حراس السجن الذى لم يخفِ تعاطفه مع الطلاب..
يا عم حمزة
احنا التلامذة
واخدين ع العيش الحاف
والنوم من غير لحاف
مستعدين
ناس وطنيين
دايماً صاحيين
إحنا التلامذة.. يحيا الوطن
«جونى» يا خلايق.. نصاب وسارق
بيسف فيها.. مبلط ولازق
ونازل فينا تمويت تقولش احنا كتاكيت
حاجة بالقوة.. وعامل فتوة
لاحنا ولا هوه
وإحنا التلامذة يا عم حمزة.. يحيا الوطن
وحياة ستى الطاهرة
دى الحيثيات دايماً ظاهرة
وإنجلترا كام مرة.. قالت حا أخرج برة
فضلت تحلف.. رجعت تخلف
وفى مين تبلف.. ده إحنا
التلامذة يا عم حمزة.. يحيا الوطن
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: رؤية الأغنية الشهيرة الطلاب مصر
إقرأ أيضاً:
"هاريس - ترامب " رهان خاسر و سبات عميق
أتابع عبر الشاشات و منصات التواصل الاجتماعى نظرة تفائل هنا و تشاؤم هناك حول المرشحين فى الانتخابات الأمريكية للرئاسة التى بدأت صباح الثلاثاء ، أتابع و أنا أضحك وجود معسكرين فى المنطقة العربية الأول ينحاز لترامب و الثانى لهاريس، كلا المعسكرين يبنى آمال عريضة على مرشحه و كأننا نحمل الجنسية الأمريكية، صحيح أن الولايات المتحدة هى وحدها التى تضع سياسة العالم و هى الدولة الكبرى الوحيدة فى العالم التى لا ينافسها أحد، لكن مسألة المبالغة فى التفاؤل تجاه أحد المرشحين هو أمر مثير للدهشة منا كعرب، لأن هاريس و ترامب و جهين لعملة واحده. بالنسبة لبعض الدول العربية هناك وجه منهم مريح إلى حد ما فى بعض الأمور لكن بالنسبة للقضايا الرئيسية التى تشغل العرب مثل القضية الفلسطينية أو اعتداءات الكيان الصهيونى على بعض الأشقاء فتلك السياسات لن تتغير، سيبقى الأسطول الأمريكي فى البحر المتوسط لحماية الكيان الصهيونى، و سيظل "الفيتو" الأمريكي موجود لتعطيل و تعديل أى قرار ضد الكيان الصهينونى، و ستظل المساعدات العسكرية و المالية تصل إلى تل أبيب فى الميعاد الذى تطلبه حكومة الكيان.
أمريكا طوال تاريخها و هناك فتى واحد مدلل بالنسبة لها فى منطقة الشرق الأوسط، هذا الفتى هو الشرير الذى يحرق و يقتل و يرفع راية البلطجة على الجميع.
خلال عام قام هذا البلطجى" مصاص الدماء" بقتل أبناء فلسطين حتى وصل عدد الشهداء إلى ما يقرب من خمسين ألف،و تجاوز عدد المصابين المائة ألف بين طفل و سيدة و كبار سن، دمر هذا الطفل المدلل ما يقرب من ٧٠% من غزة و حولها إلى تلال من المبانى المنهارة، أصبحت غزة بقايا مدينة، لم تعد بها أسرة واحدة مكتملة البناء"الأبناء الأب الأم "، احدهما او كلاهما شهيد، و هناك أسر كاملة استشهدت، لم يعد لها من يحمل اسمها، نعم أسر كاملة أبيدت برعاية أمريكية، و بسلاح و مسانده و دعم أمريكى.
لذلك لا أعلم كيف و بأى وجه أجد بعض العرب يبنون آمال عريضة على نجاح مرشح أمريكى بعينه أو أجد متشائم من وصول الآخر لسدة الحكم، كلاهما مر .
أمريكا هى التى ترعى دولة الكيان و حريصة على بقائها، و بقاء هذه الدولة المحتلة مرهون ببقاء أمريكا، و نحن العرب ستظل أمريكا بالنسبة لنا هى الكابوس الذى يطاردنا فى الليل و النهار.
سياستها تجاهنا قائمة على مصلحتها، و مصلحة الكيان الصهيونى الذى يحركها كما و متى يشاء، الموضوع بينهما تخطى مرحلة المصالح إلى مرحلة الحياة و الموت ، إسرائيل تعتبر أمريكا قلبها النابض،الذى يمد جسدها بالدم المحمل بالاكسجين، و أمريكا تعتبر إسرائيل الابن المدلل.
و بالنسبة لنا كعرب أمريكا هى سفينة النفايات التى تحمل لنا السموم و الميكروبات بكافة اشكالها.
أمريكا ليست للعرب فقط مركز السموم،و وكر الافاعى، لكنها تمثل نفس الامر لدول كثيرة حول العالم تضررت منها و ذاقت من شرورها الكثير.
الغريب فى الأمر و الشئ العجيب أن كل الاقطار العربية تعى تماما حجم العلاقة بين الكيان الصهيونى و أمريكا و رغم ذلك مازلنا نبحث عن الأمان عندها، تريدون أن تعوا
قيمة الكيان الصهيونى لدى أمريكا، اقرأوا
هذا الرقم الذى يوضح حجم العلاقة بينهما،
منذ تأسيس إسرائيل في عام 1948حتى عام 2022 تلقت 158 مليار دولار من المساعدات العسكرية من الولايات المتحدة، مما يجعلها أكبر متلق في التاريخ.
فى النهاية نجحت هاريس أم سقطت، نجح ترامب أم سقط كلاهما مر.فلا تشغلوا حالكم بمن هو الرئيس القادم، الكل ينفذ أجندة واحدة تم وضعها منذ سنوات طويلة و لم و لن تتغير .
تلك الحرب الدائرة فى كل بقاع الأرض أمريكا هى كلمة السر فيها. فلا تسرفوا فى التفاؤل تجاه أحد المرشحين كلاهما مر، كلاهما لا يهمه سوى مصلحته و مصلحة الكيان الصهيونى.
فلا تصدقوا
التعهد الذى قطعته نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس، بأنها ستسعى لإنهاء الحرب في قطاع غزة في حال فوزها بالانتخابات الرئاسية، معتبرة أن قتل الفلسطينيين الأبرياء في القطاع وصل إلى مستوى غير معقول، و لا تصدقوا ترامب عندما يقول نفس المفردات، خاصة ان امريكا لن تسمح بحل الدولتين مهما حدث.
على العرب يستيقظوا من السبات العميق الذى هم عليه، علينا كعرب البحث عن طرق أخرى للتعامل مع هذا الكيان "الامريكى- الصهيونى" .