بوابة الوفد:
2024-07-10@04:44:14 GMT

إحنا التلامذة.. يحيا الوطن

تاريخ النشر: 22nd, September 2023 GMT

فى يوم الأحد الموافق 9 مارس عام 1919، كتب الدكتور محمود الحفنى الأغنية الشهيرة «يا عم حمزة إحنا التلامذة» فى زمن اعتقاله فى سجن القلعة، مع مجموعة من أصدقائه بسبب خروجهم فى مظاهرة، احتجاجاً على اعتقال سعد باشا زغلول.

ولكن من هو عم حمزة؟.. إنه حارس سجن القلعة، الذى لم يخش على نفسه وتعاطف مع الطلاب، رافضاً الأوامر التى وجهت له بالمعاملة القاسية لهؤلاء الطلاب، ليخلد «الحفنى» اسم هذا الرجل، بعد أن جعله رمزاً للتمرد.

.

ووفق ما جاء فى مجلة المصور فى زمن ذلك الحدث يحكى الدكتور محمود الحفنى والد الدكتورة رتيبة الحفنى، ومؤسس الدراسات العلمية الحديثة للموسيقى فى مصر أنه كان طالباً فى مدرسة الطب، وكان مقرها قصر العينى القديم، على الضفة الأخرى للنيل المقابلة للضفة التى كانت تتجاور فيها المدارس العليا فى الجيزة (الحقوق والهندسة والزراعة) أنه بعد اعتقال سعد زغلول باشا وصحبه، ونقلهم إلى بورسعيد، أقلتهم الباخرة إلى جزيرة مالطة التى اختارتها السلطة العسكرية البريطانية منفى لهم، أضرب طلبة الحقوق عن الدراسة، وخرجوا فى المظاهرة التى سرعان ما انضمت إليها الكليات المجاورة، الحقوق والهندسة والزراعة وكان اليوم الأحد، وعبرت المظاهرة إلى الضفة الأخرى من النهر، إلى مبنى كلية الطب..

وكان مدير المدرسة قد حاول منع الطلاب من الانضمام إلى زملائهم، ولكن محاولته فشلت، وتحرك الطلاب، جميعاً، إلى شارع المبتديان، حيث انضم إليهم طلاب مدرسة التجارة وواصلت المظاهرة طريقها إلى السيدة زينب، حيث وصلوا إلى مبنى المحافظة والحكمدارية والناس تهتف للطلاب، ومنهم محمود الحفنى الذى كان مثل زملائه مشتعلاً بالحماسة الوطنية، والغضب لنفى الزعماء الذين ظل الطلاب يواصلون الهتاف لهم أمام الحكمدارية..

وبالطبع، رفض الحكمدار البريطانى دخول الطلاب، غير أنه لما رأى تكاثف المظاهرات، قبل أن يدخل إليه ممثلون لهم من قياداتهم، فدخلوا وكان الدكتور الحفنى بينهم، فعطلهم الحكمدار إلى أن جاء الليل، وأمر بوضعهم فى سيارات تحملهم إلى سجن القلعة الذى لم يكن مجهزاً لاعتقالهم بعد وكانت المعاملة قاسية نتيجة تعليمات الحكمدار، فألقى بالطلاب فى السجن، وذاقوا مرارة الاعتقال، ربما للمرة الأولى فى حياتهم، لكن فى هذه الليلة، كتب المرحوم محمود محمود الحفنى، طالب الطب، كلمات أغنية عن العم حمزة أحد حراس السجن الذى لم يخفِ تعاطفه مع الطلاب..

يا عم حمزة

احنا التلامذة 

واخدين ع العيش الحاف

والنوم من غير لحاف

مستعدين

ناس وطنيين 

دايماً صاحيين 

إحنا التلامذة.. يحيا الوطن

«جونى» يا خلايق.. نصاب وسارق

بيسف فيها.. مبلط ولازق

ونازل فينا تمويت تقولش احنا كتاكيت

حاجة بالقوة.. وعامل فتوة

لاحنا ولا هوه

وإحنا التلامذة يا عم حمزة.. يحيا الوطن

وحياة ستى الطاهرة

دى الحيثيات دايماً ظاهرة

وإنجلترا كام مرة.. قالت حا أخرج برة 

فضلت تحلف.. رجعت تخلف

وفى مين تبلف.. ده إحنا

التلامذة يا عم حمزة.. يحيا الوطن

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: رؤية الأغنية الشهيرة الطلاب مصر

إقرأ أيضاً:

الحكومة الجديدة و"أمنياتنا"

عقب أدائها اليمين الدستورية أمام الرئيس الأربعاء الماضي الثالث من يوليو الجاري، تستكمل الحكومة الجديدة برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي إجراءات منح الثقة من البرلمان، الذى يستمع اليوم الاثنين إلى عرض رئيس الوزراء لبرنامج عملها ومن ثم مناقشته من قبل اللجنة المشكلة لهذا الغرض.

أداء الوزراء والارقام المخصصة لكل قطاع، هى لغة يفهمها المختصون بالشأن الاقتصادى الذين يتناولونها بالتحليل والمقارنة وانعكاسات ذلك على المجتمع، غير أن المواطن البسيط ينظر إلى الأمر من زاوية أخرى، ألا وهي تأثير كل تلك الارقام على حياته ومستوى معيشته، ولعل أكثر قطاعين يتأثر بهما المواطن ويمثلان أهمية قصوى هما قطاعي الصحة والتعليم، فاذا نظرنا على سبيل المثال إلى قطاع التعليم، لوجدنا مشكلات متراكمة يئن من تبعاتها أولياء أمور الطلاب فى المراحل التعليمية المختلفة، ولنا فى الثانوية العامة التى تجري أختباراتها هذه الايام أكبر دليل.

نظام الثانوية العامة الحالي فتح الباب على مصراعيه لأباطرة الدروس الخصوصية، الذين أصبح الطلاب وأولياء أمورهم رهينة لكل طلباتهم، وبالتالي يتم استنزاف جيوب الآباء تحت زعم توصيل المعلومات للطلبة بطرق مبسطة، والنتيجة دائما معلومة للجميع وتتكرر كل عام مأساة المجاميع المنخفضة، والتى تصيب أسر الطلاب بالهلع والفزع، وهو ما تناولته أكثر من مرة فى هذه المساحة وطالبت بضرورة تطوير المناهج، بشكل يتم معه القضاء على ظاهرة الدروس الخصوصية.

التعليم قطاع متخم بالمشكلات بدءا من الكثافة العالية فى الفصول فى المدارس الحكومية ونقص أعداد وكفاءة المعلمين مرورا بظاهرة الدروس الخصوصية التى تتفاقم عاما بعد عام وانتهاء بمشكلات المدارس الخاصة والابتزاز الذى يتعرض له أولياء الأمور من الزيادات المتتالية للمصروفات المدرسية دون حسيب أو رقيب.

أما قطاع الصحة فيحتاج الحديث عن المستشفيات الحكومية ونقص الدواء وكذلك نفقات العلاج الباهظة فى المستشفيات الخاصة، إلى ما لا يتسع المقام هنا لذكره، ويكفي القول إن المريض البسيط لا يجد مستلزمات العمليات الجراحية فى كثير من المستشفيات، أما عن الدواء فلنا فى المشهد اليومى من طوابير ممتدة أمام صيدلية الإسعاف والتى توفر نواقص الأدوية خير دليل.

الأرقام تقول إنه خلال مناقشة الموازنة العامة للدولة، بلغت قيمة الاعتمادات التى خصصتها الحكومة لقطاعات الصحة والتعليم والتعليم العالى والبحث العلمى للسنة المالية الحالية بزيادة قدرها 99.4 مليار جنيه وهو ما يمثل زيادة نحو 7.1% عن الاستحقاقات الدستورية المنصوص عليها فى الدستور المصرى، وهو إجراء نتعشم أن يكون له مردوده على تحسن الخدمات فى هذه القطاعات المذكورة، بل والعمل على تطويرها.

نتمنى أيضا من الحكومة كبح الزيادات والقفزات الكبيرة فى أسعار السلع والمواد الغذائية التى أصبحت ترهق كاهل الأسر المصرية، وأصبح تدبير ميزانية المنزل يحتاج إلى "تحايل" من ربة البيت على ترتيب الأولويات فى نوعية الطعام التى تقدمها لأسرتها، وهو أمر أصبح شاقا وطال غالبية شرائح المجتمع.. .نتمنى من الحكومة الكثير ونتمنى لها كذلك التوفيق.

مقالات مشابهة

  • أزمات تواجه كبار أعضاء الحلف.. وانقسام حول العلاقات مع روسيا والصين
  • السودان: بعد سقوط الأقنعة لا للبكاء والعويل
  • مسببات ضياع وطن كان إسمه السودان
  • «العرب» ينجون من هيمنة اليمين المتطرف بالانتخابات الفرنسية
  • فرط الرمان
  • تخفيض إمدادات الغاز لمصانع الصلب المتكاملة "خطيئة" حكومة مدبولى
  • الحكومة الجديدة و"أمنياتنا"
  • د. نادر مصطفى يكتب: حكومة مقرها الشارع
  • التغيير وارتياح الشارع ‏
  • حمد العلوي.. مات شامخًا