خبراء: لهذه الأسباب أصبحت قطر شريكا مفضلا للولايات المتحدة الأمريكية
تاريخ النشر: 22nd, September 2023 GMT
سلطت وكالة بلومبرج الأمريكية الضوء على التحسن والتعزيز المتصاعد في العلاقات القطرية الأمريكية منذ وصول الرئيس الأمريكي جو بايدن للبيت الأبيض، مشيرة إلى أن لاسيما العلاقات بين الجانبين وصلت لمستويات غير مسبوقة بعد بطولة كأس العالم لكرة القدم التي استضافتها الدولة الخليجية في نوفمبر/ تشرين ثان العام الماضي.
واستشهدت الوكالة على ذلك، بالوساطة القطرية الناجحة لإطلاق سراح سجناء أمريكيين لدى إيران، مشيرة إلى المطلق سراحهم الخمسة حظوا باستقبال من قبل مسؤولين قطريون وأمريكيون لدى لدوحة بطائرة قطرية.
وفي وقت سابق في ظل فترة بايدن أيضا، كانت قطر أول دولة خليجية تفتح أبوابها أمام الأفغان الذين تم إجلاؤهم عندما استعادت طالبان السيطرة قبل عامين، ولا تزال قطر مكانًا تقصده الولايات المتحدة لبناء الجسور في منطقة محفوفة بالتحديات.
وذكرت الوكالة أن قطر الغنية بالطاقة لعبت دوراً مماثلاً في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا، حيث سافر المسؤولون الأمريكيون والأوروبيون إلى الدوحة لمعالجة المخاوف بشأن إمدادات الغاز.
واستفاد الاقتصاد القطري العام الماضي من ارتفاع أسعار النفط والغاز ومن استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم، على الرغم من تباطؤه منذ ذلك الحين.
ومع ذلك، فإن دورها في التوسط في صفقة تبادل الأسرى بين الولايات المتحدة وإيران عزز أهميتها الدولية مرة أخرى.
مزايا قطرية
وبعد انتهاء المقاطعة الخليجية (استمرت لمدة 3 سنوات) للدوحة في 2021 من قبل الرياض وأبوظبي والمنامة والقاهرة، انتعش الدور القطري على الصعيد الدولي، وتعززت علاقاتها مع واشنطن.
فالدوحة بالنسبة لواشنطن ليست من الدول المؤيدة لبكين بشكل علني مثل البعض في المنطقة، ولكنها تعمل على التقرب من الولايات المتحدة بطريقة لا ترغب دول الخليج الأخرى في القيام بها أو فشلت في القيام بها.
ونقلت الوكالة عن دبلوماسي مطلع على العلاقات بين واشنطن والدوحة قوله إن العلاقات بين الجانبين لم يسبق أن وصلت لتلك المستويات من قبل.
وقال ثلاثة مسؤولين فإن التحالفات المبنية على الطاقة والوساطة الدولية تعني أن القطريين لا تعتبرهم الولايات المتحدة أو أوروبا لاعبين إقليميين مثيرين للمشاكل، فيما تعكس المحادثات الأخيرة مع إيران " نضج فن الحكم القطري".
اقرأ أيضاً
بوساطة قطر.. طهران وواشنطن تقتربان من صفقة تبادل سجناء والإفراج عن أموال إيرانية
قال بدر السيف، الأستاذ المساعد في جامعة الكويت والزميل غير المقيم في معهد دول الخليج العربية في واشنطن: " أصبحت قطر شريكًا مفضلاً للولايات المتحدة بسبب موثوقيتها واتساقها واستعدادها لوضع ثقلها على المحك".
وذكرت بلومبرج أنه بالنسبة للأمريكيين، تعتبر الدوحة حليفاً حيوياً، ويُنظر إليها على أنها مكان للتعامل مع الدول الأكثر صعوبة، حيث يمكنها التواصل مع كل من إيران وطالبان.
وأشارت إلى أنه في المقابل، لا توجد علاقة مماثلة بين الرياض وأبوظبي مع الولايات المتحدة، على الرغم من أنهما يعتبران شركاء مفيدين في مواقف أخرى – مثل الجهود المستمرة لتحسين العلاقات بين السعودية وإسرائيل (التطبيع).
وإضافة لذلك فإن قطر خارج منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، مما يجعل التعاملات الأمريكية معها أكثر سلاسة حيث لا يجب أن يكون سعر النفط الخام موضوعًا للمناقشة.
وقالت جين كيننمونت، محللة شؤون الشرق الأوسط في شبكة القيادة الأوروبية، وهي مؤسسة فكرية تركز على القضايا الخارجية والدفاعية والأمنية "تريد قطر أن تثبت للولايات المتحدة أن العلاقات الدبلوماسية المتنوعة التي تقيمها - بما في ذلك العلاقات مع طالبان والحكومة الإيرانية وحماس - يمكن أن تكون مفيدة للوساطة الدولية ذات نتائج مربحة للجانبين".
دبلوماسية سرية
وقالت بلومبرج إن صفقة تبادل الأسرى بين إيران والولايات المتحدة، وإفراج الأخيرة عن 6 مليارات دولار من عائدات النفط المجمدة بسبب العقوبات
جزئياً، جاء ذلك بعد أشهر من الدبلوماسية السرية بين طهران وواشنطن
وتأمل الولايات المتحدة أن يؤدي الاتفاق إلى تخفيف التوترات في الشرق الأوسط وفتح المجال أمام التقدم في البرنامج النووي للجمهورية الإسلامية.
ووفقا لكينينمونت فإن نهج قطر في السياسة الدولية يعكس حقيقة رغبتها في فضح التصورات التي تزعم إنها تدعم الجهات الفاعلة السيئة وحتى الجماعات الإرهابية.
وإلي جانب ذلك، تحتاج الدوحة تحتاج إلى الولايات المتحدة لضمان أمنها الخاص، حيث كانت العلاقات مع جيرانها العرب الأكبر حجمًا صعبة في كثير من الأحيان، وتستضيف الدوحة الولايات المتحدة في قاعدة العديد الجوية.
وقالت كيننمونت: "هؤلاء الجيران اتهموا قطر بدعم الإرهاب وطالبوها بوقف جميع اتصالاتها مع إيران". فيما تشعر قطر الآن بأنها تصرفاتها كانت مبررة لأن كل هؤلاء الجيران يتعاملون الآن مع إيران أيضًا.
وبموجب اتفاق توسطت فيه الصين، استأنفت السعودية علاقاتها الدبلوماسية مع منافستها الإقليمية إيران في وقت سابق من هذا العام، مما ساعد على تخفيف التوترات في المنطقة المصدرة للنفط.
مخاوف
ولكن على الرغم من الاتفاق الجديدة في الشرق الأوسط مع إيران، فإن انعدام الثقة يظل قائماً ويتغذى على عقود من العداء مع جيرانها العرب.
ولا تزال السعودية ودول عربية أخرى تنظر إلى جهود إيران لتوسيع نفوذها والوصول من الخليج إلى البحر الأبيض المتوسط عبر دول مثل العراق ولبنان وسوريا باعتبارها تهديدا لأمنها القومي.
بالنسبة للقطريين، الذين يشتركون في حقل غاز عملاق مع إيران، فإن الأمن البحري والملاحة والحفاظ على التوازن في المنطقة كلها أولويات، ويُنظر إلى حكومة قطر دوليًا على أنها مستعدة وقادرة على العمل مع أي إدارة أمريكية، وفقًا لدبلوماسي مطلع على التفكير القطري.
وقال السيف إن "تعزيز الشراكات مع القوى العظمى، وزيادة اكتفائها الذاتي، وانتهاج سياسة أقل إثارة للجدل مع الجيران المباشرين، كلها تهدف إلى تعزيز موقف قطر وتعزيز الاتجاه الحالي لخفض التصعيد في المنطقة”.
اقرأ أيضاً
وساطة في ظل تعدد الأقطاب: دور قطر في المفاوضات الأميركية الفنزويلية
المصدر | بلومبرج ترجمة وتحرير الخليج الجديد
المصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: قطر الولایات المتحدة العلاقات بین فی المنطقة مع إیران
إقرأ أيضاً:
خبراء: قرار محكمة العدل الدولية المرتقب بشأن فلسطين سيختبر النظام العالمي
في حين يترقب العالم قرار محكمة العدل الدولية بشأن الحرب على قطاع غزة، يقول خبراء إن إسرائيل لم تعد تبالي بالقانون الدولي ولا بالقرارات الصادرة عن هذه المؤسسات، في حين يقول آخرون إن هذه القرارات ستؤثر على السردية الإسرائيلية، مؤكدين أنها ستكون أكثر تأثيرا لو تحرك العالم لتطبيقها.
واستجابة لطلب قدمته الجمعية العامة للأمم المتحدة أواخر العام الماضي، بدأت محكمة العدل في لاهاي اليوم الاثنين جلسات علنية للنظر في التزامات تل أبيب القانونية تجاه الفلسطينيين بعد أكثر من 50 يوما على فرضها حصارا شاملا على دخول المساعدات إلى غزة.
ومن المقرر أن تستعرض المحكمة على مدى أسبوع مرافعات خطية وشفوية، تقدمت بها عدة دول ومنظمات دولية، بشأن مدى احترام إسرائيل للمعاهدات الدولية.
تطبيق القرارات
ورغم أهمية القرار المرتقب من أهم محكمة في العالم، فإن الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية الدكتور مصطفى البرغوثي يرى أن تطبيق الدول لقرار المحكمة هو المهم وليس مجرد صدوره.
وخلال مشاركته في برنامج "مسار الأحداث"، لفت البرغوثي إلى أن محكمة العدل أدلت برأي استشاري سابق قالت فيه إن الاحتلال القائم لفلسطين لا بد أن ينتهي، ودعت لإنهاء ما يتعرض له الفلسطينيون على يد إسرائيل، غير أن الدول لم تطبق هذا الرأي.
إعلانكما أن الموقف الدولي الحالي لا يعكس استعدادا من الدول الغربية تحديدا لتطبيق أي قرارات جديدة تصدر عن المؤسسات الدولية، برأي البرغوثي، الذي أكد أن كل القرارات "لن تحدث أثرا دون تطبيق الدول لها".
واتفق المدعي العام السابق بالمحكمة الجنائية الدولية جيفري نايس، مع رأي البرغوثي، بقوله إن قرار المحكمة سيكون مهما من الناحية الأخلاقية لكن الدول هي المخولة بتنفيذه وليست المحكمة.
ويعتقد نايس أن القانون الدولي "يخضع لاختبار حقيقي لأنه مطالب بإصدار قرار يدين إسرائيل بقوة لإجبار الدول على تطبيقه، وإلا فلن يكون هناك قانون وستفعل الدول ما تريده بطريقة إجرامية".
لذلك، يقول نايس إن العدالة البطيئة محبطة وإن العالم ينتظر قرارات ستنقسم الدول بشأنها لأن الولايات المتحدة والمجر مثلا تريدان عالما بلا قانون.
ومع ذلك، فإن سلوك الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال الـ100 يوم الأولى من حكمه، "كان منفرا بشكل كبير بحيث أدرك العالم أن عليه التحرك بعيدا عنه"، كما يقول نايس.
ومن هذا المنطلق، فإن الأمل حاليا -برأي نايس- يكمن في قدرة الدول على مواجهة الولايات المتحدة بحقيقة أنها مخطئة في موقفها من قرارات المؤسسات الدولية المتعلقة بحقوق الفلسطينيين، لكن السؤال المهم حاليا، كما يقول المتحدث، هو: "هل بلد مثل بريطانيا التي عرفت تاريخيا بتبعيتها السياسية لأميركا تمتلك شجاعة القيام بهذا الأمر؟".
وخلص المدعي العام السابق بالمحكمة الجنائية الدولية، إلى أن هناك بارقة أمل في أن القوة المنحدرة لأميركا "ستدفع الدول الأخرى لاتخاذ مواقف أفضل لعزل الموقف الأميركي المجري".
وربما يعطي إطلاق سراح بقية الأسرى الإسرائيليين -برأي نايس- مبررا لبعض الدول كي تحاسب إسرائيل على أي فعل تقوم به بعد استعادة أسراها، وقد يصل الأمر لطردها من الأمم المتحدة.
إعلان
قلق وغطرسة إسرائيلية
في المقابل، يرى الخبير في الشأن الإسرائيلي الدكتور مهند مصطفى أن إسرائيل تقلق من تداعيات ما يجري في المؤسسات القانونية الدولية لأنه ينال من سمعتها وقد ينهي سردية الضحية التي استفادت منها على مدار عقود، لكنها في الوقت نفسه تعيش حالة غير مسبوقة من الغطرسة واحتقار القوانين الدولية.
والدليل على ذلك برأي مصطفى أنها حضرت أمام الجنائية الدولية قبل عام ولم تحضر اليوم أمام محكمة العدل، مما يعني أنها لا تتعامل مع أي قرار سيصدر عنها بجدية.
والأخطر من هذا برأي المتحدث، أن المحكمة العليا الإسرائيلية التي تعتبر حامية لليبرالية أصدت قرارا في مارس/آذار الماضي، يقر عدم إدخال المساعدات لقطاع غزة، مما يعني أننا إزاء دولة تعاند القانون الدولي بكل مؤسساتها العسكرية والسياسية والقضائية.
وإلى جانب ذلك، فإن إسرائيل بشكل عام تقف صفا واحدا عندما تكون في مواجهة مؤسسة دولية وهو ما حدث عندما أصدرت الجنائية الدولية قرارات اعتقال بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت، كما يقول مصطفى.
وليس أدل على هذا من أن التحريض على إبادة سكان القطاع أصبح أكبر مما كان عليه قبل عام من الآن عندما طالبت الجنائية الدولية حكومة إسرائيل بمنع كل هذه الدعوات، حسب مصطفى.
فقد أكد المتحدث أن عضو الكنيست عن حزب الليكود موشي سعدة قال مؤخرا إن تجويع أهل غزة أمر أخلاقي، كما طالب كوبي بيرتس -وهو أحد أشهر المغنين في إسرائيل- بقتل كل سكان غزة من الطفل إلى العجوز، وتم وضع هذا التصريح في واجهة يديعوت أحرونوت كخبر عادي، كما يقول مصطفى.
ومع ذلك، يعتقد البرغوثي أن صدور قرار من العدل الدولية باعتبار ما يحدث في غزة إبادة جماعية سيؤثر بشكل ما على هذه الغطرسة الإسرائيلية، خصوصا وأن آخر الاستطلاعات "تظهر تأييد غالبية الأميركيين للفلسطينيين لأول مرة في التاريخ".
إعلانوخلص المتحدث إلى أن الأمم المتحدة هي التي طلبت رأي "العدل الدولية"، مما يعني أنه سيكون رأيا له قوة القانون، ويجب على الأمم المتحدة ومجلس الأمن تنفيذه، وإلا فسيتم تدمير المنظومة الدولية التي أنشئت بعد الحرب العالمية الثانية بشكل كامل.
وتأتي جلسات محكمة العدل الدولية في وقت يشرف فيه نظام المساعدات الإنسانية في غزة على الانهيار، بعد أن حظرت إسرائيل دخول الغذاء والوقود والدواء وسائر الإمدادات الإنسانية منذ مطلع مارس/آذار الماضي.