ازدادت التحذيرات من المخاطر البيئية المحدقة باليمن، ولفتت كارثة إعصار دانيال الذي ضرب مدينة درنة الليبية إلى احتمال حدوث كوارث مشابهة في اليمن، خصوصاً مع سوء التخطيط الحضري والإهمال الذي تعرضت له البنية التحتية في البلاد خلال العقود الماضية.

وحذر مكتب الزراعة والري في العاصمة المؤقتة عدن حديثاً من تكرار ما حدث للمدينة الليبية في مناطق الحسوة وبئر أحمد في محافظة عدن، حيث يقع عدد من المساكن في مجرى تبن، في محافظة لحج؛ إلى جانب تحول طريق العلم الحسيني الممتد في محيط المحافظة من الشرق باتجاه الشمال إلى سد لتغيير مجرى السيول إلى القرى وإلى مدينة عدن.

وطالب المكتب محافظ عدن بسرعة التدخل قبل وقوع ما وصفه بالكارثة، واتخاذ الإجراءات المطلوب اتباعها لتجنبها بالتنسيق مع السلطة المحلية في محافظة لحج، ووزارتي الزراعة والري والثروة السمكية، من أجل الخروج بحلول مناسبة لتفادي أي كوارث في المستقبل.

ويبدي أحمد الزامكي وكيل وزارة الزراعة لقطاع الري قلقه والجهات المختصة من هذه الكارثة المرتقبة، والمتوقع حدوثها قريباً، وذلك بعدما يزيد على 40 عاماً منذ حدوث فيضان في المنطقة نفسها، حيث إن المتعارف عليه علمياً أن تردد الفيضانات يحدث كل 40 إلى 50 عاماً.

اقرأ أيضاً العثور على جثتي شابين بعد غرقهما خلال السباحة في ساحل البريقة بعدن جرعة مفاجئة في أسعار الوقود في المحافظات الجنوبية عقب انهيار العملة المحلية تغير جديد في أسعار صرف الريال اليمني مقابل العملات الأجنبية درجات الحرارة المتوقعة في مختلف المحافظات اليمنية البرلماني في صنعاء أحمد سيف حاشد: 21 سبتمبر كارثة تاريخية وردة حضارية وأم النكبات اجتماع عسكري كبير في عدن يعلن موقفه من مباحثات الرياض بين الحوثيين ومسؤولين سعوديين استدعاء الصحفي ”فتحي بن لزرق” من قبل النيابة العامة في عدن! مباحثات مع اليونسكو لإعادة تأهيل 100 منزل ومعلم تاريخي بعدن وباء خطير يفتك بالمواطنين في صعدة.. والمليشيات تتكتم وتحذيرات من كارثة اجراء مفاجئ لمحلات الصرافة عقب انهيار أسعار الصرف في عدن وتحسنها في صنعاء تغير جديد في أسعار صرف العملات الأجنبية مقابل الريال اليمني درجات الحرارة المتوقعة في مختلف المحافظات اليمنية اليوم الثلاثاء

ونقلت صحيفة «الشرق الأوسط» عن الزامكي قوله: «خلال الأعوام الأخيرة بدأت الأمطار تهطل بغزارة غير مسبوقة، وهو ما ينذر بحدوث الكارثة، فالسيول تأخذ مجراها عبر آلاف السنين، وأي تدخل لإعاقتها أو تغيير مجاريها؛ يؤدي إلى حدوث فيضانات إلى جوانب الأودية والمجاري، وهو ما يتسبب بوقوع الأضرار والكوارث».

ويوضح الزامكي أن منطقة الحسوة في محافظة عدن هي مصب لوادي تبن الذي يجمع السيول من مناطق واسعة تصل مساحتها إلى مئات آلاف الكيلومترات، وينقسم وادي تبن أعلى منطقة الحسيني في محافظة لحج إلى واديين، الوادي الكبير الذي يصب في منطقة الحسوة، والوادي الصغير الذي يصب بالقرب من منطقة العلم على ساحل أبين.

وأشار إلى أنه جرى التواصل مع السلطات المحلية في محافظة عدن وتشكيل لجنة مشتركة ومن ثم رفع تقرير تفصيلي حول مجرى السيول الرئيسي في الوادي الكبير، والذي استحدث العمران في مجراه خلال السنوات الأخيرة، ما أدى إلى إعاقة السيول، مسترشداً في ذلك بما يحدث في أحياء كريتر والمعلا والتواهي.

جبل شمسان في خطر
ففي هذه الأحياء، ورغم مساحة التجميع الصغيرة؛ فإن كمية السيول الكبيرة التي تنزل من جبل شمسان والجبال المجاورة أدت إلى أضرار كبيرة، وجرفت معها الأحجار والمخلفات الرسوبية، وأغلقت مجاري السيول، وهو ما يعد، وفقاً لتوضيح الزامكي، مؤشراً لما يمكن أن يحدث في منطقة الحسوة التي تجمع كميات هائلة من المياه.

ودعا السلطات المحلية في محافظتي لحج وعدن إلى إزالة البناء العشوائي من مجاري السيول تجنباً للكارثة المحتملة، خصوصاً مع ازدياد كميات الأمطار التي تهطل في البلاد، والأعاصير التي تتردد باستمرار على اليمن وسلطنة عمان، ما يجعل مدينة عدن مرشحة لكارثة محتملة.

واليمن كغيرها من البلدان يواجه نمطاً متقلباً من الاضطرابات المناخية المتمثلة بالجفاف والتصحر والأمطار الغزيرة والصواعق والسيول التي تتسبب بالانهيارات الأرضية وهدم البنى التحتية والمباني وجرف التربة الزراعية والمنازل، ولا تمتلك بالمقابل بنية تحتية كافية لمواجهة هذه التغيرات.

وسبق هذا التحذير تحذيرات أخرى خلال ندوة علمية في مدينة عدن قبل أكثر من عام، حيث أكد المشاركون أن غياب خطة للطوارئ لمواجهة الكوارث في العاصمة عدن، يجعلها مهددة بارتفاع منسوب مياه البحر والغرق، وطالبوا بالاقتداء بمعظم الدول المطلعة على البحار بعمل مصدات وحواجز على شواطئها تحسباً لارتفاع منسوب البحر لديها.

ونوه المشاركون بدراسات أجريت حول مخاطر ارتفاع منسوب مياه البحر خلال العقود القادمة على طول الشريط الساحلي لمدينة عدن وانجرافها وتحولها إلى حفرة مليئة بمياه البحر، منبهين إلى ارتفاع نسبة ملوحة المياه التي تمد عدن بمياه الشرب من حقول بئر ناصر وبئر أحمد وحقل الروئ، والتي تضرر منها نحو 50 بالمائة منها بالملوحة.

تهديدات بحرية
يرى عبد القادر الخراز أستاذ التقييم البيئي جامعة الحديدة أن مدينة عدن ومعظم المدن والمناطق الساحلية معرضة لتطرفات مناخية مثل ارتفاع مستوى سطح البحر ما قد يسبب حدوث تسونامي، أو فيضانات نتيجة الأمطار الغزيرة والتي تكررت في السنوات الأخيرة وأدت إلى أضرار كبيرة من بينها خسائر بشرية، بينما لا توجد بنية تحتية لاحتواء هذه السيول وتصريفها.

واتفق في حديثه للصحيفة مع الزامكي حول أضرار الاعتداء على مجاري السيول من بيع للأراضي واستحداث البناء فيها، والذي يجري في ظل عدم اتخاذ إجراءات لاستيعاب التغيرات المناخية، ودرء الأضرار الناجمة عنها، منتقداً غياب الأولوية البيئية في المخططات التنموية من طرقات وجسور وقنوات تصريف للمياه والسيول.

ونبه إلى مخاطر أخرى تفرضها التغيرات المناخية على المدن اليمنية وبينها مدينة عدن، ومنها ما يتعارف عليه مختصو البيئة بـ«الحركة المتبادلة بين البحر والقارة»، وهي حركة التيارات البحرية التي ينبغي أن يتم إفساح مجال لها يزيد على 500 متر من خط الشاطئ، تسمى بمساحة الملك العام، وهو ما لم يجرِ اتباعه في اليمن رغم تحديد الملكية العامة في السواحل بـ 300 متر.

وتتمثل مخاطر عدم ترك مساحة الملك العام في زيادة قوة التيارات البحرية والتأثير على البنى التحتية والمباني التي يجري استحداثها على السواحل دون وضع اعتبارات هندسية وبيئية أو استخدام المواد التي تخفف من حدة التيارات البحرية.

ومنذ نحو أسبوع حذرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) من حدوث فيضانات مفاجئة ستؤثر في أكثر من 6 آلاف شخص في عدد من المناطق الداخلية لليمن خلال الأسابيع المقبلة.

ووفق نشرة الإنذار المبكر للأرصاد الجوية الزراعية الصادرة عن «الفاو»، فإنه ‏رغم التوقعات بانخفاض كبير في مستوى هطول الأمطار؛ فإن أمطاراً خفيفة إلى متوسطة ستستمر بالهطول على الأجزاء الغربية من البلاد حتى نهاية الشهر الحالي، والتي من المحتمل أن تتسبب بحدوث فيضانات مفاجئة قد تؤثر في نحو 6500 شخص.

وأفادت النشرة أنه من المتوقع أن يتعرض نحو 4 آلاف شخص للخطر في المسقط المائي لوادي زبيد في كل من محافظتي إب (وسط) والحديدة (غرب)، جراء الفيضانات، خصوصاً في المناطق المنخفضة التي تعاني من سوء تصريف مياه السيول، بينما قد تشهد الأجزاء الجنوبية من حوض وادي مور في محافظتي حجة والمحويت (شمالي غرب) فيضانات مفاجئة متفرقة، قد تؤثر في نحو 2500 شخص.

ودعت المنظمة الأممية الإدارات المختصة بالطوارئ إلى اتخاذ الإجراءات الاستباقية اللازمة في هذه المناطق للتخفيف من حدة التأثيرات التي قد تتسبب بها الفيضانات، خصوصاً في ما يتعلق بحماية المجتمعات الزراعية الضعيفة والنازحين داخلياً.

المصدر: المشهد اليمني

كلمات دلالية: فی محافظة مدینة عدن فی عدن وهو ما

إقرأ أيضاً:

المؤسسة الليبية للاستثمار تسعى لاستعادة مكانتها في القارة الإفريقية

???? ليبيا – تقرير: المؤسسة الليبية للاستثمار تعيد هيكلة محفظتها وتوسع نفوذها في إفريقيا

???? إعادة هيكلة الاستثمارات الليبية في القارة السمراء ????
كشف تقرير نشره موقع “فاينانشيال فورتشين ميديا” الكيني عن جهود المؤسسة الليبية للاستثمار لإعادة ترتيب أصول محفظتها الاستثمارية، مستغلة الاستقرار التدريجي في البلاد لتحفيز القطاعات عالية النمو وتعزيز نفوذها الاقتصادي.

???? استثمارات تمتد لعقود رغم التحديات
أوضح التقرير أن صندوق الثروة السيادي الليبي، الذي تبلغ قيمته 67 مليار دولار، يعمل على تنشيط استثماراته في إفريقيا بعد سنوات من الصراعات السياسية التي أعاقت استغلاله الأمثل لمحفظته.

???? خطط للتحول إلى استثمارات حديثة ومربحة ????
تعمل الشركة الليبية للاستثمارات الإفريقية “لايكو” على تحديث محفظتها وتقليص الأصول ضعيفة الأداء، مع تعزيز استثماراتها في الطاقة المتجددة، والأعمال الزراعية، والسياحة، والعقارات، على غرار النهج الاقتصادي الذي تبنته دول خليجية مثل قطر والسعودية.

???? امتداد استثماري واسع في القارة الإفريقية ????
تمتلك “لايكو” شبكة واسعة من الأصول تشمل:


3,000 محطة وقود في 17 دولة إفريقية، عبر شركة “أولا إنيرجي” (أويل ليبيا سابقًا)، مما يجعلها منافسًا رئيسيًا لشركة “توتال إنرجيز” الفرنسية.
20 فندقًا و3500 غرفة فندقية موزعة على 27 دولة، تشمل السنغال، مالي، غينيا بيساو، ورواندا.
حصة في بنك “سي بي زد” بزيمبابوي، وملكية 52% من شبكة “إفريقيا رقم 1” الإذاعية، التي تصل إلى 20 مليون مستمع.

???? التوسع في مشاريع الطاقة والزراعة ????⚡
تسعى “لايكو” إلى إحياء مشروع زراعي في مالي بقيمة 185 مليون دولار، بالإضافة إلى الاستثمار في الطاقة الشمسية، كما استعادت صفقة خط أنابيب نفط متعثرة بقيمة 300 مليون دولار في أوغندا.

???? تحديات سياسية قد تعيق مسيرة التطوير ⚖️
رغم هذه الجهود، أشار التقرير إلى مخاوف بشأن الانقسامات السياسية في ليبيا، حيث يمكن أن تعرقل تجزئة السلطة بين الشرق والغرب تنفيذ بعض المشاريع، وفقًا للمحلل المالي الكيني علي خان ساتشو، الذي أشار إلى أن المؤسسة الليبية للاستثمار لديها فرصة حقيقية لاستعادة مكانتها كلاعب رئيسي في إفريقيا.

???? مستقبل واعد رغم التحديات ????
مع توقعات بنمو الاقتصاد الإفريقي بنسبة 4% خلال 2025، تسعى ليبيا إلى توسيع نفوذها الاقتصادي وإعادة تموضعها في الأسواق الإفريقية، مما قد يجعلها أحد أبرز المستثمرين الإقليميين خلال السنوات المقبلة.

ترجمة المرصد – خاص

Previous السنغالي أليو سيسيه يتعهد بإعادة منتخب ليبيا للساحة الدولية Related Posts السنغالي أليو سيسيه يتعهد بإعادة منتخب ليبيا للساحة الدولية محلي 16 مارس، 2025 البازين.. طبق يجمع أهالي تاجوراء في طقوس تحضير جماعية خلال شهر رمضان محلي 16 مارس، 2025 أحدث المقالات المؤسسة الليبية للاستثمار تسعى لاستعادة مكانتها في القارة الإفريقية السنغالي أليو سيسيه يتعهد بإعادة منتخب ليبيا للساحة الدولية البازين.. طبق يجمع أهالي تاجوراء في طقوس تحضير جماعية خلال شهر رمضان مسؤول أميركي: الشركات الأميركية مهتمة بالاستثمار في قطاع الطاقة الليبي تقرير: ليبيا ضمن مسودة قانون أميركي لحظر سفر رعاياها إلى الولايات المتحدة

ليبية يومية شاملة

جميع الحقوق محفوظة 2022© الرئيسية محلي فيديو المرصد عربي الشرق الأوسط المغرب العربي الخليج العربي دولي رياضة محليات عربي دولي إقتصاد عربي دولي صحة متابعات محلية صحتك بالدنيا العالم منوعات منوعات ليبية الفن وأهله علوم وتكنولوجيا Type to search or hit ESC to close See all results

مقالات مشابهة

  • المؤسسة الليبية للاستثمار تسعى لاستعادة مكانتها في القارة الإفريقية
  • تركيا.. تحذير من كارثة طبيعية في منطقة البحر الأسود
  • تحذيرات من كارثة على الاقتصاد العالمي بحال اندلاع حرب تجارية
  • الجيش الأمريكي: الضربات على الحوثيين مستمرة وسط تحذيرات من "جحيم غير مسبوق"
  • أستاذ قانون: أزمة البحر الأحمر كارثة كبيرة على التجارة العالمية
  • مياه الامطار تنعش العراق وخطر "الجفاف" لن يزول.. تحذيرات من "كارثة مرتقبة"
  • خلال 72 ساعة لم تمر سفينة للكيان في منطقة العمليات اليمنية
  • أمطار غزيرة على محافظة تيماء
  • طقس السبت.. أمطار رعدية تؤدي إلى جريان السيول في 10 مناطق
  • معاناة رعاة الإبل في مأرب اليمنية بين النزوح والموت بالألغام