كيف تتغلب على مؤشرات سوق الأسهم الرئيسية؟.. ليس سهلا!
تاريخ النشر: 22nd, September 2023 GMT
من المغري دائمًا الاعتقاد بأنك قادر على التغلب على السوق، خاصة بحال تستثمر بهدف التقاعد. ولكن هذا الإغراء يصبح لا يقاوم، كما يشير تقرير حديث، عندما تعلم أن أكثر من نصف الصناديق المدارة بشكل فعال وصناديق الاستثمار المتداولة قد تخطت مستهدفاتها.
فبحسب تقرير لـ"Morningstar"، فإن 57% من الصناديق المدارة بشكل نشط وصناديق الاستثمار المتداولة تجاوزت مستهدفاتها في النصف الأول من عام 2023.
"74.7 % من الصناديق الاستثمارية المتداولة في الولايات المتحدة المتخصصة بالاستثمار في الشركات ذات رأس المال المنخفض قد تفوقت على مستهدفاتها خلال نفس الفترة. وهذه النسبة تعتبر أعلى بكثير مما اعتدات عليه الأسواق على مر السنين"، بحسب "Morningstar".
ومع ذلك، يقول تقرير لـ"MarketWatch"، اطلعت عليه "العربية.نت"، إنه إذا كانت مجموعة من الصناديق النشطة قد تفوقت على السوق، فمن المؤكد أن مجموعة أخرى قد تخلفت عن مستهدفاتها. وبمجرد أخذ تكاليف المعاملات في الاعتبار، فإن متوسط العائد المرجح للسوق لجميع المديرين النشطين يجب ومن الضروري أن يكون أقل من عائد السوق ككل.
وبالتالي، ليس بالأمر السهل أن تتغلب على السوق في محفظتك الاستثمارية.
وتعتبر هذه الفكرة في جوهرها هي الحجة التي قدمها ويليام شارب، الحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد في عام 1990، في مجلة "the Financial Analysts Journal" في عدد يناير/فبراير من عام 1991.
ويقول شارب في مقالته "The Arithmetic of Active Management"، أن المديرين النشطين، في المتوسط، يجب أن يتخلفوا عن مؤشرات السوق الواسعة. وأوضح أن هذا الاستنتاج يعتمد "فقط على قوانين الجمع والطرح والضرب والقسمة. ليس هناك حاجة إلى أي شيء آخر".
يتعارض تحليل شارب مع الحجج العديدة التي يقدمها الكثيرون حول سبب تفوق العديد من الصناديق وصناديق الاستثمار المتداولة على السوق حتى الآن هذا العام. أحدهما هو أنه نظرا لأن صناديق المؤشرات أصبحت تمثل حصة كبيرة من جميع صناديق الاستثمار المشتركة، فقد أصبحت سوق الأوراق المالية أقل كفاءة، وبالتالي أصبح من السهل التغلب عليها. وهناك حجة أخرى مفادها أن مديري المحافظ أصبحوا أكثر ذكاءً وتطوراً مما كانوا عليه في الماضي. ولا يزال آخرون يؤكدون أن الذكاء الاصطناعي يمكّن كل من يهتم بالتغلب على السوق.
إن مقال شارب القائم على الحسابات تسمح بالتغلب على السوق، خاصة على المدى القصير. ولكن مقابل كل مدير نشط يقوم بالتغلب على السوق، فمن الضروري أن يكون هناك مدير نشط آخر يتخلف عن السوق. وذلك لأن التغلب على السوق هو لعبة "صفرية" تحسب قبل تكاليف المعاملات، ولعبة محصلتها "سلبية" بعد تكاليف المعاملات. ولهذا السبب، فإن النسبة المئوية لصناديق النمو ذات رأس المال الكبير التي تفوق متوسطاتها القياسية أقل بكثير من 50%.
ولتحقيق هذه الفكرة؛ يقترح الراحل هاري براون، محرر نشرة إخبارية تسمى "تقارير هاري براون الخاصة"، بإنشاء محفظتين منفصلتين، واحدة دائمة والأخرى للمضاربات. سيحتوي الأول على الجزء الأكبر من أصولك وسيتم استثماره في صناديق المؤشرات والاحتفاظ به على المدى الطويل مع تغيير بسيط أو بدون تغيير. ستحتوي محفظة المضاربة على أموال لاستثمارها في المدى القصير واستخدامها للتغلب على السوق.
ونظرًا لأن معظم أصولك ستكون في المحفظة الدائمة، فأنت لا تخاطر بأمنك المالي للتقاعد من خلال محاولة التغلب على السوق، حيث من المؤكد تقريبًا احتمالية التخلف عن السوق على المدى الطويل.
مادة إعلانية تابعوا آخر أخبار العربية عبر Google News صناديق الاستثمار صناديق المؤشرات أسواق الأسهم الذكاء الاصطناعي سوق الأوراق الماليةالمصدر: العربية
كلمات دلالية: صناديق الاستثمار صناديق المؤشرات أسواق الأسهم الذكاء الاصطناعي سوق الأوراق المالية صنادیق الاستثمار من الصنادیق
إقرأ أيضاً:
مؤشرات أخلاقيات المنظمة (2)
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
هناك عدة مؤشرات توضح إذا ما كانت أي منظمة تتميز بالسلوك الأخلاقي أم لا، أهمها توجه المنظمة نحو النتائج، إذ لا ينبغي للمنظمة أن تسعى إلى تحقيق النتائج بأي ثمن. بل يجب أن يتم كل العمل لتحقيق النتائج ضمن منظومة القيم الخاصة بالشركة. ويجب تحقيق النتائج في سياق تطوير المنتجات وفقًا لاحتياجات العملاء، ويجب إنتاجها وتسليمها بسعر عادل لجميع الأطراف المعنية. وفي الشركة الأخلاقية، تكون النتائج أكثر من مجرد أرقام. فهي معايير ودروس للمستقبل وأهداف للحاضر.
كذلك المنظمات التي تنجح وتنمو؛ تفعل ذلك من خلال المخاطرة. لا تلتزم هذه المنظمات بالمسار الآمن. الشركات العظيمة تبتكر، وتشجع التفكير "خارج الصندوق"، وتجرب أشياء جديدة. هذه الشركات تعيد اختراع نفسها وتكافئ المجازفين.
طالما يتم الالتزام بفلسفة الشركة الأخلاقية، فإن المخاطرة لا تشكل تهديدًا للأخلاق. الشركات العظيمة تجتذب الموظفين الذين على استعداد للمخاطرة. ويتم تشجيع الموظفين ودعمهم ومكافأتهم على المخاطرة المحسوبة. إذا كانت المخاطر تؤتي ثمارها، فإن المجازفين يتقاسمون المكافآت. إذا لم تؤتي المخاطر ثمارها، يتم إجراء مراجعات لتحليل ما حدث خطأ وما يجب القيام به في المستقبل لتجنب الوقوع في هذا الفخ.
بالإضافة إلى الشغف، فالمنظمات العظيمة تتكون من أشخاص لديهم شغف بما يفعلونه. هؤلاء هم الأشخاص الذين يعملون من أجل تحدي الوظيفة وليس فقط من أجل الحصول على راتب. هؤلاء الموظفون متحمسون ويعتقدون أن عملهم يمكن أن يحدث فرقًا. يظهر الناس شغفهم بطرق مختلفة، يمكن أن يكون ذلك من خلال بذل جهد إضافي في مشروع أو العمل في عطلة نهاية الأسبوع أو حتى التشجيع بحماس. بدون الشغف، يبذل الموظفون الحد الأدنى من الجهد في العمل.
ثم المثابرة، يتمتع العاملون في المنظمات المتميزة بالإرادة للاستمرار. فهم يواصلون العمل حتى عندما لا تكون النتائج على النحو المرغوب، أو عندما يرفض العملاء الشراء. وهذا الاستمرار هو نتيجة لشغفهم بما يفعلونه. فهم يعملون بجدية أكبر، ويستمرون في المخاطرة. ويتصرفون بشرف ونزاهة. ويركزون على احتياجات ورغبات العملاء. ولا يشعرون بالرضا إلا عندما يحققون الأهداف والنتائج المتوقعة.