عواصم " وكالات": تستعد المفوضية الأوروبية- الذراع التنفيذي للاتحاد الأوروبي- للتوصية ببدء المفاوضات من أجل انضمام أوكرانيا للتكتل.

ونقلت وكالة بلومبرج للأنباء عن مصادر مطلعة قولها إن من المتوقع أن توصي المفوضية الشهر المقبل بالبدء في عملية انضمام أوكرانيا للاتحاد الأوروبي التي قد تستغرق سنوات، ولكنها ربما تتمسك بضرورة إحراز تقدم في بعض المجالات ذات الأولوية مثل الفساد، كخطوات انتقالية.

وأضافت المصادر، التي اشترطت عدم الكشف عن هويتها، أنه بمجرد تقدم المفوضية التوصية، سوف يقوم زعماء الاتحاد الأوروبي بالمصادقة عليها، ومن المرجح أن يتم ذلك خلال قمتهم المزمعة في ديسمبر المقبل.

وسوف تبدأ أوكرانيا بعد ذلك في عملية مطولة لاستكمال إصلاحات وتوفيق أوضاعها مع تشريعات الاتحاد الأوروبي في أكثر من ثلاثين مجالا، بما في ذلك سيادة القانون والاقتصاد.

ويمثل انضمام أوكرانيا اختبارا كبيرا لقياس قدرة الاتحاد الأوروبي على استيعاب أعضاء جدد وتوفيق آلية اتخاذ القرار داخل التكتل، كما تتعقد هذه المسألة في ظل الحرب الروسية على أوكرانيا.

وسوف يناقش زعماء الاتحاد خلال اجتماعهم في غرناطة بإسبانيا مطلع الشهر المقبل توسيع عضوية التكتل وكيفية الاستعداد لضم أعضاء جدد، بما في ذلك دول غرب البلقان ومولدوفا.

وكانت رئيسة المفوضية أورسولا فان دير لاين قد صرحت في وقت سابق أنه يتعين على الاتحاد أن يواصل عملية التكامل مع إبقاء الباب مفتوحا امام انضمام اعضاء جدد من أجل "إعطائنا الثقل الجيوسياسي والقدرة على العمل".

قصف المقر العام للأسطول الروسي في القرم

وفي سياق الاعمال القتالية، شنت اوكرانيا اليوم الجمعة ضربة صاروخية على المقر العام للاسطول الروسي في البحر الاسود والواقع في وسط مدينة سيفاستوبول في القرم، وفق ما افاد مسؤول محلي، قائلاً إنه يخشى وقوع ضربة أخرى.

وكتب الحاكم الذي عيّنته روسيا في المنطقة الإدارية في سيفاستوبول ميخائيل رازفوجايييف على تلغرام ان "الجيش الاوكراني شن هجوماً صاروخياً على المقر العام للاسطول".

ولفت الى أنه "يجري تحديد" حصيلة لضحايا محتملين والى أن حطاماً سقط قرب مسرح لوناتشارسكي المجاور.

وأفادت وكالة تاس الرسمية الروسية، بأن عدداً كبيراً من سيارات الإسعاف توجهت إلى المكان. وأظهرت صور نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مبنى تشتعل فيه النيران.

وقالت السلطات الروسية إنها تخشى وقوع هجوم جديد ودعت السكان إلى توخي الحذر.

وقال رازفوجاييف "أطلب منكم التزام الهدوء وعدم نشر صور أو مقاطع فيديو" لمكان وقوع الهجوم، حيث تنشط خدمات الطوارئ.

وأضاف في منشور آخر أنه "من المحتمل وقوع هجوم جديد. لا تأتوا إلى وسط المدينة، ابقوا داخل المباني. وبالنسبة لأولئك القريبين من مقر الأسطول، توجهوا إلى الملاجئ في حال سماع صفارات الإنذار".

ويتمركز أسطول البحر الأسود الروسي في ميناء سيفاستوبول، وهو أحد مراكز قيادة العمليات الروسية ضد أوكرانيا.

في 31 يوليو 2022، أصيب ستة أشخاص بجروح جراء ضربة بطائرة مسيّرة متفجرة على هذا المقر، وهو مبنى أبيض مهيب على الطراز الكلاسيكي، يقع في وسط سيفاستوبول بالقرب من حدائق ومتاحف يقصدها العديد من الأشخاص.

وتُستهدف شبه جزيرة القرم، وسيفاستوبول خصوصاً، منذ أسابيع عدة بهجمات أوكرانية تنفذها مسيرات جوية وبحرية على سفن وبنى تحتية عسكرية في تحد للدفاعات البحرية والجوية الروسية.

وتؤدي شبه جزيرة القرم دوراً أساسياً في إمداد القوات الروسية في جنوب أوكرانيا وفي سيطرة روسيا على السواحل الأوكرانية على البحر الأسود وبحر آزوف.

زيلينسكي: أوكرانيا تعتزم بدء إنتاج الأسلحة

وفي جانب التصريحات الاعلامية اليومية، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم الجمعة في ختام زيارة للولايات المتحدة إن أوكرانيا والولايات المتحدة اتفقتا على بدء إنتاج مشترك للأسلحة في خطوة ستمكن كييف من البدء في إنتاج أنظمة دفاع جوي.

وقال زيلينسكي في خطابه اليومي للأوكرانيين اليوم إن الاتفاق طويل الأجل سيوفر فرص عمل وقاعدة صناعية جديدة في أوكرانيا التي عصفت الحرب بالتدخل الروسي باقتصادها.

وقال زيلينسكي في مقطع فيديو نشر على الموقع الإلكتروني للرئاسة صباح اليوم الجمعة "كانت زيارة مهمة جدا لواشنطن.. نتائجها مهمة للغاية".

وأضاف "سنعمل معا حتى تنتج أوكرانيا الأسلحة اللازمة بالتعاون مع الولايات المتحدة. الإنتاج المشترك في (قطاع) الدفاع مع الولايات المتحدة شيء تاريخي".

تكثف كييف الجهود من أجل تعزيز إنتاج الأسلحة محليا قدر الإمكان لأن الحرب الدائرة منذ 19 شهرا جعلت الطلب هائلا على الأسلحة والذخيرة لصد الهجمات الروسية على امتداد خط أمامي طوله ألف كيلومتر. وأسفرت الضربات الجوية الروسية في أنحاء أوكرانيا عن أضرار واسعة النطاق ومقتل كثيرين.

وقال زيلينسكي إن وزارة الصناعات الاستراتيجية، التي تشرف على إنتاج الأسلحة في أوكرانيا، وقعت اتفاقات تعاون مع ثلاث هيئات، مما يوحد جهود أكثر من ألفي شركة دفاع أمريكية، بشأن احتمالات العمل مستقبلا في أوكرانيا.

وأضاف "نتأهب لإنشاء نظام منظومة دفاعية جديدة مع الولايات المتحدة لإنتاج أسلحة لتعزيز الحرية بشكل أكبر وحماية الأرواح معا"، لكن دون الخوض في مزيد من التفاصيل.

ومضى الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي يؤكد أن جنوده بلاده حرروا بلدة باخموت وبلدتين أخريين.

ونقلت شبكة (سي.إن.إن) الإخبارية الأمريكية عن زيلينسكي قوله "سنحرر باخموت. أعتقد أننا سنحرر بلدتين أخريين" رغم أنه لم يحدد اسماء أماكن أخرى.

وأضاف "لدينا الخطة. خطة شاملة جدا جدا".

وتحدث إلى وسائل الإعلام أمس الخميس، خلال زيارته إلى الولايات المتحدة، قبل أن يغادر إلى كندا، حيث سيجري محادثات لاحقا.

ودفعت روسيا ثمنا باهظا لاحتلال باخموت، حيث خسرت جنودا، أكثر مما خسرته في معارك أخرى، منذ الحرب على أوكرانيا.

وتمكن المقاتلون الأوكرانيون من الصمود في مايو الماضي، حيث دافعوا عن البلدة التي تقع في منطقة "دونباس" شرق البلاد، في قتال أسفر عن سقوط عدد كبير من القتلى.

كانت قوات مجموعة فاجنر العسكرية الروسية الخاصة قد استولت على باخموت في وقت سابق العام الجاري وسلمتها للقوات الروسية.

سفينة محملة بالقمح تغادر مرفأ أوكرانيا

وفي سياق آخر، ابحرت سفينة محملة بالقمح من مرفأ أوكراني متوجهة إلى مصر، وفق ما أعلنت السلطات الأوكرانية، مشيرة إلى أنها ثاني مرة هذا الأسبوع تسلك سفينة الممر البحري الذي اقامته كييف للالتفاف على الحصار والتهديدات الروسية.

وأفاد وزير البنى التحتية الأوكراني أولكسندر كوبراكوف على منصة إكس أن "سفينة أرويات غادرت مرفأ تشورنومورسك محملة بـ17600 طن من القمح الأوكراني، في طريقها إلى مصر".

وكانت سفينة أولى محملة بالقمح غادرت هذا المرفأ في 19 سبتمبر.

وتسعى أوكرانيا لإقامة ممرات بحرية آمنة لتصدير منتجاتها الزراعية، بعد انسحاب روسيا في منتصف يوليو من اتفاق تصدير الحبوب الذي وقع صيف 2022 مع كييف برعاية الأمم المتحدة وتركيا، وهدف الى تسهيل تصدير الحبوب الأوكرانية، الحيوية للأمن الغذائي العالمي.

وتشكل هذه الممرات البحرية التي تمر بمحاذاة سواحل الدول الحليفة لأوكرانيا وصولا إلى البوسفور، تحديا للتهديدات الروسية بضرب السفن التي تدخل أو تخرج من الموانئ الأوكرانية.

وتسعى كييف لإقامة طرق إمداد إلى إفريقيا التي تحتاج إلى المنتجات الزراعية الأوكرانية، والتصدي فيها للنفوذ الروسي، فيما وعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعض دول القارة هذا الصيف بتسليمها كميات من القمح مجانا.

ويعتبر إنتاج روسيا وأوكرانيا أساسيا للأمن الغذائي العالمي، في وقت أدى الهجوم الروسي على أوكرانيا والعقوبات الدولية المفروضة على موسكو إلى اضطرابات في الإمدادات والأسواق العالمية.

وتسعى القوات المسلحة الأوكرانية أيضًا منذ أسابيع عدة لمواجهة السيطرة العسكرية الروسية على البحر الأسود، لا سيما من خلال مهاجمة شبه جزيرة القرم مقر الأسطول الروسي والتي ضمتها موسكو في 2014.

وتزايدت الهجمات الجوية والبحرية بطائرات مسيّرة، والضربات الصاروخية، وخصوصاً على سيفاستوبول، قاعدة الأسطول الروسي.

وتعرض حوض بناء سفن هناك لهجوم الأسبوع الماضي، وأعلنت كييف مسؤوليتها عن تدمير سفن عسكرية.

وأعلنت السلطات الروسية اليوم الجمعة تعليق جميع عمليات النقل البحري للركاب من سيفاستوبول حتى إشعار آخر، بدون تقديم توضيح.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الولایات المتحدة الیوم الجمعة الروسی فی

إقرأ أيضاً:

بعد رفض موسكو التفاوض مع زيلينسكي..واشنطن ترغب انتخابات رئاسية في أوكرانيا

أعلن مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الخاص إلى أوكرانيا وروسيا كيث كيلوغ، أن الولايات المتحدة تريد انتخابات في أوكرانيا، ربما بحلول نهاية العام، خاصة إذا تمكنت كييف من الاتفاق على هدنة مع موسكو في الأشهر المقبلة.

وأضاف في مقابلة أن الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الأوكرانية التي علقت في ظل الحرب مع روسيا "يجب أن تتم".

وقال: "معظم الدول الديمقراطية تجري انتخابات في أوقات الحروب فيها. أعتقد أن من المهم فعل ذلك.. أرى ذلك في صالح الديمقراطية. هذا هو جمال الديمقراطية الراسخة.. لديك أكثر من مرشح محتمل".

واشنطن تطالب كييف بإجراء انتخابات بعد الحربhttps://t.co/zEByUXnnac

— 24.ae (@20fourMedia) February 1, 2025 إبرام الهدنة

ويقول ترامب وكيلوغ إنهما يعملان على وضع خطة للتوسطفي إبرام اتفاق خلال الأشهر القليلة الأولى من ولاية الإدارة الأمريكية الجديدة لإنهاء الحرب التي اندلعت بعد غزو روسيا لجارتها في فبراير (شباط ) 2022.
ولم يكشفا الكثير من تفاصيل استراتيجيتهما لإنهاء أعنف صراع في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، ولا موعد طرح هذه الخطة..

ولا يزال العمل جارياً على وضع خطة ترامب ولم تتخذ أي قرارات سياسية، لكن مصدرين مطلعين ومسؤولاً أمريكياً سابقاً مطلعاً على مقترح الانتخابات، قالوا إن كيلوغ، ومسؤولين آخرين في البيت الأبيض بحثوا في الأيام القليلة الماضية حمل أوكرانيا على الموافقة على الانتخابات في إطار هدنة مبدئية مع روسيا.

وقال المصدران المطلعان، إن مسؤولي الإدارة يبحثون أيضاً سبل الدفع من أجل وقف مبدئي لإطلاق النار قبل محاولة التوسط في اتفاق أكثر استمرارية. وقالت المصادر إنه إذا نظمت الانتخابات الرئاسية في أوكرانيا، فقد يكون الفائز مسؤولاً عن التفاوض على اتفاق أطول أمداً مع موسكو. ورفضت المصادر نشر أسمائها. ومن غير الواضح كيف ستستقبل كييف اقتراح ترامب.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن أوكرانيا ربما تنظم انتخابات هذا العام إذا انتهى القتال ووضعت ضمانات أمنية قوية لردع روسيا عن الإقدام على الأعمال القتالية من جديد.

وقال مستشار كبير في كييف ومصدر بالحكومة الأوكرانية إن إدارة ترامب لم تطلب رسمياً بعد من أوكرانيا إجراء انتخابات رئاسية بحلول نهاية العام.

AP Interview: Zelenskyy says excluding Ukraine from US-Russia talks about war is 'very dangerous' https://t.co/MO8oMKfzMd

— KSAT 12 (@ksatnews) February 2, 2025 قواعد الديمقراطية

كان يفترض أن تنتهي ولاية زيلينسكي في 2024، لكن الأحكام العرفية التي فرضتها أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022 حالت دون إجرائها. 

وقال مسؤولان أمريكيان سابقان إن واشنطن أثارت قضية الانتخابات مع كبار المسؤولين في مكتب زيلينسكي في 2023 و 2024 أثناء إدارة جو بايدن السابقة.

وأضافا أن مسؤولين من وزارة الخارجية الأمريكية والبيت الأبيض أبلغوا نظراءهم الأوكرانيين بضرورة إجراء الانتخابات للحفاظ على القواعد الدولية والديمقراطية.

وقال المسؤولان الأمريكيان السابقان إن مسؤولين في كييف رفضوا إجراء الانتخابات خلال محادثات مع واشنطن في الأشهر القليلة الماضية، وأخبروا مسؤولي إدارة بايدن بأن إجراء انتخابات في مثل هذه اللحظة المتقلبة في تاريخ أوكرانيا من شأنه أن يقسم القادة الأوكرانيين، وقد يشجع حملات التأثير الروسية.

ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، قوله في 27 يناير (كانون الثاني) إن الاتصالات المباشرة بين موسكو وإدارة ترامب لم تبدأ بعد.

وتقول وزارة الخارجية الروسية إنها لا تزال تنتظر موافقة الولايات المتحدة على مرشحها الجديد لمنصب سفير موسكو في واشنطن الذي لا يزال شاغراً.

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، علناً إنه لا يعتقد أن زيلينسكي زعيم شرعي في غياب تفويض انتخابي جديد، وأن الرئيس الأوكراني لا يتمتع بالحق القانوني في التوقيع على وثائق ملزمة في اتفاق سلام محتمل.

مقالات مشابهة

  • بعد لقائه بترامب.. زيلينسكي: يجب على أوكرانيا أن تنتقل إلى المحادثات مع روسي
  • الخارجية الروسية: مرتكبو الهجوم الأوكراني ضد المدرسة الداخلية في سودجا سيواجهون العدالة
  • بداية لمرحلة جديدة في حرب أوكرانيا.. زيلينسكي يفتح الباب أمام مفاوضات مع موسكو
  • «ترامب» يتحدث عن انتخابات في أوكرانيا و«زيلينسكي» ينتقد التصريحات!
  • أوكرانيا: ارتفاع قتلى الجيش الروسي إلى 840 ألفا و360 جنديًا منذ بدء العملية العسكرية
  • بعد رفض موسكو التفاوض مع زيلينسكي..واشنطن ترغب انتخابات رئاسية في أوكرانيا
  • هجمات صاروخية مكثفة تعزز التقدم الروسي في الشرق الأوكراني
  • وزارة الدفاع الروسية: خسائر الجيش الأوكراني تتجاوز 56 ألف جندي في كورسك
  • أوكرانيا: ارتفاع عدد قتلى الجيش الروسي إلى 837 ألف جندي منذ بدء العملية العسكرية
  • أوكرانيا: ارتفاع عدد قتلى الجيش الروسي إلى 837 ألف جندي منذ بدء الحرب