بدأ اليوم الجمعة عرض فيلم "الحدود الخضراء" (The Green Borders) للمخرجة البولندية أنيسكا هولاند في 250 دار سينما في بولندا، وفرضت الحكومة تشغيل مقطع فيديو للتحذير مما اعتبرته أكاذيب يتضمنها الفيلم.

الظاهرة التي تحدث للمرة الأولى في العالم كتبت كلمة النهاية لمعركة بدأتها الحكومة منذ بدء إنتاج العمل، لكنها زادت بعد قرار اختياره للمنافسة على جوائز الأوسكار من قبل لجنة مستقلة عن الحكومة رسميا.

وتسلط المخرجة أنيسكا هولاند الأضواء في فيلمها الدرامي على أزمة أسرة سورية لاجئة عالقة على الحدود البولندية خلال أزمة اللاجئين الشهيرة عام 2021، وسط الغابات والأجواء الباردة.

وعرض فيلم "الحدود الخضراء" لأول مرة في مهرجان فينيسيا السينمائي في وقت سابق من هذا الشهر، حيث حصل على جائزة لجنة التحكيم الخاصة، كما أشاد النقاد بالفيلم، ووصفته مجلة "هوليود ريبورتر" (The Hollywood Reporter ) بأنه واحد من بين أفضل 15 فيلما في المهرجان.

حكاية أسرة سورية لاجئة

يتتبع "الحدود الخضراء" عائلة من اللاجئين السوريين ومدرس لغة إنجليزية من أفغانستان وحارس حدود. يجتمعون على الحدود البولندية البيلاروسية، وتنضم إليهم عالمة النفس جوليا (ماجا أوستاسزيفسكا) كشاهدة ومشاركة في الأحداث الدرامية على الحدود البولندية البيلاروسية بعد انتقالها إلى هناك.

وإدراكًا منها للمخاطر والعواقب القانونية، انضمت إلى مجموعة من الناشطين الذين يساعدون اللاجئين في التخييم بالغابات في المنطقة التي أعلنت فيها حالة الطوارئ.

يتحول الضحايا -دون أن يعلموا- إلى أدوات للضغط السياسي من قبل السلطات البيلاروسية، ليتساءل الجميع في اللحظة نفسها: أين الإنسانية؟!

وكانت المخرجة البولندية التي تبلغ من العمر 74 عاما قد تفاعلت مع أزمة الآلاف من اللاجئين -أغلبهم من سوريا والشرق الأوسط- على الحدود البولندية البيلاروسية عام 2021، حين أغلقت بولندا الحدود عليهم بعد قدومهم من بيلاروسيا وسط أجواء الجوع والبرد، وقامت ببناء سور بارتفاع 3.5 أمتار لمنعهم من العبور.

كتبت هولاند السيناريو كعمل درامي صورت خلاله محنة اللاجئين الذين تقطعت بهم السبل على الحدود الطبيعية بين بولندا وبيلاروسيا، حيث تم إغراء المهاجرين، ومعظمهم من سوريا والشرق الأوسط، بالخروج إلى الحدود عن طريق الدعاية من قبل النظام البيلاروسي، والذي وعدهم بالمرور السهل إلى الاتحاد الأوروبي.

بلغ من شعور الحكومة البولندية بالقلق من العمل أثناء تصويره وقبل عرضه الأول في فينيسيا أن شبه وزير العدل زبيغنيو زيوبرو الفيلم بـ"الدعاية النازية" بسبب تصويره السلبي للشرطة البولندية وحرس الحدود.

الرئيس شخصيا

وفي ظهور تلفزيوني، كرر الرئيس البولندي أندريه دودا أيضًا تشبيه الفيلم بالدعاية بالنازية، داعيًا إلى مقاطعته، وقال "فقط الخنازير هي التي تجلس في السينما"، وهو شعار الحرب العالمية الثانية الذي استخدمته المقاومة البولندية أثناء الاحتلال الألماني عندما كانت الدعاية النازية تتم عبر عرض الأفلام في المسارح البولندية.

وقالت المخرجة أنيسكا هولاند لـ"هوليود ريبورتر" ردا عليه: "إنه أمر مضحك للغاية، حقا، أن اتهمني وزير الظلم بأنني نازية، وفي مؤتمر صحفي عقد مؤخرا، قارن فيلمي بالدعاية الستالينية، لذا فأنا على ما يبدو هتلر وستالين في نفس الوقت".

وأشارت المخرجة إلى أن بعض أشهر أفلامها بما في ذلك فيلم "أوروبا" 1990 الذي رشح لجائزة الأوسكار، و"في الظلام" (2011) يحكيان قصة معاناة اليهود أثناء الهولوكوست، أما فيلم "السيد جونز" لعام 2019، فيدور حول المجاعة التي سببها ستالين في أوكرانيا في ثلاثينيات القرن العشرين، والتي يشار إليها محليًا باسم هولودومور.

موجة كراهية

وضاعفت الحكومة البولندية -التي تستعد لإعادة انتخابها في 15 من أكتوبر/تشرين الأول المقبل- من هجماتها على "الحدود الخضراء"، حيث ظهر وزير الداخلية مع متحدثة باسم حرس الحدود الوطني، واصفًا فيلم هولاند بأنه "سخرية مثيرة للاشمئزاز ومضر بضباط حرس الحدود والجنود وكل أولئك الذين يدافعون عن الحدود البولندية معرضين صحتهم وحياتهم للخطر".

إلى جانب ما تسميه "موجة الكراهية" ضد فيلمها، تقول هولاند إن هناك "موجة تضامن" من الكثيرين في بولندا ومن مجتمع السينما الدولي، فقد كتبت مجموعات من بينها أكاديمية السينما الأوروبية، ومخرجو الشاشة الأوروبيون، وجمعية المرأة في السينما البولندية، رسائل دعم عامة للمخرجة البالغة من العمر 74 عامًا.

ويعتبر فيلم "الحدود الخضراء" -الذي نال استحسانا دوليا- وقدمته مخرجة بولندية أسطورية رشحت مرتين لجائزة الأوسكار، من بين الأعمال المرشحة بقوة للفوز بالجائزة الأرفع في عالم السينما.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: على الحدود البولندیة

إقرأ أيضاً:

بولندا تعتزم خفض عدد الموظفين بسفارتها في لبنان

أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية البولندية باول رونسكي اليوم الثلاثاء، أن بلاده ستقلص عدد العاملين بسفارتها في لبنان على خلفية الوضع الأمني هناك. 

استمرار التحليق المكثف للطيران الإسرائيلي في لبنان العراق يدعو لاجتماع طارئ بالجامعة العربية لمساندة لبنان

وقال المتحدث - حسبما أذاع راديو بولندا اليوم - إن السلطات اتخذت القرار بناء على الوضع الحالي في المنطقة وتصاعد التوترات في الشرق الأوسط، موضحا أن عددا من العاملين في السفارة البولندية في بيروت سيعودون إلى بولندا خلال الأيام المقبلة.

وأضاف أن الخارجية البولندية ستساعد المواطنين الراغبين في مغادرة لبنان على العودة إلى بولندا.

الرئيس العراقي: قتل إسرائيل للمدنيين إهانة للمجتمع الدولي

أكد الرئيس العراقي عبداللطيف رشيد، اليوم الثلاثاء، أهمية الحفاظ على سيادة بلاده، فيما أشار إلى أن قرار حكومة جيش الاحتلال الإسرائيلي بقتل الأطفال والنساء والمدنيين إهانة للمجتمع الدولي، بحسب القاهرة الإخبارية.

 

 

وقال "رشيد" في كلمة خلال مشاركته في اجتماع ائتلاف إدارة الدولة، إنه "يجب الحفاظ على سيادة العراق، والعمل الجاد على تعزيز الأمن والاستقرار في أرجائه كافة"، مثمنًا "مواقف الكتل والأطراف السياسية الداعمة للشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة في مختلف المجالات الإعلامية والسياسية والإنسانية".

 

وأكد أن "خطر العدوان قائم ومستمر، وقرار حكومة العدو في قتل الأطفال والنساء والمدنيين يعد إهانة للمجتمع الدولي وللأمم المتحدة"، مُشددًا "على ضرورة وحدة المواقف في هذه الظروف الحساسة والخطيرة التي تمر بها المنطقة"، بحسب وكالة الأنباء العراقية (واع).

 

ولفت إلى "أهمية أن تكون القرارات موحدة ومقبولة من جميع الأطراف السياسية مع العمل على تماسك الجبهة الداخلية"، مشيرًا إلى "ضرورة التنسيق مع جميع القوى السياسية وحتى التي هي خارج ائتلاف إدارة الدولة من أجل صياغة موقف موحد لدعم القضية الفلسطينية أمنيًا، وسياسيًا، وإعلاميًا وإنسانيًا".

 

وأكد "أهمية التنسيق مع الدول التي لديها مواقف واضحة في مناهضة العدوان والمؤيدة للشعب الفلسطيني في حق تقرير مصيره وتحقيق دولته المستقلة وعلى كامل ترابه الوطني".

 

وكان اجتماع ائتلاف إدارة الدولة قد ناقش التداعيات المستمرة نتيجة تواصل العدوان الصهيوني على لبنان الشقيق.

 

كما حمل ائتلاف إدارة الدولة، خلال الاجتماع، المجتمع الدولي المسؤولية الكاملة للقيام بالواجب الإنساني والأخلاقي لوقف ما يجري من مجازر وحشية وظلم وانتهاك للسيادة.

 

كما بحث الاجتماع الإعلان المشترك بين العراق والتحالف الدولي لمحاربة داعش، وإتمام الاتفاق على إنهاء وجود هذا التحالف على الأرض العراقية بحلول سبتمبر من العام القادم.

 

وأكد الائتلاف "أهمية حسم تسمية رئيس مجلس النواب بأسرع وقت"، داعيًا إلى "استمرار الجهود التي يبذلها في هذا المسار".

الرئيس العراقي يؤكد أهمية الحفاظ على سيادة بلاده ووحدة مواقفه خلال هذه الظروف "الخطيرة"

أكد الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد، اليوم /الثلاثاء/، أهمية الحفاظ على سيادة العراق، والعمل الجاد على تعزيز الأمن والاستقرار في أرجائه كافة.

وشدد الرئيس العراقي - خلال مشاركته في اجتماع ائتلاف "إدارة الدولة" الذي عقد بالعاصمة "بغداد" حسبما أذاعت وكالة الأنباء العراقية (واع) اليوم - على ضرورة وحدة المواقف في هذه الظروف الحساسة والخطيرة التي تمر بها المنطقة.

كما أكد أهمية أن تكون القرارات موحدة ومقبولة من جميع الأطراف السياسية مع العمل على تماسك الجبهة الداخلية، مشيراً إلى ضرورة التنسيق مع جميع القوى السياسية وحتى التي هي خارج ائتلاف إدارة الدولة من أجل صياغة موقف موحد لدعم القضية الفلسطينية أمنيا، وسياسيا، وإعلاميا وإنسانيا".

مقالات مشابهة

  • الوطني الحر: حكومة العدوّ هي التي تجهض كل المحاولات لوقف اطلاق النار
  • وزير الإدارة المحلية والبيئة يبحث مع رئيس بعثة مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في سورية سبل تطوير التعاون المشترك
  • بولندا تعتزم خفض عدد الموظفين بسفارتها في لبنان
  • الخطوط الجوية البولندية تعتذر بعد أن أضطر مراسل بي بي سي إلى “الزحف على الأرض” على متن طائرة
  • حكومة السوداني:رغم العجز المالي ومديونية العراق التي تجاوت (90) مليار دولار لكننا سنعمر الجنوب اللبناني ونستمر في دعم حزب الله اللباني
  • الجوع والأمراض وجرائم النهب تحاصر اللاجئين السودانيين في شرق تشاد
  • "لوف مي" يتوج بلقب كأس الوثبة في بولندا
  • المهر “لوف مي” يحرز لقب كأس الوثبة في بولندا
  • إسرائيل تحاصر الحدود وتستعد لمناورة برية في لبنان
  • «لوف مي» بطل كأس الوثبة في بولندا