الجزيرة:
2024-09-20@00:12:21 GMT

كيف ستواجه أرمينيا تداعيات خروج قره باغ عن سيطرتها؟

تاريخ النشر: 22nd, September 2023 GMT

كيف ستواجه أرمينيا تداعيات خروج قره باغ عن سيطرتها؟

أحيت أرمينيا عيد استقلالها الـ32 باحتجاجات حاشدة لم تتوقف منذ أن شنت أذربيجان هجوما واسع النطاق على إقليم ناغورني قره باغ يوم 19 سبتمبر/أيلول الجاري انتهى باستسلام الإقليم في اليوم التالي.

ففي مقابل ضربات المدفعية الثقيلة والدبابات والطائرات الأذربيجانية، كانت أوامر رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان لجيشه بعدم التدخل في القتال الذي كان يمكن أن يكرر سيناريو الحرب الدموية عام 2020.

ولم تشارك يريفان في صياغة اتفاق وقف إطلاق النار الذي اقترحته قوات حفظ السلام الروسية، وحرصت على تأكيد أن قواتها لم تكن على أراضي الإقليم. كما شدد باشينيان على وجود محاولات لجر أرمينيا إلى صراع عسكري مع أذربيجان، وتعهد بعدم اتخاذ "إجراءات متهورة".

ويرى مراقبون أنه بخلاف ذلك كان من الممكن أن تترتب عواقب وخيمة على يريفان، فالحرب الروسية مع جورجيا اندلعت وفق سيناريو مشابه بعد مقتل عناصر من قوات السلام الروسية في أوسيتيا الجنوبية عام 2008.


اتهامات

في كل الأحوال، وصل صدى قره باغ إلى يريفان سريعا، وبدأ السكان الغاضبون يتجمعون بحلول المساء في ساحة الجمهورية عند مقر الحكومة، حيث وجه المحتجون اتهامات لرئيس الوزراء بالخيانة وطالبوه بتقديم استقالته.

وبالقرب من أسوار السفارة الروسية، رفع المتظاهرون علم قره باغ، واتهموا موسكو وقوات حفظ السلام التابعة لها، التي كانت تشارك خلال هذه الساعات في إجلاء المدنيين في الإقليم، بـ"التقاعس" والخيانة، علمًا أن عديدا من العسكريين الروس لقوا حتفهم نتيجة الاشتباكات هناك.

وفي الوقت الذي كان يطالب فيه المتظاهرون السلطات بالاعتراف باستقلال قره باغ والتخلي عن أي مفاوضات مع باكو، ظهر قادة المعارضة بين الحشود، وسارعوا لركوب موجة الغضب الشعبي.

ومن هؤلاء زعيم كتلة المعارضة "أرمينيا الأم" أندرانيك تيفانيان المرشح لمنصب عمدة يريفان، الذي دعا المواطنين للنزول إلى الشوارع و"تغيير السلطة"، كما ناشد ضباط الشرطة الانضمام إلى المتظاهرين وعدم استخدام القوة ضدهم.

ويقول متابعون للشأن الداخلي في أرمينيا إن البلاد باتت على أعتاب مرحلة جديدة من عدم الاستقرار، تختلط فيها هذه المرة المواقف غير الراضية عن سياسات رئيس الوزراء الحالي الداخلية، بالشعور بفقدان قره باغ والقلق على مصير الأرمن هناك.

بين فكي كماشة

ويرى المحلل السياسي الأرمني أريغ كوشينيان أنه بعد العملية العسكرية الأخيرة، يمكن تعريف وضع أرمن قره باغ بأنهم وقعوا في "أسر أذربيجان"، وأنه في حال غادرت قوات حفظ السلام الروسية، فإنه من المحتمل حدوث "استفراد" بهم، مما سيؤجج التوتر مجددًا بين أرمينيا وأذربيجان، حسب رأيه.

ويتابع في حديث للجزيرة نت أن تفاقم الوضع في الإقليم لن يؤثر على منصب باشينيان، كونه لا يواجه أي انتخابات جدية في المستقبل القريب يمكن أن "تهزه"، فضلا عن أنه لديه متسع من الوقت قبل الانتخابات المقبلة لإعادة ضبط أجندته السياسية بالكامل وإعادة تشكيل وصياغة الشعارات التي سيعتمد عليها في الحملة المقبلة.

ويضيف كوشينيان أن التغيير قد يكون باللجوء لاستخدام القوة وخلق حالة اضطرابات، بالنظر إلى أن نحو 30 قوة سياسية ممن شاركت في الاحتجاجات أجرت جلسة نقاش انتهت بالاتفاق على تنسيق جميع الإجراءات لإزالة النظام الحالي من السلطة، وأن الأيام المقبلة ستظهر إذا ما كانت المعارضة ستتمكن من بدء إجراءات عزل باشينيان.


من جانبه، يرجح الخبير في شؤون القوقاز غور أماتونيان أن يكون "شركاء" باشينيان الغربيون هم من دفعوه للاعتراف بأن قره باغ أراض أذربيجانية، وهو ما اعتُبر إشارة لباكو للتحرك والتعامل مع الصراع في الإقليم كشأن داخلي صرف. وبتقديره، سيشكل هذا الموقف مادة دسمة للمعارضة لتصفية الحسابات مع رئيس الوزراء الحالي.

ويشير إلى أن السلطات الأذربيجانية لن تذهب إلى خيار خلق ظروف خاصة للأرمن، لأن هذا سيثير على الفور جدالا داخل البلاد حول أسباب تمتع أشخاص اتبعوا "سياسة انفصالية" بوضع خاص يميزهم عن بقية السكان.

العلاقة مع روسيا

من جانبه، يشير محلل الشؤون العسكرية إيغور كورتشينكو إلى تدهور غير مسبوق في العلاقات بين موسكو ويريفان بسبب ما يصفها بتصرفات باشينيان، الذي يحاول، بصفته سياسيا مواليا لواشنطن، جعل بلاده حليفا للغرب.

ووفقا له، بدأت يريفان بشكل متعمد في شن حملة إعلامية لتشويه سمعة موسكو والقيادة السياسية الروسية، مضيفا أنه بالتوازي مع ذلك بدأت مناورات عسكرية أرمينية أميركية واستفزازات مسلحة منتظمة من يريفان في إقليم قره باغ.

ويؤكد بشكل خاص على أن القيادة الحالية في أرمينيا "ضربت روسيا في الظهر"، في وقت تركزت فيه كل جهود الكرملين على حل مشاكل "العملية العسكرية الخاصة" ومواجهة العقوبات الغربية الواسعة النطاق عبر إطلاق خط نقل (الشمال والجنوب).

ولا يستبعد كورتشينكو أنه على خلفية الأزمة السياسية المتفاقمة بين موسكو ويريفان، قد يتبع ذلك استفزاز مسلح واسع النطاق من قبل الانفصاليين الأرمن بهدف التسبب في اشتباكات بين العسكريين الروس والأذربيجانيين، واستخدام ذلك ذريعة لإدخال فرقة مسلحة تابعة للاتحاد الأوروبي بتفويض دولي إلى المنطقة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: قره باغ

إقرأ أيضاً:

صفقة نجل أحيزون تصل القضاء وفعاليات الجديدة تطالب عامل الإقليم بالتصدي لها

زنقة 20 ا الرباط

تتجه العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان فرع الجديدة لوضع شكاية لفتح تحقيق في ظروف رسو صفقة النظافة بمدينة الجديدة من جديد على شركة نجل عبد السلام أحيزون.

وكان سكان المدينة طالبوا بعدم تكرار التجربة السابقة التي أساءت لهم كثيرا تعيش الجديدة على إيقاع احتقان كبير.

من جهتها دخلت جمعيات المجتمع المدني على الخط هذه القضية عبر توجيهها مراسلة إلى عامل إقليم الجديدة حول صفقة النظافة، منه “عدم التأشير على الصفقة إذا تم منحها لشركة أرما المسؤولة عن تردي النظافة بمدينة الجديدة في السنوات الأخيرة”، مفيدة أنها تحتفظ بحقها في الأشكال النضالية المشروعة مع مراسلة المسؤولين مركزيا وجهويا.

وجاءت المطالب لعامل الإقليم بناء على الاختصاص الممنوح له بخصوص الرقابة الإدارية، والسهر على تطبيق القانون، ومن موقع مسؤولية الجمعيات في الدفاع عن صرف المال العام بطريقة شفافة، والتصدي لكل من يفكر في التلاعب به، وذلك بعد اطلاعها على الأثمان المقترحة للصفقة.

وأفادت الجمعيات حسب مراسلتها فإن لجنة طلبات العروض التي ترأسها رئيس جماعة الجديدة اجتمعت شهر غشت 2024 وانهت اشغالها بفتح الأظرفة المالية للشركات الراغبة في الحصول على هاته الصفقة، ومباشرة بعد ذلك تم نشر العروض المالية المقترحة من طرف الشركات المعنية في بعض مواقع التواصل الاجتماعي.

ولفتت المراسلة إلى أنه “هاته العروض أثارت جدلا داخل الأوساط المحلية خاصة بعد ما شاعت بعض الأخبار حول وجود محاولات لتمرير الصفقة لشركة ارما التي فشلت في مهمتها والتي عانت معها ساكنة المدينة من انتشار الأزبال والروائح الكريهة بجميع شوارع المدينة وأزقتها طيلة ثماني سنوات والتي تابعها الجميع عبر مواقع التواصل الاجتماعي والجرائد الوطنية والمواقع الإلكترونية إضافة لمجموعة من الشكايات والعرائض والوقفات الاحتجاجية”.

مقالات مشابهة

  • قائد الحرس الثوري الإيراني في رسالة إلى حسن نصر الله: “إسرائيل” ستواجه رداً ساحقاً
  • مندوب فلسطين بالأمم المتحدة: إسرائيل تفرض سيطرتها على الأراضي المحتلة وتنتهك القانون الدولي
  • قائد حرس الثورة الإيراني لـ نصر الله: إسرائيل ستواجه رداً ساحقاً
  • إيران لحزب الله: إسرائيل ستواجه رداً ساحقاً
  • الرئيس السيسي يهنئ رئيس جمهورية أرمينيا بمناسبة الاحتفال بيوم الاستقلال
  • أرمينيا والانتخابات الأمريكية.. التأثيرات المحتملة على العلاقات الأمنية والسياسية
  • حكومة الإقليم: لانثق بالحكومة الاتحادية ولا بتعدادها السكاني !
  • المالية النيابية تحدد شروط شمول متقاعدي الإقليم بقانون التقاعد الاتحادي
  • صفقة نجل أحيزون تصل القضاء وفعاليات الجديدة تطالب عامل الإقليم بالتصدي لها
  • حمور زيادة: إذا وقعت مدينة الفاشر تحت سيطرة قوات الدعم السريع هذا يعني السيطرة على الإقليم كله