دمشق-سانا

علاقات صداقة عريقة ربطت على مدى عقود سورية والصين مستندة إلى إرث طويل من الروابط والمبادئ المشتركة المتعلقة بتكريس الحق والعدل والتوازن في العلاقات الدولية ودعم القضايا العادلة للشعوب وتوفير متطلبات الأمن والاستقرار والتنمية.

التبادل التجاري بين البلدين بدأ منذ مئات السنين، حيث وصل طريق الحرير القديم إلى دمشق وتدمر، فيما أقام البلدان علاقات دبلوماسية أُعلن عنها رسمياً في الأول من آب عام 1956 ووصل أول سفير صيني إلى دمشق في تشرين الأول عام 1957، بينما بدأت سفارة سورية لدى بكين أعمالها في تشرين الثاني من العام ذاته.

وتعد سورية من أوائل الدول العربية التي أقامت علاقات دبلوماسية مع الصين وهي من الدول التي طرحت مشروع قرار استعادة الصين لمقعدها الشرعي في الأمم المتحدة، وعلى مدى 67 عاماً منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين صمدت علاقاتهما الثنائية أمام اختبارات تغيرات الأوضاع الدولية وازدادت الصداقة متانة بينهما مع مرور الوقت لتمسكهما بمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول ورفضهما الهيمنة وسياسات القوة.

وأضافت زيارة السيد الرئيس بشار الأسد إلى الصين عام 2004 دفعاً إيجابياً جديداً لتعزيز العلاقات الثنائية بما ينسجم مع عراقة الصلات بين البلدين ومع تطلعات الشعبين، حيث كانت ناجحة على جميع الصعد إذ ناقش الرئيس الأسد والرئيس الصيني آنذاك هو جينتاو مجمل العلاقات الثنائية والإقليمية والدولية، وأكدا تمسكهما بالجهود الدولية لمحاربة الإرهاب وضرورة معالجة جذور المشكلة من كافة جوانبها.

وتم خلال الزيارة التوقيع على عدد من الاتفاقيات في مجالات النفط والغاز والري والمياه والزراعة والسياحة والتعاون الصناعي والصحي والتعليم العالي والبحث العلمي ومنع الازدواج الضريبي، كما اتفق الجانبان على إنشاء مجلس رجال أعمال سوري صيني مشترك الأمر الذي أسهم بتحقيق ارتفاع ملحوظ في قيمة التعاملات التجارية واتساع في جوانب التعاون المشترك على مختلف المستويات السياسية والاقتصادية والتكنولوجية.

وشهد التعاون السوري الصيني منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية قبل 67 عاماً نمواً متواصلاً في مختلف الميادين، حيث دعمت الصين سورية خلال الحرب الإرهابية المفروضة عليها، وكان لها موقف مبدئي تجاه الحل السياسي ورفض التدخل الأجنبي في شؤونها الداخلية، واستخدمت حق النقض “فيتو” ثماني مرات في مجلس الأمن الدولي منذ بداية الأزمة عام 2011 لإفشال مشاريع قرارات غربية تنتهك سيادة سورية، مؤكدة أن الشعب السوري هو من يقرر مستقبل بلده فضلاً عن دعمها المستمر لحق سورية في استعادة الجولان المحتل.

بالمقابل تؤكد سورية دعمها سيادة واستقلال ووحدة أراضي جمهورية الصين الشعبية، ورفضها سياسات الاستفزاز التي تمارسها الولايات المتحدة ضدها مشددة على أنها لا تعترف إلا بصين واحدة وتؤيد بشكل مطلق مواقف بكين المبدئية في مواجهة محاولات التدخل الخارجي في شؤونها الداخلية سواء في تايوان أو هونغ كونغ أو شينجيانغ.

علاقات البلدين تميزت بتحقيق المنفعة المتبادلة، وفي هذا الإطار جاء توجه سورية نحو الشرق متوافقاً مع المبادرة الصينية “الحزام والطريق” التي طرحها الرئيس الصيني عام 2013، والتي انضمت إليها سورية رسمياً مطلع عام 2022 كما تؤكد الصين أهمية المشاركة بإعادة إعمار ما دمره الإرهاب في سورية دون شروط مسبقة وتشدد على أهمية تعزيز التعاون التجاري والاقتصادي بين البلدين.

وفي إطار دعمها المستمر لسورية بمواجهة الحرب الارهابية والإجراءات القسرية الغربية أحادية الجانب قدمت الصين لسورية مئات حافلات النقل لتأمين وسائل النقل الضرورية وسد النقص الحاصل فيها الذي تسببت به الحرب الظالمة على الشعب السوري كما قدمت الكثير من الدعم في المجال الإنساني والإغاثي، بما فيها اللقاحات خلال جائحة كورونا والملابس والخيم والأدوية والأغذية والوحدات السكنية مسبقة الصنع وغيرها من مواد الإنقاذ العاجل بعد الزلزال المدمر الذي ضرب عدة محافظات في شباط الماضي عدا عن تنديد بكين الدائم بسرقة الولايات المتحدة لنفط سورية ووصفها ذلك بأنه لصوصية تساهم في تفاقم الأزمة الإنسانية في سورية ومطالبتها بمحاسبة واشنطن في المحافل الدولية.

وفي سياق التعاون الثنائي فإنه يوجد بين البلدين عشرات الوثائق الموقعة تتنوع بين اتفاقية ومذكرة تفاهم وبرنامج تنفيذي، شملت العديد من المجالات ذات الاهتمام المشترك، منها التعاون التجاري والفني والطاقة البديلة وتشجيع وحماية الاستثمار وتنمية وترويج الصادرات وحماية التراث وصيانة الآثار وهناك العديد من الإجراءات المتخذة لتطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين سواء في المجال التجاري أو الاستثماري والمالي وفي إطار مبادرة “الحزام والطريق” ومن خلال المنح والقروض وبناء القدرات والمساعدات الإنسانية.

جمعة الجاسم وعاليا عيسى

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

كلمات دلالية: بین البلدین

إقرأ أيضاً:

عراقجي يطلع النائب الاول لرئيس وزراء الصين على مستجدات المفاوضات الإيرانية-الأمريكية غير المباشرة

 

الثورة نت/

التقى وزير الخارجية الايراني “عباس عراقجي” الذي يزور الصين حاليا، عضو اللجنة الدائمة للمكتب السياسي للحزب الشيوعي الصيني والنائب الأول لرئيس مجلس الوزراء الصيني”دينغ شيويه شيانغ”،صباح اليوم في قاعة الشعب الكبرى.

وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية “إرنا”، أن عراقجي أطلع المسؤول الصيني خلال اللقاء على عملية المفاوضات الإيرانية-الأمريكية غير المباشرة ومستجداتها.

وأشارت الوكالة الى أنه في هذا اللقاء، وفي معرض اشارتهما للتاريخ الطويل للعلاقات الودية بين البلدين، استعرض الجانبان آخر مستجدات التعاون في إطار الشراكة الايرانية-الصينية الاستراتيجية الشاملة، وتبادلا وجهات النظر حول سبل تسريع تنفيذ خطة التعاون الشاملة الممتدة لـ25 عاما.

وأشار عراقجي الى مكانة الصين كشريك استراتيجي وموثوق لإيران، مؤكدا على أهمية تطوير التعاون على المستويين الثنائي والمتعدد الأطراف، بما في ذلك في إطار منظمة شنغهاي للتعاون ومجموعة البريكس.

وشرح وزير الخارجية الإيراني سياسة إيران ذات التوجه الآسيوي والتطورات الإقليمية والدولية، معتبرا أن التفاعل الوثيق بين الدول ذات التفكير المماثل، بما في ذلك إيران والصين، أمر ضروري لمواجهة البلطجة والأحادية، مؤكدا على عزم إيران الراسخ على توسيع العلاقات مع الصين بشكل شامل.

وفيما يتعلق بالتطورات الاقليمية والدولية، أوضح عراقجي وجهة نظر إيران في هذا السياق، وخاصة المخاطر الجسيمة الناجمة عن استمرار الكيان الصهيوني في ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية في فلسطين المحتلة، وإثارة الحروب في المنطقة المحيطة بها، فضلا عن العدوان الأمريكي المتكرر على اليمن، مؤكدا على ضرورة وجود استجابة عالمية فعالة وفورية لوقف الفوضى ومنع سيادة قانون الغاب في العلاقات الدولية.

كما اطلع وزير الخارجية الإيراني، في هذا اللقاء، المسؤول الصيني ، على عملية المفاوضات الايرانية-الأمريكية غير المباشرة ومستجداتها، مؤكدا على ان إيران ورغم تجاربها المريرة الماضية، فقد سارت على طريق الدبلوماسية بنوايا حسنة وجدية.

ومن جانبه، أعرب النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء الصيني “دينغ شيويه شيانغ” عن سعادته بالتوسع الشامل للعلاقات بين إيران والصين في جميع المجالات، واعتبر الشراكة الاستراتيجية بين البلدين نتاج الثقة والاحترام المتبادلين وتستند إلى المصالح المشتركة للبلدين، وأكد على إرادة القيادة الصينية لتعزيز العلاقات والتعاون مع إيران في جميع المجالات ذات الاهتمام المشترك.

واستطرد شيانغ واصفا تعزيز التنسيق والتفاعل الإيراني- الصيني بأنه مهم لحماية التعددية وسيادة القانون على المستوى الدولي، معتبرا التعاون بين البلدين مثالا قيما للتعاون بين دول الجنوب.

كما أكد النائب الأول لرئيس مجلس الدولة الصيني أيضا دعم بلاده لجهود إيران الهادفة إلى رفع العقوبات وإجراء محادثات بشأن الملف النووي.

مقالات مشابهة

  • جلالة السلطان المعظم ورئيسة الوزراء الإيطالية يستعرضان خلال اتصالٍ هاتفي علاقات الصداقة بين البلدين
  • السفير صلاح حليمة: زيارة الرئيس السيسي لجيبوتي منعطف كبير في التعاون بين البلدين
  • مباحثات سورية تركية لتعزيز التعاون السياحي بين البلدين
  • سفير الصين: زيادة حجم التبادل التجاري مع مصر لـ 17.4 مليار دولار
  • مبادرة الحضارة العالمية: شراكة جديدة بين الحضارتين الصينية والعربية
  • عراقجي يطلع النائب الاول لرئيس وزراء الصين على مستجدات المفاوضات الإيرانية-الأمريكية غير المباشرة
  • وزير الاستثمار يبحث مع سفير الصين سبل تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين
  • جلالة السلطان المعظم: المباحثات مع الرئيس الروسي تركّزت على بناء علاقات متينة طيبة بين البلدين
  • عبدالله بن زايد ووزير خارجية سريلانكا يبحثان علاقات الصداقة
  • الشارقة تبحث آفاق التعاون البلدي مع الصين