تثير تقارير وسائل الإعلام قلقًا كبيرًا حول سد النهضة، الذي يعد أحد أكبر السدود في إثيوبيا، ويعتبر مصدر توترات إقليمية بين إثيوبيا ومصر والسودان. ووفقًا للتقارير، هناك تحذيرات من إمكانية حدوث انهيار للسد بسبب زلزال بقوة 5 درجات حدث في إريتريا بالقرب من إثيوبيا.

 

الكوارث المحتملة

وتشير التقارير إلى أن هذا الزلزال، الذي وقع بالقرب من السد، يمكن أن يكون له تأثير كبير على السد.

وفي حالة حدوث أي تشقق أو انهيار للسد نتيجة للهزات الأرضية، فإن ذلك قد يؤدي إلى كارثة هائلة، تكون عواقبها وخيمة.

 

 

أثر انهيار السد

وفي تصريحات حديثة، قدم الخبير الجيولوجي وخبير الموارد المائية عباس شراقي تقديرات مخيفة حول تداعيات انهيار سد النهضة في إثيوبيا. حيث أشار إلى أن الكارثة المتوقعة ستكون مثيرة للرعب، إذ يُقدَّر أن حجمها سيكون 10 آلاف ضعف أكبر من تأثير السدود الليبية، وهذا التصاعد يُشكل تهديدًا خطيرًا لحوالي 20 مليون سوداني يعيشون على ضفاف نهر النيل الأزرق.

 

وأوضح شراقي أن تأثير انهيار سد النهضة لن يقتصر على السودان فحسب، بل سيؤدي أيضًا إلى انهيار المنشآت والسدود السودانية على نهر النيل، وهذا سيترتب عليه إضافة كميات هائلة من المياه إلى الكارثة المحتملة، مما سيجعلها كارثة إنسانية تفوق بكثير الكوارث الحالية.

 

وأعرب شراقي عن تساؤله حول كيفية تفاقم الوضع إذا وصلت سعة سد النهضة إلى الحد الذي يستهدفونه والبالغ 74 مليار متر مكعب، وهو ما يمثل ارتفاعًا كبيرًا دون إجراء دراسات دقيقة تدعم هذه الزيادة.

 

وأشار شراقي إلى أن ما حدث في ليبيا، والذي تسبب في كارثة طبيعية نادرة، يجب أن يكون درسًا للجميع. إذ يجب أن ندرك أن الكوارث الطبيعية يمكن أن تحدث في مناطق غير معتادة، وليس فقط في المناطق المتوقعة كالمناطق الساحلية على المحيطات الكبيرة. وهذا يعني أن تهديدات مثل الزلازل أو الأعاصير بالقرب من سد النهضة قد تكون واردة وتمثل خطرًا كبيرًا.

 

وأشار إلى أن الصخور المستخدمة في بناء سد النهضة هي صخور نارية ومتحولة وتتسم بالتشقق والتحلل، وهو أمر يجعلها غير مناسبة لهذا الاستخدام. بالإضافة إلى ذلك، هناك مخاوف بشأن زيادة سعة السد بشكل مفرط دون إجراء دراسات دقيقة.

 

واعتبر الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية والري بجامعة القاهرة، أن سد النهضة، الذي يحتوي على حوالي 41 مليار متر مكعب من المياه، يمكن أن يكون مصدرًا لكارثة هائلة إذا انهار بسبب الهزات الأرضية. وقارن هذا الخبير السد بالسدود الصغيرة التي انهارت في ليبيا بسبب إعصار دانيال، وقال إن حجم سد النهضة يجعل تأثير انهياره أكثر خطورة بكثير.

 

مخاطر إضافية

 

من الجدير بالذكر أن المنطقة التي تقع فيها سد النهضة هي منطقة نشطة زلزالياً، وقد شهدت بالفعل سلسلة من الزلازل في السنوات الأخيرة. وبالإضافة إلى ذلك، تتعرض إثيوبيا للكثير من الأمطار والفيضانات خلال موسم الأمطار، مما يمكن أن يزيد من مخاطر حدوث انهيار في السد.

 

أخيرًا، أوضح شراقي أن إثيوبيا هي واحدة من أكثر الدول تضررًا من انجراف التربة والطمي على مستوى عالمي، وتشهد الفيضانات الكبيرة خلال فصول الصيف بسبب تساقط الأمطار الكثيفة، مما يزيد من خطر الانزلاقات الأرضية وانهيارات الصخور بسبب التشققات والأمطار الغزيرة وسرعة تدفق المياه والفيضانات الطميية.
 

 

دعوة للتحذير والتحفيز

وتذكر هذه التقارير بأهمية الاستعداد لمواجهة الكوارث الطبيعية، وضرورة وجود نظام إنذار وتحذير فعال، وتوفير الإسعافات الأولية والمساعدة للمتضررين. كما تسلط الضوء على أهمية إجراء دراسات دقيقة لتقييم سلامة البنية التحتية المائية وضمان تعزيز السدود والسدود الكبيرة بأعلى معايير الأمان.

 

استدعاءات للتفكير في المستقبل

يُجب أن تشجع هذه التقارير الحكومات والمنظمات الدولية على النظر في مستقبل البنية التحتية المائية وضمان سلامتها واستدامتها، حتى تتجنب المنطقة المخاطر المحتملة للكوارث المائية في المستقبل.


2946 قتيلا بكارثة المغرب

يشار إلى أن عدد ضحايا الزلزال الذي ضرب وسط البلاد الأسبوع الماضي، كان ارتفع إلى 2946 قتيلا و5674 مصابا.

 

وبلغت شدته 7 درجات على مقياس ريختر، وتبعته العديد من الهزات الارتدادية، ما اعتبر الأعنف منذ عام 2004 عندما سقط ما يقرب من 630 قتيلا إثر زلزال بقوة 6.3 درجة في مدينة الحسيمة بشمال البلاد.

وهو الأقوى على صعيد الضحايا في المغرب منذ 1960 عندما أسفر زلزال ضرب أغادير عن مقتل ما لا يقل عن 12 ألف شخص، طبقا لهيئة المسح الجيولوجي الأميركية.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: سد النهضة الزلزال اثيوبيا مصر السودان المياة سد النهضة بالقرب من یمکن أن إلى أن

إقرأ أيضاً:

بعد سنوات من عدم وضعها بحسبان الحصص.. الأهوار ستحصل على المياه بـقوة القانون

بغداد اليوم - بغداد

كشف عضو لجنة الزراعة والمياه النيابية النائب ثائر الجبوري، اليوم الجمعة (5 تموز 2024)، عن حراك نيابي لاقرار اول قانون خاصة بالأهوار العراقية، حيث من المؤمل ان يضمن هذا القانون حصصا مائية معلومة للاهوار.

وقال الجبوري في حديث لـ "بغداد اليوم"، ان" الاهوار بيئة تمثل امتدادا عميقا في التاريخ وهي ملاذ عشرات الالاف من الاسر في وسط وجنوب العراق عانت من تحديات كبيرة في العقود الأخيرة خاصة الجفاف وعدم توفر الخدمات الرئيسية للأهالي".

وأضاف الجبوري، ان "هناك حراكا نيابيا من اجل المضي بإقرار قانون شامل ومتكامل لدعم بيئة الاهوار العراقية من خلال  خمس نقاط رئيسية ابرزها تشكيل لجنة عليا تكون معينة بالاهوار في اطار تحديد الالويات والمضي في خطط تقديم الخدمات وفق رؤية تلائم مع استثنائية البيئة من باب الحفاظ عليها وادامة زخم المياه قدر المستطاع".

وأشار الى ان "القانون سيعالج الكثير من السلبيات ويضمن حقوق الأهالي في الزراعة والصيد بالإضافة الى إمكانية الاستفادة من المد السياحي في انعاش اقتصاديات مناطق الاهوار بشكل عام خاصة وانها تتمتع بأجواء امنة ومستقرة"، مرجحا ان "يطرح قانون الاهوار في الفصل التشريعي القادم من اجل المضي به في القراءة الاولى والثانية وصولا الى التصويت عليه".

وتعد الاهوار مسطحات مائية تاريخية في العراق، لكنها ليس لها حق ثابت من الحصص المائية، حيث ان وزارة الموارد المائية تتعامل معها بصفتها مسطحات ثانوية وليست مساحات خزنية، لذلك يتم الاستفادة من المياه في الخزن او الانهر وعدم تغذية الاهوار الا عندما يكون هناك فائض مائي ورفدها بنسب قليلة ومحدودة من المياه، والمبرر وراء ذلك ان هذه المسطحات سرعان ما تتبخر مياهها ولاجدوى من تغذيتها بالمياه التي سيتم فقدها بالتبخر.

وكانت الهيئة العامة للسدود والخزانات، اعلنت السبت (30 آذار 2024)، ارتفاع الخزين المائي في سدود الموصل ودوكان ودربندخان وحمرين، ومناسيب الأهوار بنسبة تصل إلى 50%.

وقال مدير عام الهيئة في وزارة الموارد المائية علي راضي في تصريح صحفي، تابعته "بغداد اليوم"، إن "الأمطار الأخيرة التي تساقطت على عموم محافظات العراق من الشمال إلى الجنوب كانت ذروة كثافتها في محافظة دهوك"، مشيراً، إلى أنه "تولدت كميات من السيول في داخل المدن وكذلك في الوديان، وهذه الكميات خدمتنا بشكل كبير في تعزيز الخزين المائي في سد الموصل، فالأمطار التي سقطت في الجزء الأمامي مقدم السدود تمت الاستفادة منها وتوجيهها لتعزيز الخزين لذلك ارتفعت نسبة الخزين المائي بحدود أكثر من 10% في سد الموصل وفي سد دوكان وفي سد دربندخان وأيضا في سد حمرين، فضلاً عن الإيرادات التي تحققت بالجزء الشرقي والجزء الشمالي الشرقي".

وأضاف راضي، أن "الوزارة لديها خطة من ثلاثة محاور لاستثمار الأمطار والسيول، تتضمن تعزيز الخزين المائي وهذا تحقق بشكل جيد مقارنة بالفراغ الخزني الكبير الذي تأثر من خلال المواسم الشحيحة الماضية، وتأمين رية كاملة للموسم الشتوي نتيجة لتساقط الأمطار في عموم محافظات العراق، فتساقط الأمطار في هذه المحافظات وتأمين الرية الكاملة للمحاصيل الزراعية جعلنا نخفض الإطلاقات من السدود لعدم وجود حاجة لإطلاق كميات كبيرة، وهذا عامل إيجابي في زيادة وتعزيز والمحافظة على الخزين المائي".

وتابع، أن "المحور الثالث يتضمن استثمار مياه السيول والأمطار التي سقطت من الجانب الشرقي باتجاه نهر دجلة وأضيفت لما يطلق في النهر لتغذية الأهوار التي عانت من مواسم الشحة المائية وانحسار مساحات الإغمار، لذلك تم تأمين كميات جيدة من المياه لهور الحويزة والحمار وارتفعت نسبة الاغمار أو معدلات الاغمار بنسبة تتراوح من 30% إلى 50%".

مقالات مشابهة

  • تحذير من انهيار جديد للعملة,, والحكومة تدعو المنظمات لتحويل أموال الإغاثة إلى البنك المركزي في عدن
  • مصر تعلق على إعلان إثيوبيا بدء المرحلة الخامسة لملء سد النهضة
  • نبيل فهمي: إثيوبيا لن تتراجع عن سد النهضة وأزمة المياه قادمة في حالة الجفاف
  • انهيار سد بطريقة مروعة في الصين.. تضرر 6 آلاف شخص (شاهد)
  • انهيار سد بطريقة مروعة في الصين.. تضرر طال 6 آلاف شخص (شاهد)
  • الموارد المائية:سد الموصل آمن ومستقر ويعمل بشكل طبيعي
  • مصر ترد على تحركات إثيوبيا حول سد النهضة
  • بعد سنوات من عدم وضعها بحسبان الحصص.. الأهوار ستحصل على المياه بـقوة القانون
  • صحارى ريبورتز: وفاة 50 مهاجر غير شرعي بسبب الجفاف قرب حدود النيجر وليبيا
  • الموارد المائية: الخزين المائي ارتفع بنسبة ثلاثة أضعاف عما كان عليه