أنتيكات من البوليستر.. نور السوري يصنع صورة طبق الأصل من كنوز مصر
تاريخ النشر: 22nd, September 2023 GMT
يُعد البوليستر واحدًا من أكثر المواد شيوعًا في صناعة التحف والانتيكات لإنتاج قطع فنية تشبه التحف الأصلية المصنوعة من المواد الطبيعية مثل الخشب أو الرخام أو البرونز.
ويتم تصنيع البوليستر عن طريق مزج مادتي الألدهايد والأحماض الكربوكسيلية لإنتاج مادة بلاستيكية قابلة للتشكيل، توفر صناعة التحف والأنتيكات المصنوعة من البوليستر فرصًا متنوعة في تقديم قطع فنية مذهلة بتكلفة أقل من التحف المصنوعة من خامات أخرى، ويمكن تشكيل البوليستر بسهولة ليتناسب مع التصاميم المعقدة والتفاصيل الدقيقة للتحف.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يكون البوليستر خفيف الوزن، متين وسهل التنظيف، مما يجعله خيارًا شائعًا للأثاث والديكور، ومن المزايا الرئيسية لصناعة التحف والأنتيكات المصنوعة من البوليستر هي أنها تسمح بإعادة إنتاج التحف التاريخية بدقة وواقعية، ويقوم الفنانين والحرفيين باستخدام تقنيات النقش والطلاء لإضفاء تأثيرات وتشطيبات تجعل القطعة تبدو كأنها تم تصنيعها قبل قرون من الآن.
في البداية قال نور السوري صاحب أحد مصانع تصنيع التحف والانتيكات لعدسة صدى البلد: “أنا في مصر منذ 12 عاما بدأت العمل في دمياط لمدة 7 أشهر ثم بعد ذلك توجهت للقاهرة وإنشاء مصنع للتحف والانتيكات”، مشيرا إلى أنه بدأ في صناعة البراويز ثم اتجه إلى صناعة التحف والانتيكات.
وأشار السوري إلى أن صناعة التحف والانتيكات جميع خطواتها تتم يدويا باستخدام مادة البوليستر وبعض الخامات الأخري وتتراوح حجم القطعة من 5 سم لتصل إلي أكثر من 2متر موضحا أنه بيستخدم افضل خامات لتعطي افضل جودة .
وتابع نور السوري أن المادة الخام في التصنيع هي الريزن "البوليستر" ويتم خلطه بخلاط صناعي ثم يتم وضع المصلب "الكوبلت" ثم يتم صب الخليط في القالب ووضع مادة "البروكسيد" بعد صب القطعة ويضاف لهم مادة "السبيداج" بكمية مختلفة يتم احتسابها لكل قطعه علي حسب شكلها وحجمها، ثم يتم تركها لمدة 10 دقائق لتجف ثم يتم تكرار عملة الصب مرة أخرى.
وأضاف السوري: يتم بعد ذلك تركها لمدة ساعتين ثم يتم إزالة الزيادات بالصاروخ ثم نبدأ في عملية الصنفرة ثم الرش وتكون مرحلة الرش من ثلاث مراحل إلى أربع مراحل تختلف باختلاف الالوان المطلوبة لكل قطعة، مشيرا إلى أن أغلب الموديلات مطلوبة بسبب اختلاف الاذواق والاقبال كبير علي التحف والانتيكات .
وتابعت بسمة أحد الفنانين التشكيليين العاملين بالمصنع أنها تعلمت هذا الفن من العاملين الموجودين بالمصنع ثم قامت بتطوير نفسها إلي أن وصلت إلي إمكانية تصنيع القطعة الفنية من اول مرحلة إلي آخر مرحلة، مشيرا إلى أنها تبدأ من أول مرحلا وهي الصب ثم الفرد والصاروخ والصنفرة ثم الرش.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الاصلي الأصلية التاريخي التصنيع الحرفيين الخامات الخشب الدقيقة الصاروخ المادة الخام المعقدة بتكلفة تشكيل بلاستيكية صورة طبق الاصل طبق الأصل طلاء المصنوعة من إلى أن
إقرأ أيضاً:
صناعة السفن في صور تصارع من أجل البقاء
صور – على الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، تقع مدينة صور جنوبي لبنان، وهي مدينة ذات تاريخ عريق، وقد اكتسبت شهرة واسعة في العصور القديمة على صعيد التجارة البحرية، وخاصة في العصر الفينيقي، إذ اعتُبر بحّارتها من أمهر البحارة في ذلك الوقت، حيث كانت قواربهم تبحر إلى أوروبا والعالم محمّلة بالبضائع.
حتمت هذه التجارة البحرية على الفينيقيين التخصص في صناعة السفن والقوارب، فبنوها بإتقان ولا تزال هذه الصناعة حيّة.
حرفة توارثتها الأجيالإلياس بربور وإخوته هم آخر من امتهن هذه الصناعة في مدينة صور، فإلى جانب مرفأ الصيادين في المدينة أسّس جدّه عام 1900، ورشة لصناعة السفن والقوارب، وعلّم هذه الحرفة أبناءَه، وبدورهم علّموها أبناءهم على مر السنين، إلا أن هذه الحرفة مهددة اليوم بالإغلاق النهائي بعد هؤلاء الإخوة، إذ لم يورّثوها أحدا بعدهم.
ويقول إلياس وهو الأخ الأكبر لـ (الجزيرة نت)، إنه وإخوته أمهر من احترفها في لبنان، فالجميع يقصدهم من كل لبنان ومن الدول العربية، وقد انتقل شقيقه إلى قبرص وأسس فيها ورشة لصناعة السفن.
ورغم صعوبة وندرة هذه الصناعة في لبنان، إلا أنها مهملة من الدولة حسب إلياس، الذي أكّد أن أحدًا لا يهتم بهذه المهنة التراثيّة المهددة بالزوال، ويشير إلى أن عمله اليوم مقتصرٌ على إجراء تصليحات القوارب والسفن، أما الطلب على سفن وقوارب جديدة فهو قليل جدًّا لأسباب عدة.
والسبب الأول وفق إلياس هو الغلاء الذي طرأ على أسعار المواد الأولية، فأسعار الخشب ارتفعت، وأسعار المسامير الخاصة بالصناعة البحريّة، ومواد الطلاء وغيرها.
إعلانأما السبب الأكبر والأخطر بحسب إلياس فهو الفوضى التي يشهدها مرفأ صور، إذ حلّت المراكب السياحيّة مكان مراكب الصيد بطريقة غير قانونية، فلم يعد بإمكان أي صيّاد أن يحصل أو أحد من أبنائه على مركبٍ جديد، نظرا لضيق المساحة.
ويحق لأحد شراء مركب دون أن يكون له مرسى في المرفأ، ما أدّى إلى توقّف الطلب على المراكب بشكل كبير جدًّا.
ويقول: "كنا نصنع في السنة الواحدة 4 أو 5 مراكب صيد، أما اليوم ومنذ 4 سنوات لم نصنع قاربًا واحدًا، ونعمل حاليًا فقط في مجال صيانة المراكب السياحية ومراكب الصيد القديمة، وهذا هو مصدر رزقنا الوحيد الآن، وللأسف اليوم هذه الصناعة مهدّدة بالزوال، وقد نكون نحن الجيل الأخير الذي يمارسها إذا لم يتحرّك أحد".
بدوره يشير جورج بربور، شقيق إلياس لـ (الجزيرة نت) إلى ارتفاع تكلفة الإنتاج نظرًا لارتفاع فواتير الكهرباء، ودفعهم تكاليف المحروقات للمولّد الخاص، خاصة مع الانقطاع الكبير لكهرباء الدولة، وهذا ما يرتّب أعباءً إضافية على المصنّع، الذي يعاني أساسًا من جمود في سوق التصنيع.
ويضيف أن هذه المهنة رغم جماليتها إلا أنها مرهقة، فثمة حسابات علميّة دقيقة يجب أن يعتمدها الصانع وإلا سيفشل في عمله، ويشير جورج إلى أن خطورة إغلاق مشغلهم في صور تكمن في أنهم آخر من احترف هذه المهنة، وعليه ستنتهي إلى غير رجعة.
وعن إمكانية تعليمها أشخاصا جددا يقول: "لا يمكن أن يتعلّمها إلا من يعيشها في المشغل منذ الصغر، ونحن منذ سن مبكرة كنا مع والدنا، وتعلّمنا الحرفة منه عن ظهر قلب، وأصبحنا خبراء، لكن يصعب أن يتعلمها الآن، أي شخص لسبب جوهري، وهو تراجع الطلب كثيرا على قوارب الصيد أو السياحة، وعليه لن يتحمّس أحد إلى حرفة مهدّدة بالانقراض".
إعلان مناشدةيشكو إلياس بربور من الإهمال الكبير الذي تتعرّض له هذه الحرفة، ويطالب وزارة الثقافة اللبنانية بصفتها الجهّة المعنية بالمهن التراثية، بالالتفات إلى هذه الحرفة العريقة، ويقول: "لا نريد من وزارة الثقافة المال، بل نريد دعمًا معنويًّا، وإدارة مرفأ صور غير مهتمّة، والصيّادون يرغبون في بناء مراكب جديدة، لكن المشكلة أنه لا توجد مساحة لتستوعب مراكب جديدة، فمرفأ الصيادين إنه الآن مجرد اسم، إذ استولت عليه الزوارق السياحية، وبدأ بعضهم ببيع أو تأجير المراسي التي هي ملك للدولة أساسًا، وهذا مخالف للقانون، إلا أن أحدًا لم يتحرّك، مع علمهم بهذه التجاوزات".
ويضيف: "رسالتي اليوم للدولة وللجهات المعنية، أن حرّروا مرفأ صور من أيدي النافذين الذين يستغلون مراسي الصيادين، هذا المرفق ملك عام، ويجب أن تعود الحقوق لأصحابها، وبعدها يأتي دور وزارة الثقافة التي يجب أن تدعمنا، ويجب أن تتعاون مع وزارة الأشغال العامّة والنقل لحماية هذا التراث البحري الفريد، خاصة أن المرفأ مسجل كمرفأ للصيد، وليس للسياحة".
ولفت نائب رئيس نقابة صيادي الأسماك في صور سامي رزق في حديث لـ (الجزيرة نت) إلى أنه عندما وسعت الدولة المرفأ، كان ذلك لاعتباره مرفأ للصيادين، "لكن المفاجأة أن بين 100 إلى 120 زورقًا سياحيًا استحوذت على المراسي، من النافذين وأصحاب السلطة، وهذا الأمر غير قانوني إطلاقًا".
ويحمّل رزق ما يحصل لرئيس المرفأ الذي تقع على عاتقه مسؤولية معالجة هذه التجاوزات، مؤكّدا أن النقابة بذلت جهودًا كبيرة مع الحكومة السابقة لمعالجة هذا الأمر، إلا أن النتيجة كانت سلبية، والتجاوزات استمرت، ويأمل من وزارة الأشغال العامة والنقل في الحكومة الجديدة أن تزور المرفأ لترى حال الصيادين وتعالج التجاوزات التي تتهدد لقمة عيشهم.
إعلان