أبوظبي في 22 سبتمبر/ وام / أعلنت دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي عن سياسة منح شهادة الأداء للفِرَق الشعبية الإماراتية في إطار جهود الدائرة الرامية إلى صون التراث الثقافي المجتمعي الغني لإمارة أبوظبي، وضمان تمثيله وفق الموروث الإماراتي الأصيل، ما يُسهم في تنظيم عروض فنون الأداء التقليدية للفِرَق الشعبية الإماراتية في أبوظبي، التي تعرض فنون الأداء الشعبية، مثل العيالة، الرزفة، العازي، الشلّات، التغرودة، المنكوس، النهمة، الآهلّة، وغيرها من فنون الأداء التراثية.

وتستند هذه السياسة إلى دراسات بحثية متواصلة لاكتشاف عناصر التراث الثقافي المعنوي، وحصرها وتوثيقها وتفسيرها والترويج لها، والتي تُنظّم على أساسها اللوائح والسياسات اللازمة لحفظ التراث دون المساس به أو تقييده.

وتهدف سياسة مَنح شهادة الأداء للفِرَق الشعبية إلى تنظيم العروض التراثية الفنية خلال المناسبات الرسمية والاحتفالية، مثل المهرجانات والفعاليات الوطنية والأعراس المقامة في أبوظبي، من خلال تحديد معايير وشروط إلزامية تضمن الأداء التقليدي الصحيح، وتتفادى التمثيل الخاطئ للتراث الإماراتي في الفعاليات، ومنها الالتزام بالزي الوطني الرسمي خلال تأدية الفنون التراثية في الفعاليات، والالتزام بجودة الأداء، ما يضمن استعراض التراث الإماراتي الأصيل في جميع الفعاليات المقامة في إمارة أبوظبي.

وبموجب السياسة الجديدة تتبع الدائرة آلية لاعتماد فِرَق الفنون الشعبية في أبوظبي تشمل تقييم الفِرَق واعتمادها بمنحها “شهادة أداء الفنون الشعبية” بناءً على مهارات الفِرَق المتقدِّمة، واستيفائها الشروط الواجبة وفق السياسة المعتمَدة لدى الدائرة بهذا الشأن.

وتتضمَّن آلية الاعتماد قائمة من الاشتراطات التي يجب أن تستوفيها الفِرَق الشعبية، مثل تضمُّنها فريقاً إدارياً يتكوَّن من مدير الفرقة وشاعر الفرقة ومنسق الفرقة، لضمان تنفيذ الحوكمة اللازمة لأنشطة الفرقة ومهامها، إضافةً إلى إلزامية إتقانهم المهارات الأدائية في الفنون الشعبية لتحقيق الجودة المرغوبة في عروض الأداء الشعبية، كما هو متعارَف عليه في تراث الإمارة.

وفي هذا النطاق، حدَّثت دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي الشروط والأحكام الخاصة بترخيص الفعاليات في إمارة أبوظبي، لضمان الامتثال بهذه السياسة، بحيث تتضمَّن الأحكام المحدَّثة السياسة الخاصة بمشاركات فِرَق فنون الأداء الشعبية في الفعاليات المرخَّصة.. ووفقاً لذلك، أُضيفَت الفِرَق الشعبية المعتمَدة من الدائرة إلى نماذج طلب التراخيص المقترنة بنظام ترخيص الفعاليات، بهدف تيسير وصول العملاء إلى الفِرَق المعتمَدة، وتشجيع الفِرَق الشعبية الراغبة بعرض فنونها في العاصمة على الحصول على الاعتماد اللازم، والامتثال لأحكام السياسة المعتمَدة.

وسيعمل مفتشو الدائرة على التحقُّق من التزام الفعاليات المرخَّصة العارضة للفنون التراثية في مختلف أنحاء الإمارة بهذه السياسة، واتخاذ الإجراءات اللازمة ضد المخالفين لها.

عوض مختار/ ريم الهاجري/ عبد الناصر منعم

المصدر: وكالة أنباء الإمارات

كلمات دلالية: ر ق الشعبیة فی أبوظبی الف ر ق

إقرأ أيضاً:

السياسة الأمريكية تجاه السودان: من صراعات الماضي إلى حسابات الجمهوريين الباردة

شهدت العلاقة بين الولايات المتحدة والسودان محطات متباينة عبر التاريخ، حيث تأرجحت بين الانخراط الدبلوماسي والعقوبات الاقتصادية، وكان السودان دائمًا في موقع حساس داخل الاستراتيجية الأمريكية تجاه إفريقيا والشرق الأوسط. منذ استقلال السودان، تعاملت واشنطن معه وفق اعتبارات الحرب الباردة، فكانت تدعمه حين يكون في المعسكر الغربي، وتضغط عليه حين يميل نحو المعسكر الشرقي أو يتبنى سياسات معادية لمصالحها. خلال السبعينيات، دعمت إدارة نيكسون والرؤساء الجمهوريون الذين جاؤوا بعده نظام جعفر نميري، خاصة بعد أن طرد الأخير الخبراء السوفييت وتحول إلى التحالف مع الغرب، لكن هذا الدعم لم يكن بلا مقابل، فقد جاء مشروطًا بفتح السودان أمام المصالح الأمريكية، سواء في ملفات الاقتصاد أو الأمن الإقليمي.
مع وصول الإسلاميين إلى السلطة عام 1989 بقيادة عمر البشير، دخل السودان في مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة، خاصة بعد استضافته لأسامة بن لادن وجماعات إسلامية أخرى، وهو ما أدى إلى تصنيفه دولة راعية للإرهاب في 1993. العقوبات الاقتصادية التي فرضتها واشنطن عزلت السودان دوليًا، لكنها في ذات الوقت لم تمنع النظام من بناء تحالفات بديلة مع الصين وروسيا وإيران، ما جعل السودان يتحول إلى ساحة مواجهة غير مباشرة بين القوى الكبرى. ومع اشتداد الحرب في جنوب السودان، لعبت الولايات المتحدة دورًا غير مباشر في دعم المتمردين، وهو ما قاد إلى اتفاق السلام في 2005 الذي مهّد لانفصال الجنوب عام 2011. غير أن واشنطن، ورغم دورها الحاسم في تقسيم السودان، لم تفِ بوعودها تجاه الخرطوم، إذ استمر الحصار الاقتصادي لسنوات طويلة بعد الانفصال، ما زاد من تعقيد المشهد الداخلي وأدى إلى أزمات اقتصادية وسياسية عميقة.
خلال فترة حكم دونالد ترامب، تغيرت الاستراتيجية الأمريكية تجاه السودان من المواجهة المباشرة إلى نهج "المقايضة"، حيث تم ربط أي انفتاح أمريكي بمدى استعداد السودان لتقديم تنازلات سياسية وأمنية، وكان أبرز الأمثلة على ذلك اشتراط واشنطن تطبيع العلاقات مع إسرائيل مقابل إزالة السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب في 2020. هذا النهج عكس طبيعة السياسة الخارجية لإدارة ترامب التي قامت على البراغماتية المطلقة، بعيدًا عن أي التزامات أخلاقية أو ديمقراطية. هذه الواقعية الصارمة قد تعود مجددًا في حال وصول الجمهوريين إلى السلطة مرة أخرى، مما يعني أن تعامل الولايات المتحدة مع السودان سيكون محكومًا باعتبارات المصالح الجيوسياسية وليس بدعم التحول الديمقراطي.
من المرجح أن تعتمد الإدارة الجمهورية القادمة، سواء بقيادة ترامب أو أي بديل آخر، على سياسة المقايضة بدلًا من الدبلوماسية التقليدية. السودان قد يجد نفسه أمام معادلة واضحة: ماذا يمكنه أن يقدم مقابل الدعم الأمريكي؟ في ظل هذه البراغماتية، فإن القوى المدنية التي لا تمتلك أدوات ضغط حقيقية قد يتم تجاهلها، فيما يتم التركيز على الفاعلين العسكريين باعتبارهم الأقدر على فرض الاستقرار، حتى لو كان ذلك على حساب التحول الديمقراطي. كذلك فإن الإدارة الجمهورية قد تستخدم العقوبات بشكل انتقائي، فتضغط على قوات الدعم السريع باعتبارها مرتبطة بروسيا وفاغنر، بينما تغض الطرف عن الانتهاكات التي يرتكبها الجيش السوداني إذا كان ذلك يخدم المصالح الأمريكية في الإقليم.
التحالفات الإقليمية ستكون أيضًا محورًا أساسيًا في الاستراتيجية الأمريكية تجاه السودان، إذ من المتوقع أن تتعامل واشنطن مع الملف السوداني عبر قنوات غير مباشرة، مثل مصر والإمارات، بدلًا من التدخل المباشر. هذه المقاربة قد تؤدي إلى صفقات سرية تعيد ترتيب الأوضاع بما يخدم القوى العسكرية المدعومة من هذه الدول، وهو ما سيجعل أي حل سياسي محتمل بعيدًا عن التوافق الوطني الحقيقي. في سياق أوسع، فإن السودان قد يتحول إلى ورقة ضغط في الصراع بين الولايات المتحدة وروسيا، حيث قد تسعى واشنطن إلى منع موسكو من توسيع نفوذها في البحر الأحمر عبر قاعدة بورتسودان، كما قد تستخدم الأزمة السودانية للضغط على الصين التي تمتلك استثمارات ضخمة في البلاد.
المسألة الأكثر حساسية في العلاقة بين السودان والإدارة الجمهورية القادمة ستكون ملف إسرائيل، إذ أن واشنطن قد تربط أي دعم سياسي أو اقتصادي بمزيد من التنازلات السودانية تجاه تل أبيب، سواء من حيث التعاون الأمني أو الاقتصادي. ترامب، في ولايته الأولى، استخدم سياسة فرض التطبيع كشرط مسبق للدعم، ومن المرجح أن يعود إلى نفس الأسلوب إذا فاز بولاية ثانية. هذه السياسة قد تضع السودان في مأزق داخلي، حيث أن التطبيع ما زال ملفًا خلافيًا في الساحة السودانية، ما يعني أن أي ضغط أمريكي في هذا الاتجاه قد يفاقم التوترات الداخلية.
في النهاية، فإن مستقبل العلاقة بين السودان والولايات المتحدة في ظل الجمهوريين سيتحدد وفق معادلة المصالح البحتة، بعيدًا عن أي التزام بدعم الديمقراطية أو الاستقرار طويل الأمد. واشنطن قد تدعم حلًا عسكريًا سريعًا للأزمة السودانية إذا كان ذلك يخدم مصالحها الإقليمية، لكنها لن تلتزم بمساعدة السودان على بناء نظام سياسي مستدام. كما أن السودان قد يجد نفسه في قلب صراع بين القوى الكبرى، حيث تسعى واشنطن إلى احتوائه ضمن استراتيجيتها لمواجهة النفوذ الروسي والصيني، مما قد يعقد الأزمة أكثر بدلًا من حلها. في ظل هذه التعقيدات، فإن السودان سيكون أمام خيارات صعبة، إما الخضوع للضغوط الخارجية وقبول حلول مفروضة، أو مواجهة سيناريو صراع طويل الأمد يعمّق أزماته السياسية والاقتصادية.

zuhair.osman@aol.com  

مقالات مشابهة

  • مفهوم الدراما وفنيات الديكور في ورش ابدأ حلمك لشباب الإسماعيلية
  • خورفكان.. الوجهة المفضلة لعشاق الطبيعة والسياحة
  • عجمان تحتفل بالعيد بفرح وأجواء ساحرة
  • أجواء احتفالية وترفيهية في دبي
  • السياسة الأمريكية تجاه السودان: من صراعات الماضي إلى حسابات الجمهوريين الباردة
  • مواقع عروض الألعاب النارية في إمارة أبوظبي خلال عيد الفطر
  • نقابة المطاعم: نعول على المغتربين والسياحة الداخلية هذا الموسم
  • عيد الفطر في مصر.. بين طقوس الاحتفال ومعادلات السياسة والمجتمع
  • «مالية عجمان» تواصل دورها الإنساني والمجتمعي في رمضان المبارك
  • جلسات لتعزيز الروابط الأسرية وترسيخ القيم