صحيفة التغيير السودانية:
2024-12-28@12:54:15 GMT

أنا والجيش.!

تاريخ النشر: 22nd, September 2023 GMT

أنا والجيش.!

محمد لطيف 

اتصل بي احد أصدقائي معاتبا .. لم انت ضد الجيش ؟ دهشت حقيقة للسؤال ولم اجد اجابة الا بسؤال .. كيف ذلك يا صديقي ؟ .. قال لي الاحظ انك تنتقد البرهان باستمرار !! .. تنفست الصعداء و سألته ..لو كنت قد انتقدت وزير الصحة هل كنت سألتني لم انت ضد الاطباء ؟ فجاء رده مجيبا وسائلا في ذات الوقت.. لا طبعا وماهي العلاقة ؟.

. قلت له يا عزيزي العلاقة أن هذه مؤسسة وتلك مؤسسة ..وأن أي مؤسسة تضم مجموعات من البشر ويقودها جماعة من البشر ..وأن كل هؤلاء واولئك بشر من طينة واحدة معرضون للخطأ بل ولسوء التصرف الذي يمكن ان ندفع ثمنه أنا وانت .. فقط الفرق بيني وبينك انك ترى الجيش مؤسسة مقدسة لا ينبغي المساس بها وما عداها من مؤسسات يمكن ان تكون ( ملطشة ) .. وأنا قد أتفق معك في أن الجيش مؤسسة لها خصوصيتها حين يكون الحديث عن لحمته وسداه .. أي ال ( مجموعات من البشر ) أما حين نتناول ال ( جماعة من البشر ) التي تقود الجيش فالصمت عن أخطائها يصبح جريمة .. وأضيف لك يا عزيزي أنني لست ضد الجيش إن لم يكن لأي سبب فلسبب بسيط .. وهو أننا كلانا أنا والجيش ضحايا في هذه الحرب .. ويقاطعني صديقي ربما مندهشا .. كيف يعني ؟ اقول له نعم .. لأننا لم نكن طرفا في السياسات التى اوصلتنا لما نحن فيه الان .. وازيدك .. قلت لصديقي .. الحرب افقدتني منزلي .. تماما كما افقدت الجيش بعض مقاره .. الا ترى أننا كلانا ضحايا ..؟ غمغم صديقي وهو يستأذن في إنهاء المكالمة ( والله كلام عجيب ) !
ما لم أقله لصديقي في تلك المكالمة هو أن التصور الذي يحاول ان يروج له البعض الان هو أن أعداء الجيش و(أعداء الوطن ) هم الذين يطالبون بإيقاف الحرب ..!! وحقيقة إجتهدت كثيرا في الوصول لرابط موضوعي واحد يؤسس للعلاقة بين رافضي الحرب ومعاداة الجيش .. ولم أجد خيطا واحدا يقود لذلك .. بل وجدت أن العكس هو الصحيح ..ذلك أنه و ببساطة فإن استمرار الحرب فيه إنهاك للجيش وهدر لموارده التي هي موارد البلاد .. ولعل الكثيرين غيري قد اسهبوا في توضيح ما تخسره البلاد وما يعانيه المواطن في كل يوم تستمر فيه الحرب !
ولعل السؤال الوحيد الذي يطلقه دعاة الحرب في وجه كل من يطالب بإيقافها هو.. كيف تتوقف الحرب والدعم السريع يحتل بيوت المواطنين ..؟ و هو سؤال يبدو وجيها في ظاهره ولكنه ليس كذلك .. لماذا..؟ حسنا .. سألني أحدهم ذات السؤال فسألته بدوري .. هل الحرب كانت سببا في احتلال الدعم السريع لبيوت المواطنين أم أن إحتلال بيوت المواطنين كان هو السبب في إشتعال الحرب ؟ كان رده .. طبعا الحرب هي السبب .. فقلت له اذن المنطق يقول أنك يجب أن تزيل السبب اولا مع ضمانات عدم تكراره .. ثم تزيل ما ترتب على ذلك السبب .. ومن بينها إخلاء بيوت المواطنين بل وتعويضهم عن أية خسائر تكبدوها ..!
ولعل مسألة إحتلال بيوت المواطنين هذه ( وكان من بينها بيتي و بيوت احبابي في الجيرة الطيبة ) تظل علامة إستفهام كبيرة عجز الدعم السريع بكل خبرائه و مستشاريه الملياريين أن يقدم لها اجابة مقنعة .. ولئن سألتني لقلت لك .. إنني اري جيشين للدعم السريع .. جيش نسمع قيادته تتحدث عن إستعادة العملية السياسية ودعم التحول الديمقراطي.. ولكن للأسف لا نرى لهذا الجيش جنودا على الارض يقاتلون لتحقيق تلك الاهداف.. وبالمقابل نرى جيشا آخر يخوض معركة مع المواطنين مستبيحا كل شيء وللأسف .. ايضا .. لا نرى لهذا الجيش قيادة تكبح جماح أفراده .. و بس!

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: بیوت المواطنین من البشر

إقرأ أيضاً:

تعرف على أبرز الروبوتات التي تقوم بمهام البشر في 2024

تعرف على أبرز الروبوتات التي تقوم بمهام البشر في 2024

مقالات مشابهة

  • الجيش السوداني يدمر مركبات لميليشيا الدعم السريع
  • تعرف على أبرز الروبوتات التي تقوم بمهام البشر في 2024
  • بالفيديو .. الجيش السوداني ينفذ عملية عسكرية لـ”إنقاذ” 15 أسرة أستخدمتها الدعم السريع دروع بشرية ويقتل قائد كبير
  • محمد معروف حكما لمباراة الرجاء والجيش بدوري أبطال أفريقيا
  • القطارالكهربائي السريع.. ملحمة وطنية و فرص عمل لآلاف المواطنين
  • نهاية عصر المؤامرة
  • تقدم الجيش السوداني في دارفور هل يغير معادلات الحرب في السودان؟ ؟
  • ○ من الذي خدع حميدتي ؟
  • أي تحدٍّ خلقه الطوفان لإسرائيل؟.. تقييمات جنرالات الجيش
  • شاهد الفيديو الذي حظي بأعلى نسبة مشاهدات وتداول.. المئات من المواطنين بمدينة أم درمان يخرجون في مسيرات لاستقبال “متحرك” للجيش على أنغام الموسيقى الصاخبة