كشفت صحيفة نيويورك تايمز، الجمعة، أنه تم توجيه اتهامات فيدرالية بالفساد، لسيناتور أميركي، لاستخدامه منصبه في مجموعة واسعة من "المخططات الفاسدة في الداخل والخارج" تضمنت تعاملا مشبوها مع الحكومة المصرية.

وقالت الصحيفة إن لائحة الاتهام تتكون من ثلاث تهم رئيسية ضد السيناتور، روبرت مينينديز، من نيوجيرسي، وزوجته، وثلاثة من رجال الأعمال من نيوجيرسي.

ويتقدم تلك الاتهامات سعيه إلى تزويد الحكومة المصرية، سرا، بمعلومات حساسة عن الحكومة الأميركية.

داخليا، اتهم الرجل بالسعي للتأثير على تحقيقات جنائية لاثنين من رجال الأعمال في نيوجيرسي.

ومينينديز هو أيضا رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي.

وتقول لائحة الاتهامات إن مينينديز استخدم منصبه لمحاولة تعطيل التحقيق والملاحقة القضائية لرجل أعمال من قبل مكتب المدعي العام لولاية نيوجيرسي.

وجاء في لائحة الاتهام أيضا، أنه في مقابل ذلك (تعطيل التحقيق)، قبل السيناتور وزوجته نادين مينينديز رشاوى بمئات الآلاف من الدولارات، بما في ذلك أموال نقدية وسبائك ذهب ومدفوعات الرهن العقاري وسيارة فاخرة وأشياء ثمينة أخرى.

وقال محامي مينينديز، ديفيد شيرتلر، إن موكله نفى ارتكاب أي مخالفات جنائية.

وقال شيرتلر إن مينينديز ينفي أي سلوك إجرامي وسيطعن بقوة في هذه الاتهامات في المحكمة.

وقالت الصحيفة الأميركية إنه لم يتسن لها الاتصال بممثلي السيناتور ورجال الأعمال الثلاثة للتعليق على هذه الاتهامات.

وتأتي التهم الموجهة إلى مينينديز (69 عاما) في أعقاب تحقيق مطول أجراه مكتب التحقيقات الفيدرالي، والمدعون الفيدراليون في مانهاتن.

يأتي ذلك أيضا بعد ما يقرب من ست سنوات من انتهاء محاكمته بتهم فساد غير ذات صلة.

ورجال الأعمال المذكورين في لائحة الاتهام، والتي تم الكشف عنها في محكمة مانهاتن الفيدرالية، هم فريد دعيبس، وهو مطور عقاري بارز في نيوجيرسي وجامع أموال لصالح مينينديز؛ وائل حنا، صديق قديم لزوجة مينينديز ، والذي أسس شركة لإصدار شهادات اللحوم الحلال، وخوسيه أوريبي، الذي يعمل في مجال النقل بالشاحنات والتأمين.

يذكر أن مينينديز كان يخضع لتدقيق فيدرالي، وقال إنه على استعداد لمساعدة المحققين وكان واثقا من أن الأمر "سيُغلق".

وتتهم لائحة الاتهام المكونة من 39 صفحة السيناتور وزوجته ورجال الأعمال بالتآمر لاساتلام رشاوي والتآمر لارتكاب عمليات احتيال. 

كما تتهم مينينديز وزوجته بالتآمر لارتكاب "أعمال ابتزاز باستخدام منصبه لإجبار شخص ما على منحهم شيئا ذا قيمة".

وقد تؤثر متابعة هذا السيناتور على سعيه المحافظة على منصبه بمناسبة الانتخابات المقبلة.

ويواجه مينينديز بالفعل منافسا ديمقراطيا واحدا على الأقل في ترشحه المقرر لإعادة انتخابه لولاية رابعة في مجلس الشيوخ.

يذكر أن عمدة مدينة مندهام بورو، بولاية نيوجيرسي، من الحزب الجمهوري، ستنافس على المقعد.

وإذا استقال مينينديز قبل نهاية فترة ولايته، فإن حاكم ولاية نيوجيرسي الديمقراطي، فيليب دي ميرفي، سيكون مسؤولاً عن تعيين خليفة له، وفق الصحيفة.

ومن المقرر أن يعلن داميان ويليامز، المدعي العام الأميركي للمنطقة الجنوبية من نيويورك، وجيمس سميث، مساعد المدير المسؤول عن مكتب التحقيقات الفيدرالي في نيويورك، عن الاتهامات في مؤتمر صحفي في وقت لاحق، الجمعة.

ومن المتوقع أن يمثل مينينديز وزوجته والمتهمون الثلاثة الآخرين أمام محكمة مانهاتن الفيدرالية، الأربعاء المقبل، وفق ما نقلت الصحيفة عن نيكولاس بياسي، المتحدث باسم المنطقة الجنوبية.

وهذه ليست المرة الأولى التي يواجه فيها هذا السيناتور، المحاكم، ففي عام 2015، اتُهم مينينديز بتسلم رشوة فيما وصفه المدعون الفيدراليون بأنه مخطط بين السيناتور وطبيب عيون ثري لمقايضة خدمات سياسية مقابل هدايا تبلغ قيمتها ما يقرب من مليون دولار، بما في ذلك إجازات فاخرة في منطقة البحر الكاريبي ومساهمات في الحملات الانتخابية. 

وانتهت محاكمة مينينديز بتهمة الفساد في نوفمبر 2017، بعد أن قالت هيئة المحلفين إنها غير قادرة على التوصل إلى حكم.

وفي وقت لاحق، برَّأ القاضي، مينينديز من عدة تهم، فيما أسقطت وزارة العدل التهم الأخرى.

وبصفته رئيسا للجنة العلاقات الخارجية، يعد مينينديز واحدا من أكثر الديمقراطيين نفوذا في واشنطن.

ومينينديز ابن مهاجرين كوبيين، وقد صعد إلى السلطة في مقاطعة هدسون، وهي أرض اختبار سياسية شهيرة في شمال نيوجيرسي، حيث بدأ العمل في مجلس إدارة المدرسة في يونيون سيتي عندما كان طالبا جامعيا يبلغ من العمر 20 عاما. 

وخدم مينينديز في مجلسي الولاية ومجلس الشيوخ قبل انتخابه لعضوية مجلس النواب الأميركي.

تم تعيينه في مجلس الشيوخ الأميركي في عام 2005 لملء المنصب الشاغر الذي نشأ عندما ترك جون كورزين المجلس ليصبح الحاكم.

وبعد وقت قصير من أداء اليمين الدستورية في مجلس الشيوخ، واجه مينينديز تحقيقا فيدراليا بقيادة كريس كريستي، الذي كان آنذاك المدعي العام الأميركي لولاية نيوجيرسي، بشأن المدفوعات التي قدمتها له مجموعة غير ربحية استأجرت منزلا يملكه. 

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: لائحة الاتهام مجلس الشیوخ فی مجلس

إقرأ أيضاً:

أمين عام الـ"كاف" يواجه تحقيقاً في سويسرا بتهم فساد

يخضع الأمين العام للاتحاد الأفريقي لكرة القدم فيرون موسينغا-أومبا للتحقيق في سويسرا للاشتباه بسوء الإدارة المالية، لكنه أصر أن التحويلات المصرفية المعنية كانت "قانونية".

وفي بيان على منصة إكس، أصر موسينغا-أومبا الذي يخضع للتحقيق في كانتون فريبورغ الغربي، أن التحويلات كانت "قانونية" وبمثابة "مكافآت وتعويضات" من الاتحاد الأفريقي.
وطلبت النيابة العامة في فريبورغ من مكتب النائب العام في سويسرا استلام القضية. لكن محكمة سويسرية رفضت هذا الطلب في حكم أصدرته في 13 سبتمبر (أيلول)، مكتفية بذكر ان الشخص المعني هو الأمين العام لمنظمة تتخذ من القاهرة مقراً لها.
وأعلن موقع غوثان سيتي الاستقصائي المتخصص بالجرائم المالية في سويسرا أن الشخص المعني هو موسينغو-أومبا.
وبحسب قرار المحكمة الذي نشر موسينغا-أومبا رابطاً له، اتصل مكتب الإبلاغ عن غسل الأموال في سويسرا بالمدعين العامين في فريبورغ في فبراير (شباط).
قال المكتب إن تحليله للمعاملات أظهر أن الأمين العام "حصل، في عدة مناسبات، على مكافآت أعلى بكثير من الحد الاقصى المذكور في عقد عمله... وتلقى المكافآت والتعويضات في حسابات سويسرية متنوعة".
تابع "لم نكن قادرين على تحديد التحويلات بين حساباته السويسرية والمؤسسات في مصر".
- "شفافية مطلقة" -
وأشار المكتب إلى أن التحويلات بين حسابات شخصية وسحوبات نقدية "تعيق أي إمكانية لتتبع استخدام تلك الأموال".
أضاف "تشكل هذه العناصر المختلفة مجموعة أدلة تثير الشكوك حول ارتكاب سوء إدارة مالية جنائية".
وفي بيان على إكس، قال الأمين العام إن التحويلات المصرفية "قانونية وقابلة للتتبع"، "تشير إلى مكافآت وتعويضات تلقيتها من كاف.. وقد تمت بشفافية مطلقة".
أشار إلى انه لم تتخذ أية إجراءات جنائية وإن الأموال "تتطابق مع أنظمة كاف".
تابع "مع ذلك، ولأن من مصلحتي إيضاح المسألة بسرعة وبشكل نهائي، أبلغت المدعي العام في كانتون فريبورغ باستعدادي للإجابة على أية استفسارات وتزويده بأية معلومات يحتاجها".

أردف "اتصلت أيضاً بالمصارف لإيضاح أية شكوك محتملة".
ويضم الاتحاد الأفريقي 54 اتحاداً منضوياً ويرئسه الملياردير الجنوب أفريقي باتريس موتسيبي.
وتعاني الهيئة القارية لتحسين سمعتها بعد سلسلة من فضائح الفساد. أوقف رئيسها السابق الملغاشي أحمد أحمد من قبل الاتحاد الدولي (فيفا) عام 2022 بسبب مخالفات مالية.
وأشارت صحيفة لو تان إلى أن موسينغا-أومبيا الذي يحمل الجنسيتين الكونغولية والسويسرية، فر من الكونغو الديموقراطية عام 1980 ودرس القانون في جامعة فريبورغ إلى جانب الرئيس الحالي جاني إنفانتينو.

مقالات مشابهة

  • معركة صعبة مرتقبة للسيطرة على الكونغرس الأميركي
  • أميركا ومايكروسوفت يسيطران على مواقع إلكترونية مرتبطة بقراصنة روس
  • أمين عام الـ"كاف" يواجه تحقيقاً في سويسرا بتهم فساد
  • غارات إسرائيلية على بيروت إحداها على مستودع قرب مطار العاصمة اللبنانية
  • مراكش.. المحكمة الإدارية تعزل مستشاراً وزوجته من عضوية مجلس ايت ايمور
  • ‏السيناتور كونز: “حان الوقت لكي يتحرك الكونغرس بشأن السودان
  • بعد ضبط كميات كبيرة.. علامات تدل على فساد اللحوم المصنعة
  • خبير علاقات دولية: مجلس الأمن تحول إلى ساحة لتبادل الاتهامات
  • مجلس الشيوخ يوافق على توجيه برقية تأييد للرئيس السيسي
  • رئيس الوزراء للكتاب والمفكرين: توجيه رئاسي بالتواصل مع المواطنين