شكري : لا يجب مواجهة الدول النامية أعباء ديونها لاستعادة خسائر مكتسبات تنميتها
تاريخ النشر: 22nd, September 2023 GMT
ترأس وزير الخارجية سامح شكري، اليوم الجمعة 22 سبتمبر 2023 الاجتماع الوزاري حول ترتيبات التمويل للاستجابة للخسائر والأضرار المناخية على هامش اجتماعات الدورة الـ78 للجمعية العامة للأمم المتحدة نيويورك.
وذكر بيان وزار الخارجية أن "شكري" ترأس الاجتماع باعتباره رئيس الدورة الـ27 لمؤتمر الأمم المتحدة للمناخ COP27، بالاشتراك مع الدكتور سلطان الجابر الرئيس المُعين للدورة الـ28 لمؤتمر المناخ COP28.
وأفاد السفير أحمد أبو زيد المتحدث باسم وزارة الخارجية، بأن الوزير شكري افتتح مشاركته في الاجتماع بالتنويه بما تم التوصل إليه في شرم الشيخ من اتفاق تاريخي لإنشاء ترتيبات تمويلية جديدة، بما في ذلك صندوق للاستجابة للخسائر والأضرار المناخية للدول النامية، وهو ما أكد الالتزام الجماعي بضمان العدالة المناخية والاستجابة لنداءات المجتمعات التي تواجه تداعيات التغير المناخي.
وأشار وزير الخارجية إلى أنه تبين خلال العام الحالي وجود فجوات واضحة في النظام متعدد الأطراف الحالي تتطلب إنشاء آليات سريعة وفعالة للتعامل معها، مشيداً بعمل اللجنة الانتقالية المشكلة لإعداد توصيات حول تفعيل ترتيبات تمويل الخسائر والأضرار وإنشاء صندوق للتمويل، وجهود السكرتير العام للأمم المتحدة لحشد الدعم واستكشاف سبل توفير التمويل المطلوب.
وأوضح أن صندوق الخسائر والأضرار يجب أن يمتلك القدرة على دعم المرونة والاستجابة للظواهر البطيئة الحدوث، وتوفير الدعم المباشر للحكومات والمجتمعات التي تواجه كوارث وتداعيات مناخية، والإسهام في دعم إعادة البناء والتشييد والتأهيل للبنية التحتية المتأثرة والخسائر غير الاقتصادية الأخرى، مشدداً على أن الدول النامية لا يجب أن تواجه الأعباء المتزايدة للديون من أجل استعادة خسائر مكتسباتها التنموية.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
مكتسباتُ معركة “طوفان الأقصى”
د. فؤاد عبد الوهَّـاب الشامي
مما لا شك فيه أن معركة “طوفان الأقصى” التي نفذتها المقاومة الفلسطينية بمختلف فصائلها في السابع من أُكتوبر من عام 2023م قد حقّقت مكتسباتٍ عديدةً على المستوى الفلسطيني والمستوى العربي وكذلك على المستوى الدولي.
فعلى المستوى الفلسطيني أعادت هذه المعركة للمقاومة المسلحة دورَها في الساحة وزخمها الشعبي.
وعلى المستوى العربي تمت عرقلة سير عجلة التطبيع التي كانت قد بدأت منذ التطبيع المصري مع الكيان الصهيوني وتوسعت في فترة ترمب السابقة واستمرت في عهد بايدن، وكانت كثيرٌ من الدول العربية تنتظر أن تلتحق السعوديّة بركب المطبِّعين فيلتحقون بها وكانت على وشك القيام بذلك.
وكذلك كشفت معركة “طوفان الأقصى” حجمَ التغلغل الصهيوني بين النخب السياسية والثقافية العربية والتي كانت تعمل على جَرِّ الأُمَّــة إلى جانب المطبِّعين، فقد كانت تصول وتجول في معظم القنوات العربية الرسمية وفي مواقع التواصل الاجتماعي للترويج للتطبيع وتقديم العدوّ الصهيوني كحَمَلٍ وديع يحب العرب وعلى العرب أن يتجاوبوا معه، وخلال الحرب انكشف كذبُ وتدليس تلك النخب بعد أن رأى العالم الجرائم الصهيونية في حق سكان غزة، وتم إعادة القضية الفلسطينية إلى أذهان الأُمَّــة العربية والإسلامية.
وأما على المستوى الدولي نجحت معركة “طوفان الأقصى” في التأثير على الرأي العام العالمي من خلال الاستفادة من مواقع التواصل الاجتماعي وتفاعل الكثير من المؤثرين العالميين مع القضية الفلسطينية، ومن خلال مواكبة وسائل الإعلام للأحداث في غزة ونقلها لما يجري بشكل مباشر؛ ونتيجةً لتلك التأثيرات خرجت المظاهراتُ في معظم المدن الأُورُوبية والأمريكية؛ دعماً للفلسطينيين في غزة، وتحَرّك طلاب الجامعات الأمريكية والأُورُوبية في مظاهرات واعتصامات وقوفاً مع سكان غزة، واعتبر البعض تلك التحَرُّكات التي استمرت حتى توقفت الحرب بداية لتغيير الرأي العام العالمي نحو القضية الفلسطينية.
ولكن يجب أن نعيَ أن العدوّ الصهيوني -بدعم من أمريكا وأُورُوبا- يعمل منذ عشرات السنيين على تثبيت كيانه في الأراضي العربية الفلسطينية، ولن يسمح للفلسطينيين بالاستفادة من المكاسب التي حقّقتها معركة “طوفان الأقصى”، وسيعمل بكل إمْكَانياته وقدراته الفائقة على إعادة السردية الصهيونية إلى الأذهان؛ ولذلك على الشعوب العربية والإسلامية أن تقفَ إلى جوار المقاومة الفلسطينية للمحافظة على تلك المكاسب وتطويرها بكافة الطرق المتاحة، ولا تنتظر أيَّ تحَرّك من النظام العربي الرسمي الذي يقفُ إلى جانب العدوّ الصهيوني في هذه المرحلة رغم الإهانات التي يتلقاها.