تطرّق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان شخصياً للاعتداءات العنصرية، التي واجهها السيّاح الأجانب في بلاده خلال الموسم السياحي هذا الصيف متعهّداً بمعاقبة مرتكبي ما أطلق عليها أخيراً بالاعتداءات "الدنيئة" بحق ضيوف البلاد، فما الذي أرغم الرئيس التركي على الاعتراف بحصول تلك الاعتداءات؟

ورجّح أكاديمي وخبير تركي في العلاقات الدولية أن انتقاد وسائل إعلامٍ عربية للاعتداءات التي حصلت بحق سيّاحٍ عرب في تركيا واتهامها البلاد بالعنصرية إلى جانب وجود دعواتٍ على مواقع التواصل الاجتماعي لمقاطعة السياحة في تركيا، هو ما أرغم الرئيس التركي على التطرّق لتلك الحوادث.

مشاهد صادمة.. اعتداء وحشي على سائح كويتي أمام عائلته في #تركيا.. وقع بلا حراك بعد تعرضه للضرب بمدينة #طرابزون التركية بسبب خلاف لفظي#العربية pic.twitter.com/L79NnRhXtr

— العربية (@AlArabiya) September 17, 2023 مادة اعلانيةأردوغات يتحرك

وقال إلهان أوزغل الأكاديمي التركي وخبير العلاقات الدولية لـ"العربية.نت" إن "الاعتداء على سائح كويتي تعرّض لهجوم خلال شجارٍ في الآونة الأخيرة ومن ثم قيام قائد الشرطة المحلية بزيارته في المشفى، وما تلاه من تغطية ناقدة من قبل وسائل إعلامٍ عربية اتهمت تركيا بالعنصرية، هو ما دعا أردوغان إلى التحرّك خاصة مع وجود حملات لمقاطعة السفر إلى تركيا".

وأضاف أن "الرئيس التركي استبق تفاقم الأمور وتطوّرها عندما تعهّد بمحاسبة مرتكبي تلك الاعتداءات لاسيما وأن الحكومة التي يقودها بحاجة إلى المال وأي تراجع في عائدات السياحة سوف يؤثر سلباً على الحكومة، ولهذا حاول أردوغان حلّ هذه المشكلة بأقل التكاليف".

العرب والعالم تركيا أردوغان: القضاء سيعاقب مرتكبي الاعتداءات الدنيئة ضد السياح العرب والعالم خاص هل بات الاعتداء على الأجانب ظاهرة في تركيا؟

وتابع أن "الرئيس التركي من خلال تصريحاته الأخيرة يحاول إرضاء حكوماتٍ ودولٍ في آنٍ واحد، فهو من جهة يتمتع بعلاقات وطيدة مع حكامها، ومن ناحية أخرى لا يود أن تخسر بلاده العائدات السياحية التي تأتي من تلك الدول".

وبحسب الأكاديمي التركي، فإن هناك عنصريين في تركيا كما في كل المجتمعات، لكنه أشار أيضاً إلى أنه "لا يُنظر إلى العرب بشكلٍ جيد بسبب نظام التعليم الذي يشدد على خيانة العرب المتحالفين مع البريطانيين للعثمانيين واعتبارهم أقل تطوراً".

وقال أوزغل في هذا الصدد أيضاً: "عندما يتعلق الأمر بالسيّاح تحديداً، لا توجد مشاعر معادية للعرب، أو تكون قليلة للغاية. معظم العرب يزورون منطقة البحر الأسود، والتي هي في الغالب قومية للغاية، لكنهم موضع ترحيب كبير هناك. إنهم يساهمون في الاقتصاد المحلي والجميع يدرك ذلك، لكن المشكلة الأكبر هي مع اللاجئين السوريين الذين يبلغ عددهم نحو 4 ملايين في تركيا".

وكان الرئيس التركي، قد أكد الخميس، أن مرتكبي الاعتداءات الدنيئة ضد السيّاح في تركيا سينالون العقوبة اللازمة أمام القضاء.

جاء ذلك في تصريح أدلى به للصحافيين، في ختام زيارته إلى ولاية نيويورك الأميركية للمشاركة في الدورة الـ78 للجمعية العامة للأمم المتحدة.

وقال أردوغان: "تركيا دولة قانون ومرتكبو الاعتداءات الدنيئة ضد ضيوفنا سينالون العقوبات اللازمة أمام القانون".

وتابع: "الشيء الذي أصر عليه دائماً، هو أننا نحتاج إلى استخدام اللغة التي يفهمها السائحون في اللافتات والإشارات وبالأخص في المناطق السياحية، ولا نستطيع أن نسير بنفس الطريق الذي تسير فيه المعارضة".

وأردف: "من المؤسف أن العنصرية والعداء للإسلام من بين المشاكل الرئيسية التي يعاني منها العالم، ويؤسفنا أن نرى فيروس العنصرية الذي ينتشر بسرعة في الدول الأوروبية التي تسوق نفسها على أنها مهد الحضارة، قد تحول إلى وباء عالمي".

وأضاف: "بلادنا أيضاً تتأثر بهذا الوباء لقد نجحت الدوائر التي تريد نشر كراهية الأجانب في الغرب ببعض الأماكن، وفي بلادنا ممثلون لتلك الدوائر، لكن عليهم أن يعلموا أن ألغامهم هذه لن تتفجر في تركيا".

وأكد أن الجهات الأمنية في تركيا تتخذ أقصى الحذر من مثل هذه الاستفزازات وتكثف إجراءاتها يوماً بعد يوم.

واستطرد: "هناك محاولة لخلق تصور بأن الأحداث الفردية التي تغذيها الفئات المهمشة، يتم تنفيذها ودعمها من قبل المجتمع بكامله".

وأدى خطاب "الكراهية" ضد الأجانب في الأشهر الأخيرة لاسيما خلال فترة الانتخابات الرئاسية والبرلمانية على تنامي الاعتداءات الجسدية على السيّاح واللاجئين، على حدّ سواء.

وكانت الاعتداءات الجسدية تتكرر بحق اللاجئين السوريين في تركيا في ظاهرة تكاد تبدو اعتيادية، لكنها باتت تستهدف السيّاح الأجانب أيضاً في الآونة الأخيرة. ويعود السبب في ذلك بحسب منظمات تعنى بحقوق اللاجئين إلى حملات التحريض التي تشنها وسائل إعلامٍ محلّية إلى جانب أحزاب سياسية تطالب بترحيلهم إلى بلدهم، كما يفعل حزب "النصر" اليميني المتشدد.

مادة إعلانية تابعوا آخر أخبار العربية عبر Google News كويتي أردوغان إلهان أوزغل السوريين السياح العرب السائح الكويتي

المصدر: العربية

كلمات دلالية: كويتي أردوغان السوريين السياح العرب السائح الكويتي الرئیس الترکی فی ترکیا

إقرأ أيضاً:

مقرر أكاديمي في علم الأوبئة لإعداد قادة الصحة بالدولة

دبي (الاتحاد)

أخبار ذات صلة «آرب هيلث» يستشرف مستقبل الخدمات الصحية بالذكاء الاصطناعي سفير الإمارات يبحث تعزيز التعاون مع وزيرة شؤون الشباب البحرينية

أعلنت جامعة حمدان بن محمد الذكية عن التعاون مع إمبريال كوليدج لندن، إحدى أفضل 10 جامعات في العالم، في إطلاق مقرر أكاديمي في علم الأوبئة ضمن برنامج الماجستير في الصحة العامة، الذي تقدمه الجامعة الذكية. وقد تم تصميم هذا المقرر من قبل نخبة من الخبراء في إمبريال كوليدج لندن، وهو متاح الآن للدارسين في دولة الإمارات، ويهدف إلى تزويدهم بالمهارات والمعارف المتقدمة، لمواجهة أبرز التحديات الصحية والاجتماعية العالمية بكفاءة. ويؤكد هذا التعاون التزام جامعة حمدان بن محمد الذكية بتطوير التعليم في مجال الصحة العامة وتمكين قادة المستقبل بالأدوات والخبرات المبتكرة اللازمة لتحسين النتائج الصحية على المستوى العالمي.
وقال الدكتور منصور العور، رئيس جامعة حمدان بن محمد الذكية: «يمثل هذا التعاون بين الجامعة، وإمبريال كوليج لندن مبادرة جديدة من جامعة حمدان الذكية للمساهمة في تحقيق رؤية دولة الإمارات، لتعزيز مكانتها في القطاع الصحي العالمي ورفع مستوى التميز في التعليم والبحث العلمي. وتهدف هذه الشراكة الأكاديمية لتوفير أحدث المستجدات من الأساليب والمواد الدراسية في التخصّصات الأكاديمية الصحية، ودعم القطاع الصحي في الدولة، ما يسمح بتزويد المتعلمين والمهنيين والممارسين والقادة في القطاع الصحي بالمعرفة والمهارات اللازمة لمواجهة التحديات الصحية العالمية». 
ويُعد علم الأوبئة أحد أهم خمسة مجالات للتخصّص في الصحة العامة، إذ حقق إسهامات كبيرة للبشرية. ولا يزال هذا التخصّص يمثل علماً حيوياً يقدم حلولاً قائمة على البيانات لمواجهة قضايا معقدة، مثل: العبء المتزايد للأمراض المزمنة وتحديات الشيخوخة السكانية، واستمرار التفاوتات الصحية والقضايا الصحية العالمية الملحّة. ومن خلال تطبيق خبرات إمبريال كوليدج لندن، تضمن جامعة حمدان بن محمد الذكية تقديم تعليم وأدوات بحثية على مستوى عالمي للمتعلمين، ما يمكنهم من مواجهة هذه التحديات متعددة الأبعاد، والمساهمة في تحقيق رؤى مبتكرة لتحسين الصحة العامة في دولة الإمارات والعالم.
من جهته، قال البروفيسور سامر حمايدي، عميد كلية الدراسات الصحية والبيئية في جامعة حمدان بن محمد الذكية: «يمثل هذا التعاون مع إمبريال كوليدج لندن خطوة مهمة في تطوير التعليم الصحي العام في دولة الإمارات، من خلال دمج خبرة إحدى أبرز المؤسسات الأكاديمية عالمياً، للارتقاء بتجربة التعلم الأكاديمية، وتلبية الحاجة الماسة إلى حلول مبتكرة للتحديات الصحية العالمية. ويُعتبر علم الأوبئة العمود الفقري للصحة العامة، حيث يمكّننا من فهم العوامل المؤثرة على الصحة ومعالجتها».
وقال الأستاذ الدكتور سلمان رؤوف، مدير مركز منظمة الصحة العالمية في إمبريال كوليدج لندن، في المملكة المتحدة: «يجسّد هذا التعاون أهمية الشراكات الدولية في مواجهة التحديات الصحية العامة المعاصرة. وعبر التعاون المشترك، أنشأنا بيئة تعليمية تسمح للمتعلمين بتطوير حلول قائمة على الأدلة للتعامل مع قضايا الصحة المعقدة».

مقالات مشابهة

  • السياسيون الألمان يواجهون اللاجئين السوريين: حان وقت العودة
  • وفاة الرئيس الألماني الأسبق هورست كوهلر.. قضى طفولته في مخيمات اللاجئين
  • ألمانيا تقر قانونا يحمي الأطفال من الاعتداءات الجنسية
  • طرد ضباط من الجيش التركي بسبب "قسم أتاتورك"
  • هل يزور الرئيس “أحمد الشرع” تركيا والسعودية قريبًا؟
  • محمد شاهين.. من نجم "ستار أكاديمي" إلى أحد أبرز الأصوات في جيله
  • أبو مهند: السياح الأجانب لازم يدفعون عندنا مثلما ندفع في بلادهم .. فيديو
  • رئيس الجمهورية العربية السورية السيد أحمد الشرع يتلقى رسالة تهنئة من رئيس الجمهورية التركية السيد رجب طيب أردوغان أكد فيها الرئيس التركي على وقوف بلاده إلى جانب الشعب السوري والارتقاء بالعلاقات الثنائية واللقاء في أقرب وقت
  • أخبار الفن| ليلى عز العرب تتعرض لحادث.. فادي الهاشم ينفي أخبار طلاقه من نانسي عجرم
  • مقرر أكاديمي في علم الأوبئة لإعداد قادة الصحة بالدولة