تعزز المسابقات المجتمعية ثقافة استغلال الموارد الطبيعية والاهتمام بالبيئة المحلية وحمايتها لدى الناشئة،ويُعدُّ برنامج شل أنكسبلوررز (Nxplorers Shell) من البرامج الهادفة والقيّمة الذي تنفذه شركة شل وتستهدف من خلالها الحقل التربوي لا سيما المدارس الحكومية في سلطنة عمان والذي من خلاله يتأهل فريقان من مدرستين للتنافس مع مجموعة دول على مستوى العالم.

البرنامج يضم ثلاثة مجالات هي المياه والطاقة والغذاء في فئتين هما Senior وjenior.

ويحرص الطلبة على المشاركة سنويا بمشروعات مبتكرة تخدم البيئة المدرسية والمجتمع المحلي؛ وذلك لأهميته في توصيل صوت المبتكرين للمجتمع المحلي والعالمي، وصنع الأثر الإيجابي من خلال التغيير في الأفكار والسلوكيات والممارسات البيئية السائدة.

في هذه السطور نسلط الضوء على أحد المشروعات الفائزة بالمركز الأول على مستوى سلطنة عمان في فئة jenior وهو مشروع (الأمل في قطرة) بمدرسة الأمل للتعليم الأساسي (10-12) بولاية بركاء بمحافظة جنوب الباطنة؛ لنقترب أكثر من ماهية المشروع وتفاصيل الإعداد والتنفيذ والمراحل وفائدته للمجتمع المحلي والبيئة والنظرة المستقبلية وغيرها، علما بأن المركز الأول في فئة Senior قد ذهب لمدرسة صفية أم المؤمنين بمحافظة الداخلية. وبهذا يتأهل الفريقان للتنافس على مستوى العالم.

الأمل في قطرة

المشرفة ومسيّرة البرنامج بمدرسة الأمل للتعليم الأساسي (5-12) الأستاذة فخرية بنت سيف الشيبانية قالت: يتناول البرنامج عدة مراحل من بدء تنفيذ الدورة لأدوات التفكير العليا في حل القضايا البيئية وانتهاءً بتطبيق الحلول المبتكرة والاستدامة التي توصل إليها الفريق بالمدرسة.

كما يساعد البرنامج على إكساب الطلبة أساسيات التحليل والاستقراء من البيانات والمخططات ومهارات الابتكارات والتفكير الإبداعي وكتابة البحوث الإجرائية والقيادة والحوار والتفكير الناقد، إضافة لإعداد خطة الفريق وخطة إدارة مخاطر المشروعات المدرسية ومهارات الإدارة المالية والتصميم والجرافيك وغيرها.

وأضافت الشيبانية: تناول مشروع (الأمل في قطرة) عدة حلول مختلفة في الفعاليات المجتمعية والابتكارات والدراسات البحثية مستخدمين في ذلك أحدث التقنيات في الذكاء الاصطناعي وتقنية الأوزون لنشر ثقافة كيفية استغلال المياه من خلال اتباع أساليب وممارسات إيجابية في كيفية ترشيد استخدام المياه سواء في المنزل أو المدرسة أو أي مكان يوجد فيه الإنسان، لا سيما في ظل انتشار الجفاف وارتفاع فواتير المياه وتزايد ملوحة المياه والتربة والنتائج المترتبة على ذلك من المشكلات البيئية.

وأكدت: سعى الفريق بالمدرسة من خلال الدراسات البحثية إلى حل مشكلة منطقة الخويرات بولاية بركاء الساحلية التي تقترب من البحر بحوالي 3 كم تقريبا، حيث تزداد الملوحة في هذه المنطقة نتيجة قربها من البحر فتمكن الفريق من تقليل نسبة الملوحة من 0.84 % إلى 0.21% عند عمق 90 سم، وعمل الفريق على توجيه المجتمع إلى إعادة تدوير البلاستيك في صنع نماذج مبتكرة تحل مشكلة المياه المالحة في بعض المناطق.

شراكة مجتمعية

وأوضحت الأستاذة نعيمة بنت مسعود اليحمدية مديرة المدرسة أهمية الشراكة المجتمعية والأدوار المهمة في سير خطة الفريق وتنفيذ فعالياته، إضافة للدعم وتوفير الإمكانيات والموارد اللازمة من خلال الجهات الداعمة والمساندة للمشروع؛ حيث بلغت عدد الشراكة ما يقارب 10 شراكات خدمت المشروع خلال 9 أشهر.

وأضافت اليحمدية: تسعى المدرسة وبإسهام مجتمعي إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة بما يتواءم ورؤية عمان 2040م من خلال تبني المشروعات والبرامج والمبادرات المتعلقة بقضايا البيئة وتطبيقها بصورة فاعلة في المجتمع المدرسي والمحلي من أجل نشر التوعية وتعزيز سلوك الطلبة الإيجابي نحو البيئة المستدامة وإكسابهم معارف جديدة حول الموارد الطبيعية وأهمية المحافظة عليها.

لذلك حرصت المدرسة على المشاركة في برنامج Nxploreres الذي تنفذه شركة شل لتعزز الاهتمام بهذا الجانب ومن أجل تنمية حس الابتكار لدى الطلبة وتشجيعهم على إيجاد حلول مبتكرة لمعالجة القضايا المتعلقة بالبيئة. وهنا أخص بالشكر الأستاذة المجيدة فخرية الشيبانية المشرفة على الابتكارات في المدرسة لجهودها المتواصلة في تحقيق المراكز المتقدمة في مجال الابتكارات والذكاء الاصطناعي كما أتقدم بالشكر والثناء لطالباتنا المجيدات وأولياء أمورهن ونثني على قسم الابتكار والأولمبياد العلمي بالمديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة جنوب الباطنة لجهودهم الحثيثة في تقديم الدعم والمساندة لجميع مؤسسات المجتمع المحلي والشركات الداعمة والمساندين الذين تعاونوا من أجل تحقيق هذا الإنجاز؛ فقد حصل فريق المدرسة على المركز الأول على مستوى سلطنة عمان في فئة jenior عن مشروع (الأمل في قطرة).

تحديات ومناشط توعوية

تقول الطالبة فاطمة بنت علي المعمرية بالصف الحادي عشر وهي إحدى المشاركات في الفريق: التحديات موجودة في كل المشروعات ولكن بالعزيمة والإصرار والتعاون الهادف والبنّاء والشراكة المجتمعية تتذلل جميع العقبات والصعوبات؛ والتي منها ضيق الوقت وقلة الموارد المتاحة كذلك التوفيق بين الحصص الدراسية ومتابعة المناهج التعليمية والعمل على رفع المستوى التحصيلي من جهة والإبداع في المشروع وتبوء المراكز المتقدمة وقد عملنا بروح الفريق الواحد.

وأضافت فاطمة المعمرية: تُعد الفعاليات المجتمعية سببا رئيسا في تحقيق الأهداف؛ فالتغيير يبدأ بالسلوكيات الفردية ثم الجماعية ونحن في فريق (الأمل في قطرة) كان هدفنا الرئيسي توعية المجتمع العماني حول استرشاد المياه وتحسين جودته حيث يمثل الماء موردا طبيعيا وشريان الحياة، فقمنا بنشر مجموعة فعاليات متنوعة وهادفة منها فيديوهات توعوية كالوايت بورد وموشن جرافيك وفيديوهات كرتونية التي تستهدف صغار السن وطلاب الحلقة الأولى لتعليمهم أساسيات التعامل مع الماء بشكل صحيح. كذلك تصميم فيديوهات لنشر ثقافة إعادة التدوير ونشر استبانة لتحليل ومعرفه سلوك الفرد في التعامل مع المياه، وتنفيذ مجموعة فعاليات في المحيط المدرسي كحصة قطرة واستهدفت (١٠٠٠) طالبة و (٩٠) معلمة؛ حيث خرج من هذه الحصة (٢٦) مشروعا متنوعا في مجال المياه بمدرسة الأمل. إضافة للورش التدريبية والمحاضرات التعليمية بالتعاون مع عدة شركات خاصة ومؤسسات حكومية.

وأضافت الطالبة نورة بنت وليد البلوشية بالصف الحادي عشر: المسابقة تستهدف المبتكرين من الشباب لحل القضايا البيئية المعقدة في مجالات الماء والطاقة والغذاء، وفي هذه الدورة قمنا بتطبيق أدوات NX على مراحل، حيث بدأنا بمرحلة الاستكشاف لمعرفة التحديات التي تواجه العالم واكتشاف المشكلة والعوامل والظواهر والمؤثرات والأحداث والأفراد والقوانين وغيرها. بعدها تأتي مرحلة التكوين التي يتم فيها تكوّن التوقعات والتنبؤات للمشكلة، ثم مرحلة التغيير التي تتضمن استراتيجيات قمع الجدوى والأثر المتموج وهرم الإقناع.

دراسات بحثية

وقالت الطالبة مريم بنت سعيد العويسية بالصف الحادي عشر: الابتكارات كانت منقسمة إلى ثلاث دراسات بحثية اتخذت منهجية البحث العلمي التجريبي تحت إشراف مهندسين ومختصين من مركز البحوث الزراعية ومركز ترانزستور للإلكترونيات.

وجاءت أول دارسة بحثية حول أثر المستخلصات العضوية على جودة المياه ومحصول الفاصوليا في ولاية بركاء. حيث قمنا بمعالجة مشكلة الملوحة بالولاية باستخدام المستخلصات العضوية، وأظهرت النتائج إمكانية تقليل الملوحة باستخدام زيت شجرة النيم وزيت اللبان وزيت النعناع وزيت الزيتون، فقد انخفضت الملوحة في العينات التي جمعها من منطقة الخويرات والتي تبعد حوالي ٣ كيلومترات عن البحر وحتى عمق ٩٠ سم.

الدراسة البحثية الثانية وهي استخدام الذكاء الاصطناعي في تحديد محتوى الماء الجذعي وهي أول دراسة بحثية تربط بين استشعار اللون الأخضر وتكوّن الكلوروفيل بتحديد كمية السقي المناسبة لكل نبتة باستخدام تقنية التنقيط الداخلي. أما الدراسة البحثية الثالثة فطورنا تقنية الـMW المياه الممغنطة.

وشاركت الطالبة حنيفة بنت عبد الرحمن البلوشية بالصف الحادي عشر بقولها: إن المشروعات لا تحقق النجاح إلا بوجود الشراكات المجتمعية؛ لذلك قمنا بالعديد من الشراكات المجتمعية مع المدارس القريبة والمجتمع المحلي حيث بلغ عددها ما يقارب عشر شراكات مجتمعية مما أثمر نتائج كثيرة وهذا ما قادنا إلى نتائج حساب البصمة الكربونية ومكننا من إعداد دراسات كثيرة وحلول مستدامة.

حلول هادفة

من جهته أكدّ المهندس ناصر بن سالم الوهيبي رئيس قسم بحوث التربة بالمديرية العامة للبحوث الزراعية والثروة الحيوانية الذي شارك في الإشراف على دراستين بحثيتين هما: (أثر المستخلصات العضوية على خصائص المياه وجودة محصول الفاصوليا في ولاية بركاء بسلطنة عمان) و (مدى فاعلية تقنية المياه الممغنطة والمشبعة بالأوزون (MWO3) والمستحلبات العضوية في تحسين جودة المياه وخصائص محصول النعناع والمقاومة الميكروبية في سلطنة عمان): تقع سلطنة عمان ضمن مناطق العالم الجافة وشبه الجافة وتعاني من محدودية الموارد المائية وتُعدّ الملوحة عاملا ملوثا للمياه الجوفية مما يؤثر على الثروة الزراعية. وبيّن: حسب الدراسات الزراعية المتكاملة فإن حوالي 47%من المياه الجوفية مالحة ولا تصلح لري معظم النباتات والمحاصيل، ومن الممارسات الزراعية التي تقلل من تأثير الملوحة على التربة والنبات هو استخدام مواد عضوية مثل حمض الهيوميك والتسميد العضوي المعالج حراريا. إضافة لتغطية سطح التربة في المساحات المزروعة لتقليل عملية تبخر الماء، كما يمكن استخدام بعض التقنيات العضوية الأخرى وإذابتها بالماء مثل الأحماض الطبيعية كالخل الذي يعمل على خفض قلوية التربة pH.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: سلطنة عمان على مستوى من خلال

إقرأ أيضاً:

الفريق الأولمبي .. رؤية متقدمة

بقلم : جعفر العلوجي ..

خطوات واسعة أنجزتها اللجنة الأولمبية الوطنية بجهد جماعي وروح الفريق الواحد، بقيادة الدكتور عقيل مفتن، رئيس اللجنة، الذي وقف على رأس الهرم بالعمل المثابر.
خطوات واكبت العمل النظري بالتطبيق الميداني، وعايشت التجارب المتقدمة، وبدأت انعكاساتها تظهر جليًا على أرض الواقع.
وقد تحقق ذلك من خلال تعاون مشترك ورؤية بعيدة المدى، مع استثمار أمثل للدبلوماسية الرياضية عبر علاقات مثمرة مع سفارات كوريا، بريطانيا، وإسبانيا، فيما تستمر المسيرة لتحقيق أقصى درجات الاستفادة لتطوير الرياضة العراقية بشكل عام، ومشروع البطل الأولمبي بشكل خاص.
من بين الخطوات اللافتة، تبرز أهمية الدراسة ومعرفة المضامين المستقبلية المستقاة من تجارب الدول المتقدمة، وكيفية مواكبتها بما يتناسب مع واقعنا.
وأعتقد أن ما أنجزه الفريق الأولمبي خلال احترافه في إسبانيا، من لقاءات، وإعداد ترتيبات، وتنظيم مشاريع عمل رياضية مستقبلية، سيكون بمثابة نقلة نوعية لدفع مشاريع الأبطال الرياضيين إلى ساحات الإنجاز.
فالتواصل مع المؤسسات الإسبانية الكبرى يقع ضمن خطط اللجنة الأولمبية للارتقاء بمستوى المدربين واللاعبين وكل ما يرتبط بالرياضة المتطورة، مع استثمار اتفاقيات الشراكة والتعاون مع اللجان الأولمبية الأوروبية، لابتعاث المدربين واللاعبين إلى أوروبا لخوض تجارب معايشة تصقل مهاراتهم وتطور مستوياتهم.
بدعم حكومي كبير، لا تتوانى اللجنة الأولمبية عن مواصلة جهودها للنهوض بالمواهب المؤهلة لتحقيق الأوسمة الأولمبية، وهذه خطوة مهمة للغاية ضمن خطط التطوير الهادفة إلى صناعة جيل رياضي جديد، ليس فقط على مستوى اللاعبين، بل حتى على صعيد المدربين والإداريين.
وذلك تنفيذًا لاستراتيجية التطوير الشاملة التي وضعتها اللجنة، والتي لا تقتصر على الجوانب الفنية فحسب، بل تهتم أيضًا بالجوانب الأخلاقية والتربوية، التي تعد إحدى أولويات إدارة التطوير.
أنا على قناعة تامة، أكثر من أي وقت مضى، بأن السير الحثيث في الطريق الصحيح، وخوض التجربة بمنتهى المسؤولية لصناعة البطل الأولمبي من خلال هذا التوجه السليم، سيقودنا قريبًا إلى تحقيق المبتغى، ومغادرة عصر المشاركة من أجل المشاركة، نحو مرحلة التواجد من أجل حصد الميداليات الملونة في مختلف الألعاب الفردية والجماعية.

جعفر العلوجي

مقالات مشابهة

  • متخصصون يقدمون رؤية عصرية حول الإعلام الجديد ودوره في تشكيل الثقافة المجتمعية
  • النسخة الثامنة من إلهام ونجاح.. 50 موجّهًا يرافقون 50 رائد عمل نحو التميز الريادي في سلطنة عمان
  • بيان هام من وزارة البيئة بشأن تأثير العوامل البيئية على جودة الهواء
  • الاعيسر: نأمل من شعبنا الكريم تفهُّم الحيثيات التي أدت إلى تأخر البيان
  • اليوم الثاني من الفعالية الثقافية صور من التراث السوري التي تنظمها وزارة الثقافة على مسرح دار الأوبرا بدمشق
  • انطلاق معرض اللمسات الفنية "وجوه" لـ"تعليمية جنوب الباطنة" في مركز عمان للمؤتمرات والمعارض
  • الفريق الأولمبي .. رؤية متقدمة
  • استعراض الفرص الاستثمارية البيئية في البريمي
  • نائب أمير مكة يرأس اجتماعًا لاستعراض أعمال البرنامج الوطني للتنمية المجتمعية
  • وزير الخارجية ونظيره الإيراني يستعرضان مستجدات المحادثات التي ترعاها سلطنة عمان