عيسى فياض لـ 24: الموسيقى لغة الشعوب والقلوب أيضاً
تاريخ النشر: 22nd, September 2023 GMT
تنوعت واغتنت رحلة الموسيقي السوري المغترب عيسى فياض في ألمانيا، وانتقلت من مقامات الصبا والنهاوند والبيات وشقيقاتها، وألحان كبار الموسيقيين العرب، ومن شعر ديك الجن الحمصي، وشعر جبران خليل جبران، إلى بيئة موسيقية أخرى من عوالم مختلفة، إلى تلحين "ترنيمة" بالألمانية تمجّد الملكة ايديتا، ضمن مسرحية بالألمانية.
لكن فياض ظل يُغني تلك الرحلة ويجمع بين شطريها، من خلال العود، الذي طوعه ليشارك في أوركسترا ألمانية، وفي عروض مسرحية أيضاً.
والمشوار الفني لفياض حافل بالتنوع في إحياء التراث، بمراحله المتنوعة والغنية، فلا تزال أغنية فيروز "بكرم اللولو في سلّة.. مليانة عناقيدا سود. حبيبي مستحلي خصلة.. وفكري إسرقلو عنقود" من كلمات الأخوين رحباني وألحان فيلمون وهبي، في حنجرة فياض فهو يغنيها في معظم جلساته الخاصة مع الأصدقاء، ولأغاني الموسيقار محمد عبد الوهاب عشق آخر وأداء بحساسية عالية، مروراً بأغاني المبدع وديع الصافي.
وإن استعدنا ما قدمته الفرقة التي ساهم في تأسيسها فرقة "حمص لإحياء التراث" في 1997 والتي احتفلت في 2005 بعيدها الفضي، نجد أنها رصدت المدارس الموسيقية العربية الكبرى، وما انبثق عنها من رواد عظام قادوا نهضتنا الموسيقية الحديثة كما قدمت الفرقة أعمالاً لبعض الرواد الموسيقيين السوريين وأعمالاً لبعض الرواد من حمص.
قالب دراميوقدمت الفرقة من أعمال الموسيقي فياض محاولات جديدة في التأليف الآلي والغنائي أهمها "مغناة ديك الجن"، و"مغناة جبران خليل جبران"، وهما عملان يعتمدان على مختارات من شعر ديك الجن، وشعر جبران، في قالب درامي. وكانت لهذه الفرقة مشاركات عدة في مهرجان السنة الموسيقية الأوروبية في أثينا في 1985، ومهرجان التراث الموسيقي في المركز الثقافي الفرنسي في دمشق في 1990 ومشاركة في أغلب دورات المهرجان "الثقافي الفني"، ومهرجان "الثقافة الموسيقية" في حمص، لكن الفرقة توقفت عن العطاء مع أول رصاصات الحرب عام 2011.
توثيق وإحياءعن أول خيوط العلاقة بين فياض والثقافة الأوروبية، يقول الأخير لـ "24 ": نشأت خلال جولة فرقتنا "حمص لإحياء التراث" في مدن إسبانية عديدة أوائل 2008 بدعوة من المترجم الراحل رفعت عطفة، مدير المركز الثقافي السوري في مدريد آنذاك، فأحيت الفرقة أماس عدة عن نشوء الموشحات الأندلسية، وعن رحلتها من الأندلس إلى بلاد الشام، وتحدثنا فيها عن أهم الوشاحين، مع نماذج غنائية بصوتي وعزفي على العود. فكانت تلك الحفلات جسراً للتعارف بيني وبين الفنانين نورما بيلا ، وزوجها ميغيل أنخل غاسكو، فعزّز هذا اللقاء الفني والشخصي أفكار نورما وميغيل، وكان لاتفاق على التعاون الفني والثقافي، وتأسس تجمع فني باسم "موشحات ".
وعن منجزات هذا التجمع يقول فياض: "أول منجز كان فرقة موسيقية سورية إسبانية باسم "أورنتيس بروجكت" قدمنا من خلالها برنامجاً مشتركاً من الموسيقى العربية والإسبانية، في حفلات في إسبانيا وسوريا، كان آخرها في دار الأوبرا في دمشق".
وعما تضمنه الفيلم الوثائقي الذي أنتجه هذا التجمع، قال فياض: "نفّذ الفيلم ميغيل ونورما عن الموسيقى في سوريا، وانقسم إلى ثلاثة أقسام، قسم الأول الموسيقى الفلكلورية السورية في أكثر من محافظة، وسُلط الضوء فيه على الالآت الشرقية مثل العود والناي والرق والطبلة والقانون والربابة والبزق. كما سلط هذا القسم الضوء على ما ينجز من موسيقى معاصرة. واهتم القسم الثاني من الفيلم بالموسيقى الدينية من خلال الإنشاد الديني ورقصة المولوية، والموسيقى الكنسية الآرامية. أمّا الثالث فاهتم بتوثيق صناعة بعض الآلات الموسيقية التقليدية في مقدمتها العود، وبعض الآلات الإيقاعية. وعرض الفيلم في دمشق وفي مدن إسبانية عدة".
تلاقح وتعدد إيقاعاتوعن نشوء الموشحات ودقة نسبها، يقول فياض: "نشوء الموشحات جاء نتيجة التلاقح ما بين الموسيقى العربية والشعر الإفرنجي عموماً.إذ نشأ نوع من الشعر مختلف عن الشعر العربي العمودي الذي كان سائداً عند العرب، فتعدد البحور، والقوافي، واختلاف الصيغة الشعرية في الشعر العربي اقتضى نوعاً من التلحين مختلفاً عن تلحين القصيدة العمودية كما أن تعدد الإيقاعات ساهم في نشوء الموشح. والموشح لبلاد الأندلس، وليس لبلاد أخرى كما يذهب البعض". ويتابع قائلاً: "الموشح نشأ في الأندلس شكلا شعريا وغنائيا في آن واحد، وإلا ماذا كان يعني زرياب؟ صحيح أن غياب التوثيق بشكليه الصوتي والمدون، نوطة، أفقدنا الكثير من معطيات إبداعنا الموسيقي العربي في الأزمنة القديمة ولم نتدارك هذا إلا بعد توفر وسائطها منذ 200 سنة تقريباً، لكن من المؤكد أن ثمة إنجازات في الموشح لابن عبادة القزاز، وابن زهر، وابن زيدون، وأعلام آخرون". وأشار فياض إلى أن الموشح عندما ارتحل إلى بلاد الشام وبلاد النيل سمي بالموشح المشرقي. وسماته الموسيقية ذاتها فهو يعتمد على قدرة إبراز المقامية وعلى الإيقاعات المركبة والموشح الأندلسي يتألف من أربع حركات، بدنية أولى، وثانية، ثم خانة، ثم غطاء، لكن في حلب ومصر، عدل فاستغنى ملحنه عن الغطاء ثم أنه نتيجة لتفاوت تطابق الوزن الشعري مع الوزن الإيقاعي للموشح كان يضطر الملحن لإضافة تعابير لفظية من مثل خانم، وآمان، ويا للي، وعمر وذلك لاستكمال الوزن الإيقاعي وهي ألفاظ تركية استكملت في المرحلة العثمانية.
ألوان ألمانيةأما عن أنشطته في ألمانيا، فيشير فياض إلى تعددها، فيقول :"أحييت أماسٍ كثيرة مشتركة مع شعراء، خاصة صديقي الشاعر د. وحيد نادر، وأسست في 2016 فرقة عربية Oud Musica Magdeburgensis – O M M التي شاركت في مهرجانات ألمانية عدة، وبدأت مشوارها بالمشاركة في مهرجان الملكة ايديتا الثامن في متحف الفن–ماكديبورغ . وفي العام ذاته لحنت ترنيمة بالألمانية، (تمجيد الملكة ايديتا ، ملكة مدينة ماكديبورغ، عن نص الأديبة والمخرجة الألمانية Uta-Luise Zimmermann- Krause حيث تنشد سنويا في مهرجان المدينة السنوي. كما شاركت منذ 2019 في عزف العود مع أوركسترا Zupforchester بمدينة ماكديبورغ. أي أني انتقلت من تلحين الشعر العربي إلى شعر الترنيمة لأخوض عوالم جديدة ممتعة أوظف فيها مخزوني الموسيقي العربي سواء بالتلحين أو بالعزف، ضمن نسيج الموسيقى الألمانية وفرقها الأوركسترالية، فالموسيقى ليست لغة الشعوب فقط بل لغة القلوب أيضاً.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني
إقرأ أيضاً:
البحريني عيسى المرجان يحصد الميدالية الفضية في البطولة العالمية لتحديات البوتشيا
حصد لاعب المنتخب البحريني لذوي الهمم عيسى المرجان الميدالية الفضية في البطولة العالمية لتحديات البوتشيا، والتي تُقام في صالات عيسى بن راشد، في الفترة من 14 إلى 20 نوفمبر.
وأبدى عيسى المرجان، وفقا لما ذكرته، اليوم الثلاثاء، وسائل الإعلام المحلية، سعادته بهذا الفوز، مؤكدًا أنه يعكس الجهود المستمرة والدعم الذي يتلقاه من مدربيه وزملائه.
وتستمر البطولة حتى 20 نوفمبر، ويتنافس فيها عدد من أفضل اللاعبين من مختلف أنحاء العالم، مما يجعلها منصة مثالية لتبادل الخبرات وتعزيز الروابط الرياضية الدولية.