ما أن بدأت الحياة تعود بشكل تدريجي إلى طبيعتها في مختلف المناطق المتضررة، حتى بات مهما وممكنا التوقف وقفة تأمل وإعادة شريط الأحداث منذ وقوع الزلزال إلى آخر جلسة عمل ترأسها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أمس الأربعاء 20 شتنبر 2023، خصصت لبرنامج إعادة البناء والتأهيل العام للمناطق المتضررة من زلزال الحوز، لتقييم التدخلات المتخذة لتدبير الفاجعة.

اتضح من خلال التدابير الملكية للفاجعة أن للزمان دور حاسم سواء إبان أو بعد الفاجعة، حيث كانت هناك سرعة ووتيرة متسارعة وجدية في التعامل مع الأجندة الزمنية. فصاحب الجلالة جمع بين متطلبات العمل الجدي الدقيق والعقلاني في تدبير الأزمة وتدارك الزمن لتجنب أي آثار سلبية ممكنة. فبفضل التعليمات الملكية السامية، كانت هناك نجاعة في معالجة الكارثة ومساعدة المتضررين لتجاوز هذه الأزمة، وتأهيل المناطق المنكوبة.

الفاجعة المؤلمة التي ألمت بالمملكة المغربية في الأيام الماضية قدمت الدليل مجددا على حكمة وثبات المؤسسة الملكية، وكانت برهانا على قوة المواجهة، ومدى اهتمام صاحب الجلالة بالبعد المصلحي القائم على ضرورة النظر في مصالح المتضررين، بما يحفظ لهم نفوسهم وحياتهم.

تشديد صاحب الجلالة على ضرورة اعتماد حكامة نموذجية مقوماتها السرعة والفعالية والدقة والنتائج المقنعة، حتى يصبح برنامج إعادة البناء والتأهيل العام للمناطق المتضررة نموذجا للتنمية الترابية المندمجة والمتوازنة، تأكيد على حرص جلالته على الجمع بين بناء العمران وبناء الإنسان وفق سلطة حريصة على قيام العدل، وحفظ النفس، وصيانة الحقوق والكرامات.

وبالنظر إلى الميزانية المقدرة بـ 120 مليار درهم والمرصودة لتغطية الصيغة الأولى من البرنامج المندمج ومتعدد القطاعات الذي قدم بين يدي جلالة الملك، لفائدة 4,2 مليون نسمة، يظهر أن المبلغ كبير ومهم جدا وينم عن إرادة ملكية للنهوض بالمنطقة ووضع برنامج تعمير نموذجي على مستوى التراب الوطني، وليس مجرد معالجة ترقيعية تكتفي بالحد الأدنى.

تدبير المغرب لهذا الكارثة الطبيعية يعيد إلى الأذهان طريقة تسييره لوباء كورونا التي نالت إشادة عالمية، حيث خرج ببنيات ذات بعد استراتيجي من مصانع التلقيح وغيرها. نفس المنوال تسير عليه المملكة في تدبير هذه الفاجعة، حيث تم وضع وإرساء خطة عمل وأجندة متعلقة بكل ما هو استراتيجي في حالة وقوع الكوارث الفجائية، فالمغرب لم يصنع التاريخ فقط بل صنع نموذجا قويا يحتذى به. 

 

المصدر: أخبارنا

إقرأ أيضاً:

السعودية أيقونة العطاء والتضامن الإنساني في العالم

البلاد – الرياض

بحضور إنساني رائد، يجسد نهجها الأصيل وقيمها النبيلة، تشارك المملكة العربية السعودية احتفال العالم بـ” اليوم الدولي للتضامن الإنساني” في 20 ديسمبر من كل عام، استذكارًا لمعاني وقيم الوحدة الإنسانية والعدالة الاجتماعية، وضرورة الحفاظ عليها ولمواجهة التحديات العالمية؛ مثل الفقر والصراعات والأزمات الإنسانية، والعمل معًا من أجل غد أفضل.

فالمظلة الإنسانية السعودية الأنموذج، ممثلة بمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، تأتي في طليعة الدول التي امتدت أياديها البيضاء لمساندة المتضررين والمحتاجين والوقوف معهم، وعملت على تعزيز التنمية البشرية والاجتماعية ودعم العمل الإنساني؛ إيمانًا منها بضرورة تفعيل مبادئ التضامن الإنساني والتكافل الاجتماعي لجميع البشر.

هذه الجهود الإنسانية الممتدة تحظى بدعم غير محدود من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء- حفظهما الله- حيث جسدا أسمى معاني العطاء والتضامن والتعاضد مع الشعوب والبلدان المتضررة والمحتاجة حول العالم، تأكيدًا للدور الإنساني العالمي والرفيع للمملكة العربية السعودية.

وبهذا الاتجاه نفذ مركز الملك سلمان للإغاثة العديد من المشروعات الحيوية لخدمة المحتاجين في العالم بلغت 3.135 مشروعًا في 106 دول، بقيمة إجمالية تجاوزت 7 مليارات و144 مليون دولار أمريكي، فضلًا عن البرامج النوعية؛ مثل مشروع “مسام” لنزع الألغام من الأراضي اليمنية، وبرنامج الأطراف الصناعية، ومشروع إعادة تأهيل الأطفال المجندين؛ تلك المشاريع التي جسدت أسمى معاني التضامن الإنساني الصادق مع الفئات المتضررة.

ولم ينس المركز المشاريع ذات البعد التأهيلي والتدريبي، وتنمية المجتمعات البشرية؛ أملًا في تحويل الأفراد من مجرد متلقين للمساعدات إلى أيادي بناء وتنمية لإعالة أنفسهم والاستغناء عن الاحتياج في المستقبل، كما قدم المركز إسهامات مهمة لمساعدة أهالي قطاع غزة ولبنان، ومتضرري الزلزال في سوريا وتركيا، ولتخفيف حدة الأزمة الإنسانية في أوكرانيا والسودان، مما دفع مجلس الوطني للعلاقات الأمريكية العربية لمنح مركز الملك سلمان للإغاثة جائزة الإنجاز الإنساني العالمي لدوره المميز في إغاثة الملهوفين، ونجدة المتضررين ومساندة المحتاجين واللاجئين- أينما كانوا.

مقالات مشابهة

  • المكسيك تعرب عن دعم بنما في نزاعها مع ترامب بشأن ملكية قناتها
  • هل نشهد عودة الملكية لمصر؟!
  • طريق عدن-أبين يشهد فاجعة: ارتفاع ضحايا الحادث المروري إلى 10 أشخاص
  • كاريان أولاد رحو والطيبي بسيدي معروف مظهر من مظاهر البؤس وانتهاك لكرامة الإنسان
  • الإيقاع بـ 11 متورطا في تدبير رحلات حرڤة بوهران
  • إطلالة ملكية.. دينا فؤاد تشعل مواقع التواصل بفستان أحمر
  • بالصور.. دينا فؤاد تشعل مواقع التواصل الاجتماعي بإطلالة ملكية أنيقة
  • «التومي» يوجّه بإخلاء المنازل المتضررة بسبب التشققات الأرضية في اسبيعة
  • قطاع البترول في 2024.. جهود حثيثة لتعظيم الاستكشافات وجذب المزيد من الاستثمارات
  • السعودية أيقونة العطاء والتضامن الإنساني في العالم