DW عربية:
2025-04-22@20:02:19 GMT

بعد الكارثة... ميناء درنة مكبّ لسيارات وحطام وجثث

تاريخ النشر: 22nd, September 2023 GMT

‍‍‍‍‍‍

أدى الفيضانات إلى مقتل 3351 إنسان على الأقل، بينما لا يزال هناك آلاف المفقودين

خلال الأيام الماضية، خلا ميناء درنة من العمّال والصيادين والمارّة وتوقّفت سفن قليلة فيه. وحدها فرق البحث والإنقاذ المحلية والدولية تنشط في المكان للمساعدة في انتشال ما استقرّ في قعر حوضه.

بين هذه السفن، القاطرة "إيراسا". كانت موجودة في مياه الميناء ليلة العاشر من أيلول/سبتمبر عندما ضربت العاصفة "دانيال" شرق ليبيا وتسبّبت بانهيار سدّين في أعلى درنة، ما أدى إلى فيضانات جرفت في طريقها أبنية وجسوراً وأوقعت 3351 قتيلاً على الأقل، في أحدث حصيلة رسمية مؤقتة لسلطات شرق ليبيا، بينما لا يزال هناك آلاف المفقودين.

"الدعاء فقط"

يروي قائد القاطرة علي المسماري (60 عاماً) لوكالة فرانس برس أنه فكّر في اللحظات الأولى بإخراج السفينة من الميناء لتفادي ارتطام حطام بها، وتجنّب تعريض طاقمها للخطر. لكنه أكدّ أنه لم يرَ جدار الميناء ليتمكّن من تحديد موقع المخرج، بسبب ارتفاع مستوى البحر. ويقول "لم يكن هناك إلا الدعاء لا أكثر".

عندما طلع النهار، ظهر هول الكارثة. ويعدّد المسماري ما رآه في حوض الميناء "شاحنات عملاقة، إطارات، ناس، منازل، أشجار نخل كاملة، حطب، غرف نوم، سخانات، غسالات، ثلاجات....".

فرق الإنقاذ ينتشلون الجثث من أنقاض درنة المنكوبة.

وإن كان قسم كبير من كل هذا غرق في المياه بعد ساعات، فعلى الرصيف، تتناثر اليوم أغراض شخصية لفظها البحر أو استخرجها غطاسون: علب حليب أطفال، أدوات مطبخ، علب مساحيق تنظيف، علب عصير ممزقة، وقوارير زيت طبخ...

فريق بحث إماراتي

وأكد رئيس لجنة الأزمة في مصلحة الموانئ والنقل البحري الكابتن محمد شليبطة لوكالة فرانس برس أنه يتمّ تنسيق الجهود "للبحث عن الأغراض العالقة في ميناء درنة حيث يُتوقع أن يكون هناك أشخاص داخل مركباتهم الآلية التي غرقت". وأشار إلى أن "الميناء مقسّم إلى قطاعات، وكل منطقة كُلّف بها فريق معيّن".

ويتولى فريق إماراتي أحد القطاعات. وقد وصل مع معدّاته وبينها قوارب ودباب البحر (جيت سكي)، وبدأ عمليات تفتيش عبر الغطس والتحسّس، إذ إن "الرؤية معدومة" في المياه الداكنة التي تحوّل لونها إلى البنيّ بسبب الوحل، وفق ما يقول الغطّاسون.

كان قائد الفريق العقيد علي عبدالله النقبي يعطي توجيهاته إلى عناصره، مشدّداً على ضرورة اتخاذ أقصى إجراءات الوقاية.

"أين عائلتي؟" شهادة سيدة ليبية فقدت عائلتها

من على متن مركب أصفر، نزل أربعة غطاسين إماراتيين يحملون على ظهورهم قوارير أكسيجين، كل اثنين في موقع يربط بينهما حبل أمان. بعد وقت قصير، خرج أحدهم وقال "ربطنا (الحبل) بسيارة، لا نرى شيئاً، ربطنا الباب أو الجزء العلوي". كذلك عثر غطاس ثانٍ على سيارة أخرى.

إثر تحديد موقع السيارتين، أُحضرت رافعة بالتنسيق مع السلطات الليبية أَخرجت إحدى السيارتين. رُفعت السيارة بحبل واحد ثمّ اقترب الغطاسون مجدداً لربطها بحبل ثانٍ من طرف آخر. تمّ إبعاد جميع الأشخاص مسافة لا تقلّ عن عشرة أمتار خوفاً من سقوط وحول أو مياه أو حتى أشلاء بشرية من السيارة أثناء إخراجها.

بعد إنزال السيارة المحطّمة على رصيف المرفأ، اقترب فريق متخصص في التعامل مع الجثث يرتدي بزات بيضاء وقفازات ويضع كمامات، للكشف عمّا في داخلها. وأعلن الفريق أخيراً أن لا جثث داخلها.

اختلاف الجثث بين البر والبحر

وقال قائد الفريق الليبي حافظ عبيد "التعامل مع جثة في البحر أسهل من التعامل مع الجثث التي تكون على البرّ لأن نسبة الملوحة تشكل عازلاً على الجلد". ويرجح أن تستغرق عملية انتشال ما استقر في قعر حوض الميناء أو حتى في قعر البحر أبعد من الميناء، وقتاً طويلاً.

وتتكثّف جهود الإنقاذ كذلك في البحر قبالة ساحل المدينة المنكوبة كله، بعد أن جرف التيار الكثير من الجثث إلى الناحية الشرقية، بحسب مصادر ملاحية.

في القاطرة "إيراسا"، يروي المسماري أن صيادين على متن "مراكب الصيد الخاصة كانوا أول من هرع لإنقاذ الأحياء ثمّ انتشال الأموات" ليلة الكارثة. كان البحار الليبي أُبلغ بقدوم العاصفة "دانيال"، لكن عند الساعة الثانية والنصف "اهتزّت القاطرة البحرية بشكل غير عادي وغير مسبوق"، وفق قوله.

إلى جانبه، أكد العامل الفني في القاطرة توفيق أكروش (61 عاماً) أن "منسوب المياه ارتفع فوق الرصيف بحوالي متر ونصف مع وصول سيارات وآليات بكمية هائلة". ومالت السفينة بعد أن اصطدمت فيها مياه الفيضانات، فأشعل طاقمها المحرّكات وقطع الحبال لإبعادها عن الرصيف.

فجراً، سمع طاقم السفينة صوت صراخ يطلب النجدة فهرع للمساعدة. وتبيّن أنها عجوز تختبئ عارية داخل ثلاجة طافية على وجه الماء، وقد نجت بأعجوبة. كانت تسأل "أين أختي؟"، بحسب رواية البحارَين.

وفي وقت لاحق، أنقذ الطاقم أيضاً رجلاً مصرياً. ويروي المسماري أن الناجي قال لهم إنه "بعد النوم وجد نفسه هنا"، مضيفاً "ربما كان في غيبوبة".

خ.س/و.ب (أ ف ب)

المصدر: DW عربية

كلمات دلالية: درنة ليبيا فيضانات إعصار دانيال جثث قتلى سد درنة إنقاذ غرق دمار درنة ليبيا فيضانات إعصار دانيال جثث قتلى سد درنة إنقاذ غرق دمار

إقرأ أيضاً:

الاحتلال يتنصل من جريمة إعدام المسعفين برفح.. تحدث عن نقل الجثث

تنصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، من جريمة إعدام المسعفين الفلسطينيين في مدينة رفح جنوب قطاع غزة بتاريخ 23 آذار/ مارس الماضي، وقال إنه "لم ينفذ إعدامات ميدانية بحق طواقم إسعاف وإغاثة".

وذكر جيش الاحتلال في بيان، أن آلية التحقيق التابعة لهيئة الأركان العامة الإسرائيلية "أجرى تحقيقا معمقا"، بشأن المجزرة الدموية في مدينة رفح والتي طالت عددا من المسعفين وطواقم الدفاع المدني، وتسببت باستشهاد 15 فردا، ومن ثم دفنهم بمقبرة جماعية وإخفاء سياراتهم.

وفي محاولة لتبرئة جنوده، قال الجيش: "تشير نتائج التحقيق إلى أن الحادث وقع في ساحة قتال عدائية وخطيرة، في ظل تهديد على المنطقة المحيطة بالقوات العاملة في الميدان".

نصب كمين
وزعم أن التحقيق أظهر عدم وجود "أي أدلة لتكبيل قتلى قبل إطلاق النار أو بعده، ولا على تنفيذ إعدامات ميدانية"، مدعيا أن الحديث عن ارتكاب قواته لتلك الفظائع "مجرد إشاعات وافتراءات وأكاذيب شنيعة".

وقال: "في ليلة الحادث 23 مارس 2025، نصبت القوة كمينا بغية استهداف" ما أسماهم "مخربين"، مشيرا إلى أنه "في حادث وقع بعد ساعة تقريبا، أطلقت القوة النار على مشتبه بهم خرجوا من سيارة إطفاء وسيارات إسعاف قريبة جدا من موقع القوة في الكمين".



ومبررا المذبحة بحق طواقم الإغاثة أردف الجيش: "رصدت القوة خمس سيارات تتحرك بسرعة نحو الكمين وتتوقف بجانبه، حيث نزل منها أشخاص بسرعة".

وتابع: "اعتقد قائد القوة أن الحديث يدور عن سيارات لحماس جاءت لمساعدة ركاب السيارة الأولى، وفي ظل شعوره بخطر حقيقي، قرر إطلاق النار".

وزعم أن قائد القوة "لم يتعرّف في البداية على السيارات باعتبارها سيارات إسعاف بسبب محدودية الرؤية ليلا، ولم يتّضح أمر كونها طواقم إسعاف إلا خلال عمليات التمشيط التي أجرتها القوة لاحقا".

وأقر الجيش الإسرائيلي بأنه "قُتل في هذه الأحداث ما مجموعه 15 فلسطينا"، وزعم أن "6 منهم تم تحديدهم باعتبارهم مخربين من حماس"، وفق ادعائه.

"نقل الجثث"
واستطرد: "مع طلوع الفجر، تقرر تجميع الجثث وتغطيتها لمنع العبث بها، كما تقرر إزالة السيارات من الطريق تمهيدا لاستخدامه في إخلاء السكان المدنيين من هذا المكان لاحقا".

وأضاف: "تم نقل الجثث واتخاذ قرار بإخلاء السيارات وسحقها. وخلص التحقيق إلى أن قرار نقل الجثث كان معقولا بينما قرار سحق السيارات خاطئا".

وبدعم أمريكي يرتكب الاحتلال، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، جرائم إبادة جماعية في غزة، خلّفت أكثر من 168 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.

مقالات مشابهة

  • إعادة فتح ميناء نويبع البحري وانتظام الحركة الملاحية بموانئ البحر الأحمر
  • إعادة فتح ميناء نويبع البحرى وانتظام الحركة الملاحية بموانئ البحر الأحمر
  • دوري النجوم.. الميناء يجتاز نفط البصرة وتعادل ثلاثي بين كربلاء والقاسم
  • إغلاق ميناء نويبع البحري لسوء أحوال الطقس
  • إغلاق ميناء نويبع البحري بسبب الطقس السيئ جنوب سيناء
  • إغلاق ميناء نويبع البحري لسوء الأحوال الجوية
  • في الميناء... أطلق النار وفرّ!
  • جهاز البحث الجنائي يضبط شحنة مخدرات كبرى في درنة
  • الاحتلال يتنصل من جريمة إعدام المسعفين برفح.. تحدث عن نقل الجثث
  • الأمم المتحدة تعرب عن قلقها البالغ من غارات أمريكا على ميناء رأس عيسى باليمن وتحذر من كارثة إنسانية