المولد النبوي 2023.. بداية تسمية الرسول بـ الصادق الأمين| وسبب الاحتفال به
تاريخ النشر: 22nd, September 2023 GMT
يقترب المولد النبوي 2023، ويتساءل الكثيرون عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولماذا نحتفل بالمولد النبوي؟، حيث قال الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، إن رسول الله ﷺ كان قبل البعثة يدعى بمكة بالصادق الأمين تخيل وفي خِضمّ الجاهلية.
من هو رسول الله ﷺ الذي جهله الناس؟وأكمل علي جمعة تحت عنوان "من هو رسول الله الذي جهله الناس": «تخيل رجلاً يرى الصدق من مكارم الأخلاق وإن كان الكذب من عوائد الناس، ويرى الصدق فيصدق بإذن الله، ولا يستطيع أحدٌ أبدا في تاريخ حياته أن يجد له كذبة فسموه بالصادق وائتمنوه على أماناتهم وأعراضهم وأنفسهم وإن كانوا مخالفين له فسموه بالأمين فصار هو الصادق الأمين ﷺ ، ومرة وهو يرى أنهم يكذبونه فيما يمس حياتهم صعد على تبّة أو تلةٍ صغيرة وقال: (يا معشر قريش إذا أخبرتكم أن جيشًا يأتي من خلف هذه لكم أتصدقوني؟) قالوا: نعم يا أبا القاسم فأنت الصادق الأمين».
وأردف: لما جاء يهاجر من مكة إلى المدينة _ابتعادًا عن أذيتهم للمؤمنين وتمهيدًا لبناء الدولة التي ستخرج إلى العالم أجمعين_ ردّ الودائع التي كانت عنده للمشركين .. إذن فالمشركون كانوا يضعون عنده الودائع.
وأوضح أن الله سبحانه وتعالى من منّه علينا اختار لنا خير الرسل وخاتمهم، وجعلنا أتباع سيد الخلق ﷺ ووصفه فقال {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} وكان رسول الله ﷺ بإذن الله وبإرادة الله وباصطفاء الله ، ولأن الله سبحانه وتعالى هو الفاعل على الحقيقة وهو الخالق على الحقيقة ولا يكون في كونه إلا ما أراد ، فقد خلقنا وما نفعل وما نعمل وخلق مستقبلنا وماضينا وحاضرنا سبحانه جل جلال الله ، فإنه أذِن أن يكون هذا الإنسان خير خلق الله كلهم ظاهرًا وباطنا خَلْقًا وخُلقا فكرًا ومنهجًا ودينًا وأحكاما؛ فكان أسوة حسنة للعالمين .. آمن به من آمن وكفر به من كفر وضل عنه من ضل، فالحمد لله على نعمة الإسلام أن جعلنا أتباع النبي المصطفى والحبيب المجتبى ﷺ.
حكم الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف.. هل شراء الحلوى حرام ندوات دينية بمناسبة ذكرى المولد النبوي بمراكز الشباب في سيناء الفرق بين التوكل والتواكلكما أوضح علي جمعة أن سيدنا رسول الله ﷺ حلى الظاهر والباطن؛ فيجب علينا أن نحلي ظاهرنا بالطاعات، وأن نحلي باطننا وقلوبنا بالمعاني السامية.
وتابع علي جمعة من خلال صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": من تلك المعاني التي أمر بها رسول الله ﷺ التوكل على الله حق التوكل، وقال: «لو توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما تُرزق الطير تغدو خماصًا، وتروح بطانا» «تغدو» أي تخرج في الفجر، في بداية النهار وهي جائعة، «خماصا» أي جائعة، «وتروح» يعني في الرواح، يعني بعد ذلك في المساء «بطانا» لأن الله سبحانه وتعالى رزقها؛ لأن الله ما خلق خلقًا وتركه، وإنما يرزقه بما فيهم ابن آدم.
وأخذ العلماء من ذلك أن التوكل شعورٌ قلبي يتعلق فيه الإنسان بربه، وأنه هناك فرق ما بين التوكل والتواكل، والفرق بينهما فعل الأسباب؛ فلو أنك فعلت الأسباب، وتوكلت على الله فهو حق التوكل، أما إذا تركت الأسباب فهذا تواكل، ولم يخلق الله سبحانه وتعالى الدنيا إلا وخلق فيها الأسباب، حتى قالوا: الفلاح يُلقي الحب، ثم يدعو يقول: يا رب؛ فإذا لم يلق الفلاح الحب في حقله لا يخرج الزرع، حتى لو جلس يدعو كثيرًا، ويكون هذا الإنسان يعني مستحقًا للسخرية والضحك كيف أنك لم تزرع، ثم تريد أن تحصد؛ فمن جد وجد، ومن زرع حصد، ولكن من لم يزرع فلا شيء له.
وشدد على أن ترك الأسباب جهل، ولكن الاعتماد على الأسباب شركٌ بالله، هذه هى حقيقة التوكل أنك لابد عليك من فعل الأسباب، والنبي ﷺ لما خرج إلى أحد خالف بين درعين، وهو الذي عصمه الله من الناس، ووعده أن أحدًا من الخلق لا يستطيع أن يصل إليه، وأن يقتله، ولكنه مع ذلك اتخذ السلاح المناسب للوقت المناسب، خالف بين درعين وهو سيد المتوكلين، إذن فالعمل والسعي هو الأساس الذي نستطيع أن نصف به الشعور القلبي في التعلق بالله سبحانه وتعالى بأنه من قبيل التوكل، أو أنه من قبيل التواكل.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: رسول الله المولد النبوي المولد النبوي 2023 مولد النبوي 2023 الله سبحانه وتعالى المولد النبوی رسول الله ﷺ علی جمعة أن الله
إقرأ أيضاً:
حكم المزاح وضوابطه وشروطه في الإسلام
قالت دار الإفتاء المصرية إن الأصل في المزاح الإباحة، وقد يستحب إذا كان بقصد التلطف وإدخال السرور على الآخرين، وتطييب نفوسهم ومؤانستهم، ولا يكون جائزًا إذا اشتمل على كذبٍ، أو ترويع أحد، أو كلامٍ فاحشٍ بذيءٍ، أو أيِّ قولٍ أو فعلٍ محرم؛ كالغيبة والنميمة والاستهزاء والسخرية.
مفهوم المزاح وحكمه بالشرع الشريفوالمزاح هو الدُّعابة ونقيض الجد؛ فهو كلامٌ يراد به الانبساط مع الغير على جهة التَّلطُّف والاستعطاف دون أن يُفضي إلى إيذاء أحد؛ ينظر "تاج العروس" للزبيدي (7/ 117، ط. دار الهداية).
حكم المزاح في الإسلام
والمزاح من وسائل الترويح عن النفس التي يتناولها النَّاس في حياتهم من أجل تناسي الهموم، وتخفيف الضغوطات اليومية، والتسلية، والـتخلص من الملل، وإدخال السعادة والسرور على الآخرين؛ وذلك عن طريق ذكر طُرفة أو نُكْتَة أو نحوها.
والمزاح الذي يخلو من إيذاء الآخرين، ويشتمل على إدخال السرور عليهم من أحب الأعمال إلى الله عزَّ وجلَّ؛ رَوى الطبراني عن ابن عمر رضي الله عنهما، أنَّ رجلًا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: يا رسول الله أي الأعمال أحب إلى الله عزَّ وجلَّ؟ فقال صلى الله عليه وآله وسلم: «أَحَبُّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ سُرُورٌ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ».
وكان الصحابة الكرام رضوان الله عليهم يضحكون ويمزحون؛ اقتداءً بالنبي صلي الله عليه وآله وسلم؛ فقد أخرج البخاري في "الأدب المفرد" عن بكر بن عبد الله رضي الله عنه قال: "كَانَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ يَتَبَادَحُونَ بالبطِيخ؛ فإِذا كَانَت الحَقَائِقُ كَانُوا هُمُ الرِّجَالُ"، ومعنى: "يتبادحون بالبطيخ"؛ أي: يترامَوْن به، وكان فعلهم هذا رضوان الله عليهم من قبيل المزاح. ينظر: "غريب الحديث" للإمام أبي الفرج الجوزي (1/ 60، ط. دار الكتب العلمية).
الموازنة بين الجد والمزاح
وأوضحت الإفتاء أنه ينبغي على الإنسان أن يوازن بين الجد والمزاح، ويكون المزاح في كلامه كالملح في الطعام إن عُدم أو زاد عن الحد فهو مذموم؛ فلكل مقام مقال؛ فقد أخرج البغوي في "شرح السنة" عن ثابت بن عبيد رضي الله عنه قال: "كَانَ زيد بْن ثَابت رضي الله عنه مِن أفكه النّاس فِي بَيته؛ فَإِذا خرج كَانَ رجلًا مِن الرِّجَال".
ضوابط وشروط المزاح المشروع
وهناك ضوابط وشروط يجب مراعاتها عند المزاج، وهى:
أوًلًا: ألَّا يشتمل المزاح على الكذب من أجل إضحاك الناس؛ روى الترمذي في "سننه" عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ تُدَاعِبُنَا، قَالَ: «إِنِّي لَا أَقُولُ إِلَّا حَقًّا»، وقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «وَيْلٌ لِلَّذِي يُحَدِّثُ بِالحَدِيثِ لِيُضْحِكَ بِهِ القَوْمَ فَيَكْذِبُ، وَيْلٌ لَهُ! وَيْلٌ لَهُ.
ثانيًا: ألَّا يشتمل المزاح على الترويع والإخافة؛ جاء في "مسند الإمام أحمد" عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: حدثنا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أنَّهم كانوا يسيرون مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في مسيرٍ، فنام رجل منهم، فانطلق بعضهم إلى نَبْلٍ معه فأخذها، فلما استيقظ الرجل فزع، فضحك القوم، فقال: «مَا يُضْحِكُكُمْ؟»، فقالوا: لا، إلا أنا أخذنا نَبْلَ هذا ففزع، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: «لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يُرَوِّعَ مُسْلِمًا.
ثالثًا: ألَّا يُكْثِر من المزاح ولا يداوم عليه؛ لأنَّ كثرة المزاح تُميت القلب، وتُسقط الوقار، وتُشغل عن ذكر الله؛ جاء في "سنن الترمذي" و"ابن ماجه" عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «لَا تُكْثِرُوا الضَّحِكَ؛ فَإِنَّ كَثْرَةَ الضَّحِكِ تُمِيتُ الْقَلْبَ.
رابعًا: البُعْد في المزاح عن الكلام الفاحش البذيء، والقول القبيح، وتَجنُّب سيء الحديث؛ فقد أخرج البخاري في "الأدب المفرد" والترمذي في "سننه" عن أبي الدرداء رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَا شَيْءٌ أَثْقَلُ فِي مِيزَانِ المُؤْمِنِ يَوْمَ القِيَامَةِ مِنْ خُلُقٍ حَسَنٍ، وَإِنَّ اللَّهَ لَيُبْغِضُ الفَاحِشَ البَذِيءَ».
خامسًا: ألَّا يشتمل المُزَاح على قولٍ أو فعلٍ مُحَرَّم كالسخرية والغيبة؛ قال تعالى: ﴿وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا﴾ [الحجرات: 12]، أو النميمة؛ قال صلى الله عليه وآله وسلم: «لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ نَمَّامٌ» رواه الشيخان.