خطبة الجمعة اليوم
الشيخ أحمد شرف الدين يلقي الخطبة من الدقهلية ويؤكد:
خطيب الأوقاف يكشف عن مواقف النبي مع أصحابه
النبي كان يجبر خواطر صحابته ويشاركهم الأفراح والأحزان
النبي خير الأصحاب لأصحابه وعليكم التشبه به كي تفلحوا

 

قال الشيخ أحمد شرف الدين، من علماء وزارة الأوقاف، إن الله تعالى اطلع على قلوب عباده، فوجد أنقاها قلب محمد، فاصطفاه للرسالة، ثم اطلع على قلوب عباده، فوجد أنقاها قلوب الصحابة فاختارهم لصحبة النبي.

وأضاف أحمد شرف الدين، في خطبة الجمعة، التي نقلها التليفزيون المصري، من مسجد الأربعين بقرية ميت غراب، بمحافظة الدقهلية، متحدثا عن موضوع بعنوان "حال النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه"، أن النبي كان خير الأصحاب لأصحابه، وهو القائل "خير الأصحاب عند الله تعالى خيرهم لصاحبه".

وتابع: كان النبي متواضعا لأصحابه عند اللقاء، فيقوم للقائهم ولا ينصرف عنهم حتى ينصرفوا، ولا ينزع يده في السلام حتى ينزعه صحابته يديهم، وكان يحبهم ويعلمهم.

واستشهد بما ورد عن سيدنا معاوية بن الحكم، يقول (بينما أنا أصلي مع النبي، إذا عطس رجل مع القوم فقلت يرحمك الله، فرماني القوم بأبصارهم، فقلت، ما شأنكم تنظرون إلي، فضربوا بأياديهم على أفخادهم، فلما رأيتهم يصمتونني فصمت، فلما انتهى رسول الله من الصلاة، فما رأيت معلما أحسن منه، فما ضربني ولا قهرني، وقال: إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس، إنما التسبيح والتكبير وقراءة القرآن.

كما كان رسول الله، يثني على أصحابه ويعلي من شأنهم، فهو القائل: أرأف أمتي بأمتي أبو بكر، وأشدهم في دين الله عمر، وأًصدقهم حياءً عثمان، وأقدرهم علي، وأفرضهم زيد بن ثابت، وأقرأهم أبي، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل، ولكل أمة أمين وأمين هذه الأمة، أبو عبيدة بن الجراح.

قال الشيخ أحمد شرف الدين، من علماء وزارة الأوقاف، إن النبي الكريم كان يشارك الصحابة أفراحهم وأحزانهم، فلما علم بزواج سيدنا عبد الرحمن بن عوف، قال له "أولم ولو بشاة".

وأضاف أحمد شرف الدين، في خطبة الجمعة، التي نقلها التليفزيون المصري، من مسجد الأربعين بقرية ميت غراب، بمحافظة الدقهلية، متحدثا عن موضوع بعنوان "حال النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه"، أن النبي لما جاءه نعي سيدنا جعفر فقال "اصنعوا لآل جعفر طعاما فإنهم قد شغلوا بأمر صاحبهم".

كما كان النبي يجبر خواطر الصحابة ويجبر نفوسهم ويملأوها خيرا ونورا وبركة، فيقول سيدنا أبو سعيد الخدري "لمَّا أعْطى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ما أعْطى من تلك العَطايا في قُرَيشٍ وقَبائِلِ العَرَبِ، ولم يكُنْ في الأنْصارِ منها شَيءٌ، وَجَدَ هذا الحَيُّ من الأنْصارِ في أنْفُسِهم؛ حتى كَثُرَت فيهم القالةُ؛ حتى قال قائِلُهم: لَقِيَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قَومَه، فدَخَلَ عليه سعدُ بنُ عُبادةَ.

فقال: يا رسولَ اللهِ، إنَّ هذا الحَيَّ قد وَجَدوا عليكَ في أنْفُسِهم؛ لِمَا صَنَعتَ في هذا الفَيءِ الَّذي أَصَبتَ؛ قَسَمتَ في قَومِك، وأعْطَيتَ عَطايا عِظامًا في قَبائِلِ العَرَبِ، ولم يَكُ في هذا الحَيِّ من الأنْصارِ شَيءٌ، قال: فأين أنتَ من ذلك يا سَعدُ؟ قال: يا رسولَ اللهِ، ما أنا إلَّا امرُؤٌ من قَومي، وما أنا؟! قال: فاجْمَعْ لي قَومَك في هذه الحَظيرةِ، قال: فخَرَجَ سَعدٌ، فجَمَعَ الأنْصارَ في تلك الحَظيرةِ، قال: فجاءَ رِجالٌ من المُهاجِرينَ، فتَرَكَهم فدَخَلوا، وجاءَ آخَرون، فرَدَّهم، فلمَّا اجتَمَعوا أتاهُ سَعدٌ، فقال: قد اجتَمَعَ لكَ هذا الحَيُّ من الأنْصارِ.

قال: فأَتاهُم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فحَمِدَ اللهَ وأثْنى عليه بالَّذي هو له أهْلٌ، ثُمَّ قال: يا مَعشَرَ الأنْصارِ، ما قالَةٌ بَلَغَتْني عنكم، وجِدَةٌ وَجَدتُموها في أنْفُسِكم؟! أَلَمْ آتِكم ضُلَّالًا فهَداكمُ اللهُ؟ وعالةً فأغْناكمُ اللهُ؟ وأعداءً فألَّفَ اللهُ بيْنَ قُلوبِكم؟ قالوا: بَلِ اللهُ ورسولُه أمَنُّ وأفضَلُ، قال: ألَا تُجيبونَني، يا مَعشَرَ الأنْصارِ؟ قالوا: وبماذا نُجيبُكَ يا رسولَ اللهِ؟ وللهِ ولرسولِه المَنُّ والفَضْلُ، قال: أمَا واللهِ لو شِئتُم لَقُلتُم، فلَصَدَقتُم وصُدِّقتُم، أَتَيتَنا مُكذَّبًا فصَدَّقْناك، ومَخذولًا فنَصَرْناك، وطَريدًا فآوَيْناك، وعائِلًا فآسَيْناك، أوَجَدتُم في أنْفُسِكم يا مَعشَرَ الأنْصارِ، في لُعاعةٍ من الدُّنيا، تَألَّفتُ بها قَومًا لِيُسلِموا، ووَكَلتُكم إلى إسْلامِكم، أفَلا تَرضَوْنَ يا مَعشَرَ الأنْصارِ، أنْ يَذهَبَ النَّاسُ بالشَّاةِ والبَعيرِ، وتَرجِعون برسولِ اللهِ في رِحالِكم؟

فوالَّذي نَفْسُ مُحمَّدٍ بيَدِه، لولا الهِجْرةُ لَكُنتُ امرَأً من الأنْصارِ، ولو سَلَكَ النَّاسُ شِعْبًا، وسَلَكَتِ الأنْصارُ شِعْبًا، لَسَلَكتُ شِعْبَ الأنْصارِ، اللَّهُمَّ ارْحَمِ الأنْصارَ، وأبْناءَ الأنْصارِ، وأبْناءَ أبْناءِ الأنْصارِ! قال: فبَكى القَومُ، حتى أخْضَلوا لِحاهُم، وقالوا: رَضِينا برسولِ اللهِ قَسْمًا وحَظًّا، ثُمَّ انصَرَفَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وتَفَرَّقوا".

قال الشيخ أحمد شرف الدين خطيب مسجد الأربعين بمحافظة الدقهلية، إذا كان النبي خير الأصحاب لأصحابه وكان الصحابة خير الأصحاب، فتشبهوا فإن التشبه بالرجال فلاح.

ولفت خطيب مسجد الأربعين خلال خطبة الجمعة اليوم تحت عنوان: "حال النبي مع أصحابه" إلى قول الشاعر إن الربيع له أوان ينقضى وربيعك البسام كل أوان دنيا الورى فيك الشموس كثيرة هل فيك يادنيا محمد ثان لا والذى خلق الخلائق إنه إنسان عينك من بنى الإنسان.

 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: خطبة الجمعة اليوم الدقهلية النبي خطيب الأوقاف مسجد الأربعین خطبة الجمعة مع أصحابه هذا الح ی فی أن ف س علیه وسل ى الله

إقرأ أيضاً:

علي جمعة: قراءة السيرة والصلاة على النبي وتدبر القرآن مفاتيح محبة وتعظيم رسول الله

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ومفتي الديار المصرية الأسبق، إن مدخل حب النبي محمد صلى الله عليه وسلم يقود إلى تعظيمه والارتباط به، مشيرًا إلى أن المسلم إذا أحب النبي حقًّا فإنه يعظّمه ويقف عند حدّه ويتصل به اتصالًا روحيًا عميقًا، مؤكدًا أن هناك ثلاث وسائل رئيسية لغرس هذا التعظيم والمحبة في القلوب: قراءة السيرة، والإكثار من الصلاة عليه، وتتبع ما ورد عنه في القرآن الكريم.

وأوضح عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ومفتي الديار المصرية الأسبق، خلال بودكاست "مع نور الدين"، اليوم الخميس: "من مدخل الحب، إذا أحب المسلم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنه يعظمه ويقف عند حدوده أمامه، ويكون متصلاً به اتصالاً تامًا. هذا الحب يتولد من أمور عدة، أولها قراءة السيرة النبوية."

وأضاف: لو أن المسلمين قرأوا السيرة النبوية وأكثروا منها، لرأوا حال النبي صلى الله عليه وسلم واشتاقوا إلى أن يفعلوا مثله، ولرأوا ذلك الإنسان الكامل الذي تحول إلى إنسان رباني، ثم بعد رحلة الإسراء والمعراج، تحول إلى نور، كما ورد في القرآن الكريم: 'يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ'، وقوله صلى الله عليه وسلم: 'يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ'، وهذا النور هو حضرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم."

وتساءل قائلاً: "كيف تعلقت قلوب الأمم بقراءة السيرة؟ كانت السيرة تُقرأ في الأزهر الشريف يوميًا بعد صلاة الفجر، حيث يكون الذهن متفتحًا والناس في نشاطها، وأول ما يستقبلونه هو السيرة النبوية."

وأشار إلى أن مؤلفات السيرة النبوية المطبوعة بلغت حوالي 450 كتابًا حتى الآن، وقد يكون العدد وصل إلى 500، أما المخطوطات، فهي أكثر من ذلك بكثير، على سبيل المثال، قام المرحوم صلاح المنجد بعمل معجم جامع لكل ما كُتب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، من أحواله ومواقفه وأشيائه وخدامه وأزواجه وأبنائه، وكلما قرأت عنها، زاد حبك له ولم تمل.

وأردف: "هذا هو الطريق الأول لعلاج المسلم المعاصر، حتى إذا ما ذهب في هذا البحر اللجي من الحمق والتحامق والاستهانة بتعظيم رسول الله صلى الله عليه وسلم، يجد قلبه يصده ويطمئن إلى تعظيمه."

وأضاف: "الأمر الثاني الذي أمرنا الله به، وجربه المسلمون، هو الصلاة على سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم. قال الله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)".

وذكر: "المسلمون تفننوا في صيغ الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، فوجدنا حوالي 43 صيغة واردة في الحديث، على سبيل المثال، الشيخ الجزولي رحمه الله في القرن الثامن الميلادي، ألف مجموعة سماها 'دلائل الخيرات'، ما رأيكم أن عدد مخطوطات 'دلائل الخيرات' فاق عدد المصاحف؟، الأمة لم تجتمع وتقرر أن تعمل نسخًا أكثر، ولكن سبحان الله، أراد الله ذلك، فوجدنا حوالي 20 مليون مخطوطة إسلامية على وجه الأرض، منهم حوالي 2 مليون نسخة فقط لـ'دلائل الخيرات، وهذا غير كتب الصلوات الأخرى، مثل 'كنوز الأسرار' للهروش، و'سعادة الدارين' للنبهان، و'الكنز الثمين'، وغيرها من المجاميع التي جمعت الصلوات وتتبعت فضلها، وعرف المسلمون فضلها كثيرًا، إما بالتجربة أو بالرؤى."

وشدّد قائلاً: "الالتزام بالنصوص عندنا شكله إيه؟ نحن ملتزمون بالنصوص ولكن بالفهم العميق، ملتزمون بالنصوص ولكن بالفهم الذي لا يضرب بعض الشريعة فيه بعض، إنما كله متفق على نمط واحد، فإذا كان الأمر الأول هو السيرة، والأمر الثاني هو الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، فإن الأمر الثالث هو تتبع ما ورد عن سيدنا في القرآن الكريم."

وتابع: "ربنا في القرآن الكريم أكثر من ذكر النبي عليه الصلاة والسلام، هو لم يُذكر باسمه محمد إلا أربع مرات، وأحمد مرة واحدة، لكن المقصود ليس ذلك، المقصود أنه وصفه وذكر عينه وذكر يده وذكر كل أعضاء جسمه، فقراءة السيرة مع الصلاة على النبي، مع تتبع القرآن، تجعل الإنسان يرسم هذه الصورة لسيدنا".

طباعة شارك حب النبي محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم السيرة النبوية

مقالات مشابهة

  • «نغرس فيأكل من بعدنا».. تفاصيل خطبة اليوم الجمعة 2 مايو 2025
  • فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة
  • موضوع خطبة الجمعة اليوم بمساجد الأوقاف كاملة
  • سنن ليلة الجمعة الثابتة .. 8 أمور أوصى بها النبي
  • علي جمعة: قراءة السيرة والصلاة على النبي وتدبر القرآن مفاتيح محبة وتعظيم رسول الله
  • في عيد العمال.. كيف حث سيدنا النبي على إعطاء حقوقهم؟
  • من أنوار الصلاة والسلام على سيدنا محمّد صلى الله عليه وسلّم
  • خالد الجندي: الصحابة تميزوا بوعي ديني عميق وجرأة أدبية في سؤال النبي عن الوحي والاجتهاد
  • الجندي: الصحابة لم يترددوا في سؤال النبي ﷺ عن طبيعة أقواله وأفعاله
  • لازم نتعلم.. خالد الجندي: الصحابة كانوا بيسألوا النبي عن كل معلومة بياخدوها