تحذيرات أمريكية من منح واشنطن معاهدة أمنية للرياض .. لهذه الأسباب
تاريخ النشر: 22nd, September 2023 GMT
أطلق مراقبون ووسائل إعلام أمريكية تحذيرات من منح الرياض "الضمانات الأمنية" التي يجري الحديث أنها اشترطت الحصول عليها، من أجل المضي في اتفاق للتطبيع مع دولة الاحتلال، برعاية واشنطن.
وطرحت العديد من المواقع تساؤلات حول ماهية الضمانات، التي ربما تطلبها السعودية، وما إذا كانت تسعى للحصول على معاهدة حماية، مثل تلك الممنوحة لليابان وكوريا الجنوبية، وهو ما رأوه "خطرا" قد يجر الولايات المتحدة إلى تشابكات إقليمية وتقحم نفسها في حروب بسبب المعاهدة.
وقالت صحيفة نيويورك تايمز، إن المسؤولين الأمريكيين، سيتفاوضون على معاهدة أمنية، تشبه اتفاقية اليابان وكوريا الجنوبية، وهو ما يعني أن السعودية ستصبح حليفا وثيقا، تلتزم الولايات المتحدة، بضمان أمنها في المنطقة.
وأضافت: "المعاهدة تعني أن الجنود الأمريكيين، ستصبح حياتهم معرضة للخطر، من أجل حماية واحدة من أكثر الدول استبدادية ووحشية في الشرق الأوسط" وفق وصفها.
وقال موقع "أم أس أن بي سي"، إنه ليس من المؤكد الاتفاق على هذه المعاهدة، لكن هناك عقبة في مجلس الشيوخ للموافقة عليه، فضلا عن بعض المشرعين الديمقراطيين، أعربوا عن عدم رضاهم عن مساعي بايدن تجاه السعودية، ورأوا أن استعداده لمنح السعودية مثل هذه الضمانة، فإن ذلك يؤكد التحول الكامل، في العلاقات بين البلدين، ويثير تساؤلات حول مدى جدية بايدن في التركيز الاستراتيجي بعيدا عن الشرق الأوسط نحو آسيا.
وشدد على أن بايدن انحرف عن وعوده بجعل السعودية منبوذة، بل إن رحلته إلى الرياض، تكللت بتجديد التعاون مع الرياض باتفافيات للدفاع الجوي ومبيعات أسلحة ضخمة.
واعتبر أن التوصل إلى معاهدة دفاع مشترك، سيكون بمثابة "انتصار غير عادي للمملكة" ونقلت عن خبراء قولهم، إن الرياض: "لن يكون لديها بالضرورة ضمان بمساعدة أمريكا على غرار المادة الخامسة من حلف شمال الأطلسي، والتي تطلب من أي عضو في الناتو، مساعدة أي عضو آخر في حال تعرضه للهجوم، لكنه سيكون ملزما لواشنطن، بالدفاع عن السعودية من خصومها، فضلا عن احتمالية تمركز المزيد من الجنود الأمريكيين في البلاد".
واعتبر الموقع أن هناك سببا للتشكيك في مزايا صفقة التطبيع، لأن التنازلات التي تقدمها واشنطن للرياض، في خدمة التطبيع، يمكن أن تؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة، وجر أمريكا إلى تشابكات عسكرية جديدة، في ظل صراع السعودية مع اليمن والحروب مع الخصم اللدود إيران.
ومن الممكن أن تؤدي معاهدة جديدة إلى إثارة قلق الدول الأخرى في المنطقة. أخبرني تريتا بارسي، نائب الرئيس التنفيذي في معهد كوينسي لفن الحكم المسؤول، أنه يعتقد أن المعاهدة الأمريكية السعودية يمكن أن تلهم الدول الأخرى "للبحث عن ضماناتها الأمنية من الشركاء الآخرين"، مما يؤدي إلى تكثيف الفصائل ومواقف الأمن القومي العدوانية. في الشرق الأوسط. كل هذا في ظل تعهد إدارة بايدن بتقليص وجودها في الشرق الأوسط للتركيز على الصين.
من جانبه قال موقع داون الأمريكي، إن الولايات المتحدة، ليس لديها مناقشات جادة، حول وجود فرقة كبيرة، للتمركز في السعودية، وفقا لأي اتفاقيات دفاعية جديدة.
وأشار في معرض حديثه عن محاذير إبرام معاهدة أمنية مع الرياض، أن المعاهدات التي أبرمت مع اليابان وكوريا الجنوبية، بعد حروب مدمرة في منتصف القرن العشرين، وحقبة اشتداد الحرب الباردة دفعت الولايات المتحدة، إلى تشكيل تحالفات في جميع أنحاء العالم، لمواجهة الوجود السوفيتي دوليا.
ونقل عن مايكل غرين، المدير السابق، في مجلس الأمن القومي، بعهد الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش، أن المعاهدات التي وقعت مع اليابان وكوريا الجنوبية، كانت صارمة للغاية، من حيث الالتزام العسكري الأمريكي، في حال وقوع أعمال عدائية، ضد البلدين.
وقال غرين إن الترتيب مع اليابان أكثر وضوحا كونها دولة مهزومة ومنزوعة السلاح من الحرب العالمية الثانية عندما تم توقيع المعاهدة، ولم يتصور المسؤولون الأمريكيون في ذلك الوقت أن دولة أخرى تهاجم اليابان أو العكس.
وبسبب التوترات المستمرة في الشرق الأوسط وحقيقة تورط المملكة العربية السعودية في حرب في اليمن فإن الموافقة على معاهدة على غرار اليابان ربما تنطوي على تجاوز "عائق سياسي أعلى بكثير" وفق وصفه.
ويمتلك البتاغون، أقل من 2700 جندي أمريكي، في السعودية، بحسب رسالة أرسلها البيت الأبيض، إلى الكونغرس في حزيران/ يونيو الماضي.
ونقل الموقع عن مسؤولين أمريكيين، إن صفقة التطبيع، قد تسحب المملكة بعيدا عن فلك الصين وتضعف جهود بكين لتوسيع نفوذها في الشرق الأوسط، مشيرين إلى أن مسؤولين في البيت الأبيض، قدموا إحاطات حول المفاوضات للمشرعين الديمقراطيين ذوي النفوذ، لإقناعهم بالموافقة على المعاهدة.
وكانت مجلة التايم الأمريكية، قالت إن على واشنطن، امتلاك الحس السليم، للخروج من الغرفة، قبل فوات الأوان، لأن منح ضمانات أمنية كبيرة للسعودية، بأي ثمن سلبياته كبيرة للغاية، إذا كان معروضا بالفعل.
وقالت المجلة، إنه لا بد أن يكون هناك شيء متبادل، بشأن بند الدفاع المشترك، مع السعودية، وهي لم تظهر نفسها كشريك قوي في المحادثات الأمريكية سابقا حين طلبت واشنطن المساعدة.
وأوضحت: "حين كان تنظيم الدولة في ذروة قوته ما بين 2014-2015، كان السعوديون متفرجين نسبيا على التحالف ضد داعش، وحين قدمت الإمارات والأردن طائرات مقاتلة في مهمات، ضد مواقع التنظيم، سامحت الرياض في السماح للولايات المتحدة بشن هجمات، واستخدام أراضيها لتدريب مقاتلين مناهضين للتنظيم".
ورأت أن منح السعودية معاهدة أمنية، "يعد ضمانا من شأنه تحويل الولايات المتحدة، بجنودها، وبحارتها وطياريها المقاتلين ومشاة البحرية، ليصبحوا حراس أمن للعائلة المالكة السعودية التي تدير المملكة، في حين أن هذا من شأنه أن يخدم بلا شك مصالح السعوديين، الذين أثبتوا أنهم مقاتلون غير أكفاء في اليمن على الرغم من عشرات المليارات من الدولارات التي أنفقتها الولايات المتحدة. مبيعات الدفاع".
ورأت المجلة أن ذلك،" لن يكون ذلك في مصلحة الولايات المتحدة، التي يجب أن تقلص وجودها في المنطقة من أجل توفير موارد أفضل لتحولها نحو آسيا".
وأشارت إلى أن الجيش السعودية لا يزال منخرطا في الحرب باليمن منذ سنوات، وقد تجر صواريخ الحوثي على المملكة، الولايات المتحدة للتدخل عسكريا في اليمن.
وتابعت: "ولي العهد السعودي ارتكب أخطاء كبيرة في السنوات الأخيرة، وكشف أنه شريك غير موثوق وطريقته في الحكم سيئة، ووافق على قتل خاشقجي، بحسب تقييم مجتمع الاستخبارات الأمريكية، واختطف رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري، وأجبره على الاستقالة عبر التلفزيون كما أنه تعاون مع الإمارات في حصار قطر".
وأضافت المجلة: "لكن ابن سلمان، كان أكثر مرونة في الآونة الأخيرة، بشأن بالمصالحات بدلا من المواجهات، فأصلح العلاقة مع قطر، وطبّع مع إيران، فضلا عن وقفه إطلاق النار مع الحوثيين، لكن لا أحد يجزم بأن هذا التحول دائم، وهناك خطر أن تؤدي الضمانات الأمنية الأمريكية، إلى دفع ولي العهد السعودية للعودة إلى أساليبه السابقة".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة السعودية التطبيع امريكا السعودية التطبيع معاهدة امنية صحافة صحافة صحافة تغطيات سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة وکوریا الجنوبیة فی الشرق الأوسط
إقرأ أيضاً:
اليابان تدرس بناء خط أنابيب للغاز في ألاسكا لكسب رضا ترامب
تدرس اليابان تقديم الدعم لخط أنابيب غاز بقيمة 44 مليار دولار في ألاسكا في إطار سعيها لاستمالة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومنع الاحتكاك التجاري المحتمل، وذلك وفق تصريحات لرويترز من ثلاثة مسؤولين مطلعين على الأمر.
وقال المصدران إن مسؤولين في طوكيو يتوقعون أن يطرح ترامب المشروع، الذي قال إنه أساسي لازدهار وأمن الولايات المتحدة، عندما يلتقي رئيس الوزراء الياباني شيجيرو إيشيبا لأول مرة في واشنطن الأسبوع المقبل.
وتشعر اليابان بالشكوك اتجاه جدوى خط الأنابيب المقترح الذي يبلغ طوله 800 ميل ـ والذي يهدف إلى ربط الحقول في شمال ألاسكا بميناء في الجنوب، حيث يتم تسييل الغاز وشحنه إلى العملاء الآسيويين ـ وذلك بسبب التكاليف الإجمالية للغاز مقارنة بالمصادر الأخرى، ولكن المسؤولين قالوا إن اليابان مستعدة لعرض استكشاف صفقة إذا ما طُلب منها ذلك.
تنازلات اليابان لكسب رضا ترامبوقال أحد المصادر إن طوكيو قد تدرج مثل هذا الالتزام بين تنازلات أخرى، مثل شراء المزيد من الغاز الأميركي وزيادة الإنفاق الدفاعي والاستثمار الصناعي في الولايات المتحدة، لتقليص العجز التجاري الثنائي البالغ 56 مليار دولار وتجنب خطر التعريفات الجمركية.
وقالت وزارة الخارجية اليابانية إنه من السابق لأوانه مناقشة الأمر.
ولم يتم الإعلان من قبل عن تفاصيل الاهتمام الياباني المحتمل بمشروع ألاسكا. وتحدث المسؤولون بشرط عدم الكشف عن هوياتهم لأنهم غير مسؤولين بالتحدث إلى وسائل الإعلام.
ومن بين الأوامر التنفيذية التي وقعها ترامب عندما تولى منصبه في 20 يناير كان هناك أمر يعد بإطلاق العنان لإمكانات الموارد في ألاسكا، "بما في ذلك بيع ونقل الغاز الطبيعي المسال في ألاسكا إلى مناطق أخرى من الولايات المتحدة والدول المتحالفة معها في منطقة المحيط الهادئ".
وقد صاغ ترامب مشروع الغاز باعتباره فوزًا لألاسكا وحلفاء الولايات المتحدة في آسيا الذين يسعون إلى الحصول على مصدر مستقر للطاقة. لكن اليابان تتمتع بالفعل بإمكانية الوصول إلى الغاز الطبيعي المسال، وتداولت شركاتها نحو 38 مليون طن في العام الماضي ، وهو ما يزيد على نصف استهلاكها المحلي.
ومع ذلك، فإن خط أنابيب ألاسكا قد يساعد اليابان على تنويع إمداداتها بعيداً عن المصادر الأكثر خطورة مثل روسيا، التي تمثل نحو عُشر وارداتها من الغاز، والشرق الأوسط.
وقال إيشيبا في البرلمان اليوم الجمعة إنه في حين تحتاج اليابان إلى تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، "فهناك أشياء يجب أن نطلبها من الولايات المتحدة فيما يتعلق بإمدادات الطاقة المستقرة"، ولم يذكر تفاصيل أو يذكر مشروع ألاسكا.
وحذر المسؤولون من أن إيشيبا لن يكون قادرا على تقديم التزامات حازمة بشأن الغاز الطبيعي المسال، بما في ذلك الاستثمار في مشروع ألاسكا، عندما يلتقي ترامب، وقال مسؤول رابع إن أي صفقة يجب أن تقدم أسعارا معقولة ومرونة، بما في ذلك السماح للمشترين اليابانيين بإعادة بيع الغاز الطبيعي المسال الذي يشترونه.